العلامة السيد هادي المدرسي يشيد بعطاء المرجع الشيرازي قدس سره ويدعو الى استثمار فرصة العمر وتحمل مسؤولية الدفاع عن القيم الدينية كما فعل الراحل

 

بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي (قده) أقيم مساء الأحد 3 / شوال / 1423هـ في حسينية أهالي كربلاء في العاصمة الايرانية طهران مهرجان تأبيني كبير حضرته قطاعات وشرائح جماهيرية واسعة ومختلفة.

وقد القى سماحة العلامة السيد هادي المدرسي محاضرة قيمة  بالمناسبة نالت إعجاب الحضور.

فقد اعتبر العلامة هادي المدرسي خلال كلمته الموت هو الحياة، وان الله تعالى خلق الموت قبل ان يخلق الحياة، وقال سماحته: اذا كان موت اي إنسان عبرة للإحياء فكيف اذا كان موت العظماء امثال الراحل الإمام الشيرازي؟

وأضاف سماحته: يقول البعض ان السيد الراحل كان معجزة نظرا لعطائه الجم وتأليفاته الواسعة وانه كان استثناء، ولكن انا أقول؛ كلا.. بل هذا هو المتوقع من تلامذة الإمام الصادق (ع) الذي تخرج على يديه 6000 طالب في مسجد الرسول (ص)، بل نحن الاستثناء لكوننا لم نستثمر فرصة العمر ولم نتحمل مسؤوليتنا تجاه ديننا وامتنا بالشكل المطلوب!

وقال سماحته في جانب آخر من كلمته: ان الناس بعد فترة من العمر يأخذون احجامهم الطبيعية فلا الدعايات المؤيدة أو المضادة ترفعهم او تسقطهم، بل الانجازات هي التي تصنعهم.

ووجه العلامة السيد هادي المدرسي خطابه للحضور الجماهيري ـ الذي ملأ باحة الحسينية واروقتها المختلفة ـ بالقول: ايها الأخوة.. لو كان المرجع الراحل (قده) حيا الآن وصعد المنبر ماذا ترونه يقوله لكم؟ لقال لكم ما قاله في محاضراته وما كتبه في مؤلفاته، فسيقول لكم: ان لكم قيمة، فتحملوا المسؤولية وافعلوا الأعمال الكبيرة.

وتابع سماحته: ان الأمة الحية هي التي تعرف قدر ومكانة قادتها وهم احياء فتكتشفهم وتلتف حولهم، ولكن الأمة الميتة هي التي تندب عظمائها بعد رحيلهم، فتتمنى لو يرجع ثانية، وتبكيه!، لافتا سماحته الى ما يتمناه بعض المؤمنين برؤية الإمام المعصوم (ع) بالمنام لكي يحادثه ويسأله، وقال: ليست هناك ضرورة الى هذا التمني، بل أنت إقرأ كلمات ووصايا المعصومين (ع) واعمل بها، فسوف تحصل على خير الدنيا والآخرة.

هذا وقد حضر المجلس التأبيني هذا سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي، والذي استقبل بحفاوة بالغة من قبل عريف الحفل ووفود الهيئات والشخصيات التي اصطفت لتحييه.

كما كان في مقدمة المستقبلين للجماهير المعزية وفد من بيت الراحل الإمام الشيرازي (قده) ومكتب آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي، وطلبة بحث الخارج لدرس آية الله العظمى المدرسي وأعضاء المكتب السياسي لمنظمة العمل الاسلامي في العراق.

كما حيت اللافتات والتي تقدمت الى الحفل التأبيني المؤبنين وأبنت الجماهير وعزت إمام العصر والزمان بهذا المصاب الجلل، والتي جاءت على لسان الهيئات والمراكز والمستوصفات والجماعات الإسلامية منها لافتة منظمة العمل الاسلامي في العراق التي اعتبرت رحيل المرجع الشيرازي خسارة كبيرة للقضية العراقية.