الاكتئاب هو اضطراب المزاج الذي يسبب شعوراً متواصلاً بالحزن، وفقدان المتعة، والاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز، وقد يكون مصحوبا بالشعور بالذنب، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات، ويؤثر المرض في المشاعر، والتفكير، والتصرفات؛ مما يسبب كثيراً من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية...

في عصر التحديات الكبيرة قبالة شح الموارد وغياب فرص العمل وغيرها من الظروف التي ادت الى انتشار الاكتئاب بصورة ملفتة للنظر، اذا بات الكثير من الناس يقبعون تحت وطئة مرض العصر الذي لا يسلم منه احد لكن بنسب منها ماهو طبيعي يزول بعد موجة خفيفة ومنها ماهو ملازم وهذا الذي يستدعي القلق منه والبحث في اسبابه ومن ثم معالجته، اليوم سنتحدث عن جزئية استشراء مرض الاكتئاب بين الشباب وسنتعرض الاسباب المؤدية ومن ثم نقترح معالجة للحد منه.

يعرف الاكتئاب بأنه "اضطراب المزاج الذي يسبب شعوراً متواصلاً بالحزن، وفقدان المتعة، والاهتمام بالأمور المعتادة، ونقص التركيز، وقد يكون مصحوبا بالشعور بالذنب، وعدم الأهمية، ونقص تقدير الذات، ويؤثر المرض في المشاعر، والتفكير، والتصرفات؛ مما يسبب كثيراً من المشكلات العاطفية والجسدية، والتي بدورها تؤثر في أداء الأنشطة اليومية".

لأننا نمارس حياتنا بين صفوف الشباب نلحظ قد اوغل فيه الاكتئاب وان لم يعلنوا هم ذلك فما يظهر عليهم يفضح سرهم، اذا تراهم( البعض) لا تهمهم الحياة فهم يعيشون فيها هامشيون لا مؤثرون ولا منتجون، يفتقدون الى التركيز الذهني على الاهداف ان وجدت في مخيلاتهم اهداف في الاصل، يجلدون ذواتهم على اشياء تحصل لهم هم ليسوا بطرف فيها من قريب ومن لا من بعيد، الشتاؤم يملئ حياتهم فبمجرد ان تحدثهم تشعر ان الدنيا تقف على شفا جرف النيران او انها ستنقلب بعد قليل، وربما يتحدث احدهم عن رغبته بالموت ومغادرة الحياة، كل هذه العلامات وسواها هي دلائل واضحة على الاصابة بالاكتئاب.

صنفت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب بأنه احد الاسباب الرئيسية المؤدية إلى الإعاقة في العالم، اذا يعاني نحو 10 في المئة من سكان العالم من اضطرابات نفسية ترتبط به قد توصل بالعض الى الانتحار الذي وصلت نسبه الى قرابة الـ(700,000) شخص في كل سنة وبذا يكون الانتحار رابع سبب رئيسي للوفاة عند الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة.

لمن الغلبة؟

اغلب الدراسات النفسية التي اجريت على المصابين بالاكتئاب اظهرت تساوي الذكور والاناث بنسب الاصابة، لكن الرجال اقل احتمالاً لطلب المساعدة لكونهم لا يفضلون الظهور بصورة الضعفاء وهم يعتمدون على انفسهم لتخطي الازمة، بينما لا تخفي النساء مشاعر القلق والحزن والضيق الناتجة من الاكتئاب وتفضل الفضفضة للصديقات وزميلات العمل والاخوات للخروج من الضيق وبذا اصبح تصوراً خاطئ انهن اكثر اصابة من الرجال.

الاسباب:

كثير هي الاسباب التي تدفع الشباب الى الشعور بالاكتئاب منها غياب فرص العمل التي توفر له ولعائلته حياة كريمة وامنة، فالأنسان حين لا يجد قوت يومه حتماً سيشعر بالاكتئاب وغياب الرغبة في الحياة سيما لدى اؤلئك الذين امضوا سنين طويلة في الدراسة والتعب والذي يصابون بالاحباط بعد التخرج ليجدوا انفسهم على قارعة الطريق.

ثاني الاسباب هو الصورة المثالية التي يضعها الشاب في باله لحياته وحين يصدم بواقع عدم القدرة على تحقيق تلك الصورة لكونها مثالية غير واقعية فأنه سيصاب بعدم الرضا عن ذاته وبالتالي الوصول الى مرحلة الاكتئاب المرضية، السبب الثالث هو ان الكثير من الشباب وبسبب قلة وعيهم يريدون ان يعيشوا حياة غيرهم وبذا ينفصلون عن واقعهم الى ان يصدموا بصدمة تعيدهم الى والواقع.

كيف يبتعد الشباب عن الاكتئاب المرضي؟

يمكن ان يبتعد الشباب عن الاكتئاب عبر العمل على ايجاد فرصة عمل وان كانت ليست بمستوى الطموح لكن المهم ان يبتعد عن الانسان عن البطالة التي لا ينتج منها سوى الافكار الشيطانية الهادمة والتي تعيق تقدم الانسان ونموه النفسي، ومن الاهمية بمكان يكون الانسان واقعي وسيما الشباب لكي لا يفقدوا صوابهم في التخطيط لمستقبلهم وبذا هم يعيشون حياتهم لا حياة غيرهم، وكذلك لابد للانسان ان يؤمن بقدرته وبتقديرات رب العالمين بأنه سيكتب له النجاح شريطة البحث عن الفرص والعمل المستمر على تطوير الذات وبذا يمكن ان يسير الانسان بخطى ثابتة نحو الاستقرار النفسي.

اضف تعليق