ثمة ما يدعوا وبشدة الى القلق والاستنفار فناقوس الخطر دق ولم يعد الوضع يحتمل الصمت او التأجيل والاضطرابات المختلفة وانعكاساتها السلبية على الأطفال وسلوكهم ومستقبلهم. حيث انتشرت في الآونة الأخيرة في اشرطة النشرات الإخبارية وفي الحياة اليومية العديد من الاعتداءات المتنوعة والكثيرة التي يتعرض لها الأطفال في المرافق العامة كأن تكون في المدرسة او الشارع او حتى في البيت.

لكن ما يدعوا للدهشة والاستنفار ان يتعرض الأطفال الى الاعتداءات في دور العبادة هذا شيء يفوق الاحتمال ويدعوا الى وقفة امام هذا العالم الذي أصبح يحمل من الجرائم ابشعها للإنسانية وفي أماكن هي في الاغلب يلتجئ اليها من يتعرض للظلم او الأذى لكي يحتمي بها من الوحوش الذين يطاردونهم في الخارج.

لكن يصطدم بواقع مر ومخيف ان الملاذ الامن أصبح مكان تجتمع فيه ابشع جرائم الإنسانية تجاه ارق خلق الله واضعفهم هم الأطفال ربما كان آخر ما يتوقع في وسط هذا العالم الخطير المليء بالجرائم ان تحدث جرائم اعتداءات جنسية بحق الأطفال الأبرياء في الكنيسة التي تعتبر من الأماكن المقدسة واحد دور العبادة.

حيث لا يكاد ان يمر يوم دون ان نسمع فيه اعتداء معين على أطفال في احدى الكنائس في دول العالم ومن أبرز تلك الاعتداءات ما حدث في السلفادور عندما قام ثلاثة قساوسة من السلفادور بالاستغلال الجنسي لأطفال قصر هذا ما أعلنته الكنيسة الكاثوليكية وقامت الكنيسة بتوقيفهم عن أداء مهامهم في الكنيسة إضافة الى محاكمتهم.

تعيش الأطفال مأساة ومعاناة داخل الكنائس التي هي المفروض أماكن تنقية وتهذيب النفوس لكن على مايبدوا هي عكس ذلك بسبب القس الغير منضبطين والمنحرفين الموجودين داخل الكنائس حيث تواجه الكنيسة الكاثوليكية في استراليا مزاعم انتهاكات للأطفال منذ 60 عاما.

من خلال مسح أجرته الكنيسة شمل عشر مؤسسات دينية و75 هيئة كنسية لجمع البيانات عن انتهاكات القساوسة والآباء والراهبات وغيرهم من العاملين بالكنيسة في الفترة من 1950 إلى 2009. وجرت محاكمات في 27 حالة فقط من 309 حالات انتهاك أحالتها اللجنة للشرطة الاسترالية ويجري التحقيق في 75 حالة أخرى.

لمدة ستين عام انتهاكات واستغلال جنسي يتعرض اليه الأطفال هذا يدل على تنشئة أجيال محطمة وتعاني من أزمات نفسية كبيرة ويرى أبرز قساوسة الكنيسة إن الكنيسة ارتكبت "أخطاء جسيمة" واختيارات "كارثية" برفضها تصديق الانتهاكات التي تعرض لها الأطفال فنقلت قساوسة من أبراشية لأخرى واعتمدت بشكل مبالغ فيه على التشاور مع القساوسة لحل المشكلات.

ومن استراليا الى الارجنتين التي اثارت قضية اعتقال الراهبة اليابانية غضب المنظمات الحقوقية وذلك نتيجة الجريمة التي قامت بها الراهبة وهي بعيدة كل البعد عن الإنسانية وحقوق الأطفال حيث قامت المتهمة بجريمة التحرش الجنسي التي طالت 27 فتى من ضعاف السمع اثناء عملها في أحد المدارس بغرب البلاد.

حتى الأطفال المعاقين لم يسلموا من وحشيتهم أطفال يعانون من إعاقة السمع ويستغلون جنسيا من قبل استاذتهم كيف تتجسد صورة الإنسانية بهذه التصرفات البشعة وماهي نتائج هذه الاعمال فبجرد انه طفل يعاني من إعاقة جسدية المفروض يعامل معاملة خاصة تجنبا لحالته النفسية لكن هم يتعرضون الى استغلال جنسي يدمر نفسيتهم ورغبتهم في الحياة.

