على الرغم، من أن علم البيانات والتعلم الآلي لا يزالان في بداياتهما، إلا أنهما يظهران كتطورات مهمة تالية في مختلف الصناعات. مع قيام رواد التكنولوجيا العالميين مثل أومرون بتسريع الاستثمارات وريادة التطورات المستقبلية، قد يكون احتمال ظهور عالم مادي يصوغه الذكاء الاصطناعي أقرب مما كان متوقعًا...
بقلم: محمد الأشول

الذكاء الاصطناعي في المصنع. ماذا يعني ذلك؟، يقول الخبراء إن دمج الذكاء الاصطناعي في عمل الآلات يعني منتجات عالية الجودة، خالية من العيوب، وبتكلفة أقل، ولكن كيف يحدث ذلك؟

في تقرير لصحيفة فاينانشيال تايمز، يلقى الضوء على الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي في المصنع، ذكرت أنه مع ارتفاع عدد سكان الكوكب، فإن الطلب على الاحتياجات الأساسية – بما في ذلك الغذاء والملابس والسيارات والمنازل والأدوية – سوف ينمو، وأن الذكاء الاصطناعي بما يتمتع به من قدرات هائلة لديه القدرة على تلبية هذه المتطلبات.

كيف يعمل الذكاء الاصطناعي في المصنع؟

يقول تيم فورمان، مدير البحث والتطوير في شركة أومرون اليابانية (OMRON)، إنه من خلال التكامل بين مجالات علم البيانات والذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل مجموعات البيانات الكبيرة من العمليات الصناعية، للكشف عن أوجه القصور في عمليات الإنتاج، ومن ثم محاكاة الحلول واختبارها افتراضيًا ومن خلال التوصل إلى النتائج يمكن إجراء عملية تحسين للإنتاج، مضيفًا «سوف يساعد ذلك في تقليل العيوب، وإطالة عمر المعدات الصناعية، والحد من استهلاك الطاقة والموارد، مما يؤدي في النهاية إلى مصانع أكثر استدامة».

«ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمتد إلى المساعدة في إنتاج منتجات عالية الجودة، وخالية من العيوب وبتكلفة أقل»، يقول فورمان.

تقليل عيوب الإنتاج

تعمل شركة أومرون اليابانية على تطوير تقنية الذكاء الاصطناعي الخاصة بها «Sensing & Control + Think»، وهي التقنية التي تنقل الذكاء البشري إلى الآلات وتوسع نطاق الذكاء الاصطناعي في المنتجات والخدمات.

ويكشف فورمان عن أمثلة على هذه التكنولوجيا، بما في ذلك أحد مصانع السيارات حيث ساعد تحليل مسح البيانات في الكشف عن المشكلات التي تسببت في توقف الإنتاج. ولم يقتصر هذا التدخل على توفير عشرات الآلاف من اليورو من خلال منع التخلص من المنتجات المعيبة فحسب، بل أدى أيضًا إلى تقليل الأعطال بنسبة خمسة في المائة.

وشركة أومرون هي شركة يابانية لتصنيع المعدات الكهربائية، وتقوم بتطوير وتوفير حلول الأتمتة الصناعية وحلول الرعاية الصحية والأجهزة والوحدات الإلكترونية وحلول الطاقة، وفي مكان آخر، في مصنع لتصنيع الأجهزة عالية التقنية في هولندا، استخدمت شركة أومرون علم البيانات للكشف عن خطأ في التصنيع كان يتسبب في إنتاج منتجات معيبة، ومع التقليل من العيوب تم توفير ملايين الدولارات.

يمكن الاستفادة أيضًا من تقنيات أومرون أيضًا في قطاعات مثل الأدوية أو السيارات، حيث من المحتمل أن يؤدي الإنتاج المعيب إلى تكبد خسائر تصل إلى ملايين اليورو.

أتمتة خطوط الإنتاج

وفي سيناريو منفصل، ساعدت أومرون في استخدام الذكاء الاصطناعي داخل مصنع سيارات إيطالي لأتمتة خط إنتاج كامل. وقد مكنت هذه الأتمتة المشغلين من اكتشاف المشكلات والتعامل معها بسرعة حتى خارج ساعات العمل.

تقول أومرون إن هذه الفوائد تعكس رؤية الشركة للذكاء الاصطناعي لمساعدة الآلات

والأشخاص على العمل معًا بشكل أكثر فعالية.

ويقول تيم فورمان، «نحن نقوم حاليًا بتجربة الآلات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي تطلب من المشغلين تجميع البيانات لاكتشاف أذكى طريقة لأداء المهمات المطلوبة، بحيث يمكن تعليم هذه التقنية لمشغلين آخرين».

على الرغم، من أن علم البيانات والتعلم الآلي لا يزالان في بداياتهما، إلا أنهما يظهران كتطورات مهمة تالية في مختلف الصناعات. مع قيام رواد التكنولوجيا العالميين مثل أومرون بتسريع الاستثمارات وريادة التطورات المستقبلية، قد يكون احتمال ظهور عالم مادي يصوغه الذكاء الاصطناعي أقرب مما كان متوقعًا.

اضف تعليق