يعرف العناد بأنه الرفض السلبي المستمر وقد يصل إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به وبالتالي الخروج عن الضوابط المحددة، العناد صفة سلبية يتصف بها كلّ من الرجل والمرأة...
يعرف العناد بأنه الرفض السلبي المستمر وقد يصل إلى درجة الخروج على السلطة والمبادئ والقيم والقوانين والعقائد والأعراف السليمة أو هو الخروج على ما ينبغي الالتزام به وبالتالي الخروج عن الضوابط المحددة، العناد صفة سلبية يتصف بها كلّ من الرجل والمرأة.
لا يتساوى الجميع في نسبة العناد رغم انه موجود عند جميع البشر دون استثناء يبدأ من الإصرار على الموقف ويتفاقم إلى درجات أعلى فقد يصل درجة حادة من التصلب في الرأي لذا ان صفة السلبية لازمة العناد ولم تلازم الرفض بكل اشكاله رغم ان العناد هو احد انواع الرفض لكن الدافع من وراءه هو الذي يحدد نوعه.
قد لا يفرق الكثير من الناس بين الرفض المشروع لما لا يروق لاحدنا وبين العناد، فالإنسان السوي في طبيعته يرفض التسلط والاذلال والاجبار على القيام بسلوكيات لا يحبذها وانه يرى نفسه مسلوب الارادة حيال ارغامه على القيام بها وهذا الامر طبيعي بل انه من صميم ادمية الادمي، والرفض هنا دليل على الاستقلالية وقوة الشخصية، وذلك أن الشخص الذي لا يملك هذا العناد الطبيعي غالبا تكون شخصيته تكون ذات خضوع واستسلام، وقد يصبح مستقبليا خجولا وانطوائيا وجبانا، والرفض هنا لا يعد عناداً بقدر ما يعد اصرار على احقاق الحق ونصرته.
لحظنا ان في الحالتين يرفض الانسان الا ان يرفض من اجل كرامته وحقوقه والرفض امر ايجابي اما الاخر سلبي غير محبذ والغاية منه اما حب الظهور او انه يأتي من باب (خالف تعرف) الذي يندفع بموجبه الكثير من الناس سيما المراهقين بعبثية الى الاعتراض على كل شيء حتى بدون معرفة التفاصيل في الكثير من الامور، وكثيرين هم الذين خلقوا معترضين من اجل الاعتراض لا من اجل تحقيق هدف او غاية نبيلة.
ويتخذ العناد شكل من اشكال المقاومة السلبية، اذا يبدأ في التأخر في تنفيذ الاوامر سواء من الاهل او من مديره او مسؤوله في العمل حتى في الاعمال البسيطة التي لا تحتاج الى ذلك العناد او الرفض، وحين يسأل عن سبب الرفض لا يجيب لكنه يوصل رسائل بأنه اعتراض حول شيء ما، كما قد يذهب الشخص المعاند الى التمثيل بأنه حزين ليبدد الوقت ولا ينفذ، او قد يبدو عليه التذمر اذا احد اعطاه أمر وطلب منه تنفيذه، وحين لا يصل الى ما يريد يمارس العصيان وفي هذه الحالة الشخص يعمل عكس الشيء الذي طلب منه تماما كل ذلك يجري من اجل اشباع حاجة نفسية تدفعه بأتجاه الانتقام.
ليس الراشدين وحدهم من يعاندون فللأطفال نصيب كبير من العناد هو مؤشر على خلل في نفسيتهم نتيجة سوء التعامل مع غرائزهم الفطرية النامية في المرحلة الأولى من اعمارهم، وهو ليس العناد ليس غريزة تولد مع الطفل كما تتصور بعض الأمهات، والعناد لدى الاطفال يظهر بين (2-7) من العمر لذا يطلق على هذه المرحلة العمرية (سن المقاومة) أو سن العناد، وغالبية المتخصصين يعتبرون أن سلوك العناد خاصية طبيعية من خصائص النمو بصفة عامة، ويعتبرون أن سلوك العناد خاصية طبيعية من خصائص طفل مرحلة الحضانة بصفة خاصة.
الاسباب
افتقار الانسان لحقوقه ومصادرتها كما مصادرة حرية الشخصية والتعدي عليه سواء في نطاق الاسر او نطاق العمل مما يولد ردة فعل طبيعية للانتصار لنفسه وشخصيته التي يرى انها استبيحت او اهينت، ومن المسببات للعناد هو رغبة البعض سيما الاطفال بمعاقبة اهلهم او معلميهم الذين لم يشبعوا حاجاتهم المادية وحتى النفسية فيقموا بسلوكيات عقابية لهم مثل عدم طاعة اوامرهم او التبول او غير ذلك مما يتعقدون انه يؤذي الابوين، كذلك يولد العناد طلب الحافز ولفت الانتباه، اذا يميل الانسان الى العناد لتقدير جهده وتثمينه، وفي حالات قليلة يتسلل العناد الى الانسان عبر الجينات الوراثية من احد الابوين او كلاهما.
العلاج
في العلاج نبدأ من حيث انتهت الاسباب، فعلاج محاولات لفت الانتباه وطلب الحافز هو التجاهل والتظاهر بعدم الانتباه مما يؤدي بالشخص الى تعديل هذه السلوكية غير المريحة والناشزة، اما علاج التسلط الذي يمارس على الانسان لسبب او لآخر فهو الين والبساطة والتعامل بإنسانية وزرع روح الالفة والاحترام وبذا تنفذ الاوامر وتطاع بكل سلاسة ودون مشاكل، كما على الوالدين لا يفرضوا آرائهم وأوامرهم على ابنائهم بغلظة وقساوة وتبديلهما بحب وتحنن وتعويدهم على الاحترام بدل الخوف وبذا تتهذب هذه السلوكية وتختفي من حياة الناس تدريجياً.
اضف تعليق