q
من الطبيعي ان يصاحب الحروب آثار وتبعات نفسية جراء ما تحمله من أحداث مروعة وتهديد للأرواح، وبالرغم من صعوبة التحلي بالصبر واتباع الإرشادات التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب، إلا أن ذلك يساعد الفرد على النجاة من هذه الأزمة بأقل الأضرار النفسية وليس بدون اضرار نفسية...

في اوقات الازمات يتعرض الانسان الى موجات من القلق والتوتر والاحباط والخوف وكل هذه العوامل حتماً انها ستفقده جزء كبير من صحته النفسية، ومن اكثر الازمات اثراً نفسياً قاسياً على الانسان هي الحروب التي تطال منطقة او بلد او مكان ما لسبب او لآخر فما تذر انسان سوياً حتى وان حاول هو ان يبدو كذلك، فما هو اثر الحروب على النفوس؟، وكيف يمكن ان نسير امورنا ونرفع من طاقتنا الداخلية لئلا نصل الى مراحل الانكسار النفسي؟

في غزة الآن وقبلها في اليمن وقبلها في العراق وفي كافة بقع العالم عاش الملايين من الناس اوقات عصيبة اكاد اجزم انها من اصعب الاوقات واكثرها ثقلاً عليهم، اذ ان الانسان يفقد صوابه وهو يعيش تحت كل هذا الرعب الموجه ضده، لكن في الوقت ذاته قد ترى من يسير حياته دون ان يتوقف او يعجز بينما فشل الكثير من الناس من الاستمرار تحت هذا الضغط مما يقلل من فرص تقدمهم النفسي نتيجة للعوامل النفسية النابعة من تلك الحروب.

يحصل ان الكثير من الناس وربما نحن منهم ليسوا ملاصقين لمناطق الصراع ولم نر القصف الا عبر الشاشات لكننا قلقون بشأن ما يحدث وهذا ربما يفسر بحقيقة ان ادمغتنا تبحث عن التهديدات لتفاديها وبالتالي حمايتنا من المخاطر المحتملة، لذا فإن القلق اليوم يتردد بلا توقف بين قنوات الاخبار ووسائل التواصل الاجتماعي، مما جعلنا نعيش الحرب لحظة بلحظة.

من الطبيعي ان يصاحب الحروب آثار وتبعات نفسية جراء ما تحمله من أحداث مروعة وتهديد للأرواح، وبالرغم من صعوبة التحلي بالصبر واتباع الإرشادات التي تساعد في الحفاظ على الصحة النفسية أثناء الحرب، إلا أن ذلك يساعد الفرد على النجاة من هذه الأزمة بأقل الأضرار النفسية وليس بدون اضرار نفسية لان مسألة خروج الانسان من الحروب كما كان قبلها مسألة مستحيلة الحصول وغير ممكن مطلقاً ولو اجتهدنا في ذلك.

اعراض قلق الحرب

ما ان ترى مجتمعاً تعرض للحرب حتى ترى احدى هذه الاعراض او ربما جميعها واضحة على الافراد في ذلك المجتمع بنسب متفاوتة تبعاً لخاصائص كل فرد النفسية وطبيعته الاجتماعية وطريقة تنشئته، وابرز العلامات هي:

الاعراض العقلية التي تتمثل مخاوف خارجة عن السيطرة بصورة مبالغ فيها وصولاً الى امتناع الانسان عن مغادرة منزله الا للضرورة القصوى وان كان ليس بقربه امر خطير، صعوبات في النوم وكوابيس تستمر لايام حتى تصل بالانسان الى الانهيار الجسدي الناتج من الارهاق، غضب موجه لجماعات أو لأعضاء الأسرة أو الأصدقاء الذين لا يشاركونك وجهة النظر أو المشاعر ذاتها.

اما الاعراض الجسمانية فتتمثل بمشكلات في المعدة، الغثيان، تسارع نبضات القلب ،الدوخة، تنميل أو وخز في الأطراف، تشنج عضلي، اصفرار الوجه، وفي حالات كثير التقيئ والاسهال وغيرها من الامور التي تظهر على الانسان الذي يصارع هذا القلق.

كيف نواجه خطر قلق الحرب؟

يمكننا ان نقلل من خطر الحرب الى حد بعيد عبر عدة امور وهي:

التغير من العادات ومنها عادة الاطلاع على الاخبار على رأس كل ساعة وهذا يجعل الكثير من الاحداث تمر دونما تعرف بها، ويفضل تغير وقت الاطلاع على الاخبار في وقت الظهر او العصر وليس قبل النوم لان ذلك سيسبب ارقاً طارداً للنوم، وهذا التغيير لهذه العادة ربما الأكثر فعالية في مكافحة قلق الحرب المزعج للانسان.

ومن الاهمية بمكان ان لا ينزوي الانسان يونفرد بحاله في اوقات الحروب بل يجب الانخراط في التجمعات البشرية القريبة منه لان ذلك سيمنحه شعور بالامن النابع من ايمانه بكون ما يصيب الجميع سيصبه والعكس هو الصواب وبالتالي يخف القلق لديه بصورة كبيرة.

وللعامل الديني اثر فعال في تخفيف اثر القلق على الانسان في حالات الحروب، فحين يؤمن الانسان بأن الله هو من يقدر كل شيء في هذه الحياة فيقدم الخير ويؤخره ويقدم الشر ويؤخر بحكمته، هذا الايمان يقيناً انه سيبقى الانسان محافظاً على توازنه بعيداً عن الانكسار والهزيمة النفسية وهذا هو الذي نبتغيه، حما الله الاسلام والمسلمين ونصرهم على اعدائهم في كل موطن وموقف انه سميع الدعاء.

اضف تعليق