الامام الشيرازي (قدس سره) المرجعية التي تحملت هموم الأمة وتطلعاتها

 محمد حسين زيد الجمري         

تمر علينا الذكرى السنوية الأولى لرحلة فقيدنا الغالي معلم التاريخ ومدرس الأجيال عبر مدرسة الرسالية والربانية، بعد حياة كانت حافلة بالعلم والجهاد الدؤوب في سبيل الله واعلا كلمة الحق وبناء الأمة الرسالية المؤمنة والانسان الرسالي المناقبي والحضارة الاسلامية.

هذه كانت أهدافه وتطلعاته، لقد كان المرجع الراحل أمة في رجل، كإبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.

نعم هو سماحة المرجع الديني المجاهد آية الله العظمى الامام السيد محمد بن الميرزا الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الذي ولد في مدينة النجف الأشرف سنة 1347هجرية  وكانت وفاته المبكرة هذه يوم الاثنين 2 شوال 1422هجرية في مدينة قم المقدسة، ودفن بجوار السيدة فاطمة المعصومة شقيقة الامام علي بن موسى الرضا عليها وعليه وعلى آبائهم ألآف التحية والسلام، وأصبح مرقده وقبره مزارا للملايين من البشر الذين يتقاطرون يوميا وسنويا لزيارة مقام السيدة المعصومة سلام الله عليها.

انحدر مرجعنا الراحل من عائلة علمية عريقة، أنجبته لكي يتربى في أجواء الفضيلة والتقوى ومراكز العلم والفقه حتى أصبح من أبرز وألمع مراجع الدين الكبار للطائفة الشيعية في هذا العصر.

لقد امتازت شخصية فقيدنا الراحل الامام الشيرازي قدس سره  بالعلمية الواسعة، والانتاج الغزير في مختلف الحقول والميادين من المعرفة، حتى تجاوزت مؤلفاته الفقهية والعلمية والفكرية والثقافية والاجتماعية أكثر من ألف كتاب وهو رقم قياسي في تاريخ الكتابة والتأليف.

الموسوعية الفقهية لفقيدنا المرجع الراحل (الفقه) هي أضخم وأوسع كتاب فقهي صدر لحد الآن، حيث بلغت أجزاؤه (150) مجلدا، تتناول مختلف مجالات التشريع الاسلامي في العبادات والاقتصاد والسياسة والاجتماع.

ولقد أهتم الامام الراحل باحياء علوم معارف ومناقب وفضائل أهل البيت وكتب في سيرة الأئمة المعصومين الكتب الكثيرة، وكذلك كتب في سيرة بقية الصالحين الأبرار.. وأهتم رضوان الله تعالى عليه باحياء سيرة  جده الامام الحسين عليه السلام، وشجع الناس سواء من أهالي كربلاء المقدسة وبقية أبناء الأمة الاسلامية من الشيعة وغيرهم،  يوم كان في العراق، ولما كان في الكويت وحتى في ايران باحياء شعائر الامام الحسين وثورته التاريخية الخالدة ضد الظلم اليزيدي وضد التحريف الأموي، وكان يؤكد على بناء الحسينيات والمساجد واطلاق أسمائها باسم الامام الحسين عليه السلام.

ان اهتمام الامام الشيرازي باحياء سيرة أجداده من الأئمة الطاهرين وخصوصا احياء سيرة جده الامام الحسين عليه السلام نابعة من أن على المؤمنين والموالين لمذهب أهل البيت أن يأخذوا علومهم مباشرة من القرآن والسنة النبوية وأحاديث أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، وعدم أخذها من المتصوفة وأصحاب البدع، وأن يكون عرفانهم الاسلامي عرفان أهل البيت، وليس عرفان الفلاسفة وأصحاب الملل والنحل الذين يبعدون بعرفانهم الفلسفي أبناء الأمة عن العرفان الحقيقي لأهل البيت.

