غزة بعد الحرب.. تحصي الكلفة وتلقي الملامة

الذخائر غير المنفجرة تهديد جدّي مستمر

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: من الصعب تصديق أن البحر الذي تتكسر أمواجه على شاطيء قطاع غزة المُدمَّر هو نفسه البحر المتوسط الذي تمخر اليخوت الاوربية الفاخرة عبابه ويسبح المصطافون في مياهه. فبالنسبة للمليون ونصف المليون فلسطيني المحاصرين في غزة يشبه البحر الواقع غربي القطاع حائطاً رابعاً لسجن متداع يحده من الشمال والشرق والجنوب حصار تقوده اسرائيل، والآن دمرت مناطق مهمة منه بعد حملة عسكرية اسرائيلية دامت ثلاثة أسابيع.

ومن جهة اخرى يلقي الحصار الاسرائيلي المستمر على غزة بظلاله الثقيلة من خلال عدم امكانية وصول مواد البناء لإعادة الإعمار والمواد الانسانية المتصلة بجهود الإغاثة الدولية لآلاف الفلسطينيين الذين يعيشون الان دون مأوى ولا مصدر معيشة آمن..

يقول عبد القادر اشتيوي الكرد الذي فر الى غزة خلال حرب عام 1948 وشهد حربي عام 1967 و1973 "الوضع كما هو منذ 60 عاما."وقد فر من بئر طيما وهي قرية فلسطينية تقع الآن في اسرائيل التي أنشئت في نفس العام الذي أصبح فيه لاجئا.

وأضاف اشتيوي (74 عاما) "كنت في الرابعة عشرة من عمري. أذكر الجنود البريطانيين جيدا. كانوا يعطوننا السجائر."

وأضاف اشتيوي مبتسما وهو يشير باحدى يديه الى مركز توزيع الطعام المُزدحم في دير البلح "لو كانوا بقوا لما جاء الاسرائيليون ولما اضطررنا للعيش على هذا النحو."

وكان المركز مكتظا للغاية حيث قامت الامم المتحدة بتوزيع الإمدادات ربع السنوية من الدقيق والسكر وزيت الطعام والحليب المجفف على بعض من زهاء 750 الف لاجيء فلسطيني يعتمدون على المساعدات الغذائية.

وبدا كما لو كانت كل العربات التي تجرها الخيول أو الحمير في وسط غزة قد تجمعت في الفناء أو عند البوابات. واصطف المئات للحصول على حصصهم. وجلس رجال طاعنون في السن يقدرون على الصبر القرفصاء على التراب يتجاذبون أطراف الحديث. وجلس النساء العجائز في مكان منفصل.

وحمل شبان لطخ الدقيق سروايل الجينز التي يرتدونها وستراتهم أجولة الدقيق الثقيلة الى العربات وكدسوا أكياس السكر المستورد من البرازيل وقنينات من زيت عباد الشمس الوارد من تركيا.

ودام احتلال اسرائيل لغزة 38 عاما حتى عام 2005 حين أجلت مستوطنيها البالغ عددهم ثمانية آلاف وقواتها وأعادت القطاع للفلسطينيين. بحسب رويترز.

وجاءت أحدث موجة من القتال في تاريخها الذي شهد كثيرا من أعمال العنف بعد أن سيطر على القطاع عام 2007 مقاتلو حركة المقاومة الاسلامية حماس الذين تعهدوا بسحق اسرائيل ومقاومتها بلا نهاية ورفع الحصار عن غزة. وأدت الصواريخ التي يطلقونها على البلدات الواقعة في جنوب اسرائيل وعلى الساحل من داخل غزة الى الهجوم الاسرائيلي الذي بدأ في 27 ديسمبر كانون الاول.

وخرجت بعض الاجزاء من وسط غزة مثل دير البلح وخان يونس في الجنوب دون أن تلحق بها أي أضرار. وكان الصبية يلعبون بالكرات الزجاجية يوم الاربعاء تحت أشجار الجكرندة وبدأت التجارة تعود الى طبيعتها.

