اوباما وحروب الوكالة في الشرق الاوسط: ايران التحدي الأكبر

طهران: كشفنا مؤامرة انقلاب مدعومة من أمريكا

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: فيما يعتبر محللون ان احداث غزة انما هي أولى حروب الرئيس القادم اوباما، وهي من اصعب التحديات التي تنتظر فريقه الذي وعد بنشره حال استلامه مقاليد السلطة نهاية الاسبوع الحالي، قال ستيفن هادلي مستشار الأمن القومي الأمريكي ان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما يجب أن يسعى لفرض عقوبات أكثر صرامة على إيران التي ستكون أكبر تحد يواجهه في منطقة الشرق الأوسط. وأضاف في كلمة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية أن إدارة الرئيس الأمريكي المُنتهية ولايته جورج بوش وضعت أساسا لإحراز تقدم تجاه السلام الفلسطيني الاسرائيلي رغم القتال الدائر في غزة.

وقال هادلي في تصريحات أعدت سلفا حول السياسة الخارجية لبوش خلال فترة بقائه في البيت الابيض لمدة ثمان سنوات "التحدي الاكبر أمام الادارة المقبلة في هذه المنطقة هو ايران."

وقال "لن تسفر المفاوضات مع ايران كما اقترح البعض.. عن تغيير في السلوك الايراني ولا ستعود بفائدة على المصالح الامريكية."

وقال أوباما الذي يتولى الرئاسة يوم 20 من الشهر الحالي انه قد يرغب في عكس سياسة بوش عن طريق عرض إجراء مفاوضات مباشرة مع ايران. وأوضح أنه سيقدم حوافز اقتصادية لطهران مقابل وقف برنامجها النووي لكنه هدد أيضا بتشديد العقوبات اذا رفضت ايران.

وقال أوباما لبرنامج "واجه الصحافة" على قناة (ان.بي.سي) في ديسمبر كانون الاول "نحن راغبون في الحديث معهم بشكل مباشر وتقديم خيار واضح ليتسنى لهم في النهاية اتخاذ قرار حول ما اذا كانوا يريدون فعل هذا الامر بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة."

وقال هادلي ان بوش ترك لاوباما ايران وهي واقعة تحت ضغط متزايد. والمهم الآن هو الطريقة التي سيتبعها الفريق الجديد لاستخدام هذه الشدة في احداث تغيير في السياسة الايرانية فيما يتعلق بالبرنامج النووي والارهاب والسلام في الشرق الاوسط.

أوباما يعد باتباع نهج جديد حيال إيران

وقال الرئيس الأمريكي المُنتخب باراك أوباما إن الولايات المتحدة ستتبع نهجا جديدا للتعامل مع إيران في ظل إدارته التي ستخلف إدارة الرئيس المنصرف جورج دبليو بوش في العشرين من الشهر الجاري.

ففي مقابلة أجرتها معه محطة إيه بي سي (ABC) التلفزيونية وبثتها اليوم الأحد، قال أوباما: "إن إيران ستكون واحدة من التحديات الأكبر التي ستواجهنا."وأضاف أوباما قائلا إنه يشعر بالقلق حيال دعم إيران لحزب الله اللبناني الشيعي، كما هو قلق أيضا بالنسبة لبرنامج طهران النووي لتخصيب اليورانيوم.

وفي تحوُّل واضح عن النهج الذي اعتمدته إدارة بوش حيال طهران، قال أوباما إنه سيسعى إلى اتباع نهج أكثر شمولية وانفتاحا حيال الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وقال: "علينا اتباع نهج جديد، وقد حددت الخطوط العريضة لتفكيري في هذا المجال والمتمثل بالانخراط (مع الإيرانيين) كنقطة انطلاق."

ووعد الرئيس الأمريكي المُنتخب بأن يكون هناك تأكيد جديد على الاحترام وإرادة التحدث (مع الإيرانيين)، لكن في الوقت ذاته سيكون هنالك وضوح بشأن النقاط والمبادئ الجوهرية التي سيجري التمسك بها.

وقال أوباما: "سوف تكون إيران واحدة من التحديات الأكبر التي ستواجهنا. وكما قلت أثناء الحملة الانتخابية، لدينا وضع لا تقوم فيه إيران بمجرد تصدير الإرهاب عبر حماس وحزب الله، لكنها تسعى أيضا لتطوير سلاح نووي قد يؤدي إلى تفجير سباق على امتلاك الأسلحة النووية."

وأشار إلى أن فريق إدارته الخاص بسلام الشرق الأوسط سوف سيبدأ العمل على إنجاز عملية شاملة للسلام في المنطقة، قائلا:"ما أقوم به الآن هو تشكيل فريق (لسلام الشرق الأوسط)، وبذلك يكون لدينا في العشرين من الشهر الحالي، أي منذ بداية يومنا الأول، أفضل الأشخاص الذين سينخرطون مباشرة في عملية السلام بمنظورها الشامل."

وقال أوباما: "من المهم أن تكون الولايات المتحدة مشاركة في هذه الجهود فورا، وألا ننتظر حتى نهاية فترة الولاية الرئاسية، لأن العمل يتطلب طرفا ثالثا يثق به الجميع ويريد أن يتوصل إلى نتيجة عادلة ومنصفة".

