أهالي جنوسان في البحرين يحييون الذكرى الأولى لرحيل المجدد الثاني قدس سره

 

أقام أهالي جنوسان في البحرين حفلاً تأبينياً لذكرى مرور عام على رحيل الإمام المجدد الثاني السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) مساء أمس الأحد وبمشاركة جملة من العلماء والخطباء والأهالي وآخرين جاؤوا من مناطق مختلفة في البحرين. وتضمن الحفل كلمة للعلامة المجاهد الشيخ محمد على المحفوظ وكلمة أخرى لسماحة حجة الإسلام الشيخ عبد الله الصالح وقصيدة للملا علي إبراهيم وأخيراً مجلس حسيني للخطيب الشيخ عبد الله مهنا.

ابتدأ عريف الحفل الشيخ ياسر الصالح بمخاطبة الإمام الشيرازي قائلاً :

(( سيدي أبا رضا.. وقف الموت يوماً أمامك ليركعك، وهل سمعت بجبل راكع ؟ كــُذبَ الموت أن ينالك فالموت حسيرٌ ولو أراد لعيَّى، وانحنى الخلود أمام أعتاب دارك مقبلاً أعتاباً لطالما لامستها بأقدامك مترنماً باسمك المحمدي )) وإلى شوق كل محب لم يوفق إلى لقاء السيد المجدد (قدس سره) وتجرع مرارة الفراق. وقال الشيخ الصالح بنغمة ملؤها الألم: (( ووقفت أنا – يا سيدي – مكفكفاً دموعي والحسرة تعتريني أن الأقدار أغلقت أبوابها عليّ ومنعتني من أن أطبع قبلة ً على جبهتك النورانية، منعتني من أن ألثم أناملك التي طالما خطط بها أجمل الكلمات..)).

من ثم تقدم للمنصة سماحة العلامة الشيخ محمد على المحفوظ الذي تكلم عن مسؤولياتنا تجاه المرجعية والتضاد بين أفعالنا وأقوالنا مشيراً إلى الإمام الشيرازي كقدوة تحتذى في الأبعاد النظرية والعملية وفي ذلك قال المحفوظ: (( نحن بحاجة في السنة الأولى لذكرى هذا السيد الجليل أن ننفتح وندعو الأمة للانفتاح على الفكر المرجعي))، مشيراً إلى أن الأمة قد خسرت كثيراً لأنها لم تنفتح على الإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) في حين لم يخسر هو شيئاً.

أعقبته قصيدة بالمناسبة لفضيلة الملا علي إبراهيم عبرت مشاعر الحمد لله الذي أنعم علينا بعالم كالإمام الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) ومصابنا بفقده ومن أبياتها :

بنو المصطفى والمرتضى بعلاكم           هدانا إلاه الحق يــوم اجتباكـــــــم

فأنتم لنا رواد في كل وجهــــــــة            فحيث اتجهنا نهتدي بهـــــــــداكم

وهذا ابنكم ممن عطى الله عهده            على سيرة الأجداد حتى أتـــــاكم

 أأبا رضا – يا خير داع بعهدنا              متى سرت سار الركب يقفو خطاكم

لقد ملئ الأفاق فيض عطاكــم               فلا يستطيع الدهر يخفي عطاكم

ويا أيها الباكون نوحوا فقد مضى          إلى ربه من بات يرعى حماكم

من ثم اعتلى المنصة سماحة حجة الإسلام الشيخ عبد الله الصالح الذي تحدث عن جهاد السيد الشيرازي (قدس الله نفسه الزكية) ومقارعته لطواغيت العراق وتصديه لقضايا الأمة في أبعادها المختلفة، وقال عنه في معرض حديثه:((أفنى عمره الشريف في سبيل الله سبحانه وتعالى ناشراً للعلم متعلماً ومدرساً ناشراًً للأخلاق والفضيلة ينهل من معين العترة الطاهرة.. لم يهدئ له جفن ولم تقر له عين يدافع عن قضايا المظلومين، يقف جداراً صلباً في كل مكان )).

وأكدّ سماحته على ثلاث نقاط :

أولاً : أن الإمام الراحل ليس أسطورة من الأساطير، وليس نموذجاً لا يمكن تقليده والاقتداء به.. فلقد سار على هدي المعصومين ووصل إلى ما وصل إليه ويمكننا تقليده في ذلك.

ثانياً : أن عظمة الإمام الشيرازي هي تلك الروح المبدعة الخلاقة التي كانت تؤثر على كل من هم حوله، وتلك القدرة الكبيرة على تحفيز الطموحات لمحاولة إنهاض الأمة وحل أزماتها.

ثالثاً : أن الإمام الشيرازي رحمة الله عليه كان يحمل رسالة يبشر بها في كل مكان ، رسالة الإيمان بالله سبحانه وتعالى رسالة العمل الصالح رسالة هداية الناس.

واختتم الحفل التأبيني بمجلس حسيني للخطيب الشيخ عبد الله مهنا ذكره فيه مصاب الزهراء بأولادها وحزنها الأكيد على ولدها البار الإمام الشيرازي قدس الله نفسه الزكية.

ومن ثم توجه الحضور لتعزية العلماء والسادة الحاضرين بهذا المصاب ومن ضمنهم سماحة السيد موسى الماحوزي، وسماحة الشيخ عبد الله الصالح، وسماحة السيد جعفر العلوي، وسماحة الشيخ هاني الحكيم، وفضيلة الشيخ عبد الله المهنا وفضيلة الملا علي إبراهيم وفضيلة الشيخ حسن جعفر كاظم.

وأخيراً وزعت مجموعة من الكتيبات من قبل مكتبة الرسول الأعظم (ص) ثواباً لروح المرجع الراحل منها كتاب ( أحكامك في البلاد الأجنبية )، وشريط الشمس لن تغادر الحياة، ونشرة بالمناسبة من إصدار جميعة الرسالة.