خلال احتفال تأبيني كبير في مركزالرسول الأعظم (ص) في لندن في ذكرى سنوية الامام الشيرازي (قدس سره)..آية الله القز ويني: هنالك العديد من الشواهد التي تؤكد انه مات شهيدا...

 

 

* آية الله القز ويني: هنالك العديد من الشواهد التي تؤكد انه مات شهيدا وقتل بالسم كما قتل الميرزا الشيرازي الكبير و الميرزا محمد تقي الشيرازي بالسم.

 

*الأستاذ ألخفاجي: كان الفقيد الامام الشيرازي نموذجا متميزا في مواجهة الأنظمة الظالمة وربى جيلا من الكوادر الإسلامية وهو اول مرجع ديني يصدر بحقه حكم الاعدام علنا، وتعرض مرات عديدة للاغتيال والمطلوب تطبيق نظرياته السياسية بشان العراق وخاصة في استلام الاغلبية للحكم فيه.

أقامت حسينية الرسول الأعظم (ص) في لندن مهرجانا تأبينيا كبيرا بمناسبة الذكرى الأولى لفقيد الأمة المرجع الديني الاعلى آية الله العظمى الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي - قدس سره - وقد حضر المهرجان التأبيني جمع كبير من العلماء ورجال الدين وحشد من مختلف الجاليات الإسلامية المقيمة في لندن وخاصة من أبناء الجالية العراقية، كما كان هناك حضورا كبيرا ومميزا للاخوات المؤمنات في هذه الحفل التأبيني.

وبدأ الاحتفال التأبيني, بتلاوة مباركة من آيات الذكر الحكيم، ثم كلمة مركز وحسينية الرسول ألأعظم – صلى الله عليه وآله وسلم, القاها فضيلة الشيخ الرحماني تناول فيها سيرة الامام الراحل وجهاده واعلميته.

وبعدها القى فضيلة الأستاذ أزهر الخفاجي " ممثل الجبهة الوطنية الاسلاميه العراقية " كلمة بالمناسبة، أشارفيها إلى الدور الرائد الذي مثله المرجع الفقيد في استنهاض الشعب العراقي، وتصدية الشجاع للأنظمة الديكتاتورية المتعاقية في العراق.

وقال: بأن سماحة الفقيد الإمام كان بحق واحدا من أهم رموز نهضة الشعب العراقي خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وأنه بتصديه للمرجعية الدينية، أعطى هذه المرجعية الدينية التي هي بذات الوقت مرجعية سياسية تستمد شرعيتها من عقيدة الامة، اعطاها استحقاقاتها في التصدي لمختلف القضايا التي تتعلق بشروط نهضة الأمة، فعمد منذ البدء الى تطوير أداء الحوزة العلمية وعمل على تربية كادر واسع من ابناء الشعب العراقي ليكونوا بمثابة الكوادر التي ستقوم باعباء العمل الرسالي، حيث كانت ظاهرة ندرة الكوادر المتصدية للعمل الرسالي، واضحة وجلية, بالاضافة الى قلة الامكانات والوسائل, بل وقلة المال ايضا, ومن خلال حلقات تدريس القرآن الحكيم وجمع الشباب في هيئات دينية في عموم المحافظات العراقية بدءا من كربلاء وحتى البصرة ومرورا بمحافظات الجنوب، وفي منطقة مدينة الثورة في العاصمة بغداد, رغم ان الظروف الامنية كانت قاسية وكانت اجهزة الامن تلاحق وتراقب هذه الانشطة بدقة، من خلال انشطة تلك المحافل، اصبح الذين تربوا في تلك المحافل والهيئات الدينية المباركة، هم جزاء أساسيا من كوادر الحركة الإسلامية الرسالية في العراق التي تصدت للدفاع عن قيم الامة دينيا واجتماعيا وثقافيا, ونسبة عالية منهم صعدت ارواحهم الطاهرة، لامن من فوق اعواد المشانق، بل من تحت ايدي الجلادين الذين مارسوا بحقهم شتى انواع التعذيب واستشهدوا صبرا في اقبية نظام الطغاة في العراق.

كما سطر سماحة الفقيد المرجع, ملحمة فكرية وثقافية رائعة ترفد مسيرة الامة وتهيئ لها فرص الوعي، اذ كانت المكتبات تخلو من الكتب المناسبة للشباب العراقي التي تتناول دروس النهضة والوعي والتصدي لأعداء الأمة وفق نهج الأئمة الأطهار والأحاديث الصحيحة للرسول الأكرم صل الله عليه وآله, حيث ابتدأ الإمام الفقيد بنفسه وذلك بكتابة سلسة مبسطة وواضحة من معالم الفكر الشيعي في العمل الإسلامي وربى مجموعة كبيرة من الكتاب من العلماء والمثقفين ليدلوا بدلوهم في هذه المضمار وإذا بالمكتبة الإسلامية الشيعية تضم الان أكثر من ستة ألاف كتاب، لمؤلفين علماء ومفكرين ومثقفين كلهم ينتسبون وبفخرالى خط الإمام الشيرازي.

 كان السيد الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) يلتفت ويتفقد كل مكان، وحين يرى هناك نقصاً وخلعاً يسعى للتصدي له ومعالجته. نظر إلى عملية التغيير وضروراتها فكتب كتاب التغيير وعشرات الكتب الاخرى من هذا القبيل، ووجد وضع المسلمين المأساوي وتدهور حالتهم يوما بعد يوم رغم امتلاكهم لكل الامكانات فكتب السبيل إلى إنهاض المسلمين، وعشرات الكتب من هذا الطراز ، كما التفت الى خطورة غياب الوحدة الاسلامية فكتب إلى حكومة المليار مسلم وعشرات الكتب من هذا القبيل.

وأيضاً التفت فوجد هناك مصيبة وطامة كبرى في مجال العمل السياسي، فتحدث وكتب كثيرا في هذا الأمر حتى ناهزت مؤلفاته حول العراق والمشروع السياسي فيه أكثر من خمسين كتاباً تناول موضوع الشان العراقي سواء بشكل مفصل اكامل اومن خلال تناولات مناسبة لهذا الموضوع. فأعطى اهتماما كبيرا لموضوع التغيير في العراق ولذلك تصدّت له الطغمة الحاكمة في العراق، وان أول قرار لاعتقال سماحته رضوان الله تعالى عليه صدر في العهد الملكي، واول قرار بحكم الاعدام علنيا ضد مرجع ديني في العراق، كان بحقه حيث اصدرت ماتسمى بمحكمة امن الثورة قرارا بهذا الشان في مطلع السبعينات

وحذّر من خطورة حزب البعث العفلقي عندما استلم الحكم جلاوزة عفلق، وقال : إنها مؤامرة خطيرة للغاية وهي محاولة لمحو الاسلام ومذهب اهل البيت من العراق ومن المنطقة، وان خطورة هذه العصابة ليس مقصورا على العراق فقط بل وعموم المنطقة والعالم الاسلامي، بل واشار الى ان خطورة هذه العصابة تشمل الانسانية. وأكّد على ضرورة تامين مسألة التنظيم واعطائها الاهمية الطلقة، لمواجهة هذه العصابة المتسلطة على الناس.

وأشار الخفاجي في حديثه إلى أن حزب البعث العفلقي في العراق،عمد إلى تشويه صورة المرجع المجاهد في كل مكان وحاول اغتياله عدة مرات في العراق وإيران, من خلال محاولات استهداف منزله بالصواريخ اثناء قصف مدينة قم، ولكن تلك الصواريخ سقطت على مسافة قريبة من المنزل ولم تنفجر، وبعضها انفجر على بعد مائة وخمسين مترا فاصاب صندوق قرض الحسنة الذي يقع على خط واحد مع منزل الامام الفقيد.

وأوضح فضيلة الأستاذ لخفاجي، نماذج من شجاعة مرجعية الفقيد الشيرازي،منذ تصدية للنظام الملكي ولحكم نوري سعيد وأشار إلى قراروزير الداخلية في عهد نوري السعيد، وهو بهجت العطية باعتقال سماحة الإمام الراحل وأخيه آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي.

كما دعا ألأستاذ الخفاجي الشعب العراقي إلى الإقتداء بمسيرة الإمام الراحل وتطبيق نظرياته السياسية بشأن العراق خاصة في تأكيد حق الأغلبية في استلام نظام الحكم مع رعاية حقوق الأقلية. ودعا الحضور إلى أن يكون لهم دور رائد ومميز في عملية التغيير، لا.. ان ينتظروا لتقوم المؤتمرات ومن يحضر فيها بأداء هذاالدور نيابة عنهم.. فالمسؤولية هي مسئولية الجميع ولا بد من ان يقوم أبناء الامة جميعا للمشاركة في العمل السياسي لان العراق، هو عراقنا، وسنكون مسائلين وبشدة وقسوة يوم الحساب اذا ما فرطنا بهذه المسؤولية, ودعا الى مراقبة المتصدين للعمل السياسي ومحاسبتهم ومتابعة نشاطهم، ومساءلتهم على كل خطوة، فاذا قاطعت جماعة مؤتمرا للمعارضة، فلابد ان تسال عن الاسباب، والذين يشاركون لابد من ان يطرحوا المبررات وان يثبتوا حصولهم على المكاسب، وليس بان يتحولوا الى وسائل لتحقيق مكاسب للغير باسم الدين والمذهب.

وتحدث الأستاذ أزهر خفاجي عن الدور الكبيرالذي أدته مرجعية الإمام الشيرازي في منطقة الخليج حيث ربى أجيالا من الشباب الرسالي في كل من الكويت والمنطقة الشرقية في السعودية والبحرين. وصار عدد كبير مهم يتصدون لأعمال رسالية لاعلاء كلمة الله والدفاع عن مذهب اهل البيت، وامسى بينهم عدد كبير من العلماء والفضلاء والمثقفين والكتاب، كما ان من بينهم سياسيون لهم دورهم الرائد في العمل السياسي، وكل اولئك يتصدون ايضا لمختلف المجالات ألسياسية والاجتماعية والثقافية لخدمة الإسلام ومذهب أهل بيت، وبث حالة الوعي والتزام نهج اللاعنف في مسيرة العمل.

وبعد هذه الكلمة المتميزة, لممثل الجبهة الوطنية الاسلامية في العراق,ألقيت قصيدة شعرية شعبية, للشاعر العراقي حيدر الحيدري الكاظمي وقد تضمنت مشاعر صادقة في رثاء الفقيد المرجع كما أوضح في قصيدته دوام واستمرارية هذه المرجعية متمثله بالمرجع الديني آية الله العظمى السيد الصادق الحسيني الشيرازي.

ثم ارتقي المنبر آية الله المجاهد السيد مرتضى القز ويني الذي كانت له علاقته حميمة ووطيدة مع سماحة الفقيد الراحل منذ اكثر من خمسين عاما. والقى محاضرة رائعة في تأبين الإمام الفقيد جاء فيها:

" كان الفقيد الكبير مرجع الأمة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي، عملاقا ونابغة ومجاهدا متميزا بالعلم, وعندما كنا معنا ندرس كتاب الكفاية وهو آخر كتاب في سطوح، كان السيد الفقيد بنفس الوقت يكتب شرح الكفاية, وكان الفضلاء في الحوزة العلمية في كربلاء والنجف يستفيدون منها. كما كان في أيام دراسته في السطوح للمكاسب، كان يكتب المرجع الفقيد شرح المكاسب 16 مجلدا.

وأضاف: لقد صحبت كثيرا من المرجع، وأدركت السيد أبو الحسن الاصفهاني وأدركت المرجع اقا حسين القمي كما صحبت سماحة آية الله العظمى الميرزا مهدى الشيرازي وكنت أخلوا معه لساعات وكان وجهه مملوءا نورا وعلما وجهدا واثار التقوى والورع، ولكن كل ذلك وزاد عليه فضائل وصفات، وجدتها عند المرجع الراحل.

وهذا الاحتفال التابيني المبارك وغيره من الاحتفالات التأبينية التي أقمناها في لوس أنجلس وحضرها كبير من المؤمنين والعشرات من هذه المحافل والمجالس التأبينية، كلها تهدف إلى اقتباس دروس وعظات من حياة ومسيرة هذا المجاهد الفقيد المظلوم والذكرى العطرة لسيرته, الذي راى ما راى من ظلم في حياته ومالحقه من ظلم لهذا الشهيد حتى وهو في المستشفى وفي تشييعه ومالحق من اذى وظلم لجنازته, ولانقول، الا ماامرنا الله، لاحول ولاقوة الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون.

المطلوب هو أن نسير على خطاه ونأخذه من سيرته أسوه حسنة حيث أعطانا السيد الفقيد دروسا في الجهاد والذوبان في الله والتضحية، وكنت قد لاحظت.... أثناء دراستنا سوية أنه كان يعكف كل أربعاء على أحياء أعمال تلك الليلة في مسجد السهلة لمدة أربعين يوما والمؤمنون, يعرفون اية معان واثار لمثل هذه الختومات ومايرزق بها أولياء الله الذين يحرصون على احياء تلك العبادة.

وكما يقولون على كل حق حقيقة, وعلى كل صواب نورا، كنت المس الحقيقة ذلك النور عند ذلك العبد الصالح المرجع الفقيد، حيث أذاب نفسه في الله، فكان غاية في الزهد وليس له طمع في الدنيا كانت ملايين الدنانير لديه، كملايين الحصى، فكان يستقرض من هذا وذلك ويوزع على الفقراء والمساكين، وآثارجهاده وعمله في كل المكان من هذه المعمورة, وقد قال لي محمد بن سرور الصبان رئيس رابطة العالم الإسلامي أن هذه السور الحالي حول البقيع, إنما صار وتم بجهوده المرجع الفقيد السيد الشيرازي وأخيه الشهيد السيد حسن الشيرازي.

وأضاف اية الله السيد مرتضى القزوينى – دام ظله - إن هنالك العديد من الشواهد التي تؤكد ان الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي - قدس سره - مات شهيدا وانه قتل بالسم كما قتل الميرزا الشيرازي الكبير والميرزا محمد تقي الشيرازي بالسم.

وفي ختام الكلمة الرائعة لسماحة اية الله القزويني والقى قصائد رثاء في مصاب الحسين، بعدما وجد الجميع وقد عاشوا مع محاضرته مظلومية عالم مجاهد ومرجع ديني عاش مظلوما منذ اليوم الاول لمسيرته الجهادية وحتى لحظات موته الاخيرة وحتى في تشييعه وفي مكان قبره.

وفي ختام قصائد النعي، دعا الجميع، سبحانه وتعالى بان يزيد في علو درجات الفقيد قدس الله سره، وان يحفظه في اثره الجهادية وان يوفق الجميع للسير على خطاه وخطى اجداده الائمة الاطهار والرسول الاكرم، " صلوات الله عليهم اجمعين "لخدمة الاسلام واعلاء كلمة الله ونشر مذهب اهل البيت عليه الصلاة والسلام. وكان لبرنامج الاحتفال التابيني وقع كبير من الاستحسان والتاثر عند كافة الحضور.