وأضاف أوباما قائلا إن القتال في قطاع غزة قد شد من عزمه على العمل على ذلك مبكرا وبذل الجهود اللازمة لإنجاز ملف سلام الشرق الأوسط.

وعلى صعيد آخر، لم يستبعد الرئيس الأمريكي المُنتخب مقاضاة بعض المسؤولين في إدارة الرئيس بوش بشأن جرائم حرب يمكن أن يكونوا قد ارتكبوها.

أوباما ينتقد إيران لدعمها حماس

وقال أوباما، إن "المعاناة على جانبي الحدود" بين قطاع غزة وإسرائيل تعزز التزامه بالسعي للتوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط، متعهداً التركيز على جمع فريق عمل بوسعه "الانخراط في عملية السلام بالشرق الأوسط" منذ اليوم الأول لولايته.

ورفض أوباما الانتقادات التي وجهها البعض إليه على خلفية تجنبه التعليق على المواجهات الدائرة في غزة، والتي أدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، مشدداً على أنه يلتزم مبدأ "وجود رئيس واحد" في قضايا السياسة الدولية، واعتبر أن التعامل مع إيران سيكون "أبرز تحديات ولايته" بسبب سعيها لامتلاك سلاح نووي ودعمها لما اسماه "منظمات إرهابية" مثل "حماس" وحزب الله.

وقال أوباما: "عندما ترى المدنيين، سواء من الجانب الإسرائيلي أو الفلسطيني، وهم يتعرضون للأذى، تشعر بأن قلبك ينفطر، ومن الواضح أن هذا سيدفعنا إلى الإصرار على محاولة التوصل إلى كسر الجمود في هذا الوضع المستمر منذ عقود."بحسب سي ان ان.

ورفض أوباما الانتقادات التي وجهها البعض إليه على خلفية التطورات العسكرية الأخيرة في غزة، وخاصة حيال ابتعاده عن التعليقات المباشرة على الأوضاع، معيداً ذلك إلى ضرورة وقوف جميع الأمريكيين خلف الرئيس الموجود في السلطة.

وأوضح أوباما، الذي كان يتحدث في مقابلة مع شبكة ABC، موقفه بالقول: "يجب أن نطبق مبدأ وجود رئيس واحد في الأمور المتعلقة بالسياسة الخارجية.. لا يمكن أن يكون لدينا أكثر من إدارة تصدر كل واحدة منها موقفاً خاصاً بها حيال أوضاع متوترة" على غرار المعارك بين إسرائيل حركة حماس.

ايران تقول انها كشفت مؤامرة انقلاب مدعومة من أمريكا

من جهة اخرى قالت السلطة القضائية الايرانية ان ايران ألقت القبض على أربعة ايرانيين متهمين بالتورط في مؤامرة مدعومة من الولايات المتحدة تهدف الى الاطاحة بالنظام الحكومي الاسلامي.

وتابع علي رضا جمشيدي المتحدث باسم السلطة القضائية في مؤتمر صحفي "أحد أهداف هؤلاء الافراد كان تأسيس شبكة للاطاحة بالكيان الاسلامي وألقي القبض على كل أعضائها."بحسب فرانس برس.

وكثيرا ما يتهم مسؤولون ايرانيون خصومهم الغربيين بالسعي لاضعاف الجمهورية الاسلامية عن طريق "ثورة ناعمة أو مخملية". وجاء اعلان السلطة القضائية قبل أسبوع من تولي باراك أوباما مهام منصبه كرئيس للولايات المتحدة.

بوش رفض العام الماضي السماح لاسرائيل بقصف ايران

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز على موقعها على الانترنت ان الرئيس الاميركي جورج بوش رفض في 2008 طلبا تقدمت به اسرائيل سرا للقيام بقصف جوي للمجمع النووي الايراني باستخدام قنابل خارقة للملاجىء المحصنة.

وقالت الصحيفة نقلا عن مسؤولين كبار اميركيين واجانب طلبوا عدم كشف هوياتهم ان الرئيس بوش سمح بعمليات سرية تهدف الى تخريب المحاولات المفترضة لايران لتطوير اسلحتها النووية.

واضافت ان الطلب تقدم به رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الذي طلب الحصول على قنابل مدمرة للملاجىء المحصنة (بانكر باستينغ بومبز) والسماح لاسرائيل بالتحليق فوق الاراضي العراقية لمهاجمة مجمع نطنز الايراني لتخصيب اليورانيوم.

وتابعت الصحيفة ان مسؤولين اميركيين كبارا على رأسهم وزير الدفاع روبرت غيتس اقنعوا الرئيس بوش بان اي هجوم على ايران لن يجدي وقد يدفع طهران الى طرد مفتشين دوليين نوويين واتخاذ مزيد من الاجراءات لاخفاء برنامجها الذري.

واضافت ان بوش ومساعديه تحدثوا ايضا عن امكانية ان تؤدي ضربة كهذه الى اشعال حرب في الشرق الاوسط ستنجر اليها القوات الاميركية حتما.

لكن بوش اختار القيام بتحركات مكثفة تستهدف ايران من بينها بذل جهود لاختراق شبكة الامدادات النووية الايرانية في الخارج وضرب انظمة الكهرباء والمعلوماتية الايرانية وشبكات اخرى تعتمد عليها ايران حسب الصحيفة نفسها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 18/كانون الثاني/2009 - 20/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م