شرود الذهن: أسباب ومعالجات

عبد الكريم العامري

شبكة النبأ: بعض الأحيان يكون الشخص شارد الذهن جدا لدرجة انه يضرب بالحائط او ينسى اسم صديق بعد دقائق او ينسى بيته والأشد من ذلك كله ينسى اسمه.

الذاكرة هي عملية منظمة ومعقدة بشكل كبير.عندما نعلن أنه لا مجال لوجود أي مرض او لا توازن كيميائي يمكن ان يسبب زلات ذاكرة حادة ،فإننا نستنتج مايلي:أن عدم القدرة على التذكر ربما يكون دالا على عقل فوضوي.فإذا كنت مشغولا بشيء معين أو إذا كان عقلك مليء بأفكارعشوائية وهموم،إذن فعقلك في الحقيقة غائب أو شارد وجب إلقاء القبض عليه من قبلك.

ان شرود العقل هو غالبا سلسلة ردود أفعال تنشأها بنفسك. عندما تعتبر نفسك شارد الذهن، فأنت تدرب نفسك على تطوير هذه الصفة. عندما تجد مشكلة في تذكر شيء ما ،فإن أول أفكارك تكون (آه) أنا كثير النسيان،أنا كذلك طوال الوقت .هذه الفكرة بالذات تنافس في الحصول على موقع مع ما كنت تحاول أن تفكر به في الأصل ،حتى قبل ان تبدأ بمحاولة تذكر شيء ما.إذا كنت تضمر في ذهنك أنه سيكون صعبا ،فستحصل بالضبط على ما تتوقع ،وسيصبح ذلك نبوءة تحقق ذاتها.

هذه العملية هي ذات أهمية خاصة ،لأنك عندما تتعامل مع أفكارك ،فإن التوقع هو كل شيء لأن جميع التأثيرات هي داخلية .إذا لم تعتقد بأنك ستكون جيدا في مقابلة للحصول على عمل مثلا ،بالرغم من ان تفكيرك سيشجع توقعاتك لتظهر وكأنها حقيقتك،فما يزال يوجد عوامل خارجية عند التعامل مع الذاكرة ،فإنك تتعامل مع الأفكار فقط .إيحاؤك لنفسك انك لا تستطيع التذكرهو شيء ذو سلطة مطلقة في توجيه توقعاتك لتصبح حقيقة. حاول ان:

1ـ ابعث الى ذهنك رسالة بأنك ستتذكر ما تريد بسهولة وادعمها .

دع عامل النبوءة التي تحقق نفسها يعمل لصالحك عن طريق وضع توقعات إيجابية بأن ذاكرتك ستنجح .ثم ادعم تلك التوقعات بإيجاد منبه ذاكرة مباشرة او أداة أخرى.

في هذا الزمن المشوش والمحموم ،نكون مرهقين بالمهام والمواعيد النهائية بحيث اعتدنا ان نؤجل قدر استطاعتنا .بدلا من فتح الرسالة بكل بساطة مثلا ،وقراءتها ،واتخاذ الإجراء اللازم بشأنها أيا كان ثم رمي الرسالة ،هذا هو ما ينصح به أخصائي التخلص من الفوضى .99% منا يقرأ الرسالة ويقلق بشأن ما عساه ان يفعل ،ويدون ملاحظة لكي يعالج موضوعها في الأسبوع التالي ،يضيفها الى كومة متزايدة في صندوق الوارد ،حيث من الممكن ان لا ينظر إليها مرة ثانية .انه نفس نموذج التصرفات اليومية في المنزل،حيث تفكر بسطحية ،علي ان ابحث عن المفتاح ،لكن لا تدعم الفكرة بأي فعل إيجابي وبالتالي تنسى الأمر .إننا لا نتخذ إجراء عندما يتطلب الأمر ذلك ،هذا يرسل الى الدماغ رسالة إنذار كاذب . بعد سنوات كافية على هذا الحال ،يتعلم الدماغ أن يعتبر كثيرا من الأمور كإنذارات كاذبة ،بالرغم من حسن نيتك .

اعد تدريب دماغك مباشرة .اشتري دفتر ملاحظات او جهاز تسجيل استخدمه كورقة مذكرة سمعية مثل الباعة الذين يروجون لبضائعهم بالسماعات الصغيرة هذه الأيام  .التقط جميع الأفكار الهامة وبنود الأعمال التي تمر في ذهنك خلال اليوم ،لكن لا تدع تلك المذكرات تتراكم على الشريط :استمع إليها الى ان تقوم بتنفيذها .علم عقلك بأنك من ألآن فصاعدا ستتابع الرسائل الهامة التي يرسلها .

2ـ اجعل الاسترخاء فنا

يحتاج العقل المشوش والمضطرب للتفريغ أحيانا .الطريقة الأخرى لتجعل عامل النبوءة التي تحقق نفسها يعمل لصالحك هي ان تتعلم كيف تسكت ذهنك فورا . تخلى عن التوقعات السلبية، دع السلام والرزانة تأخذان مكانهما .يعمل العقل البشري بشكل أفضل عندما يكون صافيا وهادئا، لذا فإن أي اساليب يمكنك ان تتعلمها لتعزيز هذه القدرة ستفعل العجائب في إكسابك حضور الذهن.

في الواقع إنه أمر يدعو للسخرية ،لكن فقط عن طريق تنمية غياب الذهن بمعنى: الصفاء وغياب الثرثرة السلبية، كذلك يمكنك حقيقة التخلص من شرود الذهن بمعنى: الارتباك والتشويش.الاسترخاء يعني أشياء كثيرة مختلفة بالنسبة لأناس مختلفين، لذا تدرب على الأشياء التي تستهويك ،مثل التأمل والخيال الموجه واليوغا والركض لمسافات طويلة، او مايشابهها من التدريبات الذهنية والبد نية. كذلك حاول ان تحقق المزيد من التوازن في حياتك عن طريق اخذ الاجازات التي تحتاجها. ضع خطة عزلة ،عد الى المدرسة غير الطريق الذي تسلكه...الخ :أي شيء تخلقه من جديد.

شبكة النبأ المعلوماتية- االسبت 7/شباط/2009 - 11/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م