الصلاة تمنح الانسان استقراراً نفسياً وعمراً مديداً

 

شبكة النبأ: من المؤكد اننا لا نختلف على ان فريضة الصلاة تعدُّ واجبا دينيا ملزما، فهذا أمر متفق عليه بين المسلمين جميعا، بل بين اصحاب الاديان السماوية كافة، غير اننا قلما نتأمل هدوءنا واستقرارنا الروحي، وربما لا نعزو ذلك الى اداء فريضة الصلاة بصورة منتظمة.

لكن واقع الحال يشير الى غير ذلك حيث ذكرت مصادر اعلامية مؤخرا عن بعض الدراسات في هذا الصدد، بأن الذهاب إلى الكنيسة أو الجامع، أو غيرها من أماكن العبادة للصلاة، تمنح الشخص الذي يؤدي صلواته بانتظام وضعا نفسيا مستقرا يساعده على العيش بهدوء واستقرار ويمد في عمره.

ان اعباء الحياة الكثيرة وتنوعها وتعددها في مجالات مختلفة، أضحت تشكل ضغوطا كبيرة على الانسان وهو يمارس حياته العملية او الفكرية وما شابه ذلك، فالمعروف عن الانسان انه كائن غير قابل للسكون او السبات حتى تحت وطأة المرض أحيانا، اذ ان السمة التي تجعله مختلفا عن الكائنات الاخرى التي تقاسمه الارض، هي سعيه الدؤوب للانتاج بكل اشكاله وانواعه.

كما ان سمة الطموح الراكزة لدى الانسان هي التي تقف وراء بناء الحضارات الانسانية وتجددها في امم عديدة ومتنوعها، ومعروف ان عنصرها الدائم والأهم واداتها الأكثر عملا وانتاجا هو الانسان، وفي ظل هذه الاستنتاجات الواقعية، سنعترف بأن الانسان كان وسيبقى معرضا للضغوط النفسية والعملية طالما انه العنصر الانتاجي الاول في الحياة.

ان هذا الاستنتاج سيقودنا الى البحث عن سبل ووسائل عديدة للحد او التخفيف من وطأة الضغوط المذكورة.

نعم توصل الطب الى انواع المهدئات، وثمة الكثير من الاقراص المنومة او المهدئة وما شابه، لكن اثبت الطب نفسه ان جميع هذه الوسائل الطبية لا تخلو من اضرار جانبية قد تفوق العارض الصحي الرئيس، فهي تعطيك حلولا مؤقتة لكنها تعود عليك بأضرار قد تفوق حالة اللااستقرار التي تعيشها.

وبذلك تصبح معالجات من هذا النوع كمن يحاول ان يطفئ نارا بمادة قابلة للاشتعال، هنا يبرز بقوة دور اداء الصلاة في تخفيف الضغوط النفسية الناتجة عن الانشطة البشرية المتنوعة.

فحين يخلو الانسان الى نفسه وربه، ستسقط جميع الضغوط دفعة واحدة، وسيتحول الكائن البشري الملموس الى روح سامية تتصافح مع نفسها في رعاية ربانية كريمة.

هنا يبدأ دور الصلاة في تنظيف ترسبات الضغوط المتوالدة عن الاعمال والافكار والمشاغل بأنواعها، ليصبح الانسان روحا وعقلا وجسدا منظفا من ضغوط الحياة.

ثم تبدأ دورة العمل والأنشطة الانسانية من جديد لتبدأ الضغوط فعلها في تلويث الحالة النفسية للانسان، لتبرز الصلاة كعلاج روحي وقائي كبير ومتواصل.

ولا يقف الحال عند هذا الحد، فقد أثبت الدراسات في هذا المجال بأن ممارسة الصلاة في الجوامع والكنائس تقود الى علاقات اجتماعية ناجحة، تساعد على زرع الاستقرار الاجتماعي وتطويره وتمنح المواظبين على الصلاة الثقة بالنفس والتعامل مع وقائع الحياة بعقل راجح ونفس هادئة مطمئنة.

لهذا حري بالمرء ان يبحث عمّا يقيه شر ضغوط الحياة العملية والفكرية، ومنها امراض القلب وماشابه، ويلجأ الى علاج مجاني يعود عليه بالفائدة التي تبعده عن الامراض غير المتوقعة وتمنحه هدوءً نفسيا يحتاجه حتما لمواصلة رحلته في الحياة. وهذا العلاج المجاني هو (الصلاة) كما ذكرت الدراسات المُشار اليها.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 17/كانون الثاني/2009 - 19/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م