لكن بلدات وقرى أخرى مثل السلاطين وجباليا وبيت لاهيا الى الشمال والشرق من مدينة غزة دمرت تماما من جراء القصف.

الحصار يعرقل جهود إعادة الإعمار

بعد أسابيع من القصف الاسرائيلي لقطاع غزة يخيم الدمار على شوارع بأكملها ويعيش الاف الفلسطينين بلا مأوى فيما تتكدس أموال المانحين الاجانب..

وبالنسبة لأنور الصحباني المقاول في قطاع غزة فان هذه هي فرصة العمر. وبرغم ذلك فانه يجلس في بيته يعتريه الغضب والحزن ليس فقط بفعل الاصابات التي ألمت به في اليوم الاول من الهجوم الاسرائيلي ولكن لشعوره بالاحباط من حرمانه من الامدادات الاساسية التي يحتاجها ليبدأ عمليات اعادة البناء.. فاسرئيل لن تسمح بادخال الاسمنت وحديد التسليح وغيرها من المواد التي تقول ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) قد تستخدمها في الحرب.

يقول الصحباني الذي توظف شركته ما يصل الى 100 حرفي وعامل حينما تعمل بكامل طاقتها "توقف القتال منذ ما يزيد على أسبوع لكن ما زال الناس ينامون في العراء."

كما ان رجاله مثله عاطلين عن العمل ويقول "كان يجب ان نبدأ اعادة الاعمار يوم انتهاء الحرب. لكن ليس لدينا امدادات. انا حزين وغاضب وألمي أكبر من الكلمات."بحسب رويترز.

وعلى طول ساحل القطاع الممتد بطول 45 كيلومترا على البحر الابيض المتوسط تقف مواقع بناء نصف مكتملة ووسط الحطام الذي خلفه العنف تبني عائلات مساكن ايواء مؤقتة من الخشب والبلاستيك لتحميها شر البرد.

وقال الصحباني عن الحصار الاسرائيلي المفروض منذ عام 2007 "لعامين الان ليس بمقدرونا البناء. الله أعلم ماذا سيحدث الان للناس الذين فقدوا منازلهم."

وعلى الجانب الاخر من المدينة يعاني نبيل الزعيم صاحب أكبر شركة لاستيراد الاسمنت في غزة من نفس الاوضاع. فهذه الايام فقط ليس لديه أسمنت.

وقال ذات صباح هاديء هذا الاسبوع في مكتبه الذي يطل على ميناء الصيد في غزة الذي أطبق عليه الحصار "نحتاج الاسمنت كي نعيد اعمار غزة بسبب الهجوم الاسرائيلي والدمار الشامل. لكن ليس لدينا أي مواد خام."

ولم يكن بمقدوره الا استيراد جزء يسير من احتياجاته منذ يونيو حزيران 2007 عندما فرضت حماس - التي فازت في الانتخابات البرلمانية عام 2006 - سيطرتها بالكامل على قطاع غزة وطردت القوات الموالية للرئيس محمود عباس المدعوم من الغرب.

ويقول بيتر ليرنر المسؤول في وزارة الدفاع عن التجارة مع غزة ان اسرائيل تساعد منظمات الاغاثة الدولية في جهودها لنقل الغذاء والامدادات الحيوية الاخرى لسكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون ومعظمهم لاجئون من عائلات فرت أو طردت عام 1948 من مناطق تقع الان ضمن اسرائيل.

ولكن حتى تقتنع اسرائيل ان حماس لن تستخدم الاسمنت لتعزيز قدراتها وان حديد التسليح لن يستخدم في تصنيع الصواريخ التي يطلقها النشطاء عبر الحدود على جنوب اسرائيل فان الحظر على مواد البناء سيستمر.

وقال ليرنر "نعمل مع المجتمع الدولي لتقييم الاحتياجات الاخرى غير المساعدات الانسانية مثل الخاصة بالبناء واعادة الاعمار."لكنه أضاف "لا نهتم حاليا باعادة بناء حماس ..مخابئهم. لا نهتم بامدادهم بأسياخ الصلب التي سيستخدمونها في صنع الصواريخ."

