اسرائيل بعد الحرب: تزايد في عداء السامية وثور إسرائيل يركب موجة الغضب

فوز (اسرائيل بيتنا) في الانتخابات يمهِّد لحرب جديدة في المنطقة

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: بينما اقترح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وهو يلقي خطابا انتخابيا استعدادا لانتخابات العاشر من شباط الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عن طريق حفر نفق تحت اراضي اسرائيل. ازدادت المؤشرات التي تفيد بأن الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة في الاونة الاخيرة اثارت اسوأ موجة من معاداة السامية منذ عشرات السنين.

وفي مواجهة هذه الموجة يركب (ليبرمان) المرشح عن حزب (اسرائيل بيتنا) اليميني المتطرف وهو الشخص الملقّب بالثور الهائج موجة بشعة من الغضب والحقد الذي يختزنه الكثير من اليهود في إسرائيل ضد الأقلية العربية المتواجدة ضمن خارطة اسرائيل وخصوصاً سكنة القدس.. فضلا عن مخاطر تحشيد هذا الحزب لحرب جديدة على محور حماس او حزب الله اذا ماتم له فوز كبير في الانتخابات المرتقبة حيث ان القضاء على حماس وحزب الله هو الشعار الانتخابي الاساسي الذي يرفعه هذا الحزب...

وفي تأكيد لموجة العداء ضد السامية كرد فعل للهجمات الاسرائيلية على غزة، قال رئيس رابطة مناهضة تشويه السمعةِ ان الحرب التي شنتها اسرائيل على غزة في الاونة الاخيرة اثارت اسوأ موجة من معاداة السامية منذ عشرات السنين.

وقال ابراهام فوكسمان لزعماء الجالية اليهودية في كلمة في منتجع بالم بيتش بجنوب فلوريدا ان" هذه هي الاسوأ والاكثر حدة والاكثر عالمية التي تعيها ذاكرتنا. والجهد اللازم لجعل الناس الطيبين يتصدون لها غير سهل."

واضاف ان الهجوم العسكري الاسرائيلي ضد (حماس) في قطاع غزة والذي بدأ في اواخر ديسمبر كانون الاول قوبل بكراهية وهجمات ضد اليهود "من النمسا الى زيمبابوي."واردف قائلا ان معظم الحكومات لم تفعل شيئا يذكر لوقف" وباء مناهضة السامية."

وقالت رابطة مكافحة تشويه السمعة ان الهجمات المناهضة لليهود في الاونة الاخيرة التي اثارها هجوم غزة تراوحت بين اطلاق نار على اسرائيليين اثنين من قبل رجل من اصل فلسطيني في الدنمرك وهجمات على معابد في فنزويلا واليونان وشيكاجو ومناطق اخرى. بحسب رويترز.

وفي تركيا فر افراد فريق كرة سلة اسرائيلي من الملعب بعد ان هاجمهم حشد من الناس واصفا اياهم بأنهم "قتلة". وفي تولوز بفرنسا تضمن هجوم على معبد في الشهر الماضي سيارتين معبأتين بقنابل حارقة.

وقال فوكسمان انه تمت مساواة نجمة داود بالصليب المعقوف النازي في احتجاجات وقعت في شتى انحاء العالم كما تعرض الزعماء اليهود لتهديدات. وظهرت نداءات ايضا لمقاطعة المصالح التجارية اليهودية في جنوب افريقيا وايطاليا وتركيا وفرنسا.

واضاف فوكسمان الذي تعد رابطته من المنظمات البارزة في العالم لمكافحة الجريمة ضد اليهود "من الضروري ان نصر على ان يقف العالم المتحضر ويقول لا في كل بلد على حدة على الصعيد الدولي لادانة هذا العنف الوحشي الشائن."

وزير الدفاع الاسرائيلي يقترح شق نفق بين غزة والضفة الغربية

اقترح وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك وهو يلقي خطابا انتخابيا استعدادا لانتخابات العاشر من فبراير شباط يوم الاثنين الربط بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة عن طريق حفر نفق تحت اراضي اسرائيل.

واثيرت فكرة الربط بين هاتين المنطقتين من الاراضي الفلسطينية في الماضي لكنها انهارت مع محادثات السلام التي رعتها الولايات المتحدة والتي شابتها النزاعات بشأن العنف والمستوطنات الاسرائيلية.

وعزز الهجوم الاسرائيلي الذي استمر 22 يوما ضد غزة في الشهر الماضي من شعبية باراك الذي يخوض السباق من اجل منصب رئاسة الوزارة كزعيم لحزب العمل اليساري. لكن استطلاعات الرأي توضح ان المرشح اليميني بنيامين نتنياهو يتقدم السباق حتى بالنسبة الى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني التي تمثل الوسط.

وفي خطاب ألقاه امام الطلبة في جنوب اسرائيل قال باراك انه سيضغط من اجل الحل القائم على دولتين للنزاع الاسرائيلي مع الفلسطينيين اذا اختير رئيسا للوزراء. بحسب رويترز.

وردا على سؤال بشأن كيف يمكن ان يكون قطاع غزة الساحلي الذي يقطنه 1.5 مليون نسمة والذي تفصله اراضي اسرائيل عن الضفة الغربية جزءا من دولة فلسطينية قال باراك انه يمكن ربط الجزئين بنفق تحت الارض.

قال باراك "الطريقة المثلى هي شق نفق يكون خاضعا للسيادة الاسرائيلية ويستخدمه الفلسطينيون بحرية مطلقة دون عوائق."

واشار الى ان أحد المسارات القصيرة سيكون طوله حوالي 48 كيلومترا ويمتد من بلدة بيت حانون في قطاع غزة الى بلدة دورا قرب مدينة الخليل في الضفة الغربية.

ليبرمان (ثور إسرائيل الهائج) يركب موجة الغضب بالانتخابات

وتؤكد استطلاعات الرأي التي تسبق الانتخابات البرلمانية في إسرائيل أن المعارك الأخيرة التي خاضتها البلاد بمواجهة "حماس" منحت بعض الأحزاب اليمينية المتشددة، وعلى رأسها حزب "إسرائيل بيتنا"، وزعيمه، أفيغدور ليبرمان، موقعاً متقدماً لدى الناخبين.

وقال يوسي كلين هالفي، الباحث لدى معهد أديلسون للدراسات الإستراتيجية إن ليبرمان، الذي يوصف بأنه "الثور الهائج" في الحياة السياسية الإسرائيلية: "يركب موجة بشعة من الغضب الذي يختزنه الكثير من اليهود في إسرائيل ضد الأقلية العربية."بحسب سي ان ان.

وتشير إحصائيات حديثة إلى أن ليبرمان، الذي عمل في السابق حارساً بأحد الملاهي الليلية، يتجه نحو إضافة ستة مقاعد إلى كتلته في انتخابات العاشر من الشهر الجاري، ما قد يرفع حجم الكتلة إلى 17 مقعداً، ليصبح الحزب بذلك ثالث أكبر الأحزاب، متقدماً على "العمل" بقيادة أيهود باراك.

وعلى خلفية هذه التوقعات، شهدت الصحف الإسرائيلية الكثير من المقالات التحليلية التي حاولت فهم ما يجري، فقال أريك بن زيفي، في صحيفة "نيوريبليك": "إذا تمكن حزب محسوب على قوى أقصى اليمين من تجاوز حزب العمل في الانتخابات المقبلة فسيكون ذلك أمراً غير مسبوق في تاريخ البلاد."

وأضاف بن زيفي إن سقوط العمل، وهو الحزب المؤسس لدولة إسرائيل، والذي خرجت من صفوفه أغلب القيادات التاريخية، مثل بن غوريون وغولدا مائير وإسحاق رابين، أمام "إسرائيل بيتنا" سيكون "تحولاً تاريخياً."

أما أتيلا سومفالفي، المحللة السياسية لموقع Ynetnews.com السياسي، فقالت إن ليبرمان بات قائدا: "لكل الذين فقدوا الأمل في إمكانية تحقيق السلام والدخول في مفاوضات مع العرب."

وتابعت بالقول: "لقد أعادت الحرب على غزة بعض الشعور بالأمن وخففت الاحتقان، لكن الناس تشعر أن ليبرمان هو الذي يعرف ما يتوجب عمله لوقف سقوط الصواريخ بشكل نهائي."

ويقول مؤيدو ليبرمان إنه قدم الحل للأزمة في إسرائيل من خلال مشروع "لا جنسية دون ولاء،" غير أن هذا الشعار يثير الكثير من التحفظات حيال وضع العرب الذين يشكلون 20 في المائة من سكان البلاد.

ويطرح ليبرمان أيضاً ضم المناطق العربية المحاذية للضفة إلى السلطة الفلسطينية، ما قد يهدد أعداداً كبيرة من "عرب 48" بفقدان هوياتهم الإسرائيلية.

نتانياهو: يجب ان نتخلص من تهديد حزب الله وحماس

واعلن زعيم اليمين الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه في انتخابات العاشر من شباط/فبراير "يجب ان ننجز العمل ونزيل الخطر" الذي تمثله كما قال حركة حماس في قطاع غزة وحزب الله في لبنان.

وكان زعيم حزب الليكود يتحدث امام حوالى الفي ناشط اجتمعوا في مركز المحاضرات في القدس لافتتاح الحملة الانتخابية تحت شعار "الهدف: امن اسرائيل".

واضاف "على الصعيد الامني المهمة الاولى هي منع ايران من حيازة القنبلة النووية (...) الوقت يمر وهذه المهمة تزداد الحاحا. كل سياستنا ستخصص لمنع هذا التطور الخطير".

واوضح "سوف نواجه ايضا تشعبات الارهاب الايراني حزب الله في الشمال وحماس في الجنوب. اريد ان تكون الامور واضحة: على المدى البعيد لا يمكننا ان نقبل بقواعد ارهابية ايرانية في ضواحي عسقلان واشدود وتل ابيب" في اشارة الى المدن الاسرائيلية الثلاث على شاطىء المتوسط. واكد في ظل تصفيق الحضور "عاجلا ام آجلا يجب ان ننهي العمل وان نتخلص من هذا التهديد وهذا ما سنقوم به". بحسب فرانس برس.

واخذ نتانياهو مرات عدة على الحكومة الاسرائيلية وقفها باكرا الهجوم الذي شنته نهاية كانون الاول/ديسمبر على قطاع غزة والذي اوقع اكثر من 1330 قتيلا حسب المصادر الطبية الفلسطينية في القطاع الذي تسيطر عليه حركة حماس الاسلامية.

وقال ايضا "الذي سيهاجمنا سيواجه بقبضة من حديد". ودعا بهذا الخصوص رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت الى "الضرب بقبضة من حديد على الاثر" بعد مقتل جندي اسرائيلي صباح الثلاثاء بانفجار عبوة ناسفة على حدود قطاع غزة.

ووعد رئيس الحكومة السابق (1996-1999) ب"مد اليد الى السلام" والبدء "بعملية مع الفلسطينيين تتضمن مفاوضات سياسية مع السلطة الفلسطينية وتطوير الاقتصاد واقامة تعاون مع الاردن ومصر".

الاحزاب السياسية الاسرائيلية

وعاد الزعماء السياسيون الاسرائيليون الى حملاتهم الانتخابية تمهيدا للانتخابات التي ستجرى في العاشر من فبراير شباط الحالي عقب انتهاء الحملة العسكرية على غزة وتظهر استطلاعات الرأي أن حزب ليكود اليميني الذي يقوده بنيامين نتنياهو ما زال في المقدمة.

وتتوزع مقاعد البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) بنسبة التمثيل النسبي على قائمة من الاحزاب الوطنية وهو ما قد يضمن حصول الحزب الواحد على مقاعد بمجرد تجاوزه عتبة الحد الادنى وهي اثنان في المئة من اجمالي عدد الاصوات على المستوى الوطني. وفيما يلي الاحزب الرئيسية التي تتنافس في الانتخابات البرلمانية الشهر المقبل.. بحسب رويترز.

- كديما.. أسسه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون عام 2005 إذ قاد عددا كبيرا من أعضاء حزب ليكود للتحالف مع المتمردين على حزب العمل من أجل ترويج خطة أمنية للانسحاب من غزة. وحينما دخل شارون في غيبوبة قاد رئيس الوزراء الحالي ايهود أولمرت كديما للفوز والحصول على 29 مقعدا في انتخابات عام 2006 ولكنه فقد التأييد في ذلك العام بسبب حرب لبنان. وأدت فضيحة فساد الى استقالة أولمرت في سبتمبر أيلول. وحلت محله في قيادة كديما وزيرة الخارجية تسيبي ليفني ولكنه ظل رئيسا للوزراء من أجل تسيير الاعمال بعدما أخفقت في تشكيل ائتلاف حاكم جديد.

- ليكود.. بعدما انشق عنه شارون تراجع تأييد حزب ليكود الى 12 مقعدا في عام 2006. وزعيمه هو بنيامين نتنياهو الذي شغل منصب وزير المالية ورئيسا للوزراء في العقد المنصرم. وينسب نتنياهو الفضل الى نفسه في الازدهار الاقتصادي القائم على التكنولوجيا المتقدمة عقب تخفيفه قبضة الدولة على الاقتصاد. ويقول نتنياهو انه سيواصل محادثات السلام التي بدأها أولمرت مع الفلسطينيين ولكنه سيركز على دعم الاقتصاد أكثر من قضايا الدولة. وتعهد أيضا بعدم بناء مستوطنات يهودية جديدة ولكن قال انه سيوسع المستوطنات القائمة.

- العمل.. حكم الحزب اسرائيل لنصف عمرها البالغ 60 عاما. وقاد زعماء له مثل دافيد بن جوريون وجولدا مئير توسع اسرائيل. ثم أبرم اتفاق الارض مقابل السلام مع الفلسطينيين في تسعينيات القرن الماضي في ظل قيادة أسحق رابين وشمعون بيريس. وفي ظل قيادة وزير الدفاع ايهود باراك الذي كان رئيسا للوزراء في السابق تلقى الحزب اليساري الوسطي دفعة في شعبيته في استطلاعات الرأي بسبب طريقة ادارته للحملة العسكرية في غزة. ولكن العمل ما زال متأخرا عن حزبي ليكود وكديما في استطلاعات الرأي.

- شاس.. أيا كان الشخص الذي سيقود حكومة اسرائيل فان من المرجح أن يضم حزب اتحاد الشرقيين المحافظين على التوراة (شاس) للحكومة. وكان شاس عضوا في الحكومات المتعاقبة وهو حزب قومي متشدد يستند في قاعدة تأييده الى اليهود المتدينين المنتمين للشرق الاوسط. وهي فئة تزداد حجما ويقودها الحاخام عوفاديا يوسف (88 عاما) المولود في العراق.

- اسرائيل بيتنا.. شكلت اللكنة الروسية في اللغة العبرية عند أفيجدور ليبرمان موسيقى لجزء كبير من مليون اسرائيلي جاءوا من الاتحاد السوفيتي السابق منذ الثمانينات. ويشغل الحزب في الوقت الراهن 11 من مقاعد الكنيست. وأنشأ ليبرمان الذي كان مساعدا لنتنياهو هذا الحزب في عام 1999. ويقول انه تنبغي "مقايضة" العرب الموجودين في اسرائيل وعددهم 1.5 مليون بالمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.

- أحزاب اخرى.. تحتل أحزاب صغيرة نحو ثلث مقاعد البرلمان. فحزب ميرتس يشغل خمسة مقاعد وهو حزب يساري لا ينتمي للائتلاف الحاكم حاليا. وهناك أحزاب الجبهة الديمقراطية للمساواة (حداش) والقائمة العربية الموحدة والحزب القومي العربي (بلد) التي تمثل المواطنين العرب في اسرائيل. ولهذه الاحزاب معا عشرة مقاعد. ويؤيد حزب ميرتس تقديم تنازلات من أجل السلام. ومنع حزبا بلد والقائمة العربية الموحدة في وقت سابق هذا الشهر من خوض الانتخابات بسبب شكاوى بشأن عدم تأييدهم للدولة اليهودية ولكن محكمة نقضت ذلك القرار. ويمثل حزب التوراة اليهودي المتحد الذي يحتل ستة مقاعد في الكنيست اليهود المتشددين من أصول أوروبية. ويطالب الحزب القومي الديني الذي يحتل تسعة مقاعد وهو حزب متشدد بوقف محادثات السلام. وأخيرا هناك حزب جيل (حزب المتقاعدين والمسنين) الذي له سبعة مقاعد في الكنيست.

شبكة النبأ المعلوماتية- االثلاثاء 10/شباط/2009 - 14/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م