الحرب في غزة: الهجمات الإسرائيلية دمرت البنى التحتية للقطاع

وسط مظاهر العجز العربي.. تشافيز بطل جديد للفلسطينيين!!!

 

شبكة النبأ: فيما دلَّت تظاهرة ضخمة شارك فيها الاف الفلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية ان الانقسام في الشارع الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ما زال قائما بعد ثلاثة أسابيع  من الهجمات الاسرائيلية على غزة. قدّر وزير التخطيط الفلسطيني، حجم الخسائر الاقتصادية للفلسطينيين نتيجة الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، بأكثر من ملياري دولار أمريكي.

ووسط مظاهر العجز العربي والفلسطيني الداخلي من ايجاد سبل ضغط مناسِبة لوقف المجازر في غزة، رفرفت اعلام فنزويلا!! وصور لرئيسها هوغو تشافيز!! في سماء الضفة الغربية خلال التظاهرات ضد الحرب على قطاع غزة بعد موقف تشافيز الذي قام بطرد السفير الاسرائيلي في فنزويلا احتجاجاً على الهجمات الاسرائيلية على غزة..

وقال الدكتور سمير عبدالله إن الحكومة الفلسطينية قدمت ورقة خاصة لجامعة الدول العربية، تطالب بإدراج إعادة إعمار غزة كبند منفصل يناقش في القمة العربية الاقتصادية، التي من المقرر عقدها في الكويت في التاسع عشر والعشرين من شهر يناير/كانون الثاني الجاري، كما أوردت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأوضح الوزير الفلسطيني أن التصورات الأولية للحكومة تشير إلى أن إعادة إعمار القطاع تحتاج لعقد مؤتمر دولي، لافتاً إلى أنه تم تأجيل ذلك لحين وقف العدوان كأولوية والانتقال في مرحلة لاحقة لحصر الأضرار التي تقدر مبدئياً بملياري دولار.

ومن جهة أخرى، أيد الدكتور أحمد جويلي الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، دعوة السلطة الوطنية الفلسطينية لإدراج إعادة إعمار غزة ضمن جدول أعمال القمة الاقتصادية القادمة، كما أيد تنظيم مؤتمر دولي متخصص في إعادة إعمار غزة، وفقاً لـ"وفا".

ولفت إلى أن التقارير كشفت قبل الهجوم الإسرائيلي على غزة عن ارتفاع نسبة السكان الذين يعيشون تحت خط الفقر في قطاع غزة إلى 80 في المائة جراء الحصار الإسرائيلي المفروض، وأن مستوى البطالة سجل ارتفاعا ليصل إلى 65 في المائة.

وكان رئيس اتحاد المقاولين الفلسطينيين المهندس عادل عودة، قد أعلن قبل أيام أن التقديرات الأولية للخسائر الاقتصادية في المباني والبنية التحتية خلال الأسبوع الأول من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، يزيد على مليار دولار.

تظاهرة تضامنية مع غزة تظهِر استمرار الانقسام الفلسطيني

ودلَّت تظاهرة ضخمة شارك فيها الاف الفلسطينيين في رام الله بالضفة الغربية ان الانقسام في الشارع الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس ما زال قائما بعد اسابيع من الهجمات الاسرائيلية على غزة.

فقد جرت اشتباكات بالايدي بين انصار كل من فتح وحماس اثناء التظاهرة واطلقت قوات الامن قنابل مسيلة للدموع واستخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين الذين تم نقل 13 منهم الى المستشفى.

وكانت انطلقت عقب صلاة الجمعة تظاهرتان واحدة من الجامع الرئيسي وسط المدينة شارك فيها حوالى الفي متظاهر واخرى مشابهة في العدد قدمت من المقاطعة مقر الرئيس الفلسطيني حيث جرت الصلاة عن القتلى الذين سقطوا في غزة. بحسب رويترز.

