q
يشكل التصوير بالرنين المغناطيسي أحد أهم الفحوصات التشخيصية التي تجرى لالتقاط صور عالية الدقة تقريباً لكل أعضاء ومكونات الجسم الداخلية، غير أن هذه التقنية تطرح العديد من التساؤلات عن أهميتها ومخاطرها، بالإضافة إلى الخرافات الشائعة المرتبطة بها، لنتعرف أكثر على هذه التقنية واستخداماتها في التقرير الاتي...

يشكل التصوير بالرنين المغناطيسي أحد أهم الفحوصات التشخيصية التي تجرى لالتقاط صور عالية الدقة تقريباً لكل أعضاء ومكونات الجسم الداخلية. غير أن هذه التقنية تطرح العديد من التساؤلات عن أهميتها ومخاطرها، بالإضافة إلى الخرافات الشائعة المرتبطة بها.

لنتعرف أكثر على هذه التقنية واستخداماتها انطلاقاً من إضاءات البروفسور توبياس جيلك، خبير الأشعة وسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، ومدرِّب واستشاري في مجال الأشعة والتصوير بالرنين المغناطيسي لمقدّمي الرعاية الصحية، على موقع صحتك، ونجيب عن أسئلة من قبيل هل التصوير بالرّنين آمِن؟ وما المفاهيم الخاطئة الشائعة المتعلقة به؟ ما أبرز التحديات التي قد تواجِه مقدّمي الرعاية الصحية للتصوير بالرنين المغناطيسي؟

ما هو التصوير بالرنين المغناطيسي؟

التصوير بالرنين المغناطيسي بكونه تقنية تشخيصية تصوّر معظم أجزاء الجسم، كالأعضاء والأوعية الدموية والعظام والعضلات، ويجرى ذلك باستخدام مغناطيس كبير وأمواج راديو، ولا ينتج جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أي أشعة، بل يعمل من خلال إنشاء حقل مغناطيسي قوي حول المريض الموجود داخل الجهاز، ثم بإرسال موجات راديو من الجهاز الماسح، وتشبه بعض أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي نفقًا ضيقًا، بينما تكون أجهزة أخرى مفتوحة أكثر.

وتُسهم هذه التقنية في إعطاء صور للجسم والعظام والعضلات والأوعية الدموية بوضوح ودقة، ما يمنح الطبيب معلومات مفصلة تساعده في تشخيص حالة المريض، أو التخطيط لنظام العلاج الأمثل للحالة.

وهناك أنواع مختلفة من التصوير بالرنين المغناطيسي لأهداف مختلفة، فهناك مثلاً تقنية تُعرف بتصوير الأوعية الدموية بالرنين المغناطيسي، تمكن من دراسة تدفق الدم في الأوعية، وتستخدم لتشخيص توسع الأوعية وغيرها من مشكلات الأوعية الدموية في الدماغ والحبل الشوكي وغيرها من أجزاء الجسم، وتوجد تقنية أخرى لتصوير الدماغ لتحديد مواقع محددة من الدماغ تجرى فيها وظائف معينة.

هل التصوير بالرنين المغناطيسي آمن؟

يقرّ البروفسور توبياس جيلك، في مقابلته مع موقع "صحتك"، بصعوبة هذا السؤال؛ مؤكدا وجود العديد من المخاطر المهمة التي يجب تداركها، فهناك مثلاً القوة المغناطيسية الهائلة لجهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، وكيف يؤثّر هذا في بعض القطع المعدنية التي قد تكون داخل أو خارج جسم المريض، أو أن عملية التصوير بالرنين المغناطيسي تحفز جهودًا كهربائية في المرضى أثناء الفحص، أو أن المجال الذي يولِّده الجهاز قد يعطِّل عمل أجهزة طبية أخرى، مثل منظم ضربات القلب أو مضخات الإنسولين.

ويعتبر المتحدث، وهو أيضاً عضو في الكلية الأميركية للأشعة ACR MRI ولجنة سلامة التصوير بالرنين المغناطيسي وعضو مجلس الإدارة والرئيس السابق لـABMRS وحاصل على البورد الأميركي لسلامة الرنين المغناطيسي، أن أفضل طريقة لاحتواء كل هذه المخاطر هي ضمان فحص المريض وتقييمه بشكل دقيق في ما يتعلق بالمخاطر الخاصة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الذي سيخضع له، مع معرفة أن هناك مخاطر مختلفة إذا كنت ستخضع لتصوير الركبة مقارنة بتصوير الدماغ.

ويشير أيضاً إلى أنه من أبرز العقبات التي تقف في طريق جَعل التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر أماناً هو النجاح الكبير لحملة العلاقات العامة المتعلقة بسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، إذ تَمكّن علم التصوير الشعاعي من تسويقه على أنه "وسيلة تصوير طبية آمنة" بشكل ناجح، لدرجة أن الهيئات التنظيمية وهيئات الترخيص وحتى إدارات المستشفيات بدأت تعتقد أن المزيد من إجراءات السلامة غير ضرورية، ولهذا نواجه صعوبة في البحث بشكل أوسع في سلامة إجراءات موقِع معيّن، أو ما هي سياساتهم، وكيف يدرّبون العاملين لديهم.

 ما هي أهم إجراءات السلامة؟

بحسب الخبير، لا توجد في العالم بأسره قوانين أو تنظيمات تحقق أفضل ممارسات السلامة للتصوير بالرنين المغناطيسي، وإن وُجِدت فهي قليلة، ويشمل هذا برامج الاعتماد المتّبعة في معظم المستشفيات.

ويشير إلى أنه يقع اليوم على عاتق كل مستشفى وعيادة تحديد إجراءات السلامة التي تريد تبنّيها، وربما أفضل ما يمكن أن تقوم به هذه المنشآت لتعزيز سلامة التصوير بالرنين المغناطيسي هو تعيين أشخاص مسؤولين في وظيفة مدير طبي للتصوير بالرنين المغناطيسي، أو مسؤول أو خبير سلامة الرنين المغناطيسي.

ويعتبر أنه بالرغم من أن المستشفيات مطالَبة بوجود أشخاص محدَّدين للإشراف على سلامة التصوير الشعاعي، فإنه كثيراً ما يُهمَّش الموضوع، وهو ما ينعكس سلباً على الجودة والخدمة المقدمة للمرضى. 

ويركز المتحدث على أهمية التعليم المستمر في سلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، مشيراً إلى أن "متطلبات التدريب الأولية لخبراء وعلماء التصوير الشعاعي والفيزيائيين الطبِّيّين لا تشمل معرفة ضرورية للممارسات اللازمة في العالم الحقيقي، ويعني هذا أننا نُلقي بهؤلاء الخبراء في مياه عميقة لنرى إن كانوا قادرين على السباحة وحدهم! وهذا ليس عادلاً في حقّهم، وهو بالطبع عكس ما يتوقّعه المرضى من خبراء التصوير بالرنين المغناطيسي".

ويقول: "بسبب وجود هذا النقص في بداية التدريب المتعلق بسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، فإن استمرار التطوير والتعليم المحترف في سلامته يصبح ضرورياً لكل الخبراء الذين يلعبون أدواراً في سلامة التصوير بالرنين المغناطيسي".

كيف تُعزَّز سلامة المرضى ومقدّمي الرعاية؟

يؤكد جيلك أنه عندما ينطلق خبراء التصوير بالرنين المغناطيسي من نقصٍ في التدريب المتعلق بسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، فهذا يعني أن قرارات رعاية المرضى، وما هو آمن لهم أو غير آمن، لا تكون مبْنِيّة على معرفة، وقد يؤدي هذا إلى السماح بإجراء فحوصات خطرة لمريض يحمل جهازًا طبيًا أو مصابٍ بحالة طبية معيّنة، وقد يعني أيضاً رفض إجراء فحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي لمريض يمكنه الخضوع لهذا الفحص بشكل آمن، وقد يعني هذا أيضاً، في العديد من الأحيان، ضياع ساعات وحتى أيام من العمل في محاولة للحصول على المعلومات اللازمة لرعاية المريض.

ويشير إلى أن التدريب الأفضل على سلامة التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن من تحقيق ثلاث نتائج مختلفة قد تبدو متناقضة وهي إجراء تقييمات بمقارنة المخاطر والفوائد، وتحسين سلامة خدمات التصوير بالرنين المغناطيسي من خلال مساعدة الخبراء على إدارة جهود السلامة في المواقع التي تُحقَّق فيها أفضل النتائج، والحد من تكاليف العمل بتعزيز تقييم المرضى، وبالتالي تحسين الأداء المالي لهذه المنشآت.

توصيات ومقترحات

يرى البروفيسور جيلك أن كل قسم للتصوير بالرنين المغناطيسي في كل مستشفى يمكِنه إلى حدّ كبير رَسم مساره الخاص في ما يتعلق بممارسات السلامة.

ويعتبر أن أفضل استجابة هي تجنُّب محاولة الضغط على كل أقسام التصوير بالرنين المغناطيسي في نفس القالب بالضبط، وبناء المعرفة والمهارات والكفاءات لدى الإداريين واختصاصي الأشعة ومصوري الأشعة، للسماح لهم بتكييف ممارساتهم بشكل آمن وتقديم رعاية بكفاءة لمرضاهم.

وللسماح بدرجة من المرونة في التنفيذ، يقترح أن يقوم كل قسم للتصوير بالرنين المغناطيسي بتعيين مدير طبي للتصوير بالرنين المغناطيسي، ومسؤول سلامة، وخبير سلامة، الذين هم مكلفون بسلامة الموظفين والمرضى في منطقة التصوير بالرنين المغناطيسي.

خرافات ومفاهيم شائعة 

يرى البروفسور توبياس جيلك، خبير الأشعة وسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، أن إحدى الخرافات الأكثر انتشاراً هي أن التحسينات في السلامة تأتي فقط على حساب الكفاءة أو الإنتاجية، وهذا يفشل في إدراك أن العائق الأكبر الوحيد أمام إنتاجية التصوير بالرنين المغناطيسي (إلى جانب عدم حضور المرضى في الوقت المحدد لمواعيدهم) هو مقدار الوقت الذي يُقضى كل أسبوع في محاولة تحديد موانع الاستعمال المحتملة وتوضيحها لمرضى التصوير بالرنين المغناطيسي الذين لا يفعلون ذلك، فقد يكون لديهم تاريخ طبي كامل، وقد تكون لديهم زرعة معدنية، أو قطعة من الشظايا.

وفي بعض المستشفيات، قد يُقضى ما يصل إلى ربع وقت اختصاصي الأشعة في التحقق من التاريخ الطبي لهؤلاء المرضى، بينما تتأخر فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الخاصة بهم. ويَنتُج عن هذا جهد ضائع كبير، وغالباً ما يكون هناك عدد من أوقات الفحوصات الفارغة.

لكن من خلال تحسين المعرفة والعمليات المتعلقة بسلامة التصوير بالرنين المغناطيسي، يمكن في كثير من الأحيان تقليل الوقت المستغرَق في الانتهاء من العمل مع المرضى بشكل كبير، ما يؤدي أيضاً إلى عدد أقل بكثير من الاختبارات "المفقودة" بسبب التأخير في الانتهاء من العمل مع المرضى، ويؤدي هذان التأثيران في نفس الوقت إلى تقليل التكاليف وزيادة الإيرادات. بحسب ما نشره موقع "العربي الجديد".

كيف تستعد للتصوير بالرنين المغناطيسي؟

قد يطلب منك الطبيب القيام ببعض الأمور استعداداً للتصوير الذي ينوي القيام به، ومن هذه التحضيرات:

عدم تناول أطعمة أو مشروبات معينة أو إيقاف دواء تتناوله في بعض الحالات، ولكن معظم تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لا تتطلب أي تغييرات في النظام الغذائي والأدوية.

 خلع جميع المعادن التي نرتديها مثل الساعات والمجوهرات، ويفضل تركها في المنزل.

 الاستلقاء من دون حركة داخل جهاز أسطواني كبير مفتوح من الجهتين، وقد يطلب من الطبيب ارتداء سدادات للأذن بسبب صوت الجهاز المرتفع.

تتطلب بعض أنواع التصوير بالرنين المغناطيسي استخدام صبغة طبية، ولهذا، يجب التحقق من الإجراءات المتعلقة بالحساسية من هذه المادة، والتأكد من سلامة عمل الكلية قبل التصوير. 

لغز الدماغ قد يحل

التقط أقوى جهاز تصوير بالرنين المغناطيسي في العالم، بالقرب من باريس، صوره الأولى للدماغ البشري، ويُتوقَع أن يتيح فهماً أكبر لوظائفه وبعض الأمراض التنكسية العصبية أو النفسية، وقد يوضح ألغاز الدماغ البشري.

"إيزولد"

وبعد أكثر من 20 عاماً من البحوث جاء هذا الإنجاز التقني بشراكة فرنسية ألمانية، وهذه الآلة ذات الشكل الأسطواني التي يبلغ طولها خمسة أمتار، وكذلك ارتفاعها، تحوي مغناطيساً يزن 132 طنا.

كما تتكون من بكرة يسري فيها تيار كهربائي بقوة 1500 أمبير، ولها فتحة تبلغ 90 سنتيمتراً لاستيعاب جسم الإنسان.

وأطلقت على جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي تسمية "إيزولد"، وهو من أبرز إنجازات مركز "نوروسبين" لأبحاث تصوير الدماغ التابع لهيئة الطاقة الذرية والطاقات البديلة والذي يرأسه عالم الأعصاب ستانيسلاس دوهين.

فيما يصل المجال المغناطيسي لهذا المغناطيس الاستثنائي إلى 11,7 تيسلا، مما يتيح الحصول على صور أكثر دقة بعشر مرات من تلك المنتجة حاليا في المستشفيات، حيث لا تتجاوز قوة التصوير بالرنين المغناطيسي 3 تيسلا.

ومن أهداف جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي المتقدم هذا تكوين فكرة أفضل عن تكوين الدماغ والمناطق التي تنشط فيه عند تنفيذ بعض المهام.

ويعرف العلماء أصلاً أن الأنواع المختلفة من الصور التي يستطيع الإنسان التعرف عليها (الوجوه، الأمكنة، الكلمات، وما إلى ذلك) تُنشّط مناطق مختلفة من القشرة الدماغية.

تشخيص مبكر

لكنّ الجهاز سيساهم أيضاً في توضيح الآليات في الأمراض التنكسية العصبية (مرض باركنسون أو الزهايمر) أو في الحالات النفسية (الاكتئاب، والاضطراب الثنائي القطب، والفصام، وغيرها).

بدورها قالت مديرة الأبحاث الأساسية في الهيئة آنّ إيزابيل إتيانفر "نحن نعلم مثلاً أن لمنطقة معينة هي الحصين دوراً في مرض الزهايمر، لذلك نأمل في أن نتمكن من فهم تنظيم وعمل الخلايا في هذا الجزء من القشرة الدماغية".

ويأمل الباحثون أيضاً في أن يتمكنوا من رسم خريطة لتوزيع بعض الأدوية، مثل الليثيوم المستخدم في علاج الاضطراب الثنائي القطب.

تحديد هياكل الدماغ

وسيتيح المجال المغناطيسي العالي جداً للآلة بالفعل تحديد هياكل الدماغ التي يستهدفها الليثيوم لدى المرضى ورصد المستجيبين الجيدين وأولئك الأقل استجابة للعلاج.

وأضافت إتيانفر "إذا فهمنا هذه الأمراض الشديدة التأثير بشكل أفضل، يُفترض أن نصبح قادرين على إجراء تشخيص مبكر، وبالتالي علاجها بشكل أفضل".

وسيبقى "إيزولد" سنوات عدة مكرّساً للأبحاث الأساسية. وأكّد نيكولا بولان أن "هدف الجهاز ليس أن يصبح أداة تشخيصية سريرية، ولكننا نأمل في أن تستخدَم المستشفيات المعرفة المكتسبة".

وينبغي تجنيد متطوعين أصحاء جدد بحلول نهاية الصيف، إذ لن تتم دراسة أدمغة مرضى قبل بضع سنوات أخرى. بحسب موقع "العربية".

يخفض الوفيات بسرطان البروستاتا

قالت مجموعة من الباحثين إن استخدام فحوص التصوير بالرنين المغناطيسي بدلاً من «اختبارات مستضد البروستاتا النوعي (PSA)» لفحص سرطان البروستاتا، يمكن أن يقلل «بشكل كبير» عدد الرجال الذين يموتون بسبب هذا المرض.

ويعدّ سرطان البروستاتا أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الرجال، وفي الوقت الحالي، يجري كثير من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عاماً «اختبار مستضد البروستاتا النوعي» عند شعورهم بأي من أعراض المرض.

ووفقاً لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، فقد أجريت الدراسة الجديدة على أكثر من 303 رجال خضعوا لكل من التصوير بالرنين المغناطيسي و«اختبار مستضد البروستاتا النوعي».

