الشيخ فوزي آل سيف في حواره مع مجلة النبأ: أن أفكار الامام الشيرازي (قدس سره) في مسألة التعددية الحزبية، والتنظيم تعتبر أكثر من ( جريئة ) لا سيما مع النظر إلى الأوضاع السائدة  في عالمنا الاسلامي

 

اجرت مجلة النبأ حوارا مع سماحة الشيخ فوزي آل سيف حول حياة وفكر وعطاء المرجع الديني  الراحل الامام السيد محمد الشيرازي قدس سره، وذلك في عددها الخاص الذي سيصدر بمناسبة الذكرى السنوية الاولى لرحيل الامام الشيرازي قدس سره.

وقال سماحة الشيخ فوزي آل سيف في هذا الحوار:

لقد رأينا تأثير أفكاره الرائدة في حاضرنا واضحا في الأماكن التي تفاعلت مع أفكاره وآرائه. وننتظر أن تتعرف باقي المناطق على هذا الفكر حتى يحصل التغيير على مستوى الامة كلها.

واضاف الشيخ آل سيف: كان من الطبيعي أن يكون في حياته ( قدس سره ) الكثير من المنعطفات الصعبة والأليمة، بل كان خلاف ذلك غير طبيعي، فالرجل الذي حمل على عاتقه هدف إنهاض الأمة ككل، وليس مدينة أو بلدا.. ولم يتخل عن هذا الهدف منذ شبابه إلى أن اختاره الله، كان طبيعيا أن تكون العقبات أمامه بقدر أهدافه العالية. وسيدنا الراحل هو من تلك النماذج العالية التي يمكن الاحتجاج بها على القاعدين، والخاملين.

وفي جوابه عن شمولية نظرية الامام الشيرازي ومشروعه قال الشيخ آل سيف:

شمولية النظرة فرع وضوح البصيرة، فإذا كان العالم نافذ البصيرة عارفا وجدته ينظر في مواضيعه المختلفة بتلك النظرة الثاقبة. ولذا وجدناه رحمه الله كما يتناول المسألة الفقهية في موضوع الوضوء والصلاة، يتناول المسألة السياسية في أمر إنهاض الأمة وتغييرها.

وحول تأثير الامام الشيرازي قد سره على صعيد المرجعية الميدانية قال الشيخ فوزي آل سيف:

أنه عليه الرحمة كان دائم التشجيع والحث على العمل المؤسساتي، وكان يرى كل شخص مسؤولا عن القيام بجهد ما في هذا السبيل، وأي شخص كان يزوره يجد عنده هذه التعبئة في اتجاه العمل. سواء كان طالب علم أو كان موظفا، بل حتى لو كان طالب الثانوية.. وكم أثار في نفوس هؤلاء الحماس، والاحساس بالذات واقتحم بذلك نقاط الضعف النفسي والتردد عندهم، وأزال الحواجز الداخلية التي تعيقهم عن العمل، وكم من شخص قد ذكر أنه قام بالعمل الفلاني على أثر تلك الكلمات التي سمعها في مجلسه.

وفي مجال اخر من الحوار قال الشيخ آل سيف:

النمط الفكري الذي كان يملكه السيد الشيرازي تغمده الله بالرحمة، كان خارجا على المألوف المعتاد، إذ أنه في نفس الوقت الذي يتحدث فيه ويكتب في المواضيع التخصصية الحوزوية بل المغرقة في ذلك ( كشرح المنظومة ) وأمثالها، كان يكتب ويتحدث في مواضيع مثل تطبيق الاسلام والدولة الاسلامية ( قبل أن تتبلور فكرة الدعوة إليها بعشرات السينين ) ومثل مسألة اللاعنف في التغيير في الوقت الذي كانت تتبنى فيه الحركات الاسلامية، بل والشيعية، منهج الكفاح المسلح وتراه طريقا ـ وحيدا أحيانا ـ للتغيير السياسي، وكان السيد في ذلك الوقت يرى خلاف هذا المنهج ويصر على اللاعنف.. في وقت كان التفوه بهذا المبدأ يحتاج إلى شجاعة فائقة.

كما أن أفكاره في مسألة التعددية الحزبية، والتنظيم تعتبر أكثر من ( جريئة ) لا سيما مع النظر إلى الأوضاع السائدة في تلك الفترة في عالمنا الاسلامي.

وكان الامام الراحل بأفكاره تلك قد سبق عصره في أصل الدعوة إليها، واختلف مع التيارين في آثار تلك الأفكار، وكان يحتاج في ذلك إلى شجاعة كبيرة ليصر على الدعوة إليها ويستمر عليها.

وحول رأي الامام الشيرازي قدس سره في المرأة قال الشيخ فوزي آل سيف:

أن المتأمل بعمق في فكره يرى أنه قد أعطى لها دورا أساسيا في مجالات الخدمة للمجتمع، والأدوار السياسية والعامة الأخرى، سواء على الصعيد النظري في كتبه، أو من خلال رعايته العامة للنشاطات النسائية سواء تلك التي كانت في الكويت أيام إقامته فيها، أو تلك التي كانت في إيران، ومما يكشف عن ذلك أن آخر ساعاته كان له لقاء مع إدارة الهيئات النسائية في إيران، وبعدها ألمّ به ذلك العارض الصحي.

وحول مستقبل مدرسة الامام الشيرازي قدس سره قال الشيخ آل سيف:

الأفكار الناضجة هي التي تصنع التغيير إذا تفاعلت معها الأمة، ونحن نعتقد أن هذه المدرسة الرائدة بفكرها قادرة على خدمة الأمة، بل ونعتقد أن المستقبل سيوفر لها فرصا أفضل لتقوم بدورها.. فإن الأمة وهي تتطور في ثقافتها سوف تبحث عن الأفضل من الأفكار. ومن جهة أخرى فإن كثيرا من الحواجز التي كانت سائدة في الماضي، وكانت تمنع عن الاستفادة من أفكاره الرائدة قد زالت، أو ضعفت. وبكلمة كان الامام الراحل مرجع جماعة، ورأس طليعة.. ويمكن أن يكون فكره برنامج أمة.

وسوف تقوم مجلة النبأ بنشر الحوار كاملا مع سماحة الشيخ فوزي آل سيف في عددها الخاص بالذكرى السنوية.