
شبكة النبأ: ازدادت مخاطر نشوب حرب
بين الهند وباكستان مع حشد البلدين قوات على طول حدودهما المشتركة لكن
عددا من المحللين الباكستانيين والهنود يعتبرون انه لا يمكن لكلاهما
تحمل كلفة نزاع كهذا. بيد ان الواضح جلياً هو ان هجمات بومباي الدموية
التي يُشتبه بتورط باكستان فيها قد أحيت عداوة قديمة بين الدولتين
النوويتين مما ينذر بشراسة الحرب وتداعياتها المدمرة على وسط اسيا فيما
لو نشبت مرة اخرى بينهما..
ولفت خبراء الى ان كلاً من المعسكرين ساهم في التصعيد من خلال
تصريحات حربية صدرت لأسباب متعلقة بالسياسة الداخلية منذ اعتداءات
بومباي الدامية في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر والتي نسبتها الهند الى
حركة عسكر طيبة الاسلامية المتطرفة التي تتخذ من باكستان مقرا لها.
وآخر تطورات هذا التصعيد كان اعلان عدد من المسؤولين العسكريين
الباكستانيين نقل عدد محدود من القوات لا يتعدى بضعة الاف عنصر من
مناطق شمال غرب الهند المحاذية لافغانستان والتي تشهد اضطرابات الى
الحدود مع الهند.
وقال المحلل السياسي حسن عسكري ان "مخاطر نشوب حرب ازدادت. لكن هذا
لا يعني ان البلدين سيصلان الى حد المواجهة" لان "عناصر كثيرة تمنعهما
من اجتياز الخط الاحمر".
وذكر الجنرال الباكستاني المتقاعد طلعت مسعود في طليعة هذه العناصر
ان "مسؤولي البلدين لا يريدون حربا".
والعامل الثاني بنظر الخبراء يكمن في ضرورة احلال الاستقرار في جنوب
اسيا بنظر العديد من القوى في العالم وفي طليعتها واشنطن ما سيساهم في
نهاية المطاف في تهدئة التوتر ولو استغرق الامر وقتا.
ويشير الخبراء الى ان اي نزاع بين الهند وباكستان سيضر بمصالح
الولايات المتحدة الحليف الاساسي للبلدين المتخاصمين وقد دعتهما واشنطن
الجمعة الى لزوم الهدوء.
تصعيد التوتر وحشد جنود على الحدود
واشتد التصعيد السياسي والعسكري بين الهند وباكستان ليتجاوز عتبة
جديدة مع الاعلان عن تعزيزات باكستانية على الحدود فيما جمعت نيودلهي
هيئة اركانها ونصحت رعاياها بعدم التوجه الى باكستان.
وهذه التدابير دليل جديد على تدهور العلاقات بين القوتين النوويتين
المتنافستين التي وصلت الى ادنى مستوياتها منذ اعتداءات بومباي في 26
تشرين الثاني/نوفمبر التي نسبتها نيودلهي الى مجموعة اسلامية متمركزة
في باكستان.
وقد الغت باكستان اجازات قسم من جنودها وحشدت الافا منهم على حدودها
مع الهند كما اعلن مسؤولون باكستانيون الجمعة لوكالة فرانس برس طالبين
عدم كشف هويتهم.
وقال مسؤول عسكري كبير "لا نريد اثارة حالة ذعر من حرب لكن علينا
اتخاذ الحد الادنى من التدابير الامنية لابعاد اي تهديد". بحسب سي ان
ان.
وان كان المتحدث العسكري الباكستاني الجنرال اطهر عباس رفض الادلاء
باي تعليق فان عددا من المسؤولين اوضحوا ان اعادة الانتشار هذه تشمل
الافا من الجنود المتواجدين حتى الان في المناطق غير المستقرة في
الشمال الغربي. واضاف احدهم ان الجيش الباكستاني اتخذ هذه التدابير بعد
ان علم بان نيودلهي قامت بخطوة مماثلة.
وقال مسؤول باكستاني في الاجهزة الامنية ان الاف الجنود
الباكستانيين المعاد انتشارهم سيرسلون الى اماكن "قبالة نقاط يعتقد ان
الهند حشدت قوات" فيها.
كذلك يبدو التوتر ايضا واضحا في نيودلهي حيث جمع رئيس الوزراء
مانموهان سينغ الجمعة هيئة اركان الجيوش لاستعراض "حالة التحضيرات"
الدفاعية للهند كما قال مسؤول في اجهزة رئيس الوزراء طالبا عدم ذكر
اسمه.
واوضح هذا المسؤول ان قادة الاسلحة الثلاثة عرضوا عليه "سيناريوهات
التهديدات العسكرية التقليدية" و"التدابير المتخذة لمواجهتها".
باكستان تكرر انها لا تريد الحرب
وحاولت باكستان تهدئة التوتر الشديد بينها وبين الهند بالدعوة الى "الحوار"
في المنطقة غداة تصعيد جديد دفع الولايات المتحدة وروسيا الى توجيه
نداء من اجل الهدوء بين البلدين.
ووصلت الازمة الهندية الباكستانية الجمعة الى ذروة جديدة باعلان
مسؤولين في الجيش الباكستانس انتشار تعزيزات عسكرية على الحدود مع
الهند.
وتشهد العلاقات بين البلدين اللذين خاضا ثلاث حروب منذ استقلالهما
عام 1947 تدهورا مطردا منذ اعتداءات بومباي (172 قتيلا) في نهاية تشرين
الثاني/نوفمبر والتي تنسبها نيودلهي الى جماعة عسكر طيبة وهي مجموعة
اسلامية متشددة تتمركز في باكستان.
ووجه الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري رسالة تهدئة حيث دعا الى
"الحوار" قائلا انه الوسيلة الوحيدة لتسوية المشكلات التي تواجه
المنطقة في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الهند وباكستان منذ وقوع
اعتداءات بومباي قبل شهر. بحسب فرانس برس.
وقال زرداري ان "الحوار هو افضل سلاح لدينا" وذلك في كلمة القاها في
حفل تأبين لزوجته رئيسة الوزراء الراحلة بنازير بوتو اقيم في الذكرى
الاولى لاغتيالها وشارك فيه العديد من الوزراء والنواب في منزل اسرة
بوتو قرب قرية جارهي خودا بخش (في جنوب البلاد) حيث احتشد اكثر من 150
الف شخص بمناسبة هذه الذكرى.
واضاف في كلمته التي بثها التلفزيون الرسمي مباشرة على الهواء ان "حل
مشاكل المنطقة (...) يكمن في السياسة والحوار والديموقراطية في باكستان
لان الديموقراطية جزء من الحل وليس من المشكلة".
امريكا تحث على تجنب تصعيد التوترات
من جهة اخرى حث البيت الابيض كل من الهند وباكستان على تجنب اتخاذ
اجراءات من شأنها تصعيد التوترات بينهما في أعقاب هجوم الشهر الماضي
على مومباي من جانب من يشتبه في انهم متشددون اسلاميون أسفر عن مقتل
179 شخصا.
وجاءت مناشدة الولايات المتحدة بالعمل على تهدئة التوترات بعد ان
حذرت الهند مواطنيها من ان السفر الى باكستان غير مأمون وألغت اسلام
اباد عطلة للجيش وحركت بعض قواتها من حدودها الغربية. بحسب رويترز.
وتشير هذه الخطوات الى تصاعد حدة التوترات بين القوتين النوويتين
بعد هجوم الشهر الماضي على مومباي العاصمة المالية للهند من جانب
متشددين تقول نيودلهي انهم جاءوا من باكستان.
وقال جوردون جوندرو المتحدث باسم مجلس الامن القومي الامريكي ان
البيت الابيض اطلع على تقارير عن تحركات كل من الجانبين وانه على اتصال
مع سفاراته في المنطقة.
وقال جوندرو "نأمل أن يتمكن الجانبان من تجنب اتخاذ خطوات من شأنها
دون داع تصعيد التوترات خلال هذه الاوقات التي يسودها التوتر
بالفعل."وأضاف "نواصل اتصالاتنا مع البلدين لحثهما على التعاون بدرجة
أكبر في التحقيقات في هجمات مومباي وفي مكافحة الارهاب بشكل عام."
الهند تحذر مواطنيها من السفر الى باكستان
وحذرت الهند مواطنيها من أن السفر الى باكستان غير آمن وذلك بعدما
التقى رئيس الوزراء قادة القوات المسلحة وألغت باكستان اجازات الجيش
وحركت بعض القوات من حدودها الغربية.
ويبرز التحذير تصاعدا حادا في التوترات بين الجارتين المسلحتين
نوويا بعد هجوم الشهر الماضي على مومباي الذي قتل فيه 179 شخصا والذي
تلقي الهند باللوم فيه على مسلحين اسلاميين مقرهم باكستان. بحسب رويترز.
ويأتي ايضا في أعقاب تقارير اعلامية في باكستان والهند بأن "عدة"
مواطنين هنود قد ألقي القبض عليهم في اليومين الاخيرين اثر تفجيرات في
مدينتي لاهور وملتان الباكستانيتين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية في بيان "لذلك ننصح
المواطنين الهنود بأن السفر الى باكستان أو الوجود فيها غير مأمون."
وقال مسؤول اخر بوزارة الخارجية اتصلت به رويترز ان التحذير يشمل كل
الرحلات الى باكستان.
وقال مكتب رئيس الوزراء مانموهان سينغ في وقت سابق ان سينغ بحث
التوترات مع باكستان خلال اجتماع مقرر بشأن رواتب وأجور العسكريين مع
قادة الجيش والبحرية والقوات الجوية.
وقال مسؤول من مكتب سينغ طلب عدم كشف هويته "التقى رئيس الوزراء
قادة الافرع الثلاثة لمناقشة قضايا لجنة الاجور لكن من الواضح أنه جرت
مناقشة الوضع في المنطقة أيضا."
وقالت وسائل إعلام هندية ان مستشار الامن القومي م.ك. نارايانان حضر
الاجتماع أيضا.
ويقول كثير من المحللين ان من المستبعد جدا أن تتصاعد التوترات الى
حرب. وخاض البلدان الجاران ثلاثة حروب منذ استقلالهما عام 1947 واقتربا
من حافة حرب رابعة في 2002 بعد هجوم على البرلمان الهندي.
وفي حين لم تحدث تحركات كبيرة للقوات في أي من البلدين يقول مسؤولون
عسكريون في اسلام اباد ان أوامر صدرت لافراد الجيش بالحضور الى الثكنات
وانه جرى نقل بعض القوات من الحدود الافغانية.
اسلام آباد تقر بأن الناجي الوحيد من منفّذي
هجمات بومباي باكستاني
وأقرت الحكومة الباكستانية بأن الناجي الوحيد من الاسلاميين الذين
نفذوا هجمات بومباي في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر هو باكستاني الجنسية
الامر الذي تؤكده الهند منذ شهر.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية "ابلغتنا السلطات
المعنية للتو ان اجمل كساب هو مواطن باكستاني". بحسب فرانس برس.
وكان كساب واسمه الكامل محمد اجمل عامر ايمان اعتقل في 26 تشرين
الثاني/نوفمبر بعدما شارك في تنفيذ هجمات بومباي.
وسيظل معتقلا في الهند حتى 19 كانون الثاني/يناير وقد يتهم بارتكاب
"اعمال حربية ضد البلد" وجرائم قتل ومحاولات قتل وانتهاك قوانين
الاسلحة والمتفجرات.
واكدت نيولهي منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ان المتهم باكستاني على
غرار المهاجمين التسعة الاخرين الذين قضوا في الاعتداءات لكن باكستان
نفت هذا الامر.
وارسلت نيودلهي ملفاً اتهاميا الى اسلام اباد يثبت كما اعلنت تواطؤا
بين "عناصر" باكستانيين والمجموعة "الارهابية" التي هاجمت بومباي.
وتنسب الهند والولايات المتحدة وبريطانيا اعتداءات بومباي التي
اسفرت عن 174 قتيلا بينهم تسعة مهاجمين بحسب حصيلة رسمية جديدة الى
جماعة عسكر طيبة الاسلامية المتمركزة في باكستان.
رئيس المخابرات الباكستانية: لا حرب مع الهند
وقال اللفتنانت جنرال أحمد شجاع باشا رئيس وكالة المخابرات الداخلية
الباكستانية إنه لن تنشب حرب مع الهند بسبب هجوم شنه متشددون على
مومباي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقال باشا في حديث لمجلة ديرشبيجل الالمانية ان الارهاب وليس الهند
هو عدو باكستان وانه يتلقى أوامره من رئيس مدني. وأضاف باشا "لن تكون
هناك حرب." وتابع "نحن ننأى بأنفسنا عن صراع مع الهند سواء الان أو
بشكل عام."بحسب فرانس برس.
وقال باشا "في باديء الامر تصورنا انه سيكون هناك رد عسكري. الهنود
بعد الهجوم كانوا غاضبين بشدة لكنهم أذكياء كذلك."وتابع ان باكستان
تعلم جيدا أن عدوها هو الارهاب وليس الهند.
الهند تقدم للولايات المتحدة أدلة ضد باكستان
وفي تطور لاحق قال وزير الداخلية الهندي ب. تشيدامبارام ان التخطيط
الدقