الموضة السريعة هي مصطلح يستخدم لوصف صناعة الأزياء التي تنتج ملابس رخيصة وعصرية بسرعة عالية، مستوحاة من التصاميم الراقية والمشاهير. هذه الموضة تهدف إلى تشجيع المستهلكين على شراء أكثر وأكثر، وهي تتسبب في بعض المشكلات البيئة والمجتمعية، على العكس مما يعرف باسم الموضة المستدامة التي تحترم البيئة والبشر...
مع تأقلم العالم مع مواقع التواصل الاجتماعي، وزيادة الإقبال على إنتاج المحتوى، امتلكت الشخصيات العامة نفوذًا وتأثيرًا كبيرين، خصوصاً مؤثري الموضة (Fashion Influencers) الذين يتابعهم الناس لمعرفة آخر صيحات الموضة.
وفي ظل إقبال الجمهور على مشاهدة محتوى الـGRWM) Get Ready with me)، لمتابعة المشاهير وصانعي المحتوى وهم يحضرون لمناسبات متنوعة، والزيادة المضطردة في معدلات النشر، أصبحت الموضة العصرية (fashion trends) تتغير بسرعة فائقة تشبه سرعة ماكس فيرستابن (Max Verstappen) في سيارته الفورمولا 1 الرائعة RB-19 مع محرك هوندا.
ولمواكبة الموضة لجأ العديدون إلى الشراء بشكل مفرط وعشوائي من شركات الموضة السريعة (Fast Fashion Brands)، فما هي الموضة السريعة؟
ما الموضة السريعة، ولماذا يلجأ الأشخاص إليها؟
في البداية، الموضة السريعة هي مصطلح يستخدم لوصف صناعة الأزياء التي تنتج ملابس رخيصة وعصرية بسرعة عالية، مستوحاة من التصاميم الراقية والمشاهير. هذه الموضة تهدف إلى تشجيع المستهلكين على شراء أكثر وأكثر، وهي تتسبب في بعض المشكلات البيئة والمجتمعية، على العكس مما يعرف باسم الموضة المستدامة التي تحترم البيئة والبشر وتستخدم مواد طبيعية ومعاد تدويرها وتقلل من الهدر والتلوث.
ومنذ أن أطلقت نيويورك تايمز (The New York Times) مصطلح الموضة السريعة (Fast Fashion) في التسعينيات لوصف استراتيجية Zara في إنتاج الملابس في 15 يومًا فقط، شهدنا انتشارًا واسعًا لشركات الموضة السريعة مثل زارا (Zara) وإتش آند إم (H&M) وفورإيفر 21 (Forever21) وشاين (Shein).
وقد تمكنت شاين (SHEIN) من تحقيق نجاح باهر في السنوات الأخيرة ، حيث بلغت إيراداتها العالمية 23 مليار دولار في عام 2022 ، وفقًا لرويترز نقلاً عن شركة كور سايت (Coresight) للأبحاث. وأظهرت إحصاءات ستاتيستا (Statista) أن SHEIN تقدم أرخص أسعار للملابس في الولايات المتحدة، بمتوسط 19.72 دولارًا للقطعة الواحدة في عام 2022، وهو أقل بكثير مما تقدمه h&m، وZara بمتوسطات 51.22 دولارًا و 78.27 دولارًا على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، تعتمد SHEIN على المبيعات عبر الإنترنت فقط، مما يجعلها خيارًا مريحًا ومرغوبًا للعديد من المتسوقين.
تتمتع SHEIN بقدرة هائلة على إنتاج السلع بسرعة فائقة، حيث تنتج بين 35,000 و100,000 قطعة يوميًا. وهي تعتمد على مراقبة the fashion trend cycle على مواقع التواصل وتحديداً الـTikTok حيث تقوم بتصنيع القطع الأكثر شهرة وانتشارًا.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى ظهور ظاهرة الاستهلاك المفرط، وخاصة بين جيل الشباب Gen-Z الذي يسعى إلى مواكبة الموضة لجذب الانتباه وإرضاء أنفسهم. أصدرت منصة نيوز روم (Newsroom) تقريرها «GenZ Fast Fashion Report» في عام 2022، الذي كشف أن 1 من بين 3 من Gen-Z يعتبرون أنفسهم مدمنين على الموضة السريعة. وبالإضافة إلى ذلك، أفاد 35٪ من طلاب الجامعات أنهم يقضون وقتًا طويلاً على مواقع الإنترنت الخاصة بشركات الموضة السريعة للتسوق منها.
فأين المشكلة في الموضة السريعة؟
المشكلة في الموضة السريعة هي أنها تنطوي على مشاكل كثيرة لا ينتبه لها المستهلك. فالشركات تبيع سلعها بأسعار منخفضة وتجني أرباحاً عالية، وذلك على حساب استخدام مواد رخيصة وسيئة الجودة مثل النيلون (Nylon) والبوليستر (polyester). وبحسب موقع فاشون يونايتد (FashionUnited)، فإن قطع الموضة السريعة لا تدوم أكثر من 7 مرات من الارتداء، بينما تستمر الملابس ذات الجودة العالية لسنوات طويلة.
من هنا يطرح سؤالٌ مهم، هل الموضة السريعة تعطينا قيمة ما انفقناه؟
تعطينا الموضة السريعة إمكانية شراء ملابس بكميات كبيرة فتكثر خبراتنا بالأزياء العصرية التي بإمكاننا ارتداؤها. ولكن واقعياً لا يقدر الجميع على ارتداء كل القطع التي يتملكها خاصةً عندما تصبح أعدادها بالعشرات. أضف إلى ذلك عندما نقوم بشراء من شركات الموضة السريعة نقوم بشراء (fashion trends)، التي لا تتعدى حلقتها البضعة أشهر قبل أن تصبح قديمة. ونتيجة لذلك، تكون قد أهدرت المال على قطع لن نرتديها بعد زوال شهرتها.
اضف تعليق