بيان صادر عن العاملين في موسوعة أهل البيت عليهم السلام الكونية

 

بمناسبة الثاني من شوال ذكرى رحيل المرجع الديني الأعلى الإمام محمد الحسيني الشيرازي قدس سره وبهذه المناسبة نتقدم بأحرّ التعازي إلى صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وإلى سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي(دام ظلّه) وإلى الأمّة الإسلاميّة والسائرين بركبه. سائلين الله عز وجل أن يرفع منزلته في علييّن ويحشره مع محمد وآله الطاهرين، وأن يوفقنا للمضي في نهجه القويم نهج محمد وآله الطاهرين آمين رب العالمين.

إنّ من أهمّ ما امتاز به الإمام الراحل قدس سره أنّه لم يكن مرجعاً دينياً فقط، بل كان مربياً لجيل وبانياً لخطٍ فكري واضح ومحدد في شتى مجالات الحياة المختلفة؛ إذ أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة التي تتسم بالتنوع والشمولية لأهمّ أبعاد الإنسان والحياة؛ لكونها انعكاساً لشمولية الإسلام متجذرة بالأصالة حيث إنّها تتمحور حول القرآن الكريم والسنة المطهرة المروية عن رسول الله صلى الله علي وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام وتستلهم منها الرؤى والأفكار، وقد خلّف العديد من الموسوعات العلميّة للمكتبة الإسلامية كموسوعة الفقه التي تربو على مائة وستين مجلداً وموسوعة تفسير تقريب القرآن إلى الأذهان، الذي يربو على عشرة مجلدات وموسوعة الوصول إلى كفاية الأصول التي تبلغ خمس مجلدات وإيصال الطالب إلى المكاسب التي تبلغ ستة عشر مجلداً والوصائل إلى الرسائل التي تبلغ خمسة عشر مجلداً وغيرها.

لقد امتاز الإمام الراحل بعلمه الغزير والشمولي، حيث كان يتحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من واقع الحياة.

وكان قدس سره يشجع الكتّاب والباحثين وغيرهم على نشر العلم وبذله، وكان مما اهتم به مشروعه الكبير في تأليف موسوعة أهل البيت عليهم السلام الكونية التي تُحيي التراث الإسلامي الأصيل والمبتني على مبادئ أهل البيت عليهم السلام والذي هو المرآة التي تُري الأمة من خلالها ذاتها وحضارتها ومجدها، وهي موسوعة علميّة مقتبسة مما جاء في بحار الأنوار للعلامة المجلسي قدس سره في موضوع علوم الكون التي سماها العلامة المجلسي قدس سره (السماء والعالم) وكان لنا الفخر والاعتزاز أن رشحنا السيد الراحل قدس سره؛ لإنجاز هذا العمل ووفقنا الله سبحانه بدعاء السيد الراحل قدس سره لإنجازه؛ إذ تمّ إخراجها بأحد عشر مجلداً ضمّ عشرات الأبواب العلمية، لإحياء هذا التراث الضخم، وتسليط الضوء على الجوانب العلميّة والأكاديميّة في العلوم المختلفة فيه، والتي اعتمدت في منهجيتها على الآيات القرآنية والروايات الواردة عن أهل البيتi بشأن تلك العلوم مع بيان المعاني والشروح التي أوردها علماؤنا الأعلام في هذا المجال تأصيلاً لما حوته مدرسة الإمامية من علوم ومعارف وتدليلاً على سعة باعهم وعمق اطلاعهم في العلوم المختلفة وتأكيداً على دورهم الكبير في تنمية المعارف الإنسانية وترسيخ دعائمها مع مطابقة ما توصل إليه العلم الحديث من حقائق ومعارف وما ورد في الشرع المقدس لإضفاء الحقائق العلمية بأنوار الوحي والتوجيه الإلهي وبيان الوحي بنهج علمي يفهمه الجميع، وقد كان الإمام الراحل يتابعها خطوة بخطوة، ولكن للأسف الشديد حال قدر الموت بيننا، حيث كانت أمنيته قدس سره أن يراها منتشرة في مكتبات العالم قبل وفاته، فجعلناها هدية لروحه الطاهرة.

فسلام عليه يوم ولد ويوم  رحل ويوم يبعث حيا وجعل الجنة مأواه وحشره مع محمد وآله الأطهار.

   فريق التأليف والإعداد       

              في موسوعة أهل البيتi الكونية