
شبكة النبأ: من المرجح ان يكون توجّه
الرئيس الامريكي الجديد باراك أوباما ازاء طهران حذرا قبل الانتخابات
الايرانية التي تجري في يونيو حزيران القادم رغم ما وعد به في خطاب
التنصيب بالتعامل مع كل من هو مستعد لإرخاء قبضته، فإدارة أوباما
السياسية الجديدة تدرس الان خريطة التحرّك ازاء ايران لكن المحللين لا
يتوقعون تغيرا فوريا في الاستراتيجية الراهنة التي تعمل على كبح
الانشطة النووية لطهران مع ترجيح فرض مزيد من العقوبات واتخاذ خطوات
محدودة تجاه فتح باب الحوار. خصوصا وإن الجهود الامريكية الحالية تنصب
حول التخلص من اثار الازمة المالية وتجاوز تداعياتها التي أضرت كثيرا
الاقتصاد الامريكي والاقتصادات العالمية المرتبط به..
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "انت
لا تنطلق فجأة وتحاول انجاز كل شيء في المئة يوم الاولى (لتولي الادارة).
من المفاتيح الرئيسية اختبار نطاق الحوار."
وستتطرق هذه المراجعة الى كل مجالات السياسة الايرانية من وجود
دبلوماسي محدود المستوى في ايران الى الخلطة الصحيحة من الحوافز
والضغوط لجعل ايران تتخلى عن انشطة التخصيب التي يقول الغرب ان الغرض
منها هو انتاج اسلحة نووية. وتنفي ايران ذلك وتقول ان برنامجها النووي
هو لتوليد الطاقة.
وقال روبرت وود المتحدث باسم الخارجية الامريكية "نبحث عن طرق
للتعامل مع الشعب الايراني. فتح قسم لرعاية المصالح هو من الاشياء التي
يجري دراستها ايضا" مشيرا الى مكتب دبلوماسي قررت ادارة الرئيس
الامريكي السابق جورج بوش "من حيث المبدأ" فتحه في طهران لكنها تركت
التنفيذ لادارة أوباما.
ويرى جون الترمان خبير الشرق الاوسط ان الخطوة الاولى قد تكون
السماح باتصالات رسمية مع مسؤولين امريكيين على مستوى متدن لا حدوث
تغيير "كبير وجريء." كما من المرجح أيضا ان يحدث المزيد من المناسبات
الثقافية والرياضية. وقال الترمان "الكثير يعتمد على ما يحدث في ايران
على الصعيد الداخلي" مشيرا الى انتخابات يونيو. بحسب رويترز.
وسيظهر مؤشر مبكر للتوجه الامريكي الاسبوع القادم حين يلتقي بيل
بيرنز المسؤول عن الملف الايراني في الخارجية الامريكية مع مسؤولي
الصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا لمناقشة الاستراتيجية ازاء
ايران.
وقال مسؤول امريكي كبير طلب عدم نشر اسمه لانه غير مخول بالحديث
علنا عن الاجتماع الذي يعقد في العاصمة الالمانية برلين "نود ان ندرس
بعض التوجهات الجديدة. لكننا لن ندخل حوارا من أجل الحوار."
وتشكل الادارة الامريكية الجديدة فريقا من الخبراء في شؤون ايران قد
يضم جاري سامور من مجلس العلاقات الخارجية الذي قد ينضم الى مجلس الامن
القومي.
كما من المتوقع تعيين دينيس روس مستشارا خاصا لوزيرة الخارجية
الامريكية هيلاري كيلنتيون فيما يخص ايران.
وفي بحث كتبه الترمان الشهر الماضي مع بروس ريدل المحلل السابق في
وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) الذي يعمل الان في
معهد بروكينجز اقترح الترمان خبير الشرق الاوسط فتح قناة ثنائية وفضل
ان يحدث ذلك مع ممثل الزعيم الاعلى الايراني آية الله علي خامنئي بشأن
قضايا منها البرنامج النووي والعلاقات الامريكية الايرانية والعراق
والصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
واشنطن مستعدة لمد اليد الى ايران اذا تبنت
موقفا اكثر ليونة
وقال اوباما في مقابلة مع قناة "العربية" الفضائية "اعتقد انه من
المهم ان نكون مستعدين للتحدث الى ايران لنقول بكل وضوح اين تكمن
خلافاتنا وكذلك اين تكمن امكانيات التقدم".
واضاف الرئيس الاميركي حسب نص المقابلة الذي وزعه البيت الابيض "خلال
الاشهر المقبلة سنضع الاطار العام والمقاربة وكما قلت في خطاب التنصيب
اذا كانت دول مثل ايران مستعدة لتليين مواقفها فستجد يدا ممدودة من
جانبنا". بحسب رويترز.
واضاف "قلت خلال حملتي الانتخابية انه من المهم جدا العمل على
استخدام كل ادوات القوة الاميركية بما في ذلك العمل الدبلوماسي في
علاقاتنا مع ايران".
ولا تقيم الولايات المتحدة وايران علاقات دبلوماسية منذ العام 1980.
وكان الرئيس السابق جورج بوش يتشرط لفتح حوار مع طهران تعليق النشاطات
النووية الحساسة لايران.
وكانت سوزان رايس التي تولت مهامها مندوبة للولايات المتحدة في
الامم المتحدة دعت الى اتباع دبلوماسية "مباشرة" مع ايران بشأن
برنامجها النووي لكنها حذرت من ان الضغوط ستعزز على طهران اذا رفضت
تعليق تخصيب اليورانيوم.
وقالت "سنبحث عن ما هو ضروري ومناسب مع احترام الابقاء على الضغط
لتحقيق الهدف النهائي وهو وقف البرنامج النووي لايران".
واضافت ان "الحوار والدبلوماسية يجب ان يسيرا جنبا الى جنب مع رسالة
حازمة من الولايات المتحدة والاسرة الدولية تفيد ان ايران تحتاج الى
تنفيذ التزاماتها التي حددها مجلس الامن الدولي وان استمرارها في رفض
تنفيذ ذلك لن يؤدي سوى الى مزيد من الضغوط".
وبحسب التقرير الاخير الذي نشرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في
تشرين الثاني/نوفمبر فان ايران تواصل تجاهل مطالب مجلس الامن الدولي
المتمثلة في تجميد انشطة تخصيب اليورانيوم ولا تزال تعطل التحقيق حول
مسار عسكري محتمل لبرنامجها النووي.
ويشتبه المجتمع الدولي في ان برنامج ايران النووي له اهداف عسكرية
في حين تنفي طهران ذلك معتبرة ان برنامجها اهدافه مدنية بحتة.
واقر مجلس الامن الدولي حتى الان اربعة قرارات تتضمن ثلاثة منها
عقوبات اقتصادية وتجارية في حق ايران وتطالب الجمهورية الاسلامية
بتعليق انشطة تخصيب اليورانيوم.
واوضحت سوزان رايس ايضا ان محادثاتها مع الامين العام للامم المتحدة
شملت عدة مواضيع من بينها ارتفاع حرارة الارض واهداف الالفية للتنمية
وعمليات حفظ السلام التي تقوم بها الامم المتحدة والشرق الاوسط ودارفور.
وبالنسبة للنزاع الاخير في غزة بين اسرائيل وحركة المقاومة
الاسلامية حماس اشارت الى ضرورة التوصل الى "وقف اطلاق نار دائم".
وذكرت بموقف اوباما المؤيد "لبذل جهود على المدى الطويل لاعطاء دفع
لحل سلمي للنزاع يقوم على اساس دولتين تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامان".
الايرانيون يشككون في امكان تحسن العلاقات مع
الولايات المتحدة في عهد اوباما
والتزمت وسائل الاعلام الايرانية الصمت حيال تسلم الرئيس الاميركي
الجديد باراك اوباما مهماته فيما شكك ايرانيون في الشارع في ان تساهم
رئاسته في تحسين العلاقات بين البلدين.
وتجاهلت قنوات التلفزة الرسمية الحدث في الولايات المتحدة مركزة
تغطيتها على تظاهرات الدعم للفلسطينيين في قطاع غزة.
وعموما حذت الصحافة المكتوبة حذو نظيرتها المرئية. وحدها صحيفة "كيهان"
المحافظة تميزت برسم على صفحتها الاولى يظهر الرئيس الاميركي جورج بوش
يسلم اوباما علما اسرائيليا واصفة الرئيس الجديد بانه "مناصر صلب
للصهاينة". بحسب فرانس برس.
وفي الشارع لم يتوقع الايرانيون تغييرا مع الرئاسة الاميركية
الجديدة. وقال باني حساني طالب الفلسفة العضو في ميليشيا الباسيج
الاسلامية لوكالة فرانس برس "وصول اوباما لن يغير شيئا".
وكان يشارك في احتفال رسمي في جامعة طهران "احتفاء بانتصار حماس في
غزة". واضاف "بدل ان يهدد بلادنا عسكريا سيشدد (اوباما) العقوبات
الاقتصادية والعدائية ازاء ايران ستستمر".
وفي رأي صديقه بهروز خان محمدي ان "سياسة الولايات المتحدة ليست
رهنا بشخص واحد. اوباما هو اداة. اليهود هم الذين يقررون سياسة
الولايات المتحدة".
واختصرت ريحانة الطالبة الشابة المنتمية الى الباسيج موقف العديد من
المحافظين في ايران معتبرة ان اوباما "قد يخوض حوارا لكن هذا الامر لن
يسفر عن شيء لان ما تريده ايران يناقض تماما ما تريده الولايات
المتحدة".
واذا كان الطلاب الاسلاميون الذين يحتفلون ب"انتصار" حماس يتبنون
خطابا عدائيا فان الايرانيين في الشارع لا يبدون اي تفاؤل.
وقال علي رضا هدايتي (21 عاما) العاطل عن العمل "ما دامت مواقف
ايران من اسرائيل لم تتبدل فلن يكون ثمة تغيير". وتعتبر الدولة العبرية
التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الخصم اللدود للجمهورية الاسلامية.
لكن العائق الاكبر بالنسبة الى الشارع الايراني يظل القضية النووية.
وفي هذا السياق لاحظ هدايتي ان "اوباما طلب ايضا وقف برنامجنا" النووي
على غرار سلفه.
واعرب ايرانيون كثيرون عن قلقهم من تشديد العقوبات على بلادهم اذا
لم تلب هذا الطلب وخصوصا ان اوباما تحدث عن مواصلة سياسة "العصا
والجزرة" التي انتهجها بوش.
ولئن اكد بعضهم على غرار الخطاب الرسمي ان تلك العقوبات لن يكون لها
تأثير فان البعض الاخر قال انها ستؤثر في الحياة اليومية.
وعلق الطالب طاهر اغاي ان "الفقر سيجلب الفساد على قول الامام علي
وفقرنا سيزداد جراء العقوبات".
وذهب التاجر حوجات (34 عاما) الذي رفض كشف بقية هويته ابعد من ذلك
قائلا "نحن مسؤولون عما يحصل لنا وعن الضغوط التي تتعرض لها بلادنا.
لحسن حظنا ان دولا مثل الصين لا تزال ترفض العقوبات والا لكانت النهاية".
وقال التاجر باباك (42 عاما) "لو تبنينا على الاقل موقفا اكثر
اعتدالا على الصعيد الداخلي لكنا املنا بتحسن مع وصول اوباما".
كلينتون: واشنطن ستفتح الباب لحوار مع ايران
وفي تطور لاحق قالت هيلاري كلينتون التي تولت وزارة الخارجية في
الادارة الاميركية الجديدة امام الكونغرس ان الادارة الجديدة ستسعى الى
فتح حوار مع ايران وستجرب "نهجا جديدا" معها. وقالت السيدة الاولى
الاميركية سابقا "سنجرب نهجا جديدا ربما يكون مختلفا" وذلك ردا على
سؤال في مجلس الشيوخ عن خطط ادارة الرئيس المنتخب باراك اوباما الجديدة
لاقناع ايران بالتخلي عن برنامجها النووي. واضافت "ما تعتقده ادارة
اوباما هو ان موقفا مشجعا للحوار يمكن ان يكون مثمرا".