فلقد كانت مدرسة الامام الشيرازي في العرفان الاسلامي هي مدرسة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.. فأخذ العلوم والمعارف عنده يجب أن يكون مباشرة من روايات الأئمة المعصومين وروايات الرسول الأكرم قبل ذلك.. وأن يكون عرفانهم عرفان القرآن والرسول الأعظم والعترة الطاهرة، لا أن يكون عرفانهم عرفان أصحاب الفلسفات والعلوم المنطقية والعرفانية الذين يتبعون الملاحدة والمتصوفة.

وقد أسس الحركة المرجعية في كربلاء المقدسة بعد وفاة والده، وأصبح رائد ومؤسس خط جهادي رسالي الهي أصيل تبنى الدعوة الى الله سبحانه وتعالى، والعمل على انقاذ الأمة الاسلامية من براثن التخلف، عبر برامج التوعية والتربية الدينية والرسالية، والتغيير الاجتماعي، والأساليب الحضارية، البعيدة كل البعد عن وسائل العنف والتطرف.

كان المرجع الراحل السيد الشيرازي في قمة التحلي بمكارم الأخلاق، جسدها في نفسه سيرا على خطى الأنبياء والأوصياء والأئمة الطاهرين وأسلافه من العلماء والفقهاء الصالحين، وكان صدره يتسع لجميع الناس، وكان يحترم الرأي الآخر، ويغض عن السيئة، ويقابلها بالاحسان، كما هي سيرة أسلافه وأجداده من أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.

قضى الامام الشيرازي حياته منذ نعومة أضفاره والى أن انتقل الى الرفيق الأعلى والى جوار ربه في خدمة الاسلام والأمة الأسلامية والتشيع والطائفة الشيعية دون كلل أو ملل، متحملا أنواع وصنوف الأذى والمعاناة بثبات وصدر عظيم..

لقد كان فقدانه المبكر وفي ظل هذه الظروف الحساسة التي تمر بها الأمة الاسلامية والعراق بصورة خاصة خسارة فاددحة ومصيبة عظمى ، وكما جاء في الحديث الشريف :"اذا مات العالم الفقيه ثلم في الاسلام ثلمة لا يسدها شيء". ولكن أمرنا الى الله العلي القدير الذي قهر عباده بالموت والفناء، فانا لله وانا اليه راجعون.

في الذكرى السنوية الأولى مرة أخرى نترحم على فقيدنا الغالي رضوان الله تعالى عليه ونسأله سبحانه وتعالى بأن يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته ويحشره مع النبي وآله الطيبين الطاهرين ومع الشهداء والصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا. كما نتقدم بأحر التعازي لأسرته الكريمة وفي طليعتهم شقيقه الغالي سماحة المرجع آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي دام ظله، وأبناؤه الأفاضل والأعزاء وعلى رأسهم سماحة آية الله المجاهد السيد محمد رضا الشيرازي دامت بركاته، والى عائلة المرجع الديني  سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي دام ظله والى جميع العلماء الأعلام وأتباع وعشاق ومقلدي الامام الشيرازي الراحل رضوان الله تعالى عليه.

 

اطلالة على سيرة الامام الشيرازي والأسرة العريقة والكريمة

ولد سماحة آية الله العظمى المجدد الامام الشيرازي قدس سره الشريف عام (1347) هجرية في مدينة النجف الأشرف في العراق. والده سماحة آية الله العظمى السيد الميرزا مهدي الشيرازي ابن حبيب الله الشيرازي، ابن آغا بزرك الشيرازي أخ المجدد الشيرازي، ووالدته العلوية الفاضلة وهي ابنة الميرزا عبد الصاحب الشيرازي ابن الميرزا آغا بزرك الشيرازي ابن السيد أحمد المستوفي الأخ الآخر للمجدد الشيرازي..

هاجر الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه الى مدينة كربلاء المقدسة، بصحبة والده قدس الله سره الشريف وهو التاسعة من العمر، ثم هاجر منها الى الكويت أثر ضغوط وملاحقة النظام البعثي الديكتاتوري الحاكم في العراق وهو في سن الرابعة والأربعين، ثم بعد ذلك هاجر الى مدينة قم المقدسة في ايران وهو في سن الثانية والخمسين من العمر في عام 1399هجرية.

في العراق قام الامام الشيرازي بتأسيس الحركة المرجعية والتي هي امتداد طبيعي وحقيقي لحركة المرجعية الشيرازية في العراق، وأسس المدارس الابتدائية والمدارس والحوزات العمية ومدارس حفاظ القرآن الكريم، اضافة الى المؤسسات الخيرية والمستوصفات والحسينيات.

كما انبثقت من الحركة المرجعية للامام الشيرازي مجموعة حركات وتنظيمات اسلامية بدأت بمقاومة الارهاب والديكتاتورية لنظام البعث في العراق الذي نزى على الحكم بانقلاب عسكري أعوام 1963م و1967م و1968م ، وفرض مجموعة عقائد وأفكار انتقائية هدامة عملت على مسخ الشخصية الاسلامية العراقية وابعادها عن القيم الاسلامية الحضارية.
كما انبثقت من الحركة المرجعية مجموعة هيئات وتجمعات عملت على خدمة الاسلام والشعائرالاسلامية والمشاركة في المناسبات الدينية باحيائها والمساهمة الفعالة في بناء الانسان المؤمن الرسالي المناقبي من خلال هذه الهيئات التي كانت تهمتم بالقرآن الكريم والحديث واحياء الشعائر الاسلامية والحسينية احياء مناسبات وفايات الأئمة الأطهار ومواليدهم. وهذه الهيئات انتقلت فكرتها الى بقية البلدان الاسلامية والعالمية خصوصا في الكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية وعمان وايران.

وان أبناء موطنه من أهالي الكربلاء المقدسة الذين تفرقوا في أقصى بقاع الأرض من مشارقها الى مغاربها سواء في ايران أو الكويت أو الخليج أو العالم الاسلامي وبقية دول العالم يدينون له بالفضل لأنه رضوان الله تعالى عليه قد سعى للم شمل أبناء هذه المدينة وتحمل مسئولية هدايتهم وتربيتهم وتربية أبنائهم.

كما أنه وبعد وفاته خلف فيهم شقيقه آية الله السيد صادق الشيرازي وآية الله السيد محمد تقي المدرسي وآية الله السيد محمد رضا االشيرازي، بالاضافة الى مجموعة كبيرة من العلماء والخطباء وفضلاء وعلماء وخطباء ممن رباهم وسهر على اعدادهم ليخلفوه في فكره وعلمه. لذلك فان أهالي كربلاء المقدسة بالاضافة الى أبناء الشعب العراقي وشعوب العالم العربي وخصوصا في الكويت والبحرين والسعودية وقطر والامارت وعمان واليمن وغيرها مدينون لأفكاره وكتبه ومحاضراته التي بها يهتدي المؤمنون ويستنير بها أصحاب البصيرة ومن هم السائرون على الطريق الشائك وطريق ومنهج أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام.
لقد أثرى الامام الشيرازي في مدة بقائه في الكويت المجتمع الكويتي وخصوصا الطائفة الشيعية التي قامت بالالتفاف حوله والاقتداء بسيرته وتنفيذ تطلعاته في بناء وتشييد المشاريع الاسلامية والخيرية، حيث أسس مدرسة الرسول الأعظم الدينية في بنيد القار، وأسس الى جانبها مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، الى كانب الكثير من الحسينيات والمساجد، وكان وجوده في الكويت نعمة لأهاليها ولأهالي المنطقة الشرقية في الجزيرة العربية وأهالي البحرين الذين بعثوا بأبنائهم لتلقي العلوم الدينية والمعارف الاسلامية على يديه وعلى يد شقيقه آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي وآية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي ومجموعة من العلماء والمدرسين الفضلاء الذين كانوا في مدرسة الرسول الأعظم (ص)، حيث تخرج من هذه المدرسة العلمية الكثير من العلماء والمجتهدين والخطباء وأصحاب الفضل الذين هم الآن يخدمون في بلدانهم بالخطابة وامامة الناس جماعة في المساجد وتدريس العوم الدينية في الحوزات والمدارس التي أسسوها بعد رجعوعهم الى مناطقهم.

وبقيت مدرسة الرسول الأعظم في الكويت ولا زالت منارا يهتدى به الى يومنا هذا  حيث أن آية الله المجاهد السيد محمد رضا الشيرازي دام ظله مع مجموعة من العلماء من عائلة المرجع الشيرازي والتابعين لسماحته ولشقيقه سماحة آية الله السيد صادق الشيرازي يتابعون نشاطهم الديني والتبليغي داخل المدرسة وعبر صلاة الجماعة والجمعة  في مسجده المعروف بمسجد الامام الشيرازي في بنيد القار والقريب من مدرسة الرسول الأعظم التي شيدها الامام الشيرازي بالتعاون مع المخلصين والمقليدن له من أبناء الكويت من الشيعة المؤمنين.
وقد واصل الامام الشيرازي نشاطه الديني والتبليغي في مدينة قم المقدسة بالاستمرار في مقارعة النظام الحاكم في بغداد وتوجيه القوى والحركات الاسلامية العراقية للعمل والجهاد ضد هذا النظام المتجبر، اضافة الى تأسيس الحوزات والمدارس العلمية في مدينة قم ومدينة مشهد المشرفة ومدينة اصفهان، وتشجيع المؤمنين من أهالي العراق وكربلاء المقدسة والمؤمنين في ايران الى تشييد الحسينيات والمساجد والمستشفيات والمستوصفات والهيئات الدينية والمؤسسات الخيرية وصناديق قرض الحسنة والزواج وغيرها من المشاريع التي لا يمكن حصرها وعدها، وتخرج على يديه الكثير من طلبة العلوم الدينية والخطباء وأئمة المساجد الذين أصبحوا دعاة الى الدين وخدمة المذهب والطائفة الشيعية في مختلف البلدان خصوصا في أفغانستان وباكستان والكويت والبحرين والممكلة العرابية السعودية وسوريا التي ساهم المرجع الراحل في اعادة بناء وصياغة حوزتها العلمية الزينبية التي أسسها شقيقه الشهيد السعيد آية الله السيد حسن الشيرازي قدس سره الشريف، ! حتى أصبحت حتى يومنا هذا وبعد وفاته تمثل اشعاعا علميا كبيرا وعظيما في دمشق وفي حي السيدة زينب سلام الله عليها.. يتربى ويتتلمذ فيها الطلاب من مختلف بقاع الأرض.

 

أسرة الامام الشيرازي( قدس سره)

 الامام الشيرازي من أسرة عريقة في العلم والتقوى والجهاد.. أسرة أنتجت أعاظم الفقهاء، وربت أجيالا عديدة من العلماء الفطاحل، والمجاهدين الكبار والقادة العظماء. ويرجع نسب هذه الأسرة العريقة الى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ويعود تاريخهم في العراق الى أكثر من مائة وخمسين عاما، وكانت لهم المبادرة والسبق في خدمة العراق وسائر بلاد الاسلام في قضاياه المصيرية، وقد عرفوا بالانتساب الى مدينة (شيراز) في ايران لكون جدهم الأعلى (والد المجدد الشيرازي) كان يقطنها.
وفروع هذه الشجرة الطيبة والمباركة من سلالة الأئمة الأطهار كثيرة ومن النجوم اللامعة والساطعة في سلم المجد لهذه الأسرة الكريمة :
- آية الله العظمى الميرزا محمد حسن الشيرازي قدس سره الشريف المعروف بالمجدد وهو قائد ثورة التبغ (التنباك) في ايران.

- آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره الذي فجر ثورة العراق الكبرى التي سميت بثورة العشرين عام 1920م.

- آية الله العظمى الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي قدس سره والد المرجع الراحل.

 

كبارأساتذة الامام الشيرازي 

1- والده آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره.

2- آية الله العظمى السيد هادي الميلاني، الذي بدوره قد تتلمذ على آيات الله العظام النائيني والعراقي والكمباني قدس الله أسرارهم.

3- آية الله العظمى الشيخ محمد رضا الاصفهاني قدس سره.

4- آية الله السيد زين العابدين قدس سره.

5- تتلمذ في الأدبيات على يد شيخ النجاة الشيخ جعفرالرشتي قدس سره.

6- خلال مرحلته الدراسة في الفقه والأصول تتلمذ على ما يقارب المئة أستاذ بين فقيه وعالم في مختلف العلوم والفنون.

وكما أسلفنا في مقدمة البحث فان الامام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه قد عرف واشتهر بمكارم الأخلاق والصفات الحميدة كالتواضع والاغضاء عن الاساءة والعفو عمن نال منه، وسعة الصدر ومدارة القريب والبعيد، واحترام الكبير والصغير على حد سواء، والشعور بالمسئولية، ومساعدة الفقراء والمعوزين حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، ومواساة الناس، واحترام معارضيه، وتحمل الصعوبات والمكاره في سبيل الله والصبر على النوائب والعمل الدؤوب الذي لا يعرف الكلل والملل، وكثرة المطالعة والكتابة، وحب العلم والعمل وحسن الادارة وغير ذلك من الأخلاق الحسنة والصفات الحميدة.

وقد مثل وجسد الامام والمرجع الراحل رضوان الله تعالى عليه بحد ذاته مدرسة فكرية حضارية متكاملة جسمت الأبعاد المختلفة والمتعددة للفكر الاسلامي المعاصر، فقد أجاب سماحته عن أهم الأسئلة الحاحا في واقعنا المعاصر.

والذي يتتبع الانتاج الفكري الهائل والغزير والكبير كما ونوعا للمرجع الراحل فانه يجد أن معظم الأجوبة التي كان يطرحها المشككون في قدرة الاسلام على التعامل الديمومي مع الحياة.

ذلك فان أفكار ونظريات الامام الشيرازي كانت ولا تزال ترفع الاشكاليات وتؤسس نظرية  متينة تستمد قوتها من جذورها النابعة من العمق والأصالة الاسلامية الرسالية ومن قدرتها على التعاصر مع كافة التحديات الجديدة التي تهب عليها من مختلف الجهات.
فقد عالج المرجع الشيرازي رضوان الله تعالى عليه مسألة الشورى والديمقراطية وأثبت في مؤلفاته أن الشورى أكثر قوة في اعطاء الانسان حقوقه السياسية في الحياة والحرية والفكر، وأثبت أن الديكتاتورية والاستبداد من أشد المحرمات التي تتولد من رحمها المحرمات الأخرى، وأثبت أن خيار الاسلام الأساسي في التعامل مع الانسان هو خيار الحرية وأن السلام هو روح الاسلام وأن العنف ما هو الا دخيل فرضه واقع الجهل بحقيقة الاسلام، بالاضافة الى كثير من الأفكار والرؤى الحيوية التي سوف نستعرض ملخصا مختصرا منها في البحوث والمواضيع القادمة والخاصة بالذكرى السنوية الأولى لرحلة سماحته الى الرفيق الأعلى.
في المواضيع القادمة باذن الله سوف نتطرق الى أطروحات المرجع الراحل في الشورى والتعددية ومواضيع أخرى عالجها رضوان الله تعالى عليه.
كما سوف تكون لنا بحوث ومقالات حول شقيقه وخليصه وعصارة عمره وثمرة فؤاده سماحة آية الله العظمى المجدد السيد صادق الشيرازي دام ظله، الذي عرف بسجاياه الأخلاقية الفريدة من التواضع والحلم والابتسامة التي لا تفارق شفتاه مع من يلقاه والبدء بالسلام قبل غيره على الناس والزهد والورع والتقوى.
 نتمنى أن نتوفق لاعداد هذه البحوث لكي نؤدي بعض من ديننا أمام هؤلاء العظام الذين أدبونا على حب آل محمد وبفقه آلة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. كما كان الامام الصادق عليه السلام يؤدب أصحابه.