اتصلوا بنا

سجل الزوار

المراسلات

شارك في الكتابة

الأعداد السابقة

الصفحة الرئيسية

 
 

والمسك منك يفوح والريحان

 زهير سعيد المخزومي          

كندا – تورنتو               

اربعينية السيد الفقيد /الجمعة/14ذي القعدة

وشموخ ذكـرُك باقيٌ عنـوانٌ

حتى بـَدَوا وكأنـهم خرسانُ

إن الـذي فجَّـرْتَه بـركانُ

صورا تخلـدها لـك الأزمانُ

ورستْ بفضلِ جهوده الأركانُ

حُزنا  عليـه  وعافها  السلوانُ

وتكسرت  ذلاً لـه التيـجانُ

شعراً وقد غنَّـتْ له الركبانُ

ودموعـه يأنسْ  بها  الوجدانُ

وقد ارتدى ثوبَ الأسى القرآنُ

حتى بكـتْ لرحيله الجدرانُ

والحبرُ والقرطـاسُ  والتبيانُ

وتقرحـت للعاشـق الأجفانُ

والدمـع فوق خدوده همْلانُ

وبكت عليك الترك  والأفغانُ

وجبـالها والسهل  والوديانُ

ثوب الحداد من الاسى همْدانُ

والساكنين السجن  والسجانُ

فإذا بنا أعيادنا أحزانُ

تبكيك فيها السادةُ   الفرسانُ

خَصـمٌ  ولا نِدٌ ولا شيـطانُ

غضاً فهذا عُوده ريانُ

إلا قليـلا كالصبابةِ  كانـوا

والمسك منك  يفوح  والريحانُ

والصفحُ منك جميلُ والاحسانُ

حقدًا تُغَـذَّى  والهوى  أوثانُ

ما حالَ  دون هجومها الرحمنُ

وتجاهلـت  لجهادهِ   إيـرانُ

من كان في سُفُنِ  التُقى ربانُ

أنْ  لا يبوح  باسمه  إنـسانُ

حتى آغتذتْ من فيضه الغِدرانُ

تهدي ولا تصغي لك العدوانُ

كالطود  لا يجتاحه الطوفـانُ

وملاذُ  أنت لخائفٍ  وأمـانُ

كنت الحضور وأنت فيه لسانُ

بل أنت في قلب الوغى سلطانُ

بل أنت  في أرواحنـا إيمـانُ

وسيوفهم في حدها أضغانُ

فما لهم سقفٌ ولا بنيانُ

وَاُوحِشَتْ من بعدك  الأخوان

للحق صوتاً ما لهم آذانُ

والجرحُ  خلْفكَ داميٌ سَعْرانُ

وبك القلوبُ تُداوى والابدانُ

وقد آعتلانا الوجد والأشجانُ

ويجول في حَلباتنـا   هامـانُ

ليصـول في  ميداننـا سفيانُ

ذبلـت لها  بغيابك  الأغصانُ

وله اختفى بين الثرى جثمـانُ

أسداً تحاصر فكره القضــبانُ

والى الحسين   فؤادك العطشـانُ

ليموتَ ذاك البُعدُ  والهجـرانُ

إنْ ينجلي عن كربـلا الطغيانُ

أن أضرمت  أحشاءَنا النـيرانُ

فإذا العظيم بفـــــطره قربانُ

 

 تبلى الوجـوه وتختفي الأبـدانُ

ذَبـُلَتْ شفاه الشاتمين بشتمـهم

يا أيها الجبـلُ الأشَـمُ أما ترى

ما دمت حيا في القلوب وخالـداً

ما ماتَ من أحيا الشريعة علمُـهُ

ما مات من بكت العيونُ وأدميتْ

ما مات من بكت الزعامـةُ فقده

ما مات من نشدَ الزمانُ بأسـمه

ما مات من حب الحسين رصيده

والله أبكيت الفضيـلة والتـقى

ونعتْ ديـارُ الراحـلين فقيدها

وبكتك طلابُ الولايـة  والهدى

وبكت عيونُ السبط مهجةَ فاطمٍ

والحجة  المهدي شُـوهِد باكيـاً

ونعتـك ارض الجوزجان ونينوى

 وبكـت كنوز الطالقـان بأهلها

وبكى التشيع والولايـة وارتدتْ

حتى السجون عليك تذرف دمعها

كلُ البـلاد  تأسـفت  وتكدرت

ياسيدي خلفـت دارك موحشـاً

يا مهجةً ما حال دونـكِ بالعطـا

أضحى على مَرِّ الزمانِ عطاؤكَ

ما انجبتْ دنياك مثـلك صامـداً

خمسون عاماً يطعنونك في  القفـا

خمسون عاماً يشتمونك جهـرةً

خمسون عاماً  والنفوسُ مريضـةٌ

خمسون  عاماً حاربتك عصائبٌ

خمسون عاماً عنه إعراضٌ بـدا

خمسون عاماً والمحافـل تَلْـعنُ

خمسون عامـاً  والمنابرُ أعلنت

بالرغم من هذا وبحركَ طافـح

واراك ممتحنا كجـدك  حيدرَ

أَلِقاً أراك مدى الزمان  وشامخا

يا آخر العنقـود أنت  زعيمنا

كم غَيَّبُوك عن الحضـور فطالما

كم حاولوا ان يحجبوك عن الوغى

كم غَيَّبوكَ عن الحضـور بِحَيِّنـا

قد حاربوك  القائمون على الأذى

قد ضيعـوك اللاهثون على ألانا

قد أبعدوك عن الديـار وأهـلها

يا قَبَّـحَ الله  الوجـوه ألا  تـرى

يا  سيـد الأبـرار أنت  دواؤنـا

حُلُمـاً  تعود إلى  الديـار  حبيبنا

قد أوْحَشَتْنا  بعـد موتك خِلّـةٌ

أتموت أنت وتُدمى فيـك عيوننـا

اتَمـوت ياوجـه الحسين  وصوته

فارقت  يا خُلُق َ النبـوَّةِ   دوحة  ً

كم من  حبيب فارقتـه   عيوننـا

كم  من  تقيٍّ  مـات في حَلبـاته

كل القـلوبِ إلى العـراق حَنِينها

كم ذا تمنيتَ الصـلاة  بصـحنه

وتعود تحتضـن الثرى  وتشـمه

لكنما  حـكم القضاء   بحكـمه

كم ذا يُصَـوِّبنا الزمــان  سهـامه