ايران في العراق.. بين آمال التعاون وواقع التدخلات

 

شبكة النبأ: في تقرير جديد لها حول العراق، قالت وزراة الدفاع الامريكية ان ايران ما زالت ذات نفوذ واسعة في العراق، حيث تدعم مجموعات مسلحة وتسعى للتأثير على السياسة الداخلية في البلاد. لكن السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي رفض الاتهامات التي وجهها الاميركيون الى بلاده واعتبرها تدخل في الشؤون العراقية موضحا ان هذا الامر يشكل اهانة للعراقيين. حيث قال مبرِراً، كلما يمر العراقيون بمرحلة حساسة في تاريخهم يخرج الاميركيون بادعاءات ومزاعم ضد ايران.

مع ذلك فالحكومة العراقية تحاول جاهدة رغم كل التحديات أن توجِد علاقة متينة اقتصادية وسياسية مع طهران دون ان يكون ذلك عبر تدخل ايران في شؤون العراق كما هو الحال منذ سقوط النظام السابق وحتى الان..

وكان السفير الامريكي لدى بغداد قد قال في مقابلة تلفزيونية إن الايرانيين لايزالون يدعمون المتشددين الشيعة في العراق بالاسلحة والتدريب رغم تراجع حدة العنف في العراق.

وقال السفير رايان كروكر الذي يترك منصبه في وقت لاحق من هذا الشهر بعد ان ظل سفيرا للولايات المتحدة في العراق لمدة عامين ان المحادثات التي اجراها مع الدبلوماسيين الايرانيين لمناقشة الامن في العراق لم تكن مجدية.

قال كروكر لقناة تلفزيون العربية الفضائية ان هناك ما يمكن ان يوصف بانه عنصر ارهابي من بعض المتطرفين الشيعة وثمة اعتقاد بانهم ما زالوا يتلقون الدعم "من عناصر داخل ايران."

واضاف ان هناك الكثير من الادلة فالصواريخ التي تطلق على القوات الامريكية وعلى العراقيين جرى تصنيعها منذ عهد قريب في ايران خلال عام 2008 وكذلك القذائف الخارقة للدروع التي كانت نتاجا للتدريب الايراني. واضاف ان القوات الامريكية والعراقية اعتقلت متشددين قالوا فيما بعد انهم تدربوا في ايران.

وقال "لهذا فالادلة واضحة تماما" ولا مجال للشك. وتساءل عن القرارات التي يعتزم الايرانيون اتخاذها بشأن علاقتهم المستقبلية مع العراق.

وقال المسؤولون العراقيون الذين انضموا العام الماضي الى واشنطن في الشكوى من الدعم الايراني للمتشددين ان التدخل الايراني في العراق يتراجع على ما يبدو.

وتنفي طهران على الدوام دعم متشددين في العراق. وقال امير ارشدي الملحق الاعلامي بالسفارة الايرانية في العراق لرويترز "نرفض هذه التصريحات التي ادلى بها السفير الامريكي. اذا كانت القوات الامريكية لديها ادلة فعليها ان تقدمها للحكومة العراقية وتترك الحكم للحكومة العراقية."واضاف "ايران لا تتدخل في شؤون العراق وهذا ما أكده المسؤولون العراقيون."

سفير ايران يعتبر اتهام بلاده بالتدخل في العراق "اهانة لاهله"

ورفض السفير الايراني لدى بغداد حسن كاظمي قمي الاتهامات التي يوجهها الاميركيون الى بلاده بانها تتدخل في الشؤون العراقية عبر انتخابات مجالس المحافظات موضحا ان هذا الامر يشكل "اهانة للعراقيين".

وقال كاظمي قمي لوكالة فرانس برس، "كلما يمر العراقيون بمرحلة حساسة في تاريخهم يخرج الاميركيون بادعاءات ومزاعم" ضد ايران.

وتابع "انها الانتخابات مرة اخرى ويريد الاميركيون خلق اجواء نفسية مشحونة لكي يجد المرشحون الذين يستطيعون خدمة العراقيين انفسهم في ظروف صعبة".وتابع ان "ادعاءاتهم اكبر اهانة للشعب العراقي وممثليه وللديمقراطية التي تدعيها الولايات المتحدة".

واعتبر كاظمي قمي الذي عين سفيرا في بغداد منذ ايار/مايو 2006 ان "هذه الادعاءات ليست جديدة ولن تكون الاخيرة".

لكن السفير الايراني يتوقع ان تسير الامور "عكس ما تسعى اليه الولايات المتحدة وسيصوت العراقيون للقوائم التي استهدفت من قبل من يتلقون الدعم الاميركي".

واشار تقرير فصلي حول العراق اعده البنتاغون في 14 كانون الثاني/يناير الحالي الى ان ايران ستسعى الى ممارسة نفوذ واسع في العراق من خلال دعم مجموعات مسلحة تعمل على زعزعة استقرار هذا البلد.

وذكر التقرير حول اوضاع العراق من ايلول/سبتمبر وحتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2008 ان "ايران لا تزال تمثل تهديدا قويا للاستقرار والاستقلال السياسي للعراق وسيادة اراضيه على المدى الطويل".

وتابع السفير "هذه المزاعم ليست جديدة ولن تكون الاخيرة". وقال "منذ بدء الادعاءات الاميركية قلنا لهم ان يقدموا الادلة ليس لنا انما للحكومة العراقية والرأي العام والاعلام. انهم يكررون مزاعمهم مئات المرات لكن دون اي ادلة".

وزير عراقي: التدخل الايراني في شؤون البلاد ينحسر

من جهة اخرى قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان التدخل الايراني في شؤون العراق اصبح اقل وأقل "اثارة للقلاقل" مما كان عليه في السابق وذلك بعد ايام من صدور تقرير لوزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يقول ان ايران لا تزال تمثل تهديدا لاستقرار العراق.

وقال زيباري ان التدخل في شؤون العراق من قبل جارته ايران التي تتهمها واشنطن منذ فترة طويلة بتمويل وتسليح وتدريب ميليشيات شيعية مناهضة للولايات المتحدة تراجع مع تحسن اداء اجهزة الامن العراقية.

وقال زيباري على هامش اجتماع لوزراء الخارجية العرب في الكويت ان التدخل الايراني في شؤون العراق تراجع بوجه عام واصبح اقل اثارة للقلاقل. واضاف انه لم يتوقف بل اصبح اقل مما كان عليه.

وكان زيباري يعلق على تقرير اصدره البنتاجون جاء فيه ان " السلوك الايراني ما زال يعكس رغبة اساسية في مقاومة تطوير العراق ليصبح امنا ومستقرا بشكل كامل."بحسب رويترز.

خامنئي للمالكي: الإرهاب في العراق سببه المحتل

من جهته قال مرشد الثورة الإيرانية علي خامنئي لدى استقباله رئيس الوزراء نوري المالكي، إن المشاكل الراهنة في العراق بما فيها الإرهاب، سببها المحتل، حسبما ذكرته وكالة أنباء فارس.

ونقلت الوكالة عن الموقع الرسمي لمكتب خامنئي قوله إن الأخير “اكد، خلال استقباله رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، على أن الشعب العراقي لن يهنأ في حياة سعيدة وعيش رغيد مادام المحتل الامريكي جاثماً على أرضه”، وتابع أن “الوجود العسكري الامريكي و البريطاني هو السبب وراء المشاكل الراهنة في العراق بما فيها الارهاب”.

وأوضح خامنئي، وفقا للوكالة أن “الصمود الواعي و الذكي هو السبيل الوحيد لمواجهة المؤامرات و المخططات الامريكية والبريطانية المعقدة”.

وذكرت الوكالة ان خامنئي قال للمالكي في طهران ان "احد الاهداف الرئيسية للولايات المتحدة هو ايجاد قاعدة لوجود بعيد المدى والسيطرة على المنطقة".

وشكك خامنئي في امكان تطبيق الاتفاق الامني العراقي الامريكي مؤكدا للمسؤول العراقي ان "الاميركيين لا يقيمون صداقة فعلية مع حلفائهم القريبين في المنطقة ولا يمكن تاليا تصديق وعودهم".

وابلغ خامنئي المالكي ان "وجود القوات الاميركية والبريطانية في العراق هو السبب الرئيسي للارهاب والخلافات الداخلية" وفق الوكالة الايرانية.

وحض المرشد الاعلى رئيس الوزراء العراقي على الصمود في وجه الاستهداف الاميركي مضيفا "ينبغي الاثبات للشعب العراقي ان الحكومة لن تتراجع (...) في مواجهة ترهيب العدو وتهديداته".

إعلاميون إيرانيون يدعون المالكي للإفراج عن منتظر الزيدي

وطالب اعلاميون إيرانيون رئيس الوزراء نوري المالكي بالإفراج عن الصحفي منتظر الزيدي، حسبما تناقلته وكالة أنباء فارس الإيرانية.

وقالت الوكالة إن عددا من الإعلاميين الإيرانيين وجهوا رسالة إلى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي زار ايران مؤخرا، طالبوا خلالها الإفراج عن منتظر الزيدي الذين وصفوه بـ “الغيور” وبطل “انتفاضة الحذاء”.

وكان مراسل قناة البغدادية منتظر الزيدي رشق بوش بفردتي حذائه اثناء المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في المنطقة الخضراء ببغداد مع رئيس الوزراء نوري المالكي في الشهر الماضي (14 / 12)، في حادثة هي الأولى من نوعها.

طهران يمكن أن تسهم بإعمار العراق وتنمية اقتصاده

وتوقع عضو اللجنة المالية في البرلمان سامي الأتروشي، أن يكون لإيران إسهامها الجيد في إعادة اعمار العراق والاستثمار فيه خلال المرحلة المقبلة.

وقال النائب الأتروشي من الاتحاد الإسلامي الكردستاني لوكالة أصوات العراق، إن إيران “تستطيع أن تلعب دورا بارزا في تنمية الاقتصاد العراقي وإعادة الاعمار”، مشيرا إلى أن ذلك قد يكون “إحدى ثمار زيارة المالكي الأخيرة لطهران”.

يذكر أن رئيس الوزراء نوري المالكي قام بزيارة للعاصمة الإيرانية طهران مؤخرا، على رأس وفد ضم عدد من الوزراء في زيارة استغرقت يومين التقى خلالها بالرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد ونائبه برويز داوودي ومسؤولين آخرين وبحث معهم سبل دفع العلاقات الثنائية إلى الأمام وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.

وأضاف الاتروشي الذي تشغل كتلته خمسة مقاعد في البرلمان من أصل 275 مقعدا أن العلاقات بين العراق وإيران كما وصفها رئيس الوزراء المالكي “تسير بالاتجاه الصحيح وقد تسفر عن نتائج جيدة في المستقبل القريب لاسيما إذا ما نفذت مذكرات التفاهم التي وقعت بين الطرفين سواء المتعلقة بالجوانب الأمنية أو حل المشاكل السابقة، أو التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري”، مبينا أن “رفع حجم التعاون الاقتصادي الحالي البالغ أربعة مليارات دولار تقريبا إلى 10 مليارات في عام 2010 حسب ما أعلن عنه نائب الرئيس الإيراني، هو جزء من نتائج زيارة المالكي لإيران”.

وتابع “كما أن تشكيل لجنتين مشتركتين لتنمية العلاقات والتعاون بين البلدين سيخدم كثيرا جهود تفعيل دور إيران في إعادة اعمار العراق وتنميته بشكل عام”.

وأوضح أن هنالك “مجالا آخر مهما جدا سوف يدعم الاقتصاد العراقي الأحادي الجانب وقد يساعد في تنوعه وخاصة الإيرادات التي لم نستفد منها لحد الآن ومنها قطاع السياحة الدينية التي يمكن أن تدر على العراق بنفع كبير سواء بالعملة الأجنبية أم لتنمية القطاعات الخدمية الداعمة لها”.

وأعرب الأتروشي عن توقه أن يكون “لإيران الدور الأبرز في قطاع السياحة الدينية”، منوها إلى أن دورها “لن يقتصر على إرسال الزوار بل وستصبح أيضا معبرا للقادمين من دول جنوب شرق آسيا على العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 12/شباط/2009 - 16/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م