الحرب في غزة: بلا نهاية قريبة...

مفهوم الانتصار يراوغ بين إسرائيل وحماس

شبكة النبأ: تعفنت الجُثث بعدما رقدت لفترات طويلة في الأماكن التي قُتلت فيها.. أطفال يتضورون جوعا لأنهم تُركوا لا حول لهم ولا قوة بعد مقتل أُمهاتهم.. والحرب الظالمة في غزة دخلت أسبوعها الثالث.

وتصاعدت حصيلة القتلى في صفوف المدنيين بعدما حَوَل قصف الجيش الاسرائيلي الذي يستخدم أسلحة شديدة الانفجار ومنها الفسفور الابيض، المزيد من الأهداف في غزة الى أجزاء صغيرة وفي أحيان كثيرة كان يُخطيء الهدف!!!.

وفيما يراود مفهوم الانتصار بشكل (مختلف) جهتي المواجهة في غزة، ربما يتم ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار توافق بموجبه حماس على وقف اطلاق الصواريخ لكن فرص صمود هذا الاتفاق للأبد كما تريد اسرائيل تكاد تكون معدومة تقريباً، فهناك جماعات فلسطينية مسلحة اخرى في غزة قد تنتهك الاتفاق في أي وقت وتشعل الصراع من جديد..

مع ذلك فإن تداخل (قوات حماس) في المجتمع المدني بغزة يجعل منها هدفاً صعباً جداً، ولن تستطيع اسرائيل على الارجح ان تحقق الانتصار الكامل في الوقت المتاح امامها قبل ان ترضخ للضغوط الدولية وتوقف عملياتها.

واذا لم تستطع اسرائيل القضاء على حماس او وقف اطلاق الصواريخ بشكل دائم، فما الذي يمكن ان تبرره عن اسابيع من القتال الذي حصد ارواح نحو 900 فلسطيني أغلبهم من المدنيين و13 اسرائيلياً وعن الادانة الدولية التي انهالت على الدولة العبرية؟!.

متى سينتهي الصراع في غزة؟ لا أحد يعلم

قبل لحظات من حلول الظلام على قطاع غزة يشق صاروخ أطلق على اسرائيل طريقه متحركا بشكل لولبي مميز عبر سحب الدخان الاسود المتصاعد من الضربات الاسرائيلية على المدينة الرئيسية في القطاع. وجهة الصاروخ المتجه الى مكان ما في اسرائيل غير معروفة على وجه اليقين لكنها تقع في قلب أحداث هذه الحرب المستمرة منذ 16 يوما. قد ينفجر الصاروخ في أي مكان.. في بستان أو سوق أو ضاحية هادئة لكن من الصعب أن يصل الى موقع عسكري اسرائيلي.

ومع غروب الشمس يطلق فصيل اسرائيلي من أحد الحقول ما بين 20 و30 قذيفة مورتر على هدف ما على بعد كيلومترين في غزة. بحسب رويترز.

وتمضي حركة مرور خفيفة على الطريق الاسرائيلي القريب الذي أصبح الآن خطا للامداد للدبابات المحمولة على الشاحنات الضخمة وغيرها من العربات العسكرية.

ويصعد سائق سيارة أجرة من عرب اسرائيل يرافق مراسلاً يابانياً في رحلة أثناء النهار من القدس فوق التل قرب أرض محروثة. وتحت شجرة يؤدي صلاة العشاء في الوقت الذي تدوي فيه أصوات قذائف المورتر.

ويقول "هذا شيء سيء جدا... انظر الى هناك. هذه حرب ظالمة. بهذه الاسلحة الثقيلة يقتلون كل شيء. لماذا لا تمنعهم الامم المتحدة.."

وتقصف القوات الاسرائيلية غزة بكل شيء. وتضيق القوات البرية المدعومة بالدبابات الخناق على المراكز الحضرية التي يتحصن بها النشطاء الفلسطينيون.

وتحلق طائرات الاباتشي الاسرائيلية عاليا خلف خطوط المعركة في حالة استعداد لاطلاق الصواريخ على أهداف محددة اذا لزم الامر.

مفهوم الانتصار يراوغ إسرائيل وحماس

عندما يتوقف اطلاق النار في قطاع غزة في نهاية المطاف فان سؤال "من المنتصر؟" سيكون مرتبطا بشكل كبير بالقتل والدمار. ولن تستطيع لا اسرائيل ولا حماس ان تجيب عليه بشكل حاسم او فوري.

وتقول اسرائيل انها شنت هجومها يوم 27 ديسمبر كانون الاول لوضع نهاية دائمة للصواريخ وقذائف المورتر التي تطلقها حماس عبر الحدود على بلدات ومدن في جنوب اسرائيل. وهذا هو الهدف الذي اعلن عنه على الاقل بشكل واضح جدا.ولكن بعد اسبوعين من القتال لا تزال الصواريخ التي اطلق منها اكثر من 4000 منذ عام 2001 تسقط على اسرائيل حتى ولو كانت باعداد اقل بكثير عما كانت عليه قبل اسبوعين. وتعتقد اسرائيل انه ما زال بمقدور الفلسطينيين اطلاق 200 صاروخ يوميا.

وربما يتم ابرام اتفاق لوقف اطلاق النار توافق بموجبه حماس على وقف اطلاق الصواريخ لكن فرص صمود هذا الاتفاق للابد كما تريد اسرائيل تكاد تكون معدومة تقريبا فهناك جماعات فلسطينية مسلحة اخرى في غزة قد تنتهك الاتفاق وتشعل الصراع من جديد. بحسب رويترز.

وتريد اسرائيل ايضا وضع "الية" لمنع تهريب الاسلحة الى غزة من مصر وبالتالي تحرم حماس من الحصول على المواد التي تستخدم في صنع الصواريخ. ولكن لم يتضح كيفية تحقيق هذا ناهيك عن رفض القاهرة لنداءات بنشر قوات دولية على جانبها من الحدود.

ولهذا السبب يؤيد بعض الزعماء الاسرائيليين توسيع نطاق العملية العسكرية لتدمير حماس بالكامل وقتل قادتها وخلق الكثير من الصعوبات في غزة حتى ينقلب السكان على حركة حماس الاسلامية التي انتخبوها عام 2006.

بيد ان القضاء على حماس يظل هدفا اصعب كثيرا ولن تستطيع اسرائيل على الارجح ان تحققه في الوقت المتاح امامها قبل ان ترضخ للضغوط الدولية وتوقف عملياتها.

ولهذا فانه اذا لم تستطع اسرائيل القضاء على حماس او وقف اطلاق الصواريخ بشكل دائم فما الذي يمكن ان تبرره عن اسابيع من القتال الذي حصد ارواح نحو 900 فلسطيني و13 اسرائيليا وعن الادانة الدولية التي انهالت على الدولة العبرية؟

وفي حين يقر المحلل الامني الامريكي انتوني كوردسمان بحاجة اسرائيل لمعالجة التهديدات الصاروخية من حماس الا انه يقول بان الاستراتيجية التي تتبعها اسرائيل قد تأتي بنتيجة عكسية.

وكتب في مقال لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يقول "ليس واضحا ان المكاسب التكتيكية تستحق التكلفة السياسية والاستراتيجية التي ستتحملها اسرائيل."

وتساءل "هل ارتكبت اسرائيل حماقة ما بالدخول في حرب تتصاعد بشكل مطرد دون ان يكون لها هدف استراتيجي واضح؟ او على الاقل هدف واحد تستطيع ان تحققه بشكل حقيقي؟."واضاف "هل سينتهي الامر بالنسبة لاسرائيل باعطاء عدو هزمته من الناحية التكتيكية الثقة فيما يتعلق بالنواحي السياسية؟ هل اعمال اسرائيل الحقت اضرارا بالغة بوضع الولايات المتحدة في المنطقة وبأي امل للسلام وايضا بالانظمة والاصوات العربية المعتدلة؟

اسرائيل وحماس تتعهدان بمواصلة القتال

وتوعدت اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) بمواصلة القتال متجاهلتين نداءات دولية لوقف القتال في غزة الذي دخله يومه السادس عشر باشتباكات عنيفة بين القوات الاسرائيلية والنشطين الفلسطينيين .

وقال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس ان حماس لن تفكر في هدنة الا بعد ان تنهي اسرائيل هجومها العسكري وترفع حصارا عن قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس.

وارسلت اسرائيل دباباتها الي مسافة اعمق داخل قطاع غزة وهددت بتكثيف هجماتها الجوية والبرية ضد النشطين الذين اطلقوا المزيد من الصواريخ على الدولة اليهودية. بحسب رويترز.

وتحدث شهود فلسطينيون عن اندلاع قتال عنيف شرقي مدينة غزة حيث اطلق مقاتلو حماس صواريخ مضادة للدبابات وقذائف مورتر على القوات الاسرائيلية المتقدمة التي ردت باطلاق قذائف دبابات وهجمات جوية.

وقال مسعفون ان غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة على طريق ساحلي مما ادى الى قتل نشطين اثنين.

وصرح مسعفون وشهود بان القصف المدفعي الاسرائيلي لقريتين في جنوب قطاع غزة ادى الى قتل امرأة واشتعال النار في 15 منزلا. وقال مسعفون ان نحو 50 شخصا اصيبوا بحروق واستنشاق الغاز.

واتهمت منظمة هيومان رايتس ووتش اسرائيل باستخدام ذخيرة تحتوي على فوسفور أبيض وحذرت من خطورة ذلك على المدنيين الفلسطينيين.

وقال الجيش الاسرائيلي انه لا يستخدم سوى الاسلحة التي يسمح بها القانون الدولي.ويتهم حماس باستخدام المدنيين دروعا بشرية.

وعلى الرغم من اعلان القادة الاسرائيليين ابادة كل فصائل حماس قال مشعل ان القوات الاسرائيلية لم تحقق شيئا واشار ا لى استمرار اطلاق الصواريخ.

ومع سقوط مئات القتلى من المدنيين الفلسطينيين بالفعل أثارت العمليات الاسرائيلية ادانة من الصليب الاحمر ووكالات الامم المتحدة والحكومات العربية والاوروبية.

التايمز:اسرائيل تستخدم القنابل الفسفورية في غزة

وأوردت جريدة التايمز البريطانية في تقريرا لها ان الجيش الاسرائيلي يستخدم في حربه في غزة القذائف الفسفورية، واستشهدت الصحفية بدلائل عبارة عن صور فوتغرافية، رغم نفي اسرائيل لذلك.

وقالت الصحفية انها رصدت كميات كبيرة من قنابل الفسفور الابيض، عبر الصور التي التقطت لوحدات الجيش الاسرائيلي على الحدود مع غزة. وقال التقرير ان المدنيين الفلسطينيين عانوا من حروق ناتجة عن استخدم الاسلحة.

وقالت الصحفية ان " استخدام القنابل المصنوعة من الفسفور الابيض ضد المدنيين ممنوع وفقا للقانون الدولي". وذكرت الصحفية انها تحققت من قذائف لونها ازرق شاحب زرقاء اللون، ومكتوب عليها ام 825ايه1 كذخائر فسفورية تصنيع الولايات المتحدة.

ويشتعل الفسفور الابيض عن امتزاجه بالاوكسجين، ويستخدمه الجيش الاسرائيلي من اجل تكوين سحابات من الدخان لتتيح لقواته البرية التحرك، حسبما ذكرت التايمز.

وذكر العاملون في الفرق الطبية انهم يقومون بعلاج المصابين بحروق غربية، يشكون ان سببها الفسفور الابيض.

إلا ان الصحيفة نقلت عن الناطقة باسم الجيش الاسرائيلي نفيها ان تكون القذائف التي ذكرها التقرير هي قذائف الفسفور الابيض، وقالت الناطقة ان " هذا هو ما نطلق عليه قذائف خامدة.. انها قذائف فارغة، وهي لا تحتوي على متفجرات ولا فسفور ابيض. لا يوجد شيء بداخلها".

وقالت الناطقة " نحن نطلقها كي نحدد الهدف قبل ان نطلق عليه القذائف الحقيقة. نحن نطلق قذيفتين او ثلاثة من القذائف الفارغة حتى تكون القذائف الحقيقة دقيقة".

المفوضة السامية لحقوق الانسان تدعو لإجراء تحقيق بشأن غزة

من جهة ثانية دعت نافي بيلاي المفوضة السامية لحقوق الإنسان إلى اجراء تحقيقات "مستقلة وذات مصداقية" بشأن انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي والتي قد تصل إلى حد جرائم حرب في الصراع الدائر في غزة.

وقالت بيلاي أكبر مسؤولة عن حقوق الإنسان في الامم المتحدة كذلك انه يتعين نشر مراقبين لحقوق الإنسان تابعين للمنظمة في اسرائيل وغزة والضفة الغربية لتوثيق الانتهاكات ومرتكبيها. وتابعت "يجب وضع نهاية للحلقة المفرغة من الانتهاكات والعقوبات."بحسب رويترز.

وكانت بيلاي تلقي بكلمة أمام جلسة خاصة لمجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة بعد يوم واحد من تبني مجلس الامن لقرار يدعو الى وقف فوري لاطلاق النار في الصراع الدائر منذ 14 يوما وانسحاب القوات الاسرائيلية من غزة.

وقالت بيلاي "يتعين ضمان المحاسبة على انتهاكات القانون الدولي. وكخطوة أولى يتعين اجراء تحقيقات مستقلة ذات مصداقية وتتسم بالشفافية لتحديد الانتهاكات والمسؤولين عنها."

وتابعت بيلاي وهي قاضية سابقة في المحكمة الجنائية الدولية وهي من جنوب افريقيا "انتهاكات القانون الدولي قد تصل الى مستوى جرائم حرب يمكن ان تطبق عليها بنود المسؤولية الجنائية الفردية."

وقالت بيلاي ان سلطات كل من اسرائيل وحماس يجب ان تحترم المباديء الثلاثة الاساسية لقانون حقوق الانسان الدولي المتضمن في معاهدات جنيف عام 1949.

امريكا تقول ان شحنة أسلحة لاسرائيل غير مرتبطة بأحداث غزة

واظهرت وثائق مناقصة ان الجيش الامريكي سعى لاستئجار سفينة تجارية لنقل ذخيرة لاسرائيل هذا الشهر ولكن وزارة الدفاع الامريكية /البنتاجون/ قالت انه ليس لهذه الشحنة صلة بالحرب الدائرة في قطاع غزة.

وقال متحدث باسم البنتاجون ان هذه الذخيرة كانت من اجل مخزون امريكي من الذخيرة في اسرائيل. ويضع الجيش الامريكي مسبقا مخزونات في بعض الدول في حالة احتياجها بشكل سريع.

وفي وثائق المناقصة قالت قيادة النقل البحري العسكري التابعة للبحرية الامريكية ان من المقرر ان تحمل السفينة 325 حاوية بارتفاع 20 قدما لما ادرج على انها "ذخيرة" على رحلتين من ميناء استاكوس اليوناني الى ميناء اشدود الاسرائيلي في الفترة من منتصف الى اواخر يناير كانون الثاني. بحسب رويترز.

وقال اللفتنانت كولونيل باتريك ريدر المتحدث باسم البنتاجون انه لن يعلق على الطرق الملاحية لاسباب امنية ولكنه اكد ان من المزمع ارسال شحنة ذخيرة الى اسرائيل. واضاف ان"توريد الذخيرة لمخزون الذخيرة الامريكية الموضوعة سلفا في اسرائيل يتمشى مع اتفاقية اجازها الكونجرس في عام 1990 بين الولايات المتحدة واسرائيل."هذه الاتفاقية المقررة من قبل روتينية وليست دعما للوضع الحالي في غزة."

تلفزيون حكومي ايراني يقول اسرائيل قصفت مكتبه في غزة واصابت اثنين

وقال تلفزيون برس تي.في الايراني الناطق باللغة الانجليزية ان شخصين اصيبا في ضربة صاروخية اسرائيلية استهدفت مبنى يضم مكتبه في غزة يوم الجمعة.

واضافت القناة الفضائية في خبر عاجل ظهر عبر شاشتها "صاروخ اسرائيلي يضرب مبنى اعلاميا في غزة ويصيب اثنين." وكانت القناة ذكرت في وقت سابق انه لم تقع خسائر بشرية في الحادث.

وقال التلفزيون "استهدفت القوات الاسرائيلية محطتي تلفزيون برس تي.في والعالم في قطاع غزة." ومحطة العالم قناة تلفزيونية ايرانية ناطقة باللغة العربية. وقال متحدث عسكري اسرائيلي ان المبنى لم يستهدف لكن ربما يكون لحق به ضرر غير مقصود.

وذكر تلفزيون برس تي.في بموقعه على الانترنت ان اضرارا لحقت بمعدات تشمل وحدات بث عبر الاقمار الصناعية مثبتة على سطح المبنى. ولم يكشف التلفزيون عن هوية الجريحين ولم يوضح ما اذا كانت وسائل اعلام اخرى تتخذ من المبنى مقرا.

وقال مذيع للاخبار بتلفزيون برس تي.في ان اسرائيل تعرف احداثيات الموقع الجغرافي للمبنى وانها اعطت تأكيدات انه لن يتعرض لهجوم. وذكر موقع التلفزيون على الانترنت ان العاملين ابقوا لمبات قوية مضيئة على سطح المبنى لتمييزه.

وادانت ايران الهجمات الاسرائيلية على غزة والتي قالت اسرائيل انها تشنها لوقف الهجمات الصاروخية لحركة حماس الفلسطينية على جنوب اسرائيل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 15/كانون الثاني/2009 - 17/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م