رغم الجهود المبذولة جميعها، تفشل بعض المنتجات في البقاء على القمة؟ يرجع الأمر في النهاية إلى التوقيت أو الأهمية، والأشخاص هم العنصر المهم الوحيد الذي يعتمد عليه هذين العاملين. إذ ان الأشخاص يقرأون المواقف جيدًا ويعرفون ما عليهم فعله للبقاء في ظل الظروف الصعبة. ولكن...
سريدار بيفارا

دائمًا ما نتحدث بشأن كيف يظل الرياضيون وقادة الأعمال والشركات، وحتى المنتجات في الطليعة حتى إذا لم يكونوا في أقوى حالاتهم؟

الرياضيون الناجحون يحققون الكثير من الإنجازات عندما يكون أدائهم في ذروته. إذ إن مستوى حالتهم يعد أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق هذه الإنجازات. والامر لا يقتصر فقط على القدرة أو الفرص أو بذل الجهد أو التدريب أو المهارات أو الخبرة، بل يمتد أيضًأ ليشمل التكيّف مع الأوضاع المهيمنة في ظل تقديم أفضل ما لديهم في أكثر الظروف صعوبة.

إن مفهوم دائرة حياة المنتجات تساعدنا على توضيح فكرة "القيادة في وقت الذروة". أية منتج أو علامة تجارية تزيد من فترة بقائها في القمة تُعرف بانها تقدم الأشياء المهمة ذات الصلة، وكلما طالت فترة بقاء الشركة في القمة، زاد مدى تأثيرها وقوة إرثها.

ولكن لماذا، رغم الجهود المبذولة جميعها، تفشل بعض المنتجات في البقاء على القمة؟ يرجع الأمر في النهاية إلى التوقيت أو الأهمية، والأشخاص هم العنصر المهم الوحيد الذي يعتمد عليه هذين العاملين. إذ ان الأشخاص يقرأون المواقف جيدًا ويعرفون ما عليهم فعله للبقاء في ظل الظروف الصعبة. ولكن قراءة الأوضاع وفهما لا يصبح ممكنًا إذا لم يكن المرء جاهزًا لذلك، فالاستعداد يمكّننا من مواجهة التحديات دون الكثير من العناء.

كما إن أعظم القادة، رغم إنجازاتهم المحققة، لا يستطيعون المحافظة على أهميتهم إلى الأبد، ومن ضمن الأسباب الرئيسية وراء ذلك إعطاء الأولوية للأهداف لا الأفراد، وفقدان الرغبة في تحقيق المزيد من الإنجازات، وانعدام الرؤية، وانعدام الاتساق.

القائد الجيد قد لا يكون في الحقيقة جيدًا في كل موقف أو مؤسسة. ومن هذا المنطلق، دائًما ما نسيء تفسير وفهم عبارة "البقاء للأقوى". فالبقاء لا يكون للأقوى ولكن لمن يستطيع التكيّف. إذ إن التكيّف مع المواقف المختلفة هو السبيل الوحيد للبقاء، والقيادة بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يدركون ذلك هي عبارة عن “عملية مستمرة".

ويرجى الذكر إن الشركات الخمس الأقدم في العالم هي شركات يابانية، وهو ما قد يصعب تصديقه. إن شركة (Kongo Gumi) بدأت في مباشرة أعمالها منذ عام 578 بعد الميلاد، ولا تزال الشركة قائمة حتى اليوم، فقد تمكنت من البقاء حوالي 1441 عامًا. ويشير ذلك إلى نوعية فلسفة الشركة وقدرة قائديها على التكيّف بمهارة.

هناك العديد من الشركات التي تمكنت من جذب الاهتمام إليها سواء كان لها تأثير إيجابي أو سلبي في القطاعات. والنوع الأول جدير بالذكر هنا بفضل قدرتهم على الوصول إلى القمة والبقاء هناك، بينما فشل النوع الثاني ولم يستطع تحقيق النجاح رغم التقدم المحرز في البداية.

خطوة خاطئة واحدة قد تؤدي إلى انهيار امبراطورية بأكملها. ومع ذلك، لا تزال الفرصة متاحة أمام الشركات لإعادة بناء نفسها وتمديد دورة القيادة بها حتى بعد سقوطها إلى القاع.

وفي دورة حياة القيادة، يستطيع بعض القادة الاستثنائيون توسيع نطاق ذروتهم عبر البقاء على القمة لفترة طويلة قبل أن تأخذ الأمور مجراها ويبدأوا في التراجع. إن قدرة القادة على فهم المواقف وقراءتها بالاعتماد على المعرفة واسعة النطاق للظروف المختلفة، هي ما تدفعهم ليصبحوا من الأساطير.

https://www.forbesmiddleeast.com

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق