
شبكة النبأ: بالتوازي مع مؤتمر قمة
عربية عقدته دولة قطر بمشاركة 12 دولة، عقدَ وزراء خارجية الدول
العربية في الكويت اجتماعا طارئا حول الهجوم الاسرائيلي على غزة في
مؤشر آخر على الانقسام العربي، الذي يرى محللون في انه اشارة الى نهاية
حقبة الهيمنة المصرية السعودية على مسارات القمم العربية منذ عقود، حيث
كان من نتائج فشل تلك القمم في ايجاد حلول للمشاكل العربية هو هذه
الافرازات التي خلقت محاور جديدة للصراع على الهيمنة السياسية في
المحيط العربي..
فقد انعقدت في العاصمة القطرية "قمة غزة الطارئة" بحضور حركة حماس
التي تسيطر على قطاع غزة والرئيس الايراني محمود احمدي نجاد و12 من
القادة العرب او ممثليهم وسط انقسام فلسطيني وعربي حاد.
ودعا المشاركون في القمة التي تزامنت مع انعقاد اجتماع لوزراء
الخارجية العرب في الكويت تحضيرا للقمة الاقتصادية العربية التي ستجمع
القادة العرب الاثنين الى وقف العلاقات مع اسرائيل ودعم المقاومة
الفلسطيينة.
واعلنت قناة الجزيرة الفضائية القطرية ان قطر وموريتانيا قررتا خلال
القمة تجميد علاقاتهما مع اسرائيل.
من جهته اعترض لبنان على تضمين البيان الختامي للقمة مسألة تعليق
مبادرة السلام العربية مع اسرائيل على ما اعلن عضو في الوفد اللبناني
لوكالة فرانس برس.
وعقدت القمة وسط انقسام عربي بشأن الوضع في غزة وخصوصا ازاء الوضع
السياسي الفلسطيني الذي يشهد تجاذبا حادا بين السلطة الوطنية
الفلسطينية وحماس.
وحضرت القمة 12 دولة عربية بينها خصوصا سوريا والعراق والجزائر
وايضا المغرب الذي شكل حضور وزير خارجيته نوعا من المفاجأة خصوصا بعد
اعلان المغرب عدم مشاركته في قمة عربية طارئة كانت دعت اليها قطر وتعذر
اكتمال نصابها.
واعرب امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في افتتاح القمة عن
الاسف لغياب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القمة التي حضرها في
المقابل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل وقادة سبعة فصائل
فلسطينية اخرى تتخذ من دمشق مقراً. واكد امير قطر "انه لا تناقض" بين
قمة قطر وقمة الكويت الاقتصادية.
وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للصحافيين "هذا الاجتماع
يأتي باصرار عربي قطري سوري جماهيري اسلامي وجاء بتصميم القادة متحدين
كل الضغوط والمغريات التي بذلت من اجل عدم عقده".لكنه اكد ان هذا
الاجتماع "ليس تشكيل قطب جديد" مضيفا "نحن لسنا مع سياسة المحاور".
وفي حين شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان في كلمته في القمة على
اهمية التضامن العربي وعلى التمسك بمبادرة السلام العربية تكررت
الدعوات من عدد من القادة الباقين الى سحب المبادرة العربية للسلام
ووقف العلاقات مع اسرائيل ودعم المقاومة الفلسطينية.
وحث الرئيس السوري بشار الاسد في كلمته في القمة الدول العربية التي
تقيم علاقات مع اسرائيل على "اغلاق السفارات الاسرائيلية" فورا والى
"قطع اي علاقات مباشرة او وغير مباشرة" معها.
واكد ان مبادرة السلام العربية اضحت "في حكم الميتة" وانه "لم يبق
الا نقلها من سجل الاحياء الى سجل الاموات" وذلك بسبب رفض اسرائيل
السلام.
كما دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الى "وقف كل
اشكال التطبيع والعلاقات مع الاسرائيليين بكل اشكالها وتفعيل المقاطعة
العربية".
وقال مشعل "لن نقبل الشروط الاسرائيلية لوقف النار لان المقاومة على
ارض غزة لم تهزم" مؤكدا ان "العدوان على غزة سيتحطم على صخرة صمود"
الفلسطينيين. كما اكد على ضرورة رفع الحصار وفتح المعابر ودعا العرب
الى رعاية حوار من اجل المصالحة الوطنية الفلسطينية.
من جهته اكد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد دعمه للمقاومة
الفلسطينية ودعا الى مقاضاة قادة "الكيان الصهيوني المجرمين" على "الجرائم"
التي يرتكبونها في غزة بحسب ترجمة فورية لكلمته التي القاها بالفارسية.
