بعد ما كان قريبا من نهايته يعاود مرض الإيدز الظهور مجددا، بسبب تنامي الافة الاجتماعية وتلوث البيئة، بالإضافة إلى النمو السكاني في بعض الدول المتضررة يزيد من عدد الاشخاص المصابين بالفيروس الذي لا علاج قاطع له ويتطلب علاجا مدى الحياة، فعلى الرغم من التقدم الذي حققته الجهات المكافحة لمرض الايدز.

بعد ما كان قريبا من نهايته يعاود مرض الإيدز الظهور مجددا، بسبب تنامي الافة الاجتماعية وتلوث البيئة، بالإضافة إلى النمو السكاني في بعض الدول المتضررة يزيد من عدد الاشخاص المصابين بالفيروس الذي لا علاج قاطع له ويتطلب علاجا مدى الحياة.

فعلى الرغم من التقدم الذي حققته الجهات المكافحة لمرض الايدز نهاية العام الماضي بتحسين حصول المرضى على العلاج، الا الكثير من المختصين حذوا من عودة قوية للفيروس المسبب للايدز، لذا صرح ميشيل سيديبه المدير التنفيذي ليو.إن.ايدز بقوله "علينا ان نتحرك الان. اذا لم نفعل ستكون العواقب الانسانية والمالية كارثية، وهناك 35 مليون شخص مصابون بفيروس اتش.آي.في وقتل المرض منذ بدء انتشاره قبل 30 عاما 40 مليونا على مستوى العالم.

لذا يرى الخبراء بهذا الشأن إن الحفاظ على مستوى العلاج الحالي للفيروس وعلى جهود الوقاية سيتطلب على الاقل ثلث اجمالي الانفاق الحكومي في غالبية الدول الافريقية المتضررة من عام 2014 حتى عام 2030.

ويرى هؤلاء الخبراء ان السنوات الخمس المقبلة اساسية في الحد من انتشار الايدز في العالم، ولتفادي ارتفاع نسبة الاصابات بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة (ايدز) بدفع من زيادة معدلات الاصابات والنمو السريع لعدد سكان العالم.

على الصعيد نفسه خلصت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى أن فوائد ختان الذكور تفوق مخاطره، أما في إطار الكشف عن تفاصيل جديدة عن الأصول المرضية لأعراض نقص المناعة المكتسب (أيدز) قال العلماء إن نصف سلالات فيروس المرض نشأت من الغوريلا في الكاميرون قبل انتقالها للبشر وربما حدث ذلك من خلال تناول لحوم الحيوانات البرية، إذ يتألف الفيروس الرئيسي المسبب للايدز من أربع مجموعات جاءت كل منها من نسخة فيروسية منفصلة ظلت تتناقل عبر الأنواع بين القردة لتصل الى الانسان في نهاية المطاف.

وعليه فانه مع النمو السكاني العالمي، يزداد عدد الشبان الذين يصبحون ناشطين جنسيا، ما يهدد القدرة على تحقيق الهدف القاضي بالقضاء على التهديد الذي يمثله الايدز على الصحة العامة بحلول سنة 2030.

لذا من واجب الجهات المسؤولة والمنظمات المعنية اعادة اطلاق الجهود الوقائية خصوصا لدى السكان الاكثر عرضة للخطر بموازاة الغاء التمييز القضائي والاجتماعي، وبهذا سيبقى هدف القضاء على الايدز طموح لكنه واقعي.

ومن الجدير بالذكر ان فيروس نقص المناعة المكتسب المسبب للإيدز ينتقل من خلال الدم والمني وحليب الثدي. ولا يوجد علاج للعدوى لكن بمقدور المصاب تحييد المرض لسنوات بالحصول على تشكيلة من العقاقير المضادة للفيروسات.

وتذكر بيانات الأمم المتحدة أن عدد المصابين بالفيروس سجل نحو 35 مليون شخص في 2013 منهم 2.1 مليون اصيبوا حديثا بالفيروس بينما توفي حوالي 1.5 مليون بالايدز، وتسجل أفريقيا جنوب الصحراء أعلى نسبة للمصابين وبفارق كبير عن غيرها، وتفشى وباء الايدز منذ أكثر من ثلاثين عاما وأودى بحياة ما يصل الى 40 مليون شخص حول العالم.

العلم لن يتوقف إلى أن يقضي على الايدز

في سياق متصل تستعد العالمة فرانسوا باري سينوسي بعد مرور أكثر من 30 عاما على تعرفها على واحد من أشرس الفيروسات القاتلة التي تصيب الإنسان والتي اقتسمت جائزة نوبل للطب لاكتشافها فيروس (اتش.آي.في) للتقاعد وخلع معطفها الأبيض الذي ترتديه في المختبر، انها تشعر بقدر من خيبة الأمل لعدم تمكنها إعلان النصر الكامل في معركتها ضد الفيروس المسبب لمرض الإيدز لكنها تشعر في الوقت نفسه بالفخر لأن هذا الفيروس تراجع خلال العقود الثلاثة الماضية، ورغم أن التوصل إلى علاج للإيدز قد يحدث في حياتها وقد لا يحدث إلا أن فرانسوا (68 عاما) تقول إن التوصول إلى حالة "الخمود" حين يتمكن المرضى المصابين بالفيروس من السيطرة عليه داخل اجسامهم هو بالقطع في المتناول.

وقالت لرويترز في مقابلة في مختبرها بمعهد باستور في العاصمة الفرنسية باريس حيث اكتشفت هي ومعلمها لوك مونتانييه فيروس (اتش.آي.في) عام 1983 "أنا شخصيا اعتقد ان الخمود يمكن ان يتحقق. متى؟ لا أعلم لكن هذا ممكن"، وأضافت "لدينا ‘دليل على المفهوم‘ لدينا مرضى (دراسة) فيسكونتي الشهيرة الذين عولجوا في وقت مبكر جدا. مر الآن أكثر من عشر سنوات على توقف علاجهم ولازالوا بحالة جيدة للغاية".

وكانت تشير إلى دراسة شملت 14 مريضا فرنسيا بدأ علاجهم بمضادات الفيروسات القهرية خلال عشرة أسابيع من اصابتهم بالفيروس وظلوا على هذا العلاج لثلاث سنوات في المتوسط، وبعد مرور عشر سنوات على وقف العلاج كانت مستويات الفيروس لدى غالبية المرضى متدنية للغاية بدرجة لا يمكن رصدها.

وكانت هذه الحالات إلى جانب حالات فردية أخرى لخمود المرض هي التي أعطت الأمل لما يصل إلى 37 مليون مريض على مستوى العالم مكنتهم الانجازات العلمية من أن يظلوا على قيد الحياة رغم اصابتهم بفيروس الإيدز.

عدد الإصابات الجديدة يرتفع في شرق أوروبا ويتراجع في غربها

قال خبراء عالميون في الصحة العامة إن العام الماضي شهد تشخيص إصابة أكثر من 130 ألف شخص بفيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في شرق أوروبا، وذلك في أعلى معدل إصابة بالمنطقة على الإطلاق، في حين تراجعت الإصابات الجديدة بالفيروس في غرب أوروبا.

وشهدت معدلات الإصابة بالفيروس في دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية تراجعا عام 2017، وأفادت بيانات المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا بتشخيص إصابة قرابة 160 ألف شخص في المجمل بفيروس (إتش.آي.في) في أوروبا العام الماضي.

وقالت سوزانا جاكاب مديرة المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية ”من الصعب الحديث عن أنباء طيبة في ظل عام آخر شهد أعدادا مرتفعة بشكل غير مقبول للمصابين بفيروس (إتش.آي.في)“. ووجهت نداء للحكومات ومسؤولي الصحة بإدراك خطورة الوضع، وحذر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس الإيدز في يوليو تموز من أن التقاعس بدأ يعطل محاربة المرض على مستوى العالم وأن وتيرة التقدم لا تلبي المطلوب. وهناك نحو 37 مليون مصاب بفيروس (إتش.آي.في) في العالم.

وتضم المنطقة الأوروبية وفقا لمنظمة الصحة العالمية ما يصل إلى 53 دولة يعيش فيها قرابة 900 مليون شخص. ويعيش حوالي 508 ملايين من هؤلاء في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وعددها 28 دولة، إلى جانب أيسلندا وليختنشتاين والنرويج.

وأصيب ما يربو على 77 مليون شخص بفيروس (إتش.آي.في) على مستوى العالم منذ ظهور المرض في ثمانينيات القرن العشرين وتوفي قرابة نصفهم أي 35.4 مليون شخص بسبب المرض.

انتشار الإيدز بين القاصرات

أفاد تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بأن معدل إصابة القصر بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) حول العالم خلال عام 2017 بلغ نحو 30 شخصا كل ساعة وأن الفتيات شكلن الغالبية العظمى.

وأضاف التقرير أن من بين هذه الإصابات الثلاثين التي وقعت كل ساعة بين مراهقين تراوحت أعمارهم بين 15 و19 عاما بلغ عدد الفتيات نحو 20 فتاة، أي ثلثي العدد، وذكر التقرير أنه رغم التقدم الكبير في محاربة الإيدز على مدى العقدين الماضيين، فإن الإخفاق في منع إصابة هذا العدد الكبير من الأطفال والمراهقين يقوض جهود التصدي للمرض.

وقال إن انتشار الإيدز بين القاصرات يزيد بسبب ممارستهن الجنس في سن مبكرة، بعضهن مع رجال أكبر سنا، وكذلك لإجبارهن على ممارسته وبسبب الفقر وعدم توافر الاستشارات الخاصة في هذا الصدد وخدمات الفحص الطبي.

وقالت هنرييتا فور المديرة التنفيذية لليونيسف ”في معظم البلدان تفتقر السيدات والفتيات إلى المعلومات أو الخدمات أو حتى القدرة على رفض ممارسة الجنس بصورة غير آمنة... فيروس الإيدز ينتشر بين أكثر الفئات ضعفا وتهميشا تاركا المراهقات في قلب الأزمة“.

وقال تقرير اليونيسف الذي عرض يوم الأربعاء خلال مؤتمر عن الإيدز في أمستردام إن 130 ألف قاصر تقل أعمارهم عن 19 عاما فقدوا أرواحهم بسبب الإيدز خلال العام الماضي في حين كانت هناك 430 ألف حالة إصابة جديدة بمعدل 50 حالة تقريبا كل ساعة.

ويشكل المراهقون الذين تتراوح أعمارهم بين عشرة أعوام و19 عاما نحو ثلثي عدد حاملي فيروس (إتش.آي.في) ممن تقل أعمارهم عن 19 عاما وهو ثلاثة ملايين. وبينما يتراجع عدد الوفيات المرتبطة بالإيدز في كل الفئات العمرية الأخرى منذ عام 2010، لا تشهد وفيات المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاما أي تراجع.

ويقول برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز إن جهود محاربته بلغت ”نقطة خطيرة“ وإنه رغم تراجع عدد الوفيات وتزايد معدلات تقديم العلاج فإن معدلات الإصابة الجديدة مرتفعة. ويحمل 37 مليون شخص في العالم فيروس (إتش.آي.في) المسبب للمرض.

عدوى الإيدز بين الأطفال

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الجمعة إن 18 طفلا كانوا يصابون بفيروس (إتش.آي.في) كل ساعة خلال العام الماضي، وهو ما يشير إلى ضعف التقدم على صعيد حماية أطفال العالم من الفيروس المسبب لمرض الإيدز الفتاك.

وتشير توقعات اليونيسيف وفقا لأحدث إحصاءاتها لعام 2017 والتي أعلنتها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز إلى أنه إذا استمر المعدل الحالي فستكون هناك 3.5 مليون حالة إصابة جديدة بالفيروس بين فئة المراهقين بحلول عام 2030.

ووفقا لليونيسيف، كان هناك نحو 37 مليون شخص مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب (إتش.آي.في) في أنحاء العالم العام الماضي، ومن بين المصابين 2.1 مليون في سن المراهقة بزيادة بنسبة 30 في المئة عن عام 2005، في حين توفي 120 ألف طفل تقل أعمارهم عن 14 عاما لأسباب مرتبطة بالإيدز، ويواجه الأطفال المصابون الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات الخطر الأكبر مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.

وقالت الدكتورة تشو لو رئيسة قطاع الإيدز في اليونيسيف في بيان تزامن مع التقرير ”عدوى الإيدز لم تنته. لا تزال تمثل خطرا على حياة الأطفال والصغار“، وأضافت ”ليس مقبولا أن نظل نرى هذا العدد الكبير من الأطفال يموت جراء الإيدز وألا نرى تقدما يذكر لحماية المراهقين من العدوى“.

وقالت اليونيسيف إن حالات الوفيات بين المراهقين حدثت كلها تقريبا في منطقة أفريقيا جنوبي الصحراء مشيرة إلى أن أعداد الإصابة بين الفتيات أكبر منها بين الذكور.

وطالبت اليونيسيف بمجموعة من الإجراءات تتضمن علاج كافة الأطفال المصابين وإعطاء أولوية لحماية المراهقات في أفريقيا جنوبي الصحراء وكذلك التوعية باختبارات الكشف الذاتي وجمع المعلومات بشكل أفضل.

ارتفاع في الصين

سجلت الصين ارتفاعا بنسبة 14 في المئة في الإصابة بفيروس نقص المناعة (اتش آى في) ومرض الإيدز بين مواطنيها، ويقول مسؤولو الصحة إن أكثر من 820 ألف شخص أصيبوا بالمرض في البلاد. وتم الإبلاغ عن حوالي 40 ألف حالة جديدة في الربع الثاني من عام 2018 وحده، وجاءت غالبية الإصابات في الحالات الجديدة عن طريق ممارسة الجنس غير الآمن، وهو ما يمثل تغيرا عما كان يحدث في الماضي.

فمن المعروف أن فيروس نقص المناعة البشرية كان ينتشر بسرعة في بعض مناطق الصين، كنتيجة لنقل دم ملوث بالفيروس، إلا أن الإحصاءات الأخيرة كشفت انخفاض عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس جراء نقل الدم الملوث إلى الصفر تقريبا، بحسب ما أعلنه مسؤولو الصحة الصينيون في مؤتمر عُقد في مقاطعة يونان.

وارتفع عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والمصابين بمرض الإيدز في الصين ليصل مؤخرا إلى نحو 100 ألف حالة، ويمثل انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من خلال ممارسة الجنس، قضية خطيرة بين المثليين جنسيا في الصين.

وتم إلغاء تجريم المثلية الجنسية في الصين في عام 1997، لكن مازال التمييز ضدهم أمرا شائعا في المجتمع، وبسبب القيم المحافظة في البلاد، قدرت الدراسات أن 70- 90 في المئة من الرجال المثليين يتزوجون من النساء في نهاية المطاف، وتأتي العديد من حالات انتقال الأمراض من عدم استخدام وسائل الحماية الجنسية بشكل كاف في هذه العلاقات، ووعدت الحكومة الصينية، منذ عام 2003، بتوفير العلاج للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، كجزء من محاولة معالجة هذه القضية.

مرحلة خطرة

حذرت الأمم المتحدة من أن الشعور بالرضا عما تحقق بدأ يبطئ مكافحة تفشي مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) على مستوى العالم إذ لا يعادل ما يتم إحرازه من تقدم محرز المعدل المطلوب، وقال برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في تقرير محدث إن مكافحة المرض بلغت ”مرحلة خطرة“ وإنه رغم تراجع عدد الوفيات وتزايد معدلات تقديم العلاج فإن معدلات الإصابة الجديدة بالعدوى تهدد بتقويض جهود هزيمة المرض.

وقال التقرير ”ينزلق العالم عن المسار. ولا يتم الوفاء بالتعهدات المقدمة للأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالمرض في المجتمعات“، وأضاف ”أمامنا أميال لنقطعها في رحلة القضاء على وباء الإيدز. الوقت ينفد“.

وأشار ميشيل سيدي بيه المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز في مقدمة التقرير إلى تحقيق تقدم كبير في الحد من عدد الوفيات الناجمة عن المرض وفي تحقيق مستوى قياسي مرتفع في عدد من يتعاطون الأدوية المضادة للفيروسات الرجعية على مستوى العالم، وقال التقرير إن حوالي 21.7 مليون شخص من إجمالي المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية المسبب لمرض الإيدز وعددهم 37 مليونا كانوا يتلقون العلاج في 2017 وهو ما يعادل زيادة قدرها خمس مرات ونصف مقارنة بالعدد قبل أكثر من عقد مضى.

وأضاف التقرير أن هذه الزيادة السريعة والمستمرة في عدد من يتلقون العلاج ساعدت على تراجع نسبته 34 في المئة في الوفيات المرتبطة بالإيدز منذ عام 2010 وحتى عام 2017. وكان عدد الوفيات جراء المرض في 2017 الأقل خلال القرن إذ كان أقل من مليون حالة، لكن سيدي بيه أشار أيضا إلى وجود ما قال إنه مراحل ”أزمة“ فيما يتعلق بمنع انتشار الفيروس، خاصة في المجتمعات الأكثر عرضة للمرض، وفي تأمين تمويل ثابت، وقال ”النجاح في إنقاذ الأرواح لم يقابله نجاح مماثل في الحد من عدد الإصابات الجديدة بالعدوى... لا يتراجع عدد حالات العدوى الجديدة بالسرعة الكافية. ولا تُقدم خدمات الوقاية من الفيروس بمعدل كاف... ولا تصل إلى أكثر المحتاجين لها“.

نتائج مبشرة

تشير تجربتان أوليتان إلى أن الأشخاص الذي يعيشون بفيروس نقص المناعة المكتسب المسبب لمرض (الإيدز) قد يستطيعون يوما ما التغلب على الفيروس بضخ أجسام مضادة للفيروس في أجسامهم مرتين في السنة بدلا من تناول أقراص مضادة للفيروس يوميا.

وكان عدد المشاركين في التجربتين محدودا (تسعة في التجربة الأولى وسبعة في الثانية) كما تظهر التجربتان أن الأجسام المضادة للفيروس تملك إمكانات لكنهما لا تؤكدان أنها فعالة بالفعل. ولابد من إجراء تجارب أوسع نطاقا وأطول مدة لمعرفة إن كان هذا العلاج الجديد آمنا وفعالا. وحتى في هذه الحالة فقد يستغرق الأمر أعواما قبل طرح دواء جديد في الأسواق.

لكن الفكرة مثيرة لأن الأقراص اليومية التي تمثل حجر الأساس في علاج الفيروس تتطلب التزاما مدى الحياة. وتتوقف فاعلية هذه الأقراص عندما يتوقف المرضى عن تناولها وقد يحدث ذلك عندما لا تكون الأدوية متاحة أو عندما يصعب تحمل كلفتها أو عندما تسبب أعراضا جانبية خطيرة، وقال الطبيب ميشيل نوسنزفيج كبير الباحثين في الدراستين وهو باحث في معهد هاورد هيوز الطبي في جامعة روكفلر بمدينة نيويورك ”إذا تمخضت التجربة الأطول بالأجسام المضادة المعدلة عن النتائج المرجوة فيمكن عندئذ إعطائها (للمرضى) كل ستة أو تسعة أشهر“، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني ”سيكون ذلك مفيدا للأشخاص الذين ينسون تناول الأقراص كما أن الجسم المضاد هو منتج طبيعي مستنسخ من كائن بشري... وحتى الآن لا توجد له سوى أعراض جانبية محدودة“.

وخلال التجربتين استخدم العلماء نوعين من الأجسام المضادة، هما 3بي.إن.سي117 و10-1074 وتم رصدهما خلال فحص الأعداد النادرة من المرضى الذين تحارب أجسامهم بنجاح فيروس نقص المناعة دون مساعدة الأدوية. ويستهدف هذان النوعان من الأجسام المضادة البروتينات الموجودة على السطح الخارجي للفيروس من زاويتين مختلفتين، ويحفزان جهاز المناعة في الجسم لمكافحة العدوى.

وفي إحدى التجربتين، توقف تسعة مرضى مصابين بفيروس نقص المناعة المكتسب عن تناول الأقراص اليومية المضادة للفيروس، ثم حصلوا على ثلاث جرعات من الأجسام المضادة للفيروس على مدى ستة أسابيع.

ويقول الباحثون في نتائج التجربة التي نشرت في دورية (نيتشر) يوم الأربعاء إن مدة كبح نشاط الفيروس تراوحت بين 15 وأكثر من 30 أسبوعا. وجرى تحجيم الفيروس لمدة 21 أسبوعا على الأقل في نصف المرضى، وأبلغ بعض المرضى عن شعورهم بإجهاد خفيف، لكن لم تكن هناك آثار جانبية خطيرة.

وركزت التجربة الثانية على سبعة أشخاص تم تشخيص إصابتهم بفيروس نقص المناعة لكنهم لم يكونوا يتناولون الأقراص اليومية، وشملت التجربة أشخاصا مصابين بأنماط من الفيروس قد تستجيب للعلاج بالأجسام المضادة. وحصل المشاركون إما على جرعة واحدة تتضمن نوعي الأجسام المضادة أو على ثلاث جرعات من النوعين عبر ستة أسابيع، وخلص الباحثون في نتائج دراستهم إلى أن مستويات الفيروس انخفضت بشكل كبير في الدورة الدموية للمرضى بعد العلاج لمدة وصلت إلى ثلاثة أشهر.

تعزيز حملات الوقاية

ينطلق في هولندا المؤتمر الدولي حول الإيدز لمناقشة وسائل تعزيز حملات الوقاية، إضافة إلى بحث سبل حشد مزيد من الإمكانيات المادية لتفادي استفحال وباء أودى بحياة 35 مليون شخص.

في حين يفتتح الاثنين في أمستردام المؤتمر الدولي حول الإيدز (نقص المناعة المكتسبة)، يدق الخبراء والنشطاء ناقوس الخطر خشية "قفزة" جديدة ضارية للمرض أمام التراجع في وسائل الوقاية إضافة إلى تقلص التمويل الدولي.

ويتعايش اليوم نحو 36.9 مليون شخص مع الإيدز، على أمل ألا يتحول هذا الفيروس إلى مرض. وبات نحو ثلاثة أشخاص إيجابيي المصل من كلّ خمسة، أي حوالي 21.7 مليونا من أصل 36.9 مليونا في المجموع، يتناولون أدوية مضادة للفيروسات العكوسة، وهي أعلى نسبة من حاملي الفيروس تسجل حتى اليوم، وفق ما ورد عن برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز، ويعقد المؤتمر كل سنتين ويمثل فرصة للعلماء لمناقشة أحدث المستجدات، من إنجازات وانتكاسات، في إطار السعي إلى علاجات أفضل وأبسط. والعمل على وضع آليات للحد من أعمال قمع الفئات المعرضة للخطر، ولأول مرة منذ بداية القرن، تقهقر عدد الوفيات الناجم عن الإيدز إلى ما دون المليون، وذلك في 2016 (990 ألف) و2017 (940 الف)، بالتوازي مع تراجع الإصابات الجديدة.

لكن في المقابل تتراجع الجهود في مجال الوقاية إضافة إلى انخفاض التمويل الدولي ما يجعل الخبراء يخشون استفحال الوباء، وقال ديفيد بار وهو ناشط أمريكي إيجابي المصل، خلال ندوة نظمت عشية المؤتمر "لم أكن أتصور في المرة الأخيرة التي تحدثت فيها هنا سنة 1992 أنني سأعود بعد 26 عاما حيّا وبصحة جيدة"، لكن حذر بار من أن هذا النجاح "هشّ بطريقة لا تصدّق"، فهو يتخوف من الرجوع إلى "فظائع سنة 1992" مع تفاقم شديد في الإصابات والوفيات، وأكثر ما يثير القلق بشأن الإيدز اليوم هو ضعف التمويل. وأكد الأحد الباحث الأمريكي مارك دايبل، وهو المدير السابق للصندوق العالمي لمكافحة الإيدز "سنواجه مشاكل جمّة في حال لم نحشد مزيدا من الأموال". وأعرب دايبل عن خشيته من أن يصبح هذا الوباء "خارج السيطرة"، وتعد أسوأ السيناريوهات في نظر دايبل هو أن يتسبب هذا النقص في الموارد المالية في تفشي أكبر للإصابات في ظل النمو الديموغرافي خصوصا في البلدان الأكثر تأثرا بالأزمة، لا سيما في أفريقيا.

لكن الصورة العامة للتقدم الذي تم تسجيله في مجال مكافحة الإيدز تحمل في طياتها تفاوتا شديدا، ففي غرب القارة الأفريقية ووسطها، لا يتسنى سوى لـ 40 % من حاملي الفيروس الانتفاع من العلاجات.

استجابة مناعية استثنائية

أظهر لقاح تجريبي، يعكف العلماء على تطويره منذ 40 عاما لمرض نقص المناعة المكتسبة (إيدز)، استجابة مناعية على البشر، ونجح في حماية القردة من الإصابة بالعدوى، بحسب دراسة نُشرت في دورية "لانست" الطبية.

وانتقلت تجارب اللقاح إلى المرحلة التالية من الإجراءات التجريبية قبل الموافقة عليه، وذلك بعدما أثبت العقار أنه آمن على البشر، وسيجري اختباره على 2,600 امرأة في جنوب أفريقيا لبحث ما إذا كان سينجح في الوقاية من الإيدز أم لا.

لكن فريق الباحثين في الدراسة وخبراء من الخارج يحذّرون من أنه على الرغم من النتائج المشجعة حتى الآن فإنه لا ضمانات لنجاح العقار في المرحلة التجريبية التالية التي يطلق عليها "إتش في تي إن 705" (HTNV705) أو "إمبوكودو"، وتعني الصخرة بلغة الزولو، وقال دان باروتش، المشرف على الدراسة والأستاذ في جامعة هارفاراد، لوكالة الأنباء الفرنسية: "على الرغم من أن البيانات مشجعة، نحن بحاجة إلى مزيد من الحذر".

وأضاف: "نجاح (اللقاح) في حماية ثلثي القردة في تجربة معملية، لا يعني أنه سيقي البشر، لذلك نحن في حاجة إلى انتظار نتائج الدراسة قبل أن نعرف ما إذا كان سيقي البشر من الإيدز أم لا"، ويتوقع الكشف عن نتائج بحث "إمبوكودو" في 2021 أو 2022، وقال باروتش: "إنه خامس لقاح ستختبر فعاليته على البشر خلال تاريخ الإيدز الممتد منذ 35 عاما في جميع أنحاء العالم"، وأظهر لقاح واحد فقط، يطلق عليه "آر في 144" (RV144) بعض أشكال الوقاية من المرض. وأعلن عن آر في 144 عام 2009 للحد من مخاطر عدوى نقص المناعة المكتسبة بين 16 ألف متطوع تايلاندي بنسبة 31.2 في المئة، لكنه عُد غير كاف لتصنيفه كعقار مضاد للمرض، واختبر باروتش وفريقه اللقاح المرشح على 393 بالغا أصحاء خالين من مرض الإيدز وتتراوح أعمارهم بين 18 إلى 50 عاما في دول شرقي أفريقيا وفي جنوب أفريقيا وتايلاند والولايات المتحدة، وأعطي المتطوعون بصورة عشوائية واحدا من مجموعة من اللقاحات أو بديلا وهميا، كما أعطوا أربع جرعات على مدار 48 أسبوعا.

علاج وظيفي

قال فريق بحثي في معهد الإيدز التابع لجامعة هونج كونج إنه ربما توصل إلى ”علاج وظيفي“ لفيروس (إتش.آي.في) المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وهو إنجاز كبير ربما يعني استخدام جسم مضاد جديد للوقاية والعلاج من المرض، ويأتي بحث هذا الفريق بقيادة البروفيسور تشين شي وي في وقت تواجه فيه الصين زيادة في عدد المصابين بالفيروس، ووفقا لمركز (إيدز داتا هاب) المدعوم من الأمم المتحدة، بلغ عدد المصابين بفيروس (إتش.آي.في) في الصين نحو 850 ألفا.

وأظهرت تجربة العلاج على الفئران أن الجسم المضاد الجديد قادر على السيطرة على الفيروس والقضاء على الخلايا المصابة، ويقول تشين إن الجسم المضاد سيوفر للمرة الأولى القدرة على التعامل مع مختلف أشكال فيروس (إتش.آي.في). ولا يوجد لقاح لعلاج الأشكال المختلفة للفيروس، وقالت تشين لرويترز ”الجسم المضاد الجديد الذي اكتشفناه... يصلح لكل أشكال (الفيروس) وهذا هو الاختلاف الرئيسي“، وأوضح أن ”العلاج الوظيفي“ يعني أن مستوى الفيروس سيكون منخفضا للغاية بحيث لا يمكن كشفه داخل جسم الإنسان طالما استمر حقن المرضى بالجسم المضاد ربما كل ثلاثة شهور أو أقل، وأضاف أن فريقه يهدف إلى نقل البحث إلى مرحلة التجارب السريرية في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.

تزايد معدلات الإصابة بين كبار السن في أوروبا

قال مسؤولون في مجال الصحة يوم الأربعاء إن حالة واحدة من بين كل ست إصابة جديدة بفيروس (إتش.آي.في)المسبب لمرض الايدز في أوروبا كانت لأشخاص تجاوزوا سن الخمسين مما يظهر ضرورة زيادة الوعي ووضع برامج فحوص لكبار السن.

ووجدت دراسة أجراها باحثون بالمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها نموا مطردا خلال الاثني عشر عاما الماضية في معدلات الإصابة الجديدة بالفيروس بين كبار السن في المنطقة، ووجدت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين تزيد لديهم احتمالات الإصابة بفيروس (إتش.آي.في) في حالة متقدمة بالمقارنة مع الأصغر سنا وأنهم يصابون بالفيروس بسبب العلاقات الجنسية المتعددة.

وقالت لارا تافوشي التي رأست فريق البحث في المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها ”نتائجنا تشير إلى توجه جديد يتطور فيه وباء (إتش.آي.في). هذا الاحتمال نتيجة لقلة وعي كبار السن بفيروس إتش.آي.في وكيفية انتقاله“. ونشرت النتائج في دورية لانسيت إتش.آي.في، وقالت تافوشي إن هناك اعتقادا لدى بعض العاملين في مجال الصحة أن خطر الإصابة بفيروس (إتش.آي.في) يقل عند كبار السن وهو ما يؤدي إلى تركيز الخدمات المتعلقة بهذا الفيروس على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن الخمسين.

وتابعت ”نتائجنا تبين وجود حاجة واضحة لتوفير برامج شاملة للوقاية من فيروس إتش.آي.في تستهدف كبار السن في شتى أنحاء أوروبا تشمل التوعية وإمكانية الحصول على الواقي الذكري وتحسين فرص إجراء اختبارات والحصول على علاج“، وهناك نحو 37 مليون شخص في شتى أنحاء العالم مصابون بفيروس إتش.آي.في، وتتواجد أغلب الحالات في المناطق الفقيرة مثل أفريقيا وآسيا حيث لا تتوافر بشكل كبير الفحوص والوقاية والعلاج ولكن ثبت أن الفيروس مستعص أيضا في مناطق غنية مثل أوروبا.

وزادت حالات التشخيص بالإصابة بفيروس (إتش.آي.في) في 16 دولة أوروبية من بينها بريطانيا وبلجيكا وألمانيا وايرلندا. ووجدت الدراسة أنه بحلول 2015 تركزت أعلى معدلات الإصابة بالفيروس بين من تجاوزوا سن الخمسين في استونيا ولاتفيا ومالطا والبرتغال.

استراتيجية لمكافحة الإيدز ستركز على 13 دولة

أظهر تقرير عن استراتيجية مكافحة مرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) يوم الثلاثاء أن الولايات المتحدة ستركز مواردها على مساعدة 13 دولة بها أعداد كبيرة من المصابين بالفيروس ولديها أفضل فرص للسيطرة على انتشاره.

وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون أولويات (خطة الرئيس الأمريكي الطارئة لمواجهة الإيدز) وهي إحدى ركائز المساعدات الأمريكية العالمية في مجال الصحة وتقدم الدعم اللازم لعلاج المصابين بالإيدز وفيروس إتش.آي.في المسبب له إضافة إلى إجراء الفحوص والاستشارات لملايين الأشخاص حول العالم.

وطلبت إدارة الرئيس دونالد ترامب هذا العام خفض تمويل البرنامج بمقدار مليار دولار لكن لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ صوتت الأسبوع الماضي بإبقاء التمويل دون تغيير تقريبا في حدود ستة مليارات دولار.

وقال تيلرسون في التقرير ”تظل إدارة ترامب ملتزمة بشدة بالاستجابة العالمية للمرض وبعرض نتائج وتأثيرات إنفاق كل دولار أمريكي“ في هذا الصدد، ولم تفصح الإدارة الأمريكية عن برامج ستشهد خفضا في تمويلها لكن وزارة الخارجية شددت على مواصلة تقديم العلاج لمن يتلقونه بالفعل، وسيستمر الدعم الأمريكي في إدارة برامج في أكثر من 50 دولة إلا أنه سيركز أغلب الجهود على 13 دولة تقترب من السيطرة على انتشار المرض للوصول إلى الحد الأقصى من التأثير فيها. ويتحدد الاقتراب من السيطرة على انتشار الفيروس بزيادة عدد حالات الوفيات الناجمة عنه سنويا عن حالات الإصابة الجديدة.

وتشمل تلك الدول كينيا وزامبيا وتنزانيا وأوغندا وزيمبابوي وملاوي وليسوتو وساحل العاج وبتسوانا وناميبيا وسوازيلاند وهايتي ورواندا، وقالت السفيرة ديبورا بيركس المنسقة الأمريكية لجهود مكافحة الإيدز حول العالم في مقابلة عبر الهاتف ”ركزنا بالفعل على تسريع الوتيرة في الدول التي يمكننا فيها إنجاز المهمة بالتعاون مع المجتمعات والحكومات“.

انتعاش الآمال

أعلن علماء إطلاق دراسة كبيرة ثانية لقياس فاعلية لقاح لفيروس (إتش.آي.في) يوم الخميس لتنتعش الآمال في الوقاية من الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) برغم خيبة الأمل في الماضي، وتعني بداية تجربة جديدة تشمل 2600 امرأة في جنوب أفريقيا أن ثمة تجربتين سريريتين كبيرتين للقاح لفيروس (إتش.آي.في) في آن واحد لأول مرة منذ ما يربو على عشر سنوات.

والدراسة الجديدة تختبر مركبا من لقاحين طورتهما جونسون آند جونسون مع المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة ومؤسسة بيل وميليندا جيتس. وبدأت تجربة اللقاح الأول الذي دعمته أيضا المعاهد الوطنية للصحة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.

وتهدف الدراستان إلى البناء على النجاح المتواضع الذي حققته تجربة سابقة في تايلاند عام 2009 حيث أظهر لقاح سابق انحسار الإصابات بنسبة 31 بالمئة، وقال بول ستوفلز كبير المسؤولين العلميين في جونسون آند جونسون ”إننا نحقق تقدما“ وعبر عن اعتقاده في إمكانية تحقيق فاعلية بنسبة تفوق 50 بالمئة، ويستلزم اللقاحان الجديدان جرعة لتحفيز الجهاز المناعي وحقنة ثانية لتعزيز استجابة الجسم، ويستخدم لقاح جونسون آند جونسون تكنولوجيا لدمج بروتينات تحفيز المناعة من سلالات مختلفة لفيروس (إتش.آي.في) لتمثل أنماطا مختلفة من الفيروس حول العالم وهو ما يفترض أن ينتج لقاحا ”عالميا“، ويمثل تحور فيروس (إتش.آي.في) أحد أسباب صعوبة إنتاج لقاح في الماضي، ورغم أن أدوية (إتش.آي.في) الحديثة حولت المرض من فتاك إلى مزمن يعتقد أن اللقاح مهم نظرا لتزايد عدد المصابين.

الداء الذي أعجز العلماء

يحمي جهاز المناعة الجسم من الجراثيم والفيروسات التي تهاجم أعضاءه وخلاياه، ولكن هذا الجهاز يكون الهدف والضحية في مرض نقص المناعة المكتسب (إيدز)، مما يجعل الجسم بلا جيش يحميه ويتركه فريسة سهلة لكل ما هب ودب من جراثيم تستأسد عليه.

يخلط كثيرون بين مصطلحي "أتش آي في" والإيدز ويظنونهما اسمين لنفس المسمى، ولكن هذا غير دقيق، فمصطلح "أتش آي في" هو اسم الفيروس المعدي الذي يصيب جهاز المناعة، بينما مصطلح "الإيدز" هو الاختصار الإنجليزي لـ"متلازمة نقص المناعة المكتسب"، وهي المرحلة المتقدمة من العدوى بفيروس "أتش آي في" والتي يكون فيها جهاز المناعة قد أنهك وأصبح غير قادر على حماية الجسم. وعادة ما يتطور الإيدز خلال فترة تصل إلى عشر سنوات بعد دخول فيروس "أتش آي في" إلى الجسم.

من أين جاء؟

إذا وضعنا جانبا نظريات المؤامرة التي لا يوجد دليل علمي يثبت مزاعمها (مثل أن فيروس الإيدز سلاح بيولوجي تم تطويره في مختبرات إحدى الدول، أو أنه فيروس صمم لإبادة أعراق معينة)، فإن العلماء يعتقدون أن مصدر الفيروس هو القردة والشمبانزي في غرب قارة أفريقيا.

يعتقد أن فيروس الإيدز نسخة مطورة من فيروس كان يصيب القردة واسمه فيروس نقص المناعة القردي (أس آي في). وفي مناطق غرب أفريقيا كانت هذه الحيوانات تُصطاد وتذبح وتؤكل، ولذلك انتقل هذا الفيروس عبر الدم الملوث أثناء الذبح أو الأكل إلى البشر، وتحوّر إلى فيروس نقص المناعة المكتسب. وتشير المعطيات إلى أن هذا الانتقال حدث أواخر القرن التاسع عشر.

آلية المرض

يستهدف فيروس "أتش آي في" خلايا في جهاز المناعة تسمى خلايا "سي دي 4"، مثل الخلايا التائية وخلايا البلعمة. وخلال فترة تطور المرض يتناقص عدد هذه الخلايا. ومنذ عدوى الشخص بالفيروس يصبح قادرا على نقله، وهذا يعني أنه قد يعدي الكثيرين قبل أن تكتشف إصابته بالفيروس.

طرق العدوى

ينتقل الفيروس بالاتصال الجنسي مع شخص حامل له عبر السائل المنوي أو الإفرازات المهبلية، ويحدث الانتقال من الشخص الحامل للفيروس إلى الطرف السليم حتى ولو لم تظهر على الأول الأعراض السريرية ولم يصل إلى مرحلة الإيدز.

عبر الدم من خلال نقل الدم الملوث بالفيروس.

عبر تشارك الإبر الملوثة، كما يفعل مدمنو المخدرات.

من الأم إلى الطفل أثناء الحمل، أو أثناء الولادة، أو عبر الرضاعة الطبيعية.

مراحل المرض وأعراضه

العدوى الأولية: وتحدث عند دخول الفيروس إلى الجسم أول مرة، إذ خلال شهرين يطور المصاب أعراضا تشبه أعراض الإنفلونزا، مثل:

حمى.

ألم في الحلق.

ألم في العضلات.

تعرق ليلي.

صداع.

إسهال.

تضخم في العقد اللمفاوية.

تقرحات في الفم.

تقرحات في المنطقة التناسلية.

طفح جلدي.

مرحلة الكمون السريري: بعد العدوى الأولية تتراجع الأعراض، وهنا يدخل الفيروس في الكمون السريري، أي أنه موجود في الجسم ولكن لا أعراض سريرية له، وفي هذه المرحلة يتكاثر الفيروس ويبدأ تدمير جهاز المناعة، كما يكون الشخص ناقلا للمرض، وبالتالي فقد ينقله إلى الكثيرين دون أن يدري.

وتستمر مرحلة الكمون السريري عادة عشر سنوات، وبعدها يكون جهاز المناعة قد أنهك فيصاب الشخص بما يسمى نقص المناعة المكتسب، وعندها يشخّص بأنه مصاب بالإيدز.

مرحلة الإيدز: وفيها يكون جهاز المناعة قد استنفده فيروس "أتش آي في"، ويصبح الجسم معرضا للعدوى من الجراثيم الأخرى بسهولة. وتشمل أعراض الإيدز:

الحمى الشديدة.

السعال.

فقدان الوزن.

التعب.

الإسهال.

قصر النفس.

عرق ليلي.

بقع بيضاء اللون عل اللسان وفي الفم.

إصابة بالعدوى الانتهازية، وهي تنجم عن جراثيم لا تكون ممرضة للجسم في الحالة الطبيعية، أما عند انهيار جهاز المناعة فإنها تصبح قادرة على إصابته والانتشار فيه، وكأنها "تنتهز" فرصة غياب الجيش الذي يحمي الجسم.

الصداع.

الطفح الجلدي.

المضاعفات

زيادة تعرّض الشخص للعدوى بمخاطر صحية كمرض السل والفطريات، بالإضافة إلى العدوى الانتهازية.

ارتفاع مخاطر السرطان، إذ إن جهاز المناعة هو الذي يقاوم الخلايا السرطانية في مهدها ويمنع انتشارها. ومن هذه السرطانات الكابوسي ساركوما والليمفوما.

مشاكل في الجهاز العصبي.

مرض الكلى.

الموت.

العلاج

لا يوجد علاج كامل للإيدز، ولكن توجد أدوية تقاوم فيروس "أتش آي في" وتقلل تقدمه، وعليه فهي تحسّن نوعية حياة المريض وتطيل عمره المتوقع. وعادة ما يعالَج المريض بمجموعة من مضادات فيروس "أتش آي في" وليس بواحد فقط، لتقليل إمكانية ظهور سلالات جديدة من الفيروس مقاومة للعلاج.

وهنا يجب التحذير من الادعاءات والمزاعم التي يروج أصحابها لامتلاكهم علاجا شافيا للإيدز، أو اختراعهم أدوية مستحضرة من أعشاب سرية لا يعلم أحد كنهها باستثناء مخترعها المدعي، مما يؤدي إلى إهمال المريض لعلاج نفسه لدى الطبيب المختص فيفاقم حالته، وقد ينقل الفيروس إلى الغير وهو يظن أنه تعافى.

ولا يوجد علاج يمنع الشخص الحامل لفيروس "أتش آي في" من نقله إلى الغير، إذ بمجرد تعرضه للعدوى يصبح قادرا على نقله عبر الجنس أو نقل الدم، حتى ولو لم تظهر عليه أعراض الإصابة.

الوقاية

العفة والابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة.

عدم تعاطي المخدرات والابتعاد عن رفاق السوء.

الختان للرجل يقلل من احتمالية الإصابة بالفيروس، وهذا يفسر إطلاق حملة في رواندا -التي تعاني من ارتفاع معدلات الإيدز- من أجل ختان مليونيْ رجل. وهنا يجب تأكيد أن الختان يقلل احتمال الإصابة المرض فقط، ولكنه لا يقي من العدوى بفيروسه.

إذا كنت تشك في إصابتك بالمرض فراجع الطبيب فورا، إذ اكتشاف المرض مبكرا يساعد على تأخير تطوره، كما يحمي المجتمع من انتشار الفيروس بين الأشخاص السليمين.

المنظمات الطبية تنصح مدمني المخدرات أولا بالإقلاع عن هذا السلوك المدمر للصحة، وثانيا بألا يتشاركوا الإبر، إذ على الشخص أن يستخدم إبرة جديدة وخاصة لنفسه كل مرة يحقن بها نفسه.

مع التأكيد مرة أخرى على أن العلاقة في إطار الزواج هي المفتاح الأول للوقاية، فإن المنظمات الطبية تشدد أيضا على ضرورة عدم ممارسة الجنس غير المحمي، ولذلك يجب استعمال الواقي الذكري أو الأنثوي، على أن يكون جديدا في كل مرة.

اضف تعليق


التعليقات

الكاتب الأديب جمال بركات
مصر
الإيدز أو مرض فقدان المناعة قد يصيب أي انسان بالخطأ ويكون هذا هو قدر الله
لكن الغالبية العظمى يصيبهم المرض بسبب انحلال خلقي ينسى فيه الفرد أوامر ربه ومولاه
ومن يمارس الجنس مع كل من راق له يعمل على زيادة رقعة انتشاره كلما أخذ العدوى ونقلها الى ضحاياه
أحبائي
دعوة محبة
أدعو سيادتكم الى حسن الحديث وآدابه...واحترام بعضنا البعض
ونشر ثقافة الحب والخير والجمال والتسامح والعطاء بيننا في الأرض
جمال بركات...مركز ثقافة الألفية الثالثة2018-12-05