وقالت "لا تساورنا اي اوهام: نعلم انه حتى مع ادارة جديدة تسعى الى
فتح حوار لمحاولة التاثير على موقفها (ايران) فانه من الصعب توقع
النتيجة". بحسب فرانس برس.
وكانت هيلاري كلينتون ابدت خلال الحملة الانتخابية تحفظا على رغبة
اوباما في فتح حوار مع طهران بدون شروط مسبقة.واضافت "لكن الرئيس
المنتخب وعد باتباع هذه السياسة وسنفعل ذلك".
وردا على سؤال عما اذا كانت تنوي ان تلتقي شخصيا بقادة ايرانيين
لزمت هيلاري كلينتون الغموض مشيرة الى ان ادارة الرئيس جورج بوش ما
زالت في السلطة حتى 20 كانون الثاني/يناير.
لكنها تعهدت باستشارة حلفاء الولايات المتحدة قبل اتخاذ اي قرار.
وقالت "لا نريد ان يأخذ واحد من تصريحاتي اليوم او تصريح للرئيس
المنتخب حلفاءنا واصدقاءنا على حين غرة" مضيفة "لذلك لا نستطيع ان نقول
لكم الاجراءات التي ننوي اتخاذها". "لكننا نستطيع ان نقول ان الرئيس
المنتخب وكما قال في نهاية الاسبوع الماضي يرغب في ان نحاول تجربة
مقاربات مختلفة لان محاولاتنا السابقة لم تنجح".
ايران تكشف عن اسمي طبيبين في مؤامرة دعمتها
أمريكا
وفي ايران ذكرت وكالة فارس للانباء أن طبيبين ايرانيين أثار
اعتقالهما العام الماضي قلقاً في الغرب كانا ضمن مجموعة اتهمت بالتورط
في مؤامرة مدعومة من الولايات المتحدة للاطاحة بنظام الحكم الاسلامي في
ايران.
وكانت الهيئة القضائية الايرانية قد ذكرت أن أربعة أشخاص اعتقلوا
فيما يتعلق بمؤامرة ممولة من قبل الولايات المتحدة لكنها لم تكشف عن
أسمائهم.
وأضافت الوكالة "كشف مسؤولو وزارة المخابرات عن اسمي اثنين من
المعتقلين الاربعة.. هما الطبيبان ارش وكاميار علائي."ونشرت وكالة
أنباء أخرى هي وكالة أنباء العمال الايرانية الاسمين أيضا.
وكان الاتحاد الاوروبي قد دعا ايران في أغسطس اب الماضي الى اطلاق
سراح الطبيبين المتخصصين في علاج مرض الايدز واللذين اعتقلا في يونيو
حزيران الماضي. وعبرت وزارة الخارجية الامريكية أيضا عن قلقها.
وفي تطور متصل حكمَ القضاء الايراني على الطبيبين بالمشاركة في
مؤامرة ضد الدولة بدعم من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه)
بالسجن ست سنوات وثلاث سنوات، حسبما ذكر محاميهما لوكالة فرانس برس.
وقال مسعود شافعي في اتصال هاتفي مع فرانس برس انه "حكم بالسجن على
اراش علائي ست سنوات وكاميار علائي ثلاث سنوات". واضاف "ساطلب الافراج
عنهما لأن ملفهما لا يحوي اي دليل يثبت هذه الاتهامات" موضحا ان القضاء
"اخذ بحديث موكلي عن قلب سلمي للنظام في اعترافاتهما".
واكد مدير مكافحة التجسس في وزارة الاستخبارات الايرانية انهما
عضوان في مجموعة من اربعة اشخاص حكم عليها بالسجن للتعاون مع
الاستخبارات الاميركية بهدف قلب النظام الاسلامي بشكل سلمي. |