كما دعا الى قطع العلاقات مع اسرائيل ومقاطعة البضائع الاسرائيلية "والشركات
ذات العلاقة باسرائيل".
واكد الرئيس السوداني عمر البشير ان السلام لا يعني الاستسلام. ودعا
الى "سحب نهائي" للمبادرة العربية للسلام و"ايقاف اي محاولات تطبيع مع
اسرائيل وانهاء وجودها الدبلوماسي في الدول العربية" مشددا على ضرورة
وحدة الصف العربي.
ودعا الرئيس السنغالي الرئيس الحالي لمنظمة المؤتمر الاسلامي عبد
الله واد الى عقد قمة اسلامية طارئة لبحث الوضع في قطاع غزة.
وحضر القمة قادة ووزراء من 12 دولة عربية فيما ظلت كراسي الدول
العربية التي لم تحضر الاجتماع فارغة في قاعة الجلسة وبينها كرسي
فلسطين.
رفض مصري - سعودي
وكانت مصر والسعودية اتفقتا على رفض الدعوة التي اطلقتها قطر لعقد
قمة طارئة في الدوحة يوم الجمعة المقبل لبحث الوضع في قطاع غزة في ضوء
الهجوم الإسرائيلي.
وجاء تنسيق المواقف السعودية- المصرية في قمة عقدها العاهل السعودي
والرئيس المصري في الرياض، وقال بيان خاتمي صادر عن المحادثات إن
البلدين سيشاركان في القمة العربية الاقتصادية التي من المقرر أن تعقد
في الكويت في التاسع عشر من يناير الجاري.
وقال بيان رسمي سعودي بعد المباحثات إن الجانبين يطالبان بضرورة
التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النيران والتنفيذ الفوري والكامل للمبادرة
التي الرئيس المصري.
والدول التي وافقت على حضور القمة حتى الآن هي موريتانيا والمغرب
والجزائر وليبيا والسودان ولبنان وسورية والإمارات وقطر واليمن وجيبوتي
وجزر القمر والصومال وعمان وفلسطين.
وكانت مصر قد بادرت لرفض الدعوة القطرية لعقد قمة عربية حول الوضع
في قطاع غزة، في الوقت الذي أشارت فيه التقارير إلى تفاقم حالة
الاستقطاب بين العواصم العربية حول قضية غزة.
وذكرت التقارير إن مصر والسعودية تفضلان عدم عقد القمة فيما تدعمها
كل من قطر وسورية.
قمة دولية في شرم الشيخ حول غزة
وفي تطور لافت، تستضيف مصر قمة دولية اليوم الاحد يحضرها عدد من
الزعماء الاوربيين وبان كي مون الامين العام للامم المتحدة، للبحث في
هدنة دائمة في غزة بين اسرائيل وحماس في قطاع غزة.
يشارك في القمة كل من الاردن والمانيا وبريطانيا وايطاليا واسبانيا
وتركيا، فيما تأكد حضور الرئيس الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وفقا لما
ذكره مراسلنا في القاهرة..
وسيرأس الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي
القمة التي من المرجح أيضا أن تشهد إعلان اتفاق يوقعه الرئيس المصري
ورئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الفلسطيني. بحسب بي بي سي.
وبينما اعلن مكتب رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه ما زال
يدرس مسألة حضوره شخصيا الى القمة، اعلنت اسبانيا حضور رئيس الوزراء
الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو، كما اعلنت المانيا حضور المستشارة
الالمانية انجيلا ميركل.
وفي اعقاب القمة سيتوجه مبارك الى الكويت الاثنين للمشاركة في قمة
عربية اقتصادية ستناقش ازمة غزة، حيث من المتوقع ان تشهد انقساما بين
الدول العربية.
مبارك أكد ان مصر ستواصل جهودها من اجل استعادة التهدئة ويتوقع
المراقبون أن يتضمن مثل هذا الاتفاق ترتيبات امنية على الحدود بين مصر
وقطاع غزة بما سيعزز الهدنة المقترحة.
وقد جدد الرئيس المصري حسني مبارك دعوته لقادة إسرائيل إلى وقف فوري
غير مشروط لإطلاق النار وانسحاب كامل للقوات الإسرائيلية خارج قطاع غزة.
وأكد في كلمة متلفزة رفض بلاده وجود أي مراقبين على أراضيها في إطار
ترتيبات الهدنة وقال إن هذا الموقف "خط احمر لم ولن أسمح بتجاوزه".