ووسط وقف اطلاق النار الهش الذي أعقب الهجوم الاسرائيلي الذي كان يستهدف وقف الهجمات الصاروخية الفلسطينية قال وزراء اسرائيليون هذا الاسبوع ان الامدادات لن تستأنف حتى تطلق حماس سراح الجندي الاسرائيلي جلعاد شليط المختطف في غزة منذ 2006 .

لكن جون جينج الذي يدير عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للامم المتحدة (أونروا) التي تقدم الاحتياجات الاساسية لغالبية سكان غزة قال ان ادخال مواد البناء الى القطاع يجب ان يحظي بالاولوية."هذه هي القضية رقم واحد يجب فتح المعابر الان لادخال كل شيء مطلوب لاعادة بناء غزة."

وقال الزعيم مستورد الاسمنت انه حتى لو رفع الحصار فان الامر سيستغرق سنوات لجلب كافة الاحتياجات "نحتاج حاليا 8000 طن شهريا. وحتى عند هذا المعدل سنحتاج الى ثلاث سنوات لاصلاح الاضرار."

وقال انه طوال العام الماضي دخل نحو 20 الف طن من الاسمنت كلها من المحاجر الاسرائيلية. وليس لدى غزة صناعة اسمنت. كما ان معبر رفح على الحدود مع مصر مغلق على نحو كبير بالتعاون مع اسرائيل ولا يمكن مرور كميات كبيرة من مواد البناء عبر انفاق التهريب التي تهرب عبرها الكثير من البضائع الى غزة.

ويقول البنك الدولي ان مشروعات قيمتها 240 مليون دولار توقفت بفعل الحصار وان 42 الف عامل فقدوا وظائفهم "كافة مشروعات الاعمار ...توقفت بسبب عدم توفر مواد البناء."

أكثر من 10% من جرحى غزة باتوا معوقين

وقال وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية ان عشرة في المئة من جرحى الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة باتوا معوقين.

وقال الوزير فتحي أبو مغلي خلال مؤتمر صحفي في رام الله "لدينا 5450 جريحا ستخلف ما لا يقل عن عشرة في المئة منها (جروحهم) اعاقات دائمة ستحتاج الى علاج واعادة تأهيل اضافة الى الآثار النفسية المترتبة على ذلك."وأضاف "تم تحويل 450 جريحا لتلقي العلاج في الخارج فيما تخطط الوزارة الى تحويل عدد أقل يصل الى 300 لتلقي العلاج في الدول العربية والاجنبية."

واوضح ابو مغلي ان وزارة الصحة تلقت طلبات من 50 دولة تريد استقبال جرحى الا انه قال ان الالوية لعلاج الجرحى في مستشفيات قطاع غزة. بحسب رويترز.

واشار الى أن الجرحى تم تحويلهم الى مستشفيات في مصر والأردن والسعودية وليبيا والمغرب وبلجيكا وقال "نحن نختار المكان الأنسب للجرحى حسب تخصصات الدولة."

وادت حرب غزة التي استمرت ثلاثة أسابيع الى سقوط ما يقرب من 1300 قتيل فلسطيني بينهم 700 طفل حسب الاحصائيات الفلسطينية اضافة الى مقتل ثلاثة عشر اسرائيليا منهم عشرة جنود بحسب الاحصائيات الاسرائيلية.

وترفض وزارة الصحة الفلسطينية تحويل أي من الجرحى في غزة الى المستشفيات الاسرائيلية وقال ابو مغلي "الجلاد يجلد ضحيته يقتل ضحيته ثم يحاول منحها بعض الحياة هذا موقف لا حياء فيه." 

واضاف "اقولها بكل صراحة اننا لن نقبل ولن نسمح لهذا المعتدي الغاشم ان يجمل صورته على حساب جرحنا وعلى حساب مرضانا ولن نسمح بتحويل اي جريح الى اسرائيل ولن نسمح بعلاج أي جريح فلسطيني بالمستشفيات الاسرائيلية."

واوضح ابو مغلي ان الوزارة تتعرض جراء هذا الموقف الى ضغوط عديدة من الاسرائيلين ومن مؤسسات دولية وقال "نقول اننا لن نحرم جرحانا ومرضانا من العلاج المميز والممتاز في اي مكان في العالم."

ماذا سيحدث في غزة؟

مر شهر منذ أن بدأت اسرائيل حملتها العسكرية في قطاع غزة في 27 ديسمبر كانون الاول بهدف وضع حد للهجمات الصاروخية التي تشنها حماس على اسرائيل. وأوقف الجانبان اطلاق النار في 18 يناير كانون الثاني. فالى أين آلت الامور الان..

- ما الذي تغير منذ شهر..

بعد مرور أيام ليست كثيرة ما زالت حماس تسيطر على غزة وما زالت اسرائيل تقيد وصول الامدادات الى القطاع من خلال المعابر التي تسيطر عليها ومن خلال معبر بين مصر وغزة. ولم تطلق حماس وحلفاؤها النار على اسرائيل منذ أسبوع على الرغم من أن الوضع كان مشابها لما هو عليه خلال وقف اطلاق النار الذي استمر ستة شهور وانتهى في 19 ديسمبر وسط اتهامات متبادلة بسوء النية. ويقول قادة اسرائيل ان حماس قد تم ردعها عن اطلاق الصواريخ وأن أنفاق التهريب تحت الحدود المصرية قد دمرت. وفي غزة فقد الاف الناس منازلهم. وأصيب 5000 شخص في الحرب الى جانب 1300 شخص قتلوا. وفقدت اسرائيل عشرة من جنودها وثلاثة مدنيين جراء اطلاق الصواريخ.

- الى جانب التغييرات الملموسة ماذا حدث أيضا..

من الصعب تحديد ذلك ولكن هناك مؤشرات عن تغير بعض المواقف. يبدو أن مزيدا من أهالي غزة يشككون في حكم حماس لغزة ولا سيما من حيث انتقاد الصواريخ التي استخدمتها اسرائيل ذريعة للهجوم. وربما تكون المواقف من اسرائيل قد تصلبت في غزة وفي الخارج بين الفلسطينيين والعرب وفي بعض أنحاء العالم بما في ذلك أوروبا الى حد ما. وتساور قادة حماس مخاوف من تحركات اسرائيلية أخرى. ولكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس الموجود في الضفة الغربية قد يكون تأثر هو الاخر حيث لم يكن الفلسطينيون معجبين بردود فعله. وربما أدى اختلاف الخبرات بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة الى اضعاف شعورهم بأنهم يناضلون سويا من أجل دولة واحدة تضم الضفة والقطاع.

- ماذا تريد اسرائيل الان..

الجانبان يتحدثان الى الوسطاء المصريين ساعين الى الوصول الى وقف لاطلاق النار قابل للاستمرار. وتريد حماس انهاء الحصار الذي تفرضه اسرائيل. ويريد القادة الاسرائيليون الذين تنتظرهم انتخابات في العاشر من فبراير شباط وقفا طويل الامد لاطلاق النار يستمر 18 شهرا على الاقل وأن تتوقف اعادة تسليح حماس. ومن أجل تحقيق ذلك فهم يؤيدون الجهود الدولية الرامية لاغلاق الحدود المصرية على الرغم من أنهم يقبلون من القاهرة رفضها وضع قوات دولية على أرضها. وتريد اسرائيل أيضا الابقاء على سيطرة تامة على ما يدخل ويخرج ومن يدخل ويخرج من قطاع غزة واليه ولمنع وصول أي بضائع أو أموال الى حماس. فمثلا تحرص اسرائيل على منع دخول الخرسانة والصلب لانها ترى أن حماس قد تستخدمها في أغراض عسكرية بما في ذلك صنع الصواريخ. وفي نهاية الامر ترى اسرائيل أنها تريد دولة فلسطينية صديقة في غزة والضفة الغربية.

- ماذا تريد حماس..

ترد حماس التي فازت في الانتخابات البرلمانية في الضفة الغربية وغزة عام 2006 أن تقوم في نهاية الامر دولة اسلامية في جميع أنحاء فلسطين قبل انشاء اسرائيل عام 1948. وتتحدث عن هدنة طويلة الامد ولكنها ترفض الشروط التي وضعتها القوى الغربية من أجل انهاء الحصار للقطاع لان جماعة "ارهابية" تديره. وهو ما يعني مطالبة حماس بنبذ العنف والاعتراف بحق اسرائيل في الوجود. ومنذ سيطرة حماس على غزة في عام 2007 بدت حماس مستعدة لتعزيز قبضتها على القطاع على حساب عباس الذي قوض تمثيل حماس في الضفة الغربية. ولكي يتسنى لحماس الاستمرار في حكم غزة فهي بحاجة الى التعامل مع العالم الخارجي على الاقل من خلال معبر رفح مع مصر.

- ما الذي تريده القوى الاخرى..

تنتاب مصر شكوك بشأن حماس بسبب علاقاتها بجماعة الاخوان المسلمين المصرية. ولكنها تريد أيضا الهدوء على حدود غزة لتجنب مزيد من الانتقادات العربية التي ترى أن مصر ممتنعة عن مساعدة 1.5 مليون شخص في غزة. كما أن هناك شكوكا في مصر بشأن تلقي حماس الدعم من ايران وتود أن يتوحد الفلسطينيون من أجل تحقيق هدف ابرام اتفاق مع اسرائيل لاقامة دولة.

ويتزعم الاتحاد الاوروبي وهو أكبر جهة مانحة للمعونات للفلسطينيين المطالبات بأن تخفف اسرائيل حصارها وتسمح بمرور مواد لغزة لا تقتصر على الغذاء والدواء بل على مواد أخرى من أجل اعادة الاعمار الاقتصادي. ويقول الاتحاد الاوروبي ان عباس هو زعيم الفلسطينيين وان حماس عليها أن تلقي أسلحتها وتتفاوض من أجل السلام.

- كيف ستنتهي هذه الامور..

من الصعب الاجابة على هذا السؤال. الناس في غزة واقعون تحت مطرقة حكام أقوياء لا يواجهون مقاومة محلية تذكر ولهم شعبية لا بأس بها وسندان معارضي حماس في اسرائيل وفي الضفة الغربية وفي الخارج.

ويريد معارضو حماس كسر قبضتها على غزة أو على الاقل اجبارها على الانضمام الى عملية سلام تقول حماس انها أخفقت في أن تأتي بثمار بعد مرور نحو 20 عاما على المحادثات.

الذخائر غير المنفجرة تهدد غزة

في 20 يناير/كانون الثاني، لقي طفلان فلسطينيان حتفهما بسبب ذخائر غير منفجرة في منطقة الشعف بالقرب من جباليا شرق مدينة غزة في حادثة ألقت الضوء على خطر جديد يهدد حياة المدنيين في القطاع.

وهذا ما أشار إليه تقييم اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي نشر يوم 21 يناير/كانون الثاني والذي جاء فيه: "لقد أصبح من الواضح أن الذخائر غير المنفجرة المنتشرة في المناطق المدنية تمثل خطراً جديداً كبيراً على حياة السكان".

وقال موظف اللجنة الدولية للصليب الأحمر عماد أبو حصيرة أن "أغلب الأطفال ظلوا داخل منازلهم خلال الأسابيع الثلاثة الماضية لأن الأعمال العدائية لم تنقطع أبداً. والآن توقف القتال وبدؤوا يخرجون إلى الشارع من جديد، ولكنهم يواجهون تهديداً بالموت أو التشويه بسبب مخلفات الحرب هذه".

وفي الوقت الذي دخل فيه وقف إطلاق النار في غزة يومه التاسع، ما تزال عمليات التقييم التي تقوم بها منظمات الإغاثة واللجنة الدولية للصليب الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مستمرة لتحديد مدى الضرر الذي أحدثه الهجوم الإسرائيلي على القطاع. "وحقيقة أن غزة هي إحدى أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم تجعل من مشكلة الذخائر غير المنفجرة أكثر خطورة"، حسب ما جاء على لسان أنطوان جراند، رئيس مكتب اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة.

شبكة النبأ المعلوماتية- االاربعاء 4/شباط/2009 - 8/صفر/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م