ووجد الباحثون أن التصوير بالرنين المغناطيسي تمكن من اكتشاف السرطان في عدد من الحالات التي فشلت «اختبارات مستضد البروستاتا النوعي» في كشفها.

وكتب الباحثون في دراستهم: «أظهرت نتائج التصوير بالرنين المغناطيسي لنحو 50 شخصاً من بين الـ303 مشاركين (16 في المائة) إصابتهم بسرطان البروستاتا، على الرغم من أن نتيجة (اختبارات مستضد البروستاتا النوعي) الخاصة بهم لم تكشف هذا الأمر».

وأجرى الدراسة باحثون من جامعة «يونيفرسيتي كوليدج لندن»، و«مؤسسة مستشفيات يونيفرسيتي كوليدج - لندن» التابعة لـ«هيئة الخدمات الصحية الوطنية (UCLH)»، و«كلية كينغز كوليدج - لندن»، ونُشرت في مجلة «بي إم جيه لعلم الأورام».

ووصفت كبيرة الباحثين في الدراسة، البروفسورة كارولين مور، النتائج بأنها «واقعية» وقالت إنها تعزز «الحاجة إلى النظر في نهج جديد لفحص سرطان البروستاتا».

وأضافت أن النتائج تعطي دليلاً على أن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن يقدم طريقة أكثر موثوقية لكشف السرطانات الخطرة المحتملة في وقت مبكر.

ويستخدم في عملية التصوير بالرنين المغناطيسي، مغناطيس كبير مع جهاز إرسال الموجات الراديوية، لإنشاء صورة عالية الدقة لغدة البروستاتا بأكملها. وتملك الأنسجة السرطانية خصائص مغناطيسية مختلفة عن الأنسجة الطبيعية السليمة، ويمكن للفحص بالرنين المغناطيسي تصوير هذه الاختلافات. وهذا يساعد الأطباء في تحديد حجم الورم السرطاني في الغدة وموقعه.

علاج للاكتئاب باستخدام الرنين المغناطيسي

أشار بحث جديد إلى أن بوسع التصوير بالرنين المغناطيسي أن يخفف من أعراض الاكتئاب لمدة تصل إلى ستة أشهر، حيث أظهر أكاديميون في جامعة "نوتنغهام" البريطانية أن التصوير بالرنين للتحفيز المغناطيسي المركز على مناطق معينة من الدماغ لدى الأفراد المصابين بالاكتئاب يمكن أن يقلل الأعراض لمدة تصل إلى ستة أشهر.

تطبق هذه التقنية المعروفة باسم التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، عادة من خلال جلسات تمتد من أربعة إلى ستة أسابيع، ويمكن أن تمتد الفوائد لأشهر عدة عند استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لضمان استهداف المنطقة نفسها من الدماغ في كل جلسة.

ومن طريقة عمل هذه التقنية، يجري الفريق الذي يقف وراء التجربة، التي سميت "برايت مايند" BRIGhTMIND، للمرضى فحصاً بالرنين المغناطيسي قبل بدء الجلسة، مما يسمح لهم باستهداف مكان التقاء الأنظمة الدماغية المختلفة المسؤولة عن الاكتئاب.

بعد 16 أسبوعاً من الجلسة الأولى للتحفيز المغناطيسي عبر الدماغ يجرى فحص الرنين الثاني للنظر في المواد الكيماوية في الدماغ لمساعدة الفريق على فهم كيفية استجابة المريض للعلاج.

ولتوصيل التحفيز المغناطيسي عبر الدماغ استخدمت التجربة الملاحة العصبية، وهو نظام تتبع محوسب يستخدم الضوء.

"من الناحية المثالية عندما يأتي المرضى لجلسة التحفيز المغناطيسي عبر الدماغ، فإنهم يجلسون في المكان نفسه بالضبط، لكن هذا نادراً ما يحدث"، وفق أستاذ الطب النفسي في كلية الطب بجامعة "نوتنغهام" ريتشارد موريس، الذي يوضح قائلاً "تستخدم هذه الطريقة الضوء من

كلتا شحمتي الأذن وأعلى الأنف لقياس نقطة التحفيز من الجلسة الأولى التي يتلقى فيها المريض العلاج".

