هل ثمة فرضيات لظهور تحالف مستقلين يتعامل مع الاغلبية الصامتة لطرق ابواب مجلس النواب المقبل وفي خطوة مبكرة الوصول لمقاعد مجالس المحافظات المقبل، الاجابة الواقعية الواضحة ان المشهد العراقي ما زال بعيدا كليا عن ظهور مثل هذا التحالف الانتخابي او حتى التفكير الايجابي بإمكانية تأسيس...

ما زالت وستبقى محاولات الخروج من شرنقة العملية السياسية مجرد محاولات شتى كون الاغلب الاعم منها يبدأ بأفكار جميلة وتتعثر بتناقضات المواقف التي يغيب عنها اسس بناء حزب سياسي مستقل.

يتفق مع ذلك ان الاغلبية الصامتة لا تتحرك في فضاء هذه المحاولات لان ثمة سوابق من اساطين القوى السياسية الفاعلة داخل العملية السياسية تعاملت مع فكرة وجود قوى بعنوان (المستقلين) فيما حقيقة الامر لم يكونوا غير واجهات لهذا الحزب او ذاك.

الامر الاخر ان القوى التي وصلت لمجلس النواب بعنوان (قوى انتفاضة تشرين) لم تنجح حتى اليوم في بلورة برنامج عمل حزبي خارج صندوق العملية السياسية بمفهومي البيعة والتقليد بل ارتكسوا في اتونها واحترقوا باثامها من دون رؤية مستقبلية تصحح اخطاء التأسيس الدستوري، حتى ما ورد في مقالات الدكتور برهم صالح عن حتمية التغيير الدستوري لم تقدم رؤية بديل وطني لعراق واحد وطن الجميع واستبدل هذا الثابت الدستوري مبشرا بنظام كونفدرالي فيما ما زال العراق يحبو في تطبيقات واقعية لادارة نظام سياسي ديمقراطي وسط مفاسد المحاصصة ونموذج اللادولة.

لذلك يتكرر السؤال هل ثمة فرضيات لظهور (تحالف مستقلين) يتعامل مع الاغلبية الصامتة لطرق ابواب مجلس النواب المقبل وفي خطوة مبكرة الوصول لمقاعد مجالس المحافظات المقبل؟؟

الاجابة الواقعية الواضحة ان المشهد العراقي ما زال بعيدا كليا عن ظهور مثل هذا التحالف الانتخابي... او حتى التفكير الايجابي بإمكانية تأسيس حزبا بعنوانه يعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لخوض الانتخابات المقبلة.

يضاف الى ذلك ان اي ممن يطلقون على شخوصهم تسمية المستقلين ما زالوا غير قادرين على تعريف هذا المسمى في الوظيفة السياسية مقابل المسميات الحزبية.. فضلا عن عدم اتساق تعريف العدو في تطبيق المنهاج الحزبي بوصف المستقلين ضمن معطيات التعامل مع الواقع الإقليمي والدولي في عراق اليوم.

هذه المعضلة الأساسية يضاف لها معضلة التمويل المالي لهذا الكيان السياسي في مرحلة التأسيس ثم مرحلة التحالفات الانتخابية وهو تمويل كبير يتطلب جهود خلاقة مفقودة لتعزيز هذا التمويل خارج سياق الضغوط الإقليمية والدولية لضمان نزاهة تطبيق مضمون الاستقلالية في تخالف للمستقلين المنشود.

كل ذلك يتطلب فهم حقيقة تأسيس مثل هذا التحالف الوطني للمستقلين في نواة تتكون من شخصيات أكاديمية ومثقفة تمثل الاغلبية الصامتة وتفتح أمامها طريق المشاركة الاوسع في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات كخطوة تقيمية وتقويمية للانتخابات البرلمانية.. لكن السؤال هل تهتم الاغلبية الصامتة ببرنامج مثل هذا الحزب بعنوان المستقلين ام لا.. ويبقى من القول لله في خلقه شؤون!

.............................................................................................
* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق