على أي الصناديق وقع اختيارنا؟

حميد لفته

مر يوم 31/1/2009 كما أسموه عرس الديمقراطية بسلام في (18-4) محافظات عراقية!!! بسلام على الرغم من إن ستة رؤوس قد قطفت من مجموع الرؤوس (14000 رأس-6) الذي كانت متطلعة لتبوء اماكنها في مقاعد مجالس المحافظات العراقية؟،بالإضافة إلى عدة قنابل صوتية استقبلت بها زفة العروس في تكريت،هذه العروس((الديمقراطية)) التي أهدانا إياها العم بوش بعد أن كان يحتجزها في زنازينه صنيعته المدلل دكتاتورنا الموؤد.

هذه العروس التي ضاقت شوارع وجدران مدننا وساحاتنا بصور المعجبين الباسمة ووعودهم الوردية ومؤهلاتهم الخارقة ليضعوها بخدمة هذه العروس الفاتنة التي أغدقت بعطاياها السخية على من سبقهم فملأت جيوبهم بالمال وامتلأت ضياعهم بالخدم والحشم فأصبحت وجوههم ناظرة وقصورهم عامرة،هذه القصور التي أخفتهم وراء جدرانها الحصينة عن عيون ووجوه أحبائهم الناخبين النائحين التي بحت أصواتهم وهو يحاولون أن يذكروا من انتخبوهم بما كانوا يوعدون ولكن دون جدوى!!!

توجهت كل عيون المرشحين الجدد نحو الأصابع البنفسجية التي ستبصم العقد الجديد مع المرشحين الجدد، أعلن أل(14 الف-6..) مرشح بان كل نهم خاتم في هذا الأصبع البنفسجي يأمره فيطيع منفذا كل أمانيه وتطلعاته وطموحاته على صيغة (شبيك لبيك أنا عبدك بين أيديك)!!!

هذا الإصبع الذي لم يحظى بأي اهتمام وهو يؤشر على ابسط حقوقه وتطلعاته في ارض السواد والذهب الأسود!!!

هذا الأصبع الذي لم يحظى بأدنى اهتمام وهو يؤشر على المرتشين والقتلة والانتهازيين والعاجزين والكسالى..و..و..و!!!

هذا الأصبع الذي اصبح اصفرا شاحبا نتيجة الجوع والبطالة والمرض.

هذا الأصبع الذي أصبح لا تراه حتى عيني صاحبه لأنه غارق في دياجير الظلمة والظلام!!!

هذا الأصبع الذي يرتجف من البرد لأنه يفترش الأرض ويلتحف السماء لعدم حصوله على مسكن يؤبه!!!

ونحن بدورنا نسال هل إن هذا الأصبع عثر على من يستطيع إن يفي بعهده ووعده ويكون أهلا للثقة ساعيا لانتشال الإنسان والوطن من حالة التردي التي تهمين عليه في مختلف مفاصل الحياة؟؟؟

إن حالنا الآن تذكرنا بحال أهل مدينة حلب في زمان الحكم العثماني مع ولاتهم وباشاواتهم آنذاك حيث يصف لنا الكاتب عبد الله حنا هذا لحال في حادثة طريفة تقول((إن احد الباشوات بلغه ان اهل حلب يتآمرون عليه وسيكتبون إلى الباب العالي لما كان عليه من الطمع بالمال وظلمه الناس بالغرائم. فدعا الباشا بعض وجهائهم وأدخلهم في غرفته الخاصة وفتح أمامهم صندوقا مملوءا ذهبا إلى نصفه وقال لهم،سوف لا ارحل من حلب إلا بعد أن يمتلئ الصندوق من ذهبكم، ولكن اعلموا أن من يأتي بعدي من الباشوات سوف يأتيكم بصندوق فارغ. إن تعبئة نصف صندوق أهون من تعبئته كاملا. فبهتوا وخرجوا سالمين)).

وهنا نسال الاصبع البنفسجي هل بصم عقدا جديدا مع من يمتلك صندوق نصف مملوء بالذهب مما اكتنزه خلال السنوات الخمسة الماضية ،أم وقع عقدا مع حامل الصندوق الفارغ والذي يسعى جاهدا من اجل إن يملاه ذهبا كحال زميله السابق، أم انه وعى حقيقة تقول :-

إذا كانت الصناديق المصنعة من قبل آل عثمان قابلة للامتلاء، فان الصناديق المصنعة من قبل الأمريكان لا يمكن أن تمتلئ مهما طال الزمان وان ابتلعت كل خزائن وثروات الأرض.

وهنا وجب على الأصبع البنفسجي أن يختار صندوقا من قبل ((اسطه)) عراقي ماهر ومصنوعا من معدن عراقي خالص، مفاتيحه في جيوب أبناءه المخلصين اللذين سيعيدون بقوة محتوياته الحياة لمعاملهم ومصانعهم،والخضرة لحقولهم ومزارعهم،والنظارة لمدنهم وشوارعهم ،والنور بيوتهم ،والسمة لشفاه أطفالهم ،والكرامة والراحة لشيوخهم.

صندوقا عراقيا تكون أقفاله عصية على الطامعين والفاسدين والمرتشين والمختلسين والمبذرين.

نأمل أن تكون الأصابع الموقعة والأصابع الممتنعة عن التوقيع قد بدأت تشير إلى العراقي القوي الحر الأمين حامل الصندوق العراقي الأصيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء 4/شباط/2009 - 8/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م