في التجربة شارك نحو 255 شخصاً، وأكملوا 20 جلسة للتحفيز المغناطيسي عبر الدماغ. وقد ظهر أن جلسات التحفيز المغناطيسي المستهدفة عبر الدماغ قد أدت إلى "تحسينات جوهرية" في الاكتئاب والقلق الشديد لدى المرضى، مصاحباً تحسن في الوظائف وجودة الحياة على مدار 26 أسبوعاً.

من جانبه أشار رئيس مركز اضطرابات المزاج في معهد الصحة العقلية أن "التصوير بالرنين المغناطيسي يقوم بتخصيص موقع التحفيز، ومن ثم التأكد بواسطة عملية الملاحة العصبية من تحفيز الموقع نفسه في كل جلسة علاج، مضيفاً "هذا يقلل من التباين في التحفيز في كل جلسة. ونظراً إلى أنه يمكن تركيز الإشارة المغناطيسية، وعادة ما تكون هناك آثار جانبية طفيفة قصيرة الأمد، كما يمكن للشخص العودة لأنشطته اليومية فور خروجه من المستشفى".

فيما أشار الباحثون إلى أن أكثر من ثلثي المرضى استجابوا للعلاج، مع عودة الخمس إلى المستوى الطبيعي.

ووصف البروفيسور موريس، النتائج التي نشرت في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine، بـ"المشجعة"، قائلاً "بالنظر إلى أن هؤلاء المرضى هم أشخاص لم يستجيبوا لمحاولتين سابقتين للعلاج وعانوا المرض لمدة سبع سنوات في المتوسط. من ثم فإن الحصول على مثل هذا المعدل الكبير للاستجابة، وأن يكون لخمسهم استجابة مستدامة هو أمر مشجع حقاً". وأضاف "يمكن للمرضى الذين استجابوا للعلاج البقاء في حالة جيدة نسبياً مقارنة بما كانوا عليه سابقاً، مع أقل من علاج واحد أو اثنين في السنة. وبالنسبة إلى التغيرات التي رأيناها فهي كانت جوهرية، ليس فقط في الحد من أعراض الاكتئاب، بل بما يكفي لتحسين التركيز والذاكرة والقلق، من ثم تحسين جودة الحياة لدى المرضى".

يذكر أن تجربة "برايت مايند" قام بتمويلها "المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية" NIHR و"مجلس البحوث الطبية" MRC في المملكة المتحدة.

في النهاية أشار المدير العلمي للمعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR) البروفيسور داني ماكولي إلى أن "هذه النتائج مهمة كما تشير إلى أن هذه التقنية الجديدة يمكن أن تفيد بصورة كبيرة المرضى الذين يعانون الاكتئاب الحاد ولم يستجيبوا للعلاجات الأخرى". بحسب موقع Independent" عربية".

أدلة جديدة

أظهرت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يعيشون مع مرض «كوفيد طويل الأمد» بعد دخولهم المستشفى هم أكثر عرضة لظهور بعض الأضرار في الأعضاء الرئيسية.

وكشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أن المرضى كانوا أكثر عرضة بثلاث مرات للإصابة ببعض التشوهات في أعضاء متعددة مثل الرئتين والدماغ والكليتين، وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي).

ويعتقد الباحثون أن هناك صلة بخطورة المرض.

ومن المأمول أن تساعد الدراسة البريطانية في تطوير علاجات أكثر فاعلية لمرض «كوفيد طويل الأمد».

ونظرت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Lancet Respiratory Medicine»، في 259 مريضاً أصيبوا بمرض شديد بسبب فيروس «كورونا» لدرجة أنه تم إدخالهم المستشفى.

وبعد خمسة أشهر من خروجهم من المستشفى، أظهرت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأعضائهم الرئيسية بعض الاختلافات المهمة عند مقارنتها بمجموعة مكونة من 52 شخصاً لم يصابوا بـ«كوفيد» على الإطلاق.

ولوحظ التأثير الأكبر على الرئتين؛ إذ كانت عمليات المسح أكثر عرضة بنسبة 14 مرة لإظهار التشوهات.

وكانت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي أيضاً أكثر عرضة بثلاث مرات لإظهار بعض التشوهات في الدماغ - ومرتين في الكلى - بين الأشخاص الذين أصيبوا بأعراض حادة من «كوفيد».

ولم يكن هناك فرق كبير في صحة القلب أو الكبد.

وتقول الدكتورة بيتي رامان، من جامعة أكسفورد وأحد الباحثين الرئيسيين في الدراسة، إنه من الواضح أن أولئك الذين يعانون من أعراض «كوفيد» الطويلة هم أكثر عرضة للتعرض لبعض تلف الأعضاء.

وقالت: «بعد خمسة أشهر من خروجنا من المستشفى بسبب (كوفيد)، وجدنا تشوهات في الرئتين والدماغ والكلى لدى هؤلاء المرضى أكثر من المجموعة التي لم تصب بـ(كوفيد) على الإطلاق».

وأضافت: «عمر المريض، ومدى خطورة إصابته بالفيروس، وكذلك ما إذا كان يعاني من أمراض أخرى في نفس الوقت؛ كلها عوامل مهمة ترتبط فيما إذا وجدنا تلفاً في هذه الأعضاء المهمة في الجسم أم لا».

علاجات جديدة

تعد النتائج جزءاً من دراسة أكبر تبحث في التأثيرات طويلة المدى لـ«كوفيد» على أولئك الذين تم إدخالهم المستشفى، والمعروفة باسم دراسة «Phosp-Covid».

ووجد الباحثون بعض الأعراض المتطابقة مع علامات تلف الأعضاء التي كشفت عنها فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي، على سبيل المثال: ضيق الصدر والسعال مع وجود تشوهات في الرئتين. ومع ذلك، لا يمكن ربط جميع الأعراض التي يعاني منها المصابون بـ«كوفيد طويل الأمد» بشكل مباشر بما شوهد في عمليات الفحص.

وتشرح الدكتورة رامان أنه يبدو أيضاً أن التشوهات في أكثر من عضو كانت أكثر شيوعاً بين الأشخاص الذين تم إدخالهم المستشفى، وما زالوا يبلغون عن مشاكل صحية جسدية وعقلية بعد تعافيهم من العدوى الأولية.

وقالت: «ما نراه هو أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض الأعضاء المتعددة في التصوير بالرنين المغناطيسي - أي إن لديهم أكثر من عضوين متأثرين - كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف للإبلاغ عن ضعف عقلي وجسدي شديد وحاد للغاية».

وتابعت رامان: «تسلط النتائج التي توصلنا إليها أيضاً الضوء على الحاجة إلى خدمات متابعة متعددة التخصصات على المدى الطويل تركز على الصحة الرئوية وخارج الرئة (الكلى والدماغ والصحة العقلية)، خاصة بالنسبة لأولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب (كوفيد)».

من جهته، يوضح البروفيسور كريس برايتلينغ، من جامعة ليستر الذي يقود دراسة «Phosp-Covid»، أن البحث جزء من جهد أوسع لفهم مجموعة الأعراض المختلفة التي تشكل المتلازمة المعروفة باسم «كوفيد طويل الأمد»

ويضيف: «تؤكد هذه الدراسة التفصيلية لتصوير الجسم بالكامل أن التغييرات في أعضاء متعددة تظهر بعد أشهر من دخول المستشفى بسبب (كوفيد)... تعمل دراسة (Phosp-Covid) على فهم سبب حدوث ذلك وكيف يمكننا تطوير اختبارات وعلاجات جديدة لـ(كوفيد طويل الأمد)».

اكتشاف سرطان البروستاتا

أظهرت نتائج دراسة بريطانية جديدة، أن أشعة الرنين المغناطيسي يمكن أن تكتشف سرطان البروستاتا لدى الرجال، بشكل أكثر دقة بكثير من اختبارات الدم.

وقالت هيئة الـ "بي بي سي" اليوم الثلاثاء، إن الدراسة التي نُشرت في مجلة بي ام جيه" شملت أكثر من 300 رجل وأظهرت نتائجها أن أشعة الرنين المغناطيسي كشفت أنواع سرطان خطيرة لم يكن من الممكن اكتشافها باستخدام اختبارات الدم وحدها.

وأضافت الهيئة أن الدراسة وجدت أن أكثر من نصف الرجال الذين كشفت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي إصابتهم بالسرطان، أظهرت اختبارات الدم أن مستوى بروتين "بي إس إيه" لديهم طبيعي، وبالتالي جرى طمأنتهم بشكل خاطئ بأنهم خالون من المرض.

اضف تعليق