والتقى المشاركون في المسيرتين وسط المدينة وهو المكان المعهود لتنظيم المسيرات ليشكلوا مسيرة كبرى فاق عددها الثلاث الاف شخص.

ورفع المشاركون في المسيرة القادمة من المقاطعة العلم الفلسطيني وعلم جمهورية مصر العربية في حين حمل القادمون في المسيرة التي اتت من المسجد اعلاما فلسطينية وعلم فنزويلا وصورة الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز تقديرا لقيام فنزويلا بطرد السفير الاسرائيلي.

وهتف المشاركون في المسيرة التي قدمت من المقاطعة للرئيس الفلسطيني محمود عباس " يا ابو مازن بايعناك وانت رمز الشرعية" "يا ابو مازن سير سير واحنا معاك للتحرير".

في المقابل هتف القادمون من المسجد وسط المدينة لحركة حماس "الانتقام ..الانتقام يا كتائب القسام" "من رام الله اعلناها حماس نجمة في سماها".

وما هي الا دقائق بعد ان التقت المسيرتان حتى بدأ افراد من الاجهزة الامنية باعتقال شبان من وسط التظاهرتين ومن المعتقلين من تعرض للضرب بهراوات على الراس.

والقيت قنبلة غاز بين المشاركين في التظاهرة وقال احد رجال الاسعاف لوكالة فرانس برس انه نقل عشرة مصابين بالغاز الى مستشفى قريب اضافة الى ثلاثة اصيبوا نتيجة الضرب بالهراوات.

وسادت فوضى في المكان وتدافع المتظاهرون وصرخ احد المشاركين الذي قدم للمشاركة وهو يحمل ابنه الذي لم يتجاوز عمره اربع سنوات "وين قيادات الفصائل تروح تضب حالها ليش يتم ضرب العالم هيك".

تشافيز بطل جديد للفلسطينيين

ورفرفت اعلام فنزويلا وصور لرئيسها هوغو تشافيز هذا الاسبوع في سماء الضفة الغربية خلال التظاهرات ضد الحرب على قطاع غزة.

فالقرار الذي اتخذه تشافيز في السادس من كانون الثاني/يناير بطرد سفير اسرائيل من فنزويلا البلد الوحيد مع موريتانيا الذي اتخذ مبادرة في هذا الخصوص- جعل منه بطلا في نظر الفلسطينيين.

وقد وصفت اسرائيل من جهتها هذا الاجراء بـ"الفظ" واتهمت "القادة الفنزويليين بعقد تحالفات مع الاسلاميين والارهابيين". بحسب رويترز.

لكن حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة "رحبت بالقرار الشجاع" الذي اتخذه الرئيس اليساري الراديكالي لهذه الدولة الواقعة في اميركا اللاتينية والعدو اللدود للولايات المتحدة والذي رحب به ايضا الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله الذي دعا الدول العربية لان تحذو حذو تشافيز.

وقال محمد اللحام النائب عن حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان هوغو تشافيز "مناضل بل هو رمز للنضال من اجل الحرية مثل تشي غيفارا. وهذا ما يميزه عن باقي الرؤساء الاخرين في العالم".

فموقف تشافيز المعارض للولايات المتحدة الحليف الوفي لاسرائيل وللحرب على العراق والهجوم الاسرائيلي على لبنان في 2006 جعل منه في نظر الفلسطينيين رمزا لكل الشعوب التي "تقاوم وتكافح ضد الاحتلال" كما اضاف.

وقد رفع المتظاهرون في بيت لحم ورام الله والخليل اعلام فنزويلا وصورا لرئيسها تشافيز اثناء تظاهرات احتجاج على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وهي مسيرات قامت قناة الجزيرة الفضائية بتغطيتها بشكل واسع.

وبثت القناة ايضا مقابلة مع وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس ماورو هاجم فيها "المجرمين الذين يحكمون اسرائيل" و"مارسوا الهولوكوست مع الفلسطينيين خلال ستين عاما".

وقال محمود زاوهرة رئيس بلدية المعصرة القريبة من بيت لحم حيث يعيش نحو ثمانية الاف فلسطيني في فقر شديد "لو كان بامكاني لمنحت تشافيز جواز سفر فلسطينيا ليصبح مواطنا فلسطينيا. وبعد ذلك ننتخبه ليصبح رئيسنا".

وراى رئيس البلدية الذي يبذل كل ما بوسعه بما توفر له من وسائل هزيلة في بلدة بدون هاتف لتحضير صور للرئيس الفنزويلي وتوزيعها على المتظاهرين "هذا هو رد الفعل اللازم" في مواجهة الهيمنة الاميركية. واضاف "الكل هنا يعرفه. والناس ياتون باعداد متزايدة ليطلبوا مني صورا لحملها اثناء التظاهرات".

عرب اسرائيل قلقون على اهلهم في غزة

تدوي صفارات الانذار مرة جديدة في بئر السبع منبهة الى سقوط صاروخ وشيك لكن مجيد السرور لا يابه بل تبقى افكاره موجهة الى احفاده الاربعة المقيمين في قطاع غزة والمعرضين في اي لحظة للقصف الاسرائيلي.

ويقول هذا الرجل البالغ من العمر 55 عاما جالسا في متجره الصغير للادوات الكهربائية "اشعر بالمسؤولية عنهم وكأنني والدهم هذا كل ما يشغل بالي".

ولد مجيد السرور ونشأ في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة الذي لا تتعدى مساحته 362 كلم مربع ويتعرض لاعنف هجوم شنه الجيش الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية حتى الان.

وتزوج هذا الفلسطيني عام 1988 من عربية اسرائيلية فاصبح مواطنا في الدولة العبرية وانتقل للعيش في بئر السبع التي تبعد اربعين كيلومترا من قطاع غزة وباتت الان في مرمى صواريخ حركتي حماس والجهاد الاسلامي. بحسب فرانس برس.

ونجت سوق بئر السبع حتى الان من الصواريخ التي لم تسفر سوى عن اضرار مادية عند اطراف المدينة ويواصل سكانها اعمالهم اليومية رغم صفارات الانذار.

غير ان عائلة مجيد في غزة تعيش ظروفا اصعب بكثير ولا يمكنها الخروج من المنازل ويقول مجيد "انهم مذعورون. انهم محرومون تقريبا من الكهرباء ولا طعام لديهم".

ويتصل به ابناه ما ان يعود التيار الكهربائي لحوالى ساعتين في اليوم لطمأنته واحدهما اب لاربعة اطفال في حين ان الثاني متزوج حديثا.

وعائلة مجيد مثل عائلات كثيرة من عرب اسرائيل البالغ عددهم 21 مليون نسمة تفككت جراء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني فيقيم قسم منها في اسرائيل في حين يبقى القسم آلاخر في الاراضي الفلسطينية كما ان بعض افرادها انتقلوا للعيش في الدول العربية المجاورة. ولم يتمكن مجيد من زيارة عائلته في غزة منذ بدء الانتفاضة الثانية في ايلول/سبتمبر 2000.

ولرئيس حكومة حماس المقالة اسماعيل هنية ايضا ثلاث شقيقات تزوجن من عرب اسرائيليين ويعشن في اسرائيل وتحديدا في تل السبع قرب بئر السبع.

ويروي بلال ابو جمعة (28 عاما) انه غادر خان يونس عام 1993 للاقامة في بئر السبع لكنه يضيف ان عمه الاب لستة اطفال ما زال يقيم في غزة.

ويقول انه كلمه قبل بضع دقائق عبر الهاتف وعلم ان الجنود الاسرائيليين "دمروا منزله امس ولجأ مع اولاده الى مدرسة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 18/كانون الثاني/2009 - 20/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م