بيان الطلبة الأفغانيون في الحوزة العلمية الزينبية بمناسبة الذكرى السنوية للرحيل المرجع الديني الأعلى الإمام الشيرازي (أعلى الله درجاته)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى:{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}

تمرّ اللحظات والأيام سراعاً، وتبقى الذكريات والعِبَر،والثانية الأهمّ في زمن التسابق الحضاري والعلمي بين الأمم.

فها هي سنة ماضية وتليها سنوات على خسارة كبيرة وفاجعة عظيمة وفي مرحلة صعبة وخطيرة من مراحل الزمن، مرحلة الحاجة الشديدة إذ فوجئنا بفقد شخصية فريدة في نوعها، ليس على مستوى رجال عصره وعلمائه فحسب، ولكن على مدى قرون طويلة من تاريخ الإسلام وخاصة التشيع.

غاب الشيرازي العظيم عنا جسداً، لكن هو باقٍ فينا روحاً وفكراً ونهجاً وضاءاً فعلاً كان رائد الإبداع في مجالات شتى في العلوم الإسلامية أصولاً وفروعاً وأدباً وأخلاقاً وكلاماً وفلسفةً وفي غيرها كالسياسة والاجتماع والنفس والفلك والطب والرياضيات والنظافة والبيئة، حيث برع في أغلب المجالات.. وهو مع ذلك نادرة التأليف فيكفيه ما تركه لنا من مؤلفات في مجالات عديدة، وثروة فكرية غنية تعيننا إذا ما لجئنا إليها، ورغم ذلك لم ينسى هَمّ الأمة، وهي تتحول إلى أشلاء موزعة تتناهشها ذئاب الشرق والغرب فكتب كتباً حول أفغانستان وباكستان والهند ووضع المسلمين فيها، حقاً إنه أمة في رجل.

فجدير بنا أن نتمثل وصاياه الحكيمة وكلماته النيرة في الصبر على البلوى ومتابعة العمل والجدّ والسير  على نهج أهل البيت(عليهم السلام).

فبدل البكاء أيها العشاق في كل مكان، عشاق الشيرازية منهجاً وفكراً وروحاً سلميةً وتجديداً وإبداعاً هُبّوا للتكاتف كالبنيان المرصوص حول المرجعية الرشيدة والالتحاق بركب أخيه البار وتلميذه النجيب وخلفه المعتمد سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظله) إلهنا فسدد خطاه وبصّره لما هو خير  الأمة وصلاحها وأجرِ للناس على يديه الخير وحقق النصر للمسلمين على يديه ووفقنا لإتباعه تحت راية بقية الله الأعظم الحجة على أهل الدنيا الإمام المهدي المنتظر(أرواحنا فداه) وهو ولي التوفيق.

 

الطلبة الأفغانيون في الحوزة العلمية الزينبية

دمشق ـــ السيدة زينب(عليها السلام)