ان نسبة الذين الشباب الذين يشعرون بالوحدة أكثر من الكبار، اذ تقول الدراسة بوجود شخص من كل 4 اشخاص أعمارهم بين 18 و30 عاما إنه يشعر بالوحدة وهذه النسبة مرتفعة جداً اذا ما قورنت بنسبة الشعور بالوحدة وتفضيلها لدى كبار العمر الذين تكون نسبتهم شخص واحد من بين 6 اشخاص...

تريك الحياة من غثها وسمينها ما يجعلك مثقل بالهموم والآلام والاحمال النفسية الثقيلة، والجميع بلا استثناء يواجه هذا المصير سواء اكان عالماً، طبيباً، معلماً، نجاراً، والى غير ذلك من المقامات والشهادات، هنا يقف الانسان ليلتقط انفاسه ولعيد طاقته التي افقدته اياه اشواك طريق الحياة وليعد ذلك التوازن المفقود، هذا الامر يعرف بـ( العزلة النفسية).

حاجة الفرد الى الانعزال بمفرده هي استجابة شعورية مقصودة وتعبر بالضرورة عن ألم نفسي مجهد اوصله الى ما هو عليه وافقده الرغبة بالاتصال والحميمية رغم طبيعة الانسان الاجتماعية في الوضع الطبيعي قبل ان تجتاحه الزوابع وتجعل منه انسان غير ذلك الانسان الاول، تلك هي الحياة وتلك هي اقدارها، لكن هل يعتبر الانعزال حلاً ام مشكلة، وما هي الاسباب التي من الممكن ان تجعل الانسان منزوياً لا يحبذ الاختلاط؟، في مقالنا هذا سنعرف الاجابات العلمية لكل هذه التساؤلات.

الانعزال ببساطة هو حالة الكينونة منعزلًا عن الآخرين، ولا يشعر كل من يختبر الانعزال بالوحدة باعتبارها شعوراً ذاتياً، يمكن أن يشعر المرء بالوحدة حتى وهو محاط بأناس آخرين، فالشخص الذي يشعر بالوحدة وحيد مع كثرة الناس من حوله هو ما يصلح عليه انه اختار هذا الطريق برغبته وله من ذلك اهداف وغايات يعمل من اجلها.

الميل الى الوحدة من العواطف المؤلمة والمعقدة، وعادة ما يتضمن الشعور بالوحدة مشاعر القلق حول عدم الاتصال أو التواصل مع الكائنات الأخرى، سواء كان في الحاضر أو في المستقبل، لذلك ربما يأتي تفكير الانسان بالانفراد بنفسه ليس وليد لحظته بل نتيجة تراكم سنوات من عمره.

أشارت دراسة نشرتها صحيفة إندبندنت البريطانية في كانون الثاني الماضي إلى حقيقة تكاد غير متوقعة وهي أن نسبة الذين الشباب الذين يشعرون بالوحدة أكثر من الكبار، اذ تقول الدراسة بوجود شخص من كل 4 اشخاص أعمارهم بين 18 و30 عاما إنه يشعر بالوحدة وهذه النسبة مرتفعة جداً اذا ما قورنت بنسبة الشعور بالوحدة وتفضيلها لدى كبار العمر الذين تكون نسبتهم شخص واحد من بين 6 اشخاص.

الأسباب الشائعة

اسباب عديدة يمكن ان تجعل من الانسان يفضل الوحدة لكن سنمر على الشائع منها وهي:

اولاً_ عدم قدرة الفرد على الدخول بعلاقة صداقات أثناء الطفولة والمراهقة يجعله لا يفرق بين فيما اذا كان منعزلاً لوحده ام منضماً في جماعة من الناس لكونه اصلا لم يتذوق حلاوة الجماعة، وبالتالي الامرين سيان بالنسبة اليه.

ثانياً_ قد يكون تفضيل الوحدة أحد أعراض مشكلة اجتماعية أو نفسية أخرى، مثل الاكتئاب المزمن الصدمات وعدم الثقة بالمحيط لتعاملهم معه بطريقة مزعجة وان ان الفرد يرى ان المجتمع لا يلبي طموحاته النفسية والاجتماعية فيذهب بأتجاه الانعزال المريح بالنسبة اليه.

ثالثاً_ من الناس من يفضل الاكتفاء بنفسه وحيداً بعد تعرضه لصدمة نفسية نتيجة حصول حالة انفصال او خسارة علاقة مهمة وطويلة المد، وفي هذه الحالات، يكون من المناسب الانسحاب من دوائر العلاقات الاجتماعية لأنهم يعدون ذلك بمثابة فترة نقاهة للتشافي من الالم.

رابعاً_ حين ينتقل الانسان من مكان سكنه الاول ولم يجد من هو قريب منه نفسياً يجنح الى الانعزال وتفضيل الغربة وقد يكون هذه الانعزال مؤقتاً لحين التمحص من المحيط والاطمئنان له.

خامساً_ لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً سلبياً من حيث عزل الكثير من الناس عن مجتمعاتهم والتقوقع خلف هذه الشاشات.

الحلول

نقدم عدة حلول قد تكون سبباً في خروج الانسان من عزلته المرضية وهي:

1-لكي لا يقبع الانسان في دوامة العزلة المرهقة هي دعوة له بضرورة ممارسة الهوايات والاهتمامات وبذا يمكن ان يخرج من عزلته النفسية التي لا طائل منها.

2- عند المرور بأزمة نفسية نتيجة عارض حياتي معين لابد من التحدث الى المقربين من الاهل والاصدقاء للتعافي افضل من الانعزال الذي يزيد الطين بلة ولا يضمد جراح.

3- التخفيف من قضاء الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي لكون تأثيرها سلبية على شخصية الانسان اذا تجبره على الادمان الذي يحرق الكثير من الوقت.

4- اخيراً لطريقة التفكير اهمية عظمى في الخروج من الازمات فبدل الافراط في التفكير السلبي بعد كل ازمة نمر بها ينبغي التركيز على الأمور الإيجابية في حياتنا، وهكذا تستمر الحياة ويعيش الانسان عمره برضا وقناعة واطمئنان.

اضف تعليق


التعليقات

تسنيم الزهراء
سوريا
انا ضائعة جدا لدرجة غير طبيعية اريد الانعزال لكم وبالتفكير الجدي بالامر لا اريد الانعزال كليا بل اريد الانعزال عن عائلتي فقط2022-05-14