الفلسفات السياسية هي عبارة عن النظريات والافكار التي تسعى لدراسة تأثير مختلف المثاليات السياسية على المجتمع، ودورها في تشكيل الافكار الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. تتراوح الاسئلة التي تشغل اهتمام الفلسفة السياسية من وصف الحالة الحقيقية للانسان على المستوى الوجودي، الى انواع النظم الاجتماعية الضرورية لترويض وتنظيم الطبيعة.

في هذا السياق، هناك قدر من الحقيقة في القول ان الاجوبة او الرؤى التي تطرحها تلك الفلسفات هي ليست بالضرورة اصلية. افلاطون، وهو تلميذ سقراط كان منشغلا تماما بالفلسفة السياسية ووضع لنفسه مهمة تصور مجتمع يعمل بشكل سليم. مجتمع افلاطون المثالي كان يتكون من الحكام والجنود والجماهير. جميع هذه الاصناف ضمن المجتمع صُممت في عمر الشباب لتلعب دورا اجتماعيا يساهم ايجابيا في تحسين الميدان الاجتماعي.

في سياق تاريخ الفلسفة السياسية، برز افلاطون كواحد من اهم المنظرين السياسيين الموهوبين ان لم يكن احسنهم. ومع انه يفحص بدقة حاجات المجتمع، هو كان قادرا على تمييز حاجات المجتمع بالاضافة لحاجات الفرد. هو قهر ايغو الانسان حينما اعترف بان الفرد لا يستطيع البقاء بمفرده وان جميع الناس يعتمدون على بعضهم لكي يعيشوا حياتهم. فكرته عن الجماعة المنظمة كانت محط اهتمام العديد من النقاشات في الفلسفة السياسية وكانت نقطة الانطلاق التي بواسطتها خلق العديد من الفلاسفة السياسيين بيئتهم الاجتماعية المثالية. مع ان نظرياتهم ليست متطابقة مع نظرية افلاطون، لكن علامات لنظام افلاطون كانت بالتأكيد حاضرة.

توماس هوبز الفيلسوف السياسي للقرن السابع عشر لديه بعض النظريات والافكار مشابهة تماما لنظريات افلاطون. رؤية هوبز لدولة الطبيعة كانت بدائية جدا: هو شعر انه في دولة الطبيعة تسود حرب الجميع ضد الجميع. في دولة الطبيعة كانت العدالة مستحيلة لأنه بدون مجموعة من القيود والهياكل، سيكون لكل فرد الحق بعمل اي شيء يرغبه وستكون الفوضى امرا حتميا.

الطريقة الوحيدة للهروب من حالة الفوضى التعيسة كانت ان يوافق كل الناس على ميثاق اجتماعي. شروط الميثاق هي ان يُعطى الحاكم المطلق الحرية الكاملة في التعامل مع المواطنين. الملك مُنح له الخيار في حماية حياة المواطنين. ومن المفارقة ايضا ان الملك لديه الحق في سلب حياة مواطنيه (حين يصبحون عرضة القتل). لحسن الحظ لم يتخل المواطنون عن حقهم في المقاومة، وفي الحقيقة، سُمح لهم ولكن(دون جدوى). بما ان الملك يحافظ على حياة الاكثرية ويمارس سلطة مطلقة، فان الميثاق سيُعتبر ناجحا وبالتالي سيُخلق المجتمع المدني. الميثاق الذي اُقترحه هوبز في (التنين) قصد به المحافظة على مصلحة السلم العام. وبما ان الناس لا يقتلون بعضهم، فان الصالح العام سيتم بلوغه والملكية المطلقة ذاتها ستعتبر ناجحة.

هناك تشابه واضح بين افكار هوبز ونظرية افلاطون في المجتمع المدني. افلاطون اشار الى الاعتمادية المتبادلة داخل المجتمعات وفيما بينها وان لا حياة لأحد بدون هذه الاعتمادية او بدون المجتمع الموجه. هوبز استخدم افكار افلاطون في الاعتمادية الى الحدود القصوى حينما اشار الى ان الرجال والنساء سيقتل بعضهم لكي ينجوا بحياتهم. لماذا؟ لأن الناس الآخرين لديهم ما نحتاجه لكي نحافظ على حياتنا، سواء كانت ملكية او طعام او غيرها. ولكن لماذا نحن حقا بحاجة الى المجتمع المدني؟ لأن الناس انانيون ويرغبون بعمل اي شيء ممكن حتى وان انتهكوا الاخرين من اجل انفسهم. فقط في المجتمع الذي توضع فيه القيود والقوانين على الناس، سيعمل الافراد الى جانب بعضهم بدلا من القتال لأجل البقاء وسيستخدم كل فرد ما لديه من موارد وخبرة لمصلحة المجتمع. طريقة هوبز في حكم مجتمع كهذا تختلف عن طريقة افلاطون لكنها لاتزال تنبع من نفس الاساس. الملكية التي يصفها هوبز ستُمنح حرية كاملة في التصرف ويناط بها اتخاذ ما يلزم لتحقيق ما هو افضل للمجتمع ككل.

ونفس الشيء بالنسبة لحكام افلاطون الذين هم مسؤولون عن توحيد الجماعة بأمل تأسيس مجتمع مدني قوي ومزدهر. الفرق الواضح بين تصوري هوبز وافلاطون للحكام هو ان حاكم افلاطون سيكون مختارا طبيعيا بسبب حكمته المتأصلة، بمعنى اخر، حاكم افلاطون يولد حكيما وقصد به ان يكون في موقع الحاكم، اما حاكم هوبز هو احد المواطنين يتم اختياره ويُعترف به كحاكم مطلق في ميثاق المجتمع.

الكس دي توكفيل Alexis De Tocqueville هو فيلسوف سياسي بارع في القرن التاسع عشر برزت افكاره من الاصول الفلسفية لافلاطون، توكفيل جاء من ارستقراطية فرنسا وذهب الى امريكا اساسا لدراسة نظام العقوبات. ولكن بدلا من متابعة اعماله، وجد نفسه مفتونا بالنظام السياسي الذي شغل امريكا. عمله "الديمقراطية في امريكا" جسّد مقارنة سياسية بين الارستقراطية والديمقراطية. بدلا من دراسة الناس في دولة الطبيعة البسيطة، كما فعل افلاطون وهوبز، ركز توكفيل على الحاضر وعلى البناء السياسي الافضل للناس في المجتمعات القائمة سلفا. هذه الطريقة في بناء فلسفة سياسية كانت مختلفة عن طريقة هوبز وافلاطون، مع ذلك انها كانت فعالة في تحليل ومعرفة نوع البناء الاجتماعي الذي يساهم في تحقيق الصالح العام للافراد ضمن مجتمع معين.

توكفيل كان مسحورا بمقدار الحرية السياسية التي يمتلكها كل الناس من ادنى الى اعلى طبقة. هو كان مندهشا بالكيفية التي تدار بها امريكا للحفاظ على مثل هذا النظام السياسي القوي بدون امتلاك سيطرة مركزية حزبية لها القول المطلق والنهائي في تمرير القوانين. ما يدهشه كثيرا هو اشتراك الناس حتى اولئك المنحدرين من الطبقة الفقيرة في رسم القواعد والقوانين التي تستطيع الحكومة تمريرها. هذا كان واضحا في النظام القضائي الامريكي حيث كل فرد كان قادرا على ان يكون قاضيا ويقرر مصير الافراد الاخرين. هو كان مندهشا بان الفرد اثناء المحاكمة لم يكن يُستمع له من قبل محلف منفرد، وانما يُعطى الفرصة ليضع قضيته امام هيئة محلفين من زملائه من كل الطبقات الاجتماعية والمالية. هذا وفر للمدّعي فرصة متساوية بالعدالة طالما يتم اختيار القاضي عشوائيا من كل طبقات المجتمع بصرف النظر عن منزلته الاجتماعية والمالية. هو اُعجب في هذا النوع من النظام القضائي الذي يستطيع حماية حقوق الافراد ويحافظ على إعلان الامة في الصالح العام. كان يرى ان القاضي المختار هو اقرب الى مفهوم افلاطون في "الحراس" الذين كان عليهم الدفاع عما اسسه المؤسسون القدماء.

ومن الاشياء الاخرى التي ذهل بها توكفيل هي السهولة التي يصوت بها المواطنون الامريكيون عن آرائهم. اي، رغم افكارهم، هم اكثر رغبة في اتباع القواعد والقوانين التي تضعها الامة، حتى لو لم تكن منسجمة مع فلسفتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية المعينة. هو توصل الى الاستنتاج التالي:

"طالما ان الاغلبية لم تتقرر بعد، فان النقاش سيجري، ولكن حالما يصبح اعلان القرار لارجعة عنه فان كل شخص سيصمت، والمعارضون بالاضافة للاصدقاء متحدون في الموافقة على صوابية ذلك القرار..".

بما ان القرارات كأي من القواعد والقوانين التي يجب ان تُمرر يتم اقرارها من جانب الاغلبية بعد دراسة السلبيات والايجابيات، فان الناس اكثر رغبة للخضوع للقرار لأنه يُدرس ويُحلل ويُعرض من كلا الجانبين وليس فقط من جانب الملك الهوبزي ذو القول المطلق. هو استنتج، ان غياب الملك هو لضمان ان هدف الخير العام لا يتضرر بالعدالة. الطريقة التي تتعامل بها امريكا مع مواطنيها تسمح بتعديل القوانين وبالفرص المتساوية لكل من يريد النجاح بصرف النظر عن التاريخ العائلي السابق للافراد.

هنا ربما يبرز تشابه آخر مع جمهورية افلاطون حينما يوجه توكفيل انتباهه للكيفية التي يعمل بها الناس في امريكا مع بعضهم في محاولة بناء جماعة قوية: بدلا من القتال فيما بينهم لأجل البقاء، هم واعون بأهمية اعتمادهم على بعضهم. شخص واحد لا يستطيع تمرير القوانين في امريكا، تصويت الغالبية مطلوب لكي تمرر القوانين والحوكمة، والتي ستكون لمصلحة الخير العام وليس فقط للفرد. توكفيل استكشف الخير العام لأمريكا وكان قادرا على التشخيص الدقيق لسبب استمرارية التقدم في النظام السياسي الامريكي في مثل هكذا اطار ديمقراطي بدون اي انفجارات فوضوية كبيرة. بعد شرحه للشعب وللنظام السياسي، اصبح استنتاجه واضحا: الناس الذين جاؤوا الى امريكا جاؤوا من مختلف الاصول واجتمعوا الى بعضهم بحثا عن الخير العام. الخير العام في عقلية امريكا كان الاستقلال، والاستقلال يوجد فقط وكليا في المجتمع الديمقراطي. الناس الذين قدموا الى امريكا جاؤوا من اماكن القمع وانظمة الحكم الملكية وكانوا يخشون جدا من هكذا حكم. مع الآباء المؤسسون لامريكا الجميع متفقون انهم ارادوا نظاما آمنا يمنع اي نوع من الملكية، وهو ما قاد الى تجسيد الخير العام لجميع المواطنين.

هذا الاتفاق، مع انه مختلف جدا في المحتوى، لكنه كان مساويا الى فكرة ميثاق هوبز التي بواسطتها يجب ان يُنظم كل المجتمع، اي عبر اتفاقية يبارك بها الجميع. ما اثار الالتباس لدى توكوفيل هو لماذا كانت هذه الترتيبات الديمقراطية ممكنة في اوربا. في دراسته المقارنة هو اراد معرفة لماذا النظام الديمقراطي في امريكا بالذات كان حيويا هناك، ولكن ليس في قارته اوربا. التبرير الذي جاء به كان ملفتا. هو استنتج ان الطرق الارستقراطية في اوربا كانت راسخة جدا في النظام السياسي لدرجة ان اي محاولة لتطبيق اسلوب الديمقراطية الامريكية ستسبب صراعا اكثر من الاطراء في ميدانها الاجتماعي. الناس في اوربا مسحورون بماضي الاسلاف والثقافة. ولأن هذه المجتمعات تقود الحياة بمثل هذه التمايزات الاجتماعية فان اي مسعى للمساواة التامة سيقود الى اضطراب اجتماعي كبير.

جلب الناس من جميع الطبقات الاجتماعية العليا والدنيا الى النقطة التي لم يعودوا بها منفصلين وفق القيود المالية او العائلية سيسبب فوضى في المجتمع. الناس ذوي النسب القريب جدا لقلوبهم، سيدفعهم الشعور برغبة الايذاء والقسوة الى خلق فوضى عارمة تتجاوز بثقلها فوائد الوحدة الاجتماعية المتوقعة عادة بوجود المساواة والاستقلال. الديمقراطية لن تكون لمصلحة الدول الاوربية او لمشاعر التقاليد القوية التي تتمسك بها تلك الامم. الخير العام لاوربا ليس بالضرورة هو ذاته في امريكا. توكفيل استنتج الجواب، والذي بالنسبة له بدا صائبا جدا عند مقارنة الاتجاهين مع هيكل الحكومة. هو كان عمليا عندما قرر ان يبني مُثله الاجتماعية على المواقف المتجسدة للناس بدلا من محاولة البدأ من موقف مختلف جدا مرتبط بالمراحل البدائية الطبيعية للانسان. مع ان هذا المظهر من بحثه يختلف عن ذلك السائد لدى افلاطون وهوبز، لكنه لايزال يسمح له ليأتي بحل مشابه للفيلسوفين السابقين. طريقة توكفيل للنظر للمجتمع سمحت له ادراك ان الديمقراطية ربما هي احسن طريقة لبلد معين لبلوغ خيره العام، لكنها ليست مناسبة لدول اخرى.

ماركس، كما افلاطون وهوبز وتوكفيل لديه رؤية عن كيفية ان انقسام الجماعة بالطبقة الاجتماعية سيأخذ بناءا اجتماعيا جديدا يكون مفيدا لكل المواطنين ضمن المجتمع وليس فقط للارستقراطيين. مجتمع ماركس المثالي سيكون "لاطبقي". هو رأى هيكل المجتمع نتيجة للتاريخ الذي سياتي في النهاية الى حالة من التوازن. النقطة الاساسية في رؤيته للمجتمع الطبقي كانت نهاية الرأسمالية. يرى ماركس، ان الرأسمالية هي طريقة استخدمتها البرجوازية لاستغلال العمال كي تزيد قيمة انتاجهم. لكن ماركس شعر بان الرأسمالية احتوت على بذور فناءها: النهم في المنافسة والسيطرة على انتاج السوق. الرأسمالية السائدة بين المنتجين لإنتاج المزيد من السلع سيقود بالنهاية لخروجهم من الاعمال، لكن مع قلة المنافسة هذه سيكون هناك القليل من البروليتاريين المقهورين. هذا غيّر المجتمع بقوة من كونه رأسماليا الى جماعة اشتراكية. وبالنهاية سوف ينتقل هذا المجتمع المتغير باستمرار من مجتمع اشتراكي الى مجتمع لاطبقي تماما.

اعتقد ماركس جازما ان التصنيع كان العنصر الرئيسي للمجتمع اللاطبقي الجديد. هو يرى ان المزيد من المكائن التي تتولى الجزء الاعظم من الانتاج سوف تحرر الانسان من القسوة التي يتحملها العمال. وبما ان المكائن تستطيع انتاج الكثير في فترة اقصر، هو رأى ان هناك انتاجا كافيا يسمح لكل شخص بحياة اكثر سخاءا. وعليه، فان كل شخص لديه امكانية الوصول الى هذه الحياة المختلفة، ولذا فان المجتمع سيتغير من الارستقراطية الى المجتمع اللاطبقي. هذا المناخ اللاطبقي سيكون مناخا شيوعيا وحيث لا احد يمتلك الارض، اذ ستكون الملكية والسلع المنتجة تحت وصاية الدولة وليس افراد المجتمع. نظرية ماركس للدولة باعتبارها لجميع الملكيات، هي من حيث الجوهر، وضعت كل عضو في الدولة على قدم المساواة. وبسبب ان الدولة تملك كل الملكيات، فهي قادرة على توزيع كل البضائع على جميع المواطنين. هذا كفل تلبية رفاهية جميع المواطنين وليس فقط النخبة، وبالتالي تحقيق الصالح العام.

بسبب حساسية ماركس تجاه حاجات البروليتاريا وحاجات الطبقة الوسطى، فان فلسفته السياسية اكتسبت هدفا تيلولوجيا في الخير العام الموجه للجميع وليس فقط للنخب من المواطنين الذين يسيطرون على وسائل الانتاج. ذهنية ماركس وضعته في نفس الصف مع افلاطون وهوبز وتوكفيل. هو بحث عن وسائل تحسين الجماعة فكانت الشيوعية المفهوم الاخير الذي برز ضمن تفكيره منذ ان شعر ان هذه الفلسفة السياسية يمكنها حقا تعزيز حياة الجميع بمثل هذه البيئة. مع ان هوبز سعى الى الحكم الملكي بقائد منفرد يقود الدولة، وديكوفيل اكتشف ان ما هو خير لدولة معينة ليس بالضرورة خير لاخرى، ماركس شعر ان الحكومة الشيوعية ستعمل افضل ما يمكن وفق مفهومه للدولة، هم جميعهم يشتركون بهدف مشترك.

ما هو واضح في الفكر السياسي لهؤلاء الفلاسفة هو البحث عن الدولة التامة. هم يشتركون في نفس الهدف وهو البحث عن الحل النهائي الذي يحل المأزق الذي تواجهه دولهم: وبالنهاية، هم كانوا يبحثون عن الفلسفة السياسية التي تلبي طموحات الخير العام. ما يميز بينهم من حيث الجوهر هو الطريقة التي اعتمدوها في محاولة الوصول الى تيلولوجيا سياسية واجتماعية. افلاطون كان الاقدم في افكاره وطموحه كان مرتكزا على المعرفة التي اكتسبها من استاذه سقراط. رؤيته في متابعة الخير العام لجماعة الناس وليس فقط للفرد كانت الفكر المؤسس الذي كان له تأثير عميق على العديد من الفلاسفة السياسيين اللاحقين. هوبز وتوكفيل وماركس جميعهم كان لهم تأثير هائل ليس فقط على الفلسفة السياسية وانما ايضا على تاريخ الافكار. غير ان اصل تفكيرهم يكمن في بحث افلاطون عن الخير العام. كتابات هوبز وتوكفيل وماركس كانت "الاغصان" المتفتحة من النبتة التي زرعها افلاطون والذي تدين له الفلسفة السياسة كثيرا. بدون التحقيقات الاولى لأفلاطون سوف لا يكون لدينا الاساس القوي الذي سمح لنا اليوم للبحث عن وسائل للاقتراب نحو هدف تحقيق الخير النهائي للمجتمع.

* Pathways school of philosophy, pathways to philosophy
...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق