اصدار جديد حول سيرة الامام الشيرازي في مجلدين..

 المجدد الشيرازي الثاني تحول في التاريخ الاسلامي

الكتاب: المجدد الشيرازي الثاني تحول في التاريخ الاسلامي

المؤلف: محمد سعيد المخزومي

عدد الصفحات: 1500

دار النشر: عن دار العلوم للطباعة للتحقيق والطباعة والتوزيع والنشر بيروت- لبنان

صدر عن دار العلوم للطباعة للتحقيق والطباعة والتوزيع والنشر من بيروت في لبنان كتاب جديد بعنوان المجدد الشيرازي الثاني تحول في التاريخ الاسلامي لمؤلفه سماحة الشيخ  محمد سعيد المخزومي. والكتاب يستقصي سيرة الامام الشيرازي قدس سره ويسبر افكاره في رحلة طويلة عبر الف وخمسمائة صفحة، ومما جاء في الكتاب:

لابد للحياة من تجديد, فالحياة من دون تجديد ظلام قاتم ومن دون مجددين جمود قاتل. ولا يعني التجديد إلاّ تجديد  إلانسان الذي لا يفكر إلاّ بالجديد المؤسٍّسِ لبناء إلانسان والحياة وعمارة إلأرض..وما دمار البشرية وارتباك نظامها واضطراب حياتها إلاّ بسبب الفكر القديم الذي يحدو الإنسان ويقود المجتمع ويبني الحياة, ذلك الذي  يدل على حاكمية إنسان المدنية  الزائفة بفكرها وليس الحضارة إلالهية الرائدة .

ولذلك فقد إستلزمت الحياة وجود المجددين المجاهدين من اجل تجديد فكر الإنسان وفهمه وثقافته ليتمكن من  إعادة صياغة المجتمع  وبناء الأمة وتحقيق  السعادة وعمارة الأرض وبالتالي بناء الآخرة.

فعن معالم التجديد في مناهج الفكر: فقد أحدث سيدنا المجدد الشيرازي الثاني  تجديدا كبيرا في الحياة , وفتحاُ مبينا للإسلام والمسلمين, حتى كان له رضوان الله تعالى عليه تجديد عظيم في الثقافة والفكر, في الفقه والأصول, في السياسة والاقتصاد , في النفس والاجتماع, في الحكومة ونظام الحكم, في إلا صلاح والإصلاح الاجتماعي, في التغيير الحضاري  وسبله , وفي كافة مجالات الحياة.

فحينما يفكر الإنسان بمناهج معكوسة, ينعكس منطق الحياة وتتنكر  معالمها, فيصبح الخير شرّاً, والإصلاح  إفساداً, والمصلح الناصح عدواً  لدوداً.

من هنا فقد فكر الإمام الشيرازي رضوان الله عليه في تجديد المباني  الأساسية للفكر وسيل التفكير, وإرسائها على قواعدها السليمة الموزونة بموازين الشريعة والدين، فكان له تجديد في مناهج الفكر والتفكير، تلك المناهج التي لم تكن في قاموس المسلم عموما,  فضلا عن كونها  مُشوَّشة في ذهن  المفكر الإسلامي إذا فكَّر بأمرٍ , أو أقدم على  مشروع.

أما في الفقه: فقد أدرك الإمام الشيرازي  رضوان الله عليه,  أن الدين هو دين الحياة,  فاحتاج التدين بالإسلام إلى الفقه والتفقه, وبذلك فلم يكن الفقه عند الإمام الشيرازي حكراً على العبادات, ولا وقفاً على المعاملات والإيقاعات, فهو فقه للحياة بكل ما تحمل كلمة الحياة من معانٍ,  وهذا من الجديد الذي أحدثه الإمام المجدد في  الفقه .

ولان الله تبارك وتعالى قد بنى الحياة على أساس تحقيق السعادة للبشر, فقد أدرك رضوان الله عليه وجود  مشاكل تعمل على قلب موازين الحياة وتُغيِّر منطق العمل والتعامل فيها,  فمن هنا نجد الإمام المجدد  قد بحث فقه مشاكل الحياة وطرق علاجها  وسبل مكافحتها, فكانت الحياة عنده ساحة طاهرة كما أرادها الله تعالى, والإنسان رمزاً  لها, والدين هو فقه الطهارة من كل ما يدنس الحياة ويلوثها, وهذا من الجديد الفقهي, بل من التجديد الواضح في الفقه.

ومن معالم الجديد في عالم السياسة: فهو تأسيسه الفكر السياسي على مبانٍ فقهية وأسس دينية وموازين شرعية، فكانت للسياسة في فكر الإمام المجدد قواعد, ولمشروع السياسة أصول وللنظرية السياسية معالم, وعليه فقد كان العمل السياسي الفردي عنده من المحرمات القطعية ما لم يقم على موازين الشريعة , بحاكمية قوانينها فيه. وعلى هذا فقد فصَّل قدس الله سره,  في هذا الميدان ما كان جديداً في عالم السياسة عموماً والسياسة إلا سلامية خصوصاً وهذا من بعض التجديد الذي أحدثه  الإمام المجدد في مشاريعه .

أما مشروع الحكم في إلا سلام: فقد اغرق الإمام الشيرازي  البحث فيه بالأدلة العقلية والنقلية والشواهد التاريخية , ليس من أجل  إثبات موضوع الحكم في إلا سلام  فحسب, بل من اجل إقامته على أسسٍ وقواعدَ ومناهجَ مربّيةٍ وضابطةٍ لعقل الإنسان الحاكم والمحكوم, وفكر الراعي  والرعية. فكان كل ما جاء به الإمام الشيرازي رضوان الله تعالى عليه, في هذا المجال جديداً ومميزا من حيث النظرية والتطبيق حتى كان له من الجديد ما  يُربّي العقل والفكر على التجديد والتأصيل  والإبداع في عالم السياسة.

وفي القيادة والعمل  المرجعي: فقد كان له قدس الله سره, مشروع تجديدي يستهدف تجديد النفس, وينمِّي العقل, ويشذِّب التفكير على سبيل المفهوم النظري والمشروع العملي عن المرجعية الدينية والقيادة إلا سلامية في التشيع خصوصا والإسلام عموما.

أما على صعيد إلا صلاح والإصلاح الاجتماعي, والتغيير الحضاري, فقد كان للإمام المجدد جديد مميَّز وتجديد مبَرَّز.

ولما  كان المشروع التجديدي  في الفكر الإسلامي  عند الإمام الشيرازي  قائما على أسس وضوابط  وأصول, فقد أصبح  لفكره أبجديات تغطي الحياة من الألف  إلى الياء, فلا يترك  مجالا إلاّ وقد مرَّت عليه  بدِقَّةٍ ووضعت العلاج الشافي له.

فصار لمشروعه إلا صلاحي: من المناهج ما يعالج فيها الفساد في المجتمع بأوسع ما يمكن تصوره.فلم يكتفِ الإمام الشيرازي قدس سره بعلاج مشكلة الإنسان المسلم فحسب,  بل ربط مشروعه إلا صلاحي بين تغيير إلانسان  وبناء المجتمع وصياغة الأّمة وتغيير العالم الحاكم على عالمنا إلا سلامي المحروم من شكر نعمة المجددين وتقدير ظاهرة الصلاح, حتى ارتبط مشروعه إلا صلاحي بإصلاح الغرب, وتعديل مفاهيم المفكرين الغربيين عن إلا سلام والمسلمين.

وبذلك نجد أنفسنا أمام  مشروع إصلاحي كبير يشمل مفردات الحياة برمَّتها.

وهذا من التجديد  في العمل والتغيير والمشروع إلا صلاحي الذي أحدثه الإمام المجدد رضوان الله تعالى عليه.

ولهذا  وغيره من المشاريع التجديدية,  كانت هذه الدراسة التي اهتمت بالكشف عن الجوانب التي جدد  فيها المجدد  الشيرازي الثاني أعلى الله تعالى مقامه.