وجدد التاكيد على أن معبر رفح سيظل مفتوحا امام المساعدات والحالات
الإنسانية إلى حين التوصل إلى ترتيبات إعادة تشغيله بموجب اتفاق 2005.
وأشار الرئيس المصري إلى أن مصر طرحت المبادرة الوحيدة للخروج من
الأزمة وسعت لإنجاحها باتصالات لا تتوقف مع الجانبين الفلسطيني
والإسرائيلي والأطراف الدولية الفاعلة.
واكد ايضا أن مصر بذلت جهودا مضنية لمنع وقوع "العدوان" من خلال
محاولة إقناع حماس بتمديد التهدئة ومطالبة إسرائيل بممارسة أقصى درجات
ضبط النفس.
كما أشار مبارك إلى من وصفهم بالممانعين قائلا "ماذا فعل الممانعون
للشعب الفلسطيني وقضيته؟" مشيرا إلى أن الأزمة تحتاج تحركا عمليا عاجلا
"يوقف العدوان ويحقن الدماء" وليس مجرد بيانات الشجب والاستنكار. وتابع
"أدعو مخلصا لمواقف مسؤولة من اسرائيل والفصائل تستجيب لنداء العقل
والضمير وتضع نهاية لمعاناة اهل غزة".
من جهته قال وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط إن بلاده غير
ملتزمة بالاتفاق الأمريكي الإسرائيلي الذي وقع أمس في واشنطن بشان وقف
تهريب الأسلحة إلى غزة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي كاريل شفارزنبرغ أن
"التعنت الإسرائيلي" هو العقبة الرئيسية امام الجهود المصرية للتوصل
الى اتفاق لانهاء الحرب في غزة, قائلا "لقد شربت اسرائيل من خمر القوة
والعنف".
عباس: الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسماً لما يجري
هذا وقد أعلن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، إن
الساعات القريبة القادمة قد تقدم حسماً لما يجري، ونرجو أن يكون هناك
إيجابية لوقف إطلاق النار سريعا.
يُشار إلى أن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كانت قد أعلنت مساء
الخميس مقتل القيادي سعيد صيام، وزير الداخلية بالحكومة المقالة، مع
عدد من أفراد أسرته، بينهم ابنه وشقيقه، نتيجة قصف منزله في مخيم
"جباليا" شمال مدينة غزة، بصاروخ أطلقته طائرة إسرائيلية.
وأضاف عباس خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الألماني فرانك
شتاينماير في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن القصف الذي قام به الجيش
الإسرائيلي كان بارزا ومؤلما جدا، لأنه تركز على مخازن ومراكز الأمم
المتحدة، مشيرا إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقصفون فيها
المدارس والمساجد ومقرات 'الأنوروا' والمستشفيات.
وقال الزعيم الفلسطيني إن مهمة وزير الخارجية الألماني تتركز على
وقف لإطلاق النار، وقف للعمليات العسكرية لإتاحة المجال أمام الجهود
الإنسانية حتى تحافظ على من تبقى من الناس، وفق مال نقلته وكالة
الأنباء الفلسطينية "وفا."
وفيما يتعلق بالمبادرة الصينية، قال عباس "المبادرة جيدة وتقع في
إطار القرار رقم 1860، وهي ليست متناقضة إطلاقا مع المبادرة المصرية
التي هي الآن قيد التداول بين جميع الأطراف."
خامنئي يهاجم "الخونة" العرب
من جهة اخرى هاجم المرشد الاعلى في ايران اية الله علي خامنئي من
وصفهم بـ"الخونة" العرب و"الخبثاء" في العالم الاسلامي في مواجهة
الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وفق ما نقلت عنه الجمعة وكالة الانباء
الايرانية الرسمية.
وقال المرشد الاعلى في رسالة الى رئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل
هنية "تباهوا بصبركم بشجاعتكم وبتضحيتكم. ان مقاومتكم كشفت (نيات)
اميركا والنظام الصهيوني وحلفائه والامم المتحدة والخبثاء داخل العالم
الاسلامي".
واضاف "على الخونة العرب ان يعرفوا ان مصيرهم لن يكون افضل من مصير
اليهود الذين قاتلهم النبي محمد". بحسب رويترز.
وتابع خامنئي ان "الشعوب تدعم السكان والمقاتلين في غزة. واي حكومة
تتبنى موقفا مغايرا تعمق الهوة بينها وبين شعبها".واكد ان "انتصاركم
ومقاومتكم في هذه الايام ستقود العدو الى مزيد من الهزائم". وتدعم
ايران حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة لكنها تنفي تزويدها بالسلاح. |