برعاية آية الله السيد مرتضى القزويني مؤسسة الامام الصادق(ع) في كاليفورنيا تقيم مجلسا تأبينيا للامام الشيرازي قدس سره

اقامت مؤسسة الامام الصادق (عليه السلام) برعاية العلامة الجليل آية الله السيد مرتضى قزويني (دام ظله) مجلسا تأبينيه مهيبا  فى الذكرى السنوية الاولى لوفاة المرجع الدينى آية الله العظمى السيد محمد الشيرازى (رضوان الله تعالى عليه) يوم الاحد 8/12/2002   وقد ابتدأ البرنامج بآيات  من الذكر الحكيم  تلاها الاستاذ الدكتور عبد الكريم جعفر  بعد ذلك تحدث عريف الحفل حجة الاسلام الشيخ فلاح العطار وأشار بشخصية الامام الراحل و قال بأن يحق لنا أن نقول ان السيد الراحل رحمة الله عليه كان بحق معجزة  وليس نادرة فقط (رضوان الله تعالى عليه) في تاريخ التأليف حيث لم  يسبقه في ذلك سابق واستبعد السيد القزويني أن

يلحقه لاحق، و قال أن مطالعة أسماء كتبه فقط تقتطع  من الإنسان  وقتا لا بأس به فكيف بمطالعة كتبه التي الفها في شتى الحقول والاختصاصات.

 بعد ذلك كانت الكلمة للسيد مرتضى الشيرازي نجل الامام الراحل قدس سره حيث تحدث قائلا:

هنالك عالمان منفصلان تماما كما يبدوا  ومتصلان تماما كما هو في واقع الأمر وجوهره، ولكل عالم من العالمين نوافذ على العالم الآخر هذان العالمان هما عالم الدنيا وعالم الآخرة.  أولياء الله هم الذين يعيشون في الدنيا بأرواح معلقة بالملأ الأعلى وهو يعيش في الدنيا ويرى أنه قد خلق للآخرة لذلك يستثمر كل لحظات عمره للآخرة ولله سبحانه وتعالى، ولا تغره ملذات ومباهج الحياة الدنيا ثم أضاف السيد مرتضى الشيرازي بأن الإمام الراحل الشهيد  آية الله العظمى السيد الشيرازي (رضوان الله تعالى عليه) كان المثل البارز لمن كان يعيش في الدنيا بروح معلقة بالملا الأعلى ولذلك كان تعامله مع الناس وكانت علاقة بأهل بيت (عليهم السلام) و ارتباطه بالله سبحانه و تعالى كلها تحكى عن مدى تجلى هذه النقطة في حياته وفكره  ووجوده  واعصابه  وتفكيره في علاقته مع الله سبحانه وتعالى. كان متميزا بأنه شديد التوكل على  الله سبحانه تعالى في علاقته مع أهل بيت (عليهم السلام) وأثبت بأنه كان المدافع الصلب الذي لا تلين عزيمته عن أهل البيت عليهم السلام، وأضاف السيد مرتضى الشيرازي بأن الكثير منا عندما يتهم أو يهاجم  يثور ويغضب لكن عندما يتهم الدين أو ألأئمة (عليهم السلام) لايثور بتلك الدرجة لكن السيد (رضوان الله تعالى عليه) كـ قليل من العظماء لم يكن يهمهم اذا هاجمهم أحد بل ان همه الاساسي ينصب في الدفاع عن الدين.

واستمر النجل الثاني للامام الراحل بالقول: ان السيد الراحل (رضوان الله تعالىعليه) كان قد وضع لنفسه مقياس وهذا المقياس هو رضا الإمام الحجة(عج) ونلاحظ هذه المعادلة في المواقف  الصعبة  فإذا اقتضى الامر اتخاذ قرار فيه رضا  للإمام (عج) اتخذه وان ترتب على ذلك القرار شتى المشاكل والصعاب اذ كان يتحملها بطيب  نفس، لان هدفه كان يتمثل في رضا الله تعالى وأهل البيت (عليهم السلام) وليس رضى الناس والعيش برفاهية.

واضاف السيد مرتضى الشيرازي بان علاقة السيد الراحل (رضوان الله تعالى عليه) مع الناس تميزت بالتواضع وباستنهاض الهمم حيث كان يحاول أن يستنهض همة أي شخص يزوره ولم يعر اهمية الى مستوى طبقة الشخص الزائر ولو كان يبدو من الدرجة الخامسة اذ كان يحترم كل الناس ويعتقد ان اي شخص من اي مستوى قد يكون في المستقبل ذا مكانة متميزة  لذلك ترك بصماته على جمع كبير من الناس.

بعد ذلك بدأ الشيخ فلاح العطار بتلاوة مقاطع من قصيدة الشاعر ألأديب الكويتي الشهير عبد العزيز العندليب فقال:

حدّث عن العلم والأخلاق والأدب      ســـل الحجى والتقى والفضل والحسب

فهذه القـــيم المثـــلى قد اجتمعت        فـــي شخـــص هذا الفقيد العالم الأرب

إن الذي فجع الموت الجميع بــه      نـــتاج مـــربع فـــضل مـــمرع خصــب

ماذا أقرر فيه هـل أحـــدّث عـــن      أجـــداده الغـــرّ أم أبـــنائـــه النــــــجب

لله من رجل قـــد عـــزّ عــن مثله      بالفـــضل مشتـــمل للخــــير مكـــتسب

وعـــــالم عــــــامل لله مجـــتـــهد      مجـــاهد فـــي ســـبـيل الله محـــــتسب

كم وقفة فـــي سبيل الله صادقـــة       قد كان فـيها شجاعـــاً غـــير مرتـــهب

وكـــم مؤســــــسة لله أنـــشأهـــا      مثــــــابراًدونــــــما كــــــلّ ولا تعــــب

زادت عـــن الألـف تأليفاته عدداً      وثمّ مـــوســوعـــة مـــن هـــذه الكـــتب

لله مـــا دبّـــجت فـــيها يـــراعـته      وفـــي جمـــيع فـــروع العــلم والشعب

يدين بالسـلم واللاعـــنف ديـــدنه     هــو الحـــوار بـــلا قـــهر ولا غـــضب

إن أنـــت جالسته أحببت مجلسه     وإن صحـــبت فـــفيه خـــير مصطـحب

جمّ التـــواضع صافٍ فــي طويّته    مـن حـــيث إن ذويـــه نخـــبة النـــجب

وأسرةٌ ذات سبق فـــي مــعارفها      كم أظهرت في سماء الفضل من شهب

إن يأفل اليوم هذا النجم وا أسفاً     فـــأي نجـــم عـــن الأنظـــار لـــم يغــب

وقد ملأت نفوس المـؤمنين أسىً       فالعـين تهمي بــدمـــع فـــيك منـــسكب

يــا مخـــلصاً خلـــصت لله نيّـــته    بـــلا ريـــاء وعـن صـــدقٍ بـــلا كـــذب

قـــد كــنت بالفعل إنساناً محامده     فـــوق البـــيان وفــوق الشعر والخطب
 

 بعد ذلك تحدث حجة الإسلام الشيخ الهدايتي بالغة الفارسية حول مكانة السيد االشهيد (رضوان الله تعالى عليه) و حول بعض كراماته في حياته وبعد مماته وأضاف أنه أنسى من جاء قبله وأتعب من يأتي بعده، متأسيا بجده أمير المؤمنين (عيه السلام). ثم تحدث عن المرجع الديني الكبير آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي ومكانته الكبيرة في قلوب العلماء و الفضلاء في قلوب في الحوزات وفي المجتمعات الدينية وذكر بعض النماذج من تصريحات بعض العلماء الكبار في الحوزات العلمية حول السيد المرجع الديني الأعلى الكبير السيد صادق الشيرازي – حفظه الله - 

  و بعد  ذلك  عاد  الشيخ  فلاح  العطار  ليقرأ القصيدة  التي  أنشأها  أية الله السيد  مرتضى القز ويني  في ذكري  السنوية الأولى لاستشهاد  المرجع  الديني  الأعلى الإمام  الشيرازي  -  قدس سره -:

رحلتَ وقد مضى عامٌ فـقيــــــداً   **  وذكــرك لم يزل غضاً جديـدا

فقدنا منك حصناً مشـمــخــــــرّاً       ولم نفقد جهــادَكَ والـــمجهودا

مضيت بجسمك العالي ولكـــــنْ       بقيتَ بروحك العالي عــــمودا

وكيف يموت من أبقى تــراثـــــاً       وقد أحيا له ذكـــراً مــجيـــــدا

وكيف يموت من تُحييه دنــيـــــاً       من الآثار قد خلدن خــــــلـودا

ومدرسة الفضائلِ والــمــعــالــي       تُخرِّجُ دائماً جيــــلاً جـــديــــدا

ومكتبة حوت كـنــزاً ثــمـينـــــــاً       من الأسفار ألفـــاً أو مــــزيدا

وأبــنـــاءً عــبــاقــرةً كـــرامــــــاً       أعادوا مجدك السامـــي تــليدا

وأصــحابــاً عـلى الإيمان ساروا       وللإسلام قد قـــادوا الــجنودا

بـنيـــت معاهـد الإيمــان فــيـهــم       فلم تنقضْ ولم تُخلف عــهودا

صروح هدى على التقوى أقيمت       فأضحت للهدى عقداً فريــــدا

مـدارسَ شــامـخــاتٍ عــامـراتٍ       بها الطلاّب قد حُشّدتْ حشودا

مـساجـد بـالـعــبادة قــد أُنــيــرت       قياماً أو ركوعاً أو سجـــــودا

مراكز للتـقــى شــرقــاً وغــربــاً       قد انتشرت ولم تعرف حدودا

مـصـانــع انــتجـت أزكــى نـتاجٍ       جهاداً واجتهاداً أو صمـــــودا

إذا اشـتـقـنـــا لــرؤيــاك انتجعنـا       أخاك الصادق البـــرّ الــودودا

هــو الحصن المـلاذ لــعارفيــــه       صفاتك أثمرت فيـــه وُجـــودا

فــــقيــه زاهــــــــد ورع تــقـــي       نقيّ قد حوى كرمــــاً وجــودا

يــــربّـــي خـــيرة الـفـقـهاء بحثاً       عميق الغور تحقيقاً مـــفيـــــدا

مـــحمـــد الــرضـا حبــر فقيـــهٌ       عليمٌ يقتدي بك لــــن يــحـيــدا

مــــنـــارٌ للتقــى يــلقــي دروساً       على طلاّبه قـــولاً ســــديـــــدا

ونـجلك مرتضى قد حاز كنزاً       من الطاقات ما يغــــزو الـسدودا

فيوماً قد بنى في الشرق مجداً       ويوماً قد علا في الغرب جــيـــدا

فلست أبا الرضا ميّتــــاً ولكــن       خَلُدتَ وكنت محمــــوداً رشـيدا

وعِشت على التقى عيشاً حميداً       وغبتَ مهــذّبـــاً فـــذّاً ســعيـــدا

بــيــوم الـعيـد نعيـك قــد دهانـا       فلم نر بعد ذاك اليـــوم عــيــــدا

فــللفقهـــاء كـنــت منـــار عــزّ         وللطلاّب صــرت أبـــاً ودودا

ولـلفقــراء كــنـت مـــلاذ عونٍ       وللمستضعفين حـــمـــىً وطــيدا

وللطاغيـــن كنـت أشدّ خصـــم       وللباغين معتــرضـــاً عـــنــيــدا

فــكــم أرغمت للحكّــام أنـــفـــاً       وكم أفحمـــت شــيـطانــاً مريـدا

وكم عانيت منهم مـــن عـــذابٍ       لأنّك أصلب العـلــمـــاء عـــودا

وأشجعهم وأربطهـــــم عــنانـــاً       وأقواهم وأدومـهــــم صــمــودا

فلم يُرعبك بطشٌ واعـــتـــقـــالٌ       ولا قمعٌ ولم تخــشَ الــوعــيـدا

صبرتَ على الأذى صبراً جميلاً       ونِلتَ من العدى بطشاً شديــداً

فــحسبــك مــن حيــاة في جهــاد       قضيت ورحت محتسبا شهيـدا
 

 بعد ذلك ختم البرنامج العلامة الخطيب الشهير  الشيخ  عبد الحميد المهاجر  حيث  تحدث عن  عظمة  اهل  البيت  -عليهم السلام - وعن مكانتهم  ثم قال  ان كبار العلماء ساروا  على هذا المنهج ،  منهج  اهل  البيت  في  التضحية و الفداء مبتدئا  بذكر اسم  الشيخ  المفيد  والعلامة  المجلسي  وبعد  ذلك  قال  إن السيد  الشيرازى  المرجع  الدينى  الكبير عرفته  منذ  أكثر من أربعين  عاما  وكان  ذلك  المثال النموذجي  في  الدفاع  عن  أهل البيت  عليهم  السلام،  وقال  انني  اشهد  بان الفقيد  لم  يضيع حتى لحظة  واحدة من  عمره  و مسيرته  بل بذلها  كلها  في  سبيل الله  وفي  سبيل الدفاع  عن  أهل  البيت  عليهم السلام و أضاف

الشيخ  المهاجر ان السيد  الشيرازي  -  كتب  ألف ومائتي كتاب  وإن هذه  الكتب  وكل ما  فيها  دفاع عن  أهل  البيت - عليهم السلام- وكل ما  فيها  صحيح  وابدى  تألمه الشديد  لما  واجه  السيد  رضوان الله  تعالى عليه  في حياته  وبعد  مماته   من  مظلومية  ومن  ظلامة وردت  عليه ولمجهولية  قدره  في حياته  وبعد مماته. وختم الشيخ  المهاجر  كلامه بكره العديد  القصص و الشواهد  الدالة على انه  رضوان الله عليه كان متميزا في شدة إخلاصه  لأهل  البيت عليهم السلام  وفي  شتى الخدمات التي قدمها  للبشرية  وللإنسانية  وللمسلمين  ولاتباع أهل  البيت عليهم  السلام فى  أنحاء العالم.

والجدير بالذكر انه ستقام برامج عديدة في لوس انجلس و لمدة اكثر من اسبوع بمناسبة هذه الذكرى الاليمة منها برنامج في مسجد الزهراء - عليها السلام - و برنامج اخر في مسجد أهل البيت عليهم  السلام.

 

مراسل مؤسسة الامام الشيرازي العالمية - واشنطن