من اجل ذلك التقى البابا فرنسيس عدة مرات بضحايا الانتهاكات الجنسية في الفاتيكان وفي رحلاته الخارجية لكي يشارك الضحايا آلامهم بسبب هذه الخطيئة خطيئة ما حدث وخطيئة التقاعس عن المساعدة وخطيئة التكتم والإنكار وخطيئة استغلال السلطة وفق ماصرح به البابا في رسالة له الى أساقفة في جميع أنحاء العالم ودعاهم أن ينتهجوا سياسة عدم التسامح بشكل مطلق مع رجال الدين الذين يمارسون الانتهاك الجنسي ضد الأطفال وطلب السماح على.

البابا فرنسيس: إنها خطيئة تصمنا كلنا

في نفس الشأن أبلغ البابا فرنسيس أساقفة في جميع أنحاء العالم أن عليهم أن ينتهجوا سياسة عدم التسامح بشكل مطلق مع رجال الدين الذين يمارسون الانتهاك الجنسي ضد الأطفال. ومنذ انتخابه في 2013 اتخذ فرنسيس بعض الخطوات لاستئصال شأفة الانتهاك الجنسي في الكنيسة وتطبيق ممارسات لحماية الأطفال لكن جماعات الضحايا تقول إنه لم يبذل ما يكفي من الجهد لاسيما في محاسبة الأساقفة الذين تغاضوا عن الانتهاك الجنسي أو تكتموا عليه.

وكتب البابا في الرسالة "تدرك (الكنيسة) خطايا بعض أعضائها. معاناة القصر الذين انتهكوا جنسيا على يد قساوسة وتجاربهم وآلامهم. إنها خطيئة تصمنا كلنا". وتابع قوله "أود أن نجدد التزامنا الكامل بضمان عدم حدوث مثل هذه الفظائع بيننا.دعونا نتحلى بالشجاعة الضرورية لاتخاذ كل الإجراءات الضرورية ولحماية حياة أطفالنا بكل الطرق حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم. في هذا المجال دعونا نلتزم بوضوح وإخلاص بعدم التسامح." وفق رويترز.

وقالت آن باريت-دويل مؤسسة جماعة (بيشوب أكاونتابيليتي دوت كوم) للأبحاث والمراقبة ومقرها الولايات المتحدة في رسالة بالبريد الالكتروني "يواصل هذا البابا المناداة بعدم التسامح لكنه لا يقننه. هو يعلم جيدا أن قانون الكنيسة لا يتضمن بندا عن عدم التسامح. عدم التسامح مجرد كلام. الحقيقة المحزنة أن الكنيسة لم تغير بعد أسلوبها كي تجعل عدم التسامح واقعا ملزما."

استراليا: فشل الكنيسة في حماية الأطفال

على صعيد متصل تتابع لجنة التحقيق الملكية قضايا التحرش الجنسي في الكنيسة منذ 2013 وقد جمعت شهادات مروعة من عدد من الضحايا. وبعد تحقيقات استمرت اربع سنوات، نشرت المحامية التي ترئس الاعمال الاحصاءات التي تكشف حجم هذه التجاوزات. وتفيد هذه الارقام ان سلطات الكنيسة ابلغت ب4444 واقعة تتعلق باعتداءات جنسية على اطفال.

وقالت المحامية غايل فورنيس "بين 1950 و2010، وبشكل عام، كان سبعة من كل مئة كاهن من الذين يشتبه بارتكابهم" اعتداءات جنسية ضد اطفال. واشارت الى انه في بعض الابرشيات كانت هذه النسبة تبلغ 15 بالمئة من الكهنة الذين يشتبه بارتكابهم اعتداءات جنسية على اطفال.

واضافت ان "الروايات متشابهة ومحزنة. كان يتم تجاهل الاطفال والاسوأ انهم كانوا يعاقبون". وتابعت ان "الرعويات التي كانوا ينقلون اليها كانت لا تعرف شيئا عن ماضيهم. لم تكن الوثائق تحفظ بل يتم اتلافها. السر هو سيد الموقف والقضايا كانت تخنق". وكان معدل عمر الضحايا عشر سنوات للبنات و11 عاما للصبيان. وتسعون بالمئة من 1880 مشتبها بارتكابهم اعتداءات جنسية على اطفال، هم رجال. وفق فرانس برس.

وشكلت الكنيسة الاسترالية مجلسا للحقيقة والعدالة لمواجهة الوضع. وقال مدير هذا المجلس فرنسيس ساليفان امام اللجنة ان "هذه الارقام تثير صدمة ومأساوية ولا يمكن الدفاع عنها".

وقال سوليفان للجنة في سيدني "هذه الأرقام صادمة. إنها مأساوية ولا يمكن الدفاع عنها." وأضاف "نحن ككاثوليك ملطخون بالعار."وحبس دموعه وهو يصف "الفشل الكبير الذي أظهرته الكنيسة الكاثوليكية في استراليا في حماية الأطفال."

وكانت اللجنة استمعت الى اعلى ممثل للكنيسة الكاثوليكية في استراليا الكاردينال جورج بيل "وزير" الاقتصاد في الفاتيكان، بشأن رد فعله على الاتهامات بالاعتداء الجنسي على اطفال من قبل كهنة في ولاية فيكتوريا في سبعينات القرن الماضي. واتهم الكاردينال شخصيا ايضا بتجاوزات من هذا النوع عندما كان اسقفا لسيدني في 2002، لكنه نفى ذلك بشكل قاطع.

السلفادور: استبعاد التسامح مع العنف الجنسي

هذا وقد أعلنت الكنيسة الكاثوليكية في سان سلفادور إن ثلاثة قساوسة من السلفادور أدينوا بالاستغلال الجنسي لقصر خلال محاكمة كنسية وقد تم وقفهم عن أداء مهامهم الكنسية. ولم تدين الحكومة السلفادورية الرجال الثلاثة بأي جرائم جنائية. واستبعد البابا فرنسيس التسامح مع العنف الجنسي ضد الأطفال وتعهد باجتثاث الاستغلال الجنسي في الكنيسة. وفق رويترز.

وقال خوسيه لويس إيسكوبار رئيس الأساقفة في سان سلفادور إن فرانسيسكو جالفيز وأنطونيو مولينا وجيسس ديلجادو كاتب سيرة وسكرتير كبير الأساقفة السابق الذي تم اغتياله أوسكار أرنولفو روميرو تم فصلهم عقب محاكمة جنائية عقدت في الفاتيكان خلصت إلى أنهم ارتكبوا جرائم جنسية في الفترة ما بين عامي 1980 و2000.

الارجنتين: توقيف راهبة يابانية

من جهتها أوقفت السلطات الأرجنتينية راهبة يابانية في الثانية والأربعين من العمر على خلفية ضلوعها في قضية تحرش جنسي طالت 27 فتى يعانون ضعفا في السمع في مدرسة في غرب البلاد، وفق ما كشفت مصادر قضائية. وكانت الراهبة كوساكا كوميكو فارة من السلطات منذ أكثر من شهر قبل أن تسلم نفسها للشرطة. ويشتبه في أن ثلاثة كهنة واثنين من موظفي المؤسسة التعليمية، وهم جميعهم في السجن، ضالعون أيضا في هذه القضية. وفق فرانس برس.

وبحسب وسائل إعلام محلية، كانت الراهبة مكلفة برصد الضحايا المحتملين بين التلاميذ. ويشتبه في أن الأفعال وقعت في معهد بروفولو المخصص للأولاد الذين يعانون من مشاكل سمعية في ميندوسا غرب الأرجنتين. وفتح تحقيق بعد عدة شكاوى وحوالى 30 إفادة. وقالت الراهبة أمام المدعي العام المكلف بهذه القضية الذي أمر بحبسها في سجن للنساء "أنا بريئة. ولم أفعل سوى الخير".

أطفالنا في خطر

لذا ومن خلال ما ور انفا على المنظمات الحقوقية والجهات المختصة ان تتخذ إجراءات وخطوات مهمة امام هذه الانتهاكات البشعة للأطفال ووضع رقابة خاصة لهم في الكنائس بصورة خاصة والأماكن العامة ووضع عقوبة كبيرة لمرتكبي الاستغلال الجنسي للأطفال..

أطفالنا في خطر يجب ان تبدأ المراقبة والاهتمام من البيت والاسرة الى المرافق العامة واكبر مكان في الدولة هم جيل المستقبل يجب ان نرفع معاير الخوف والرهبة بيننا وبين ابناءنا حتى ان تعرضوا لمثل هكذا موقف او انتهاك لايملئ الخوف قلوبهم لمصارحتنا...

وأيضا للمدارس دور كبير في ذلك من خلال التوعية لمثل هكذا مواقف وتنبيه الأطفال كيف يتصرفون عندما يتعرضون لمضايقات جنسية او ماشابة ذلك وعلى الجهات المختصة مراقبة المدارس وخاصة مدارس ذو الاحتياجات الخاصة حتى لايقعوا فريسة الاستغلال الجنسي كما حدث مع الأطفال فاقدين السمع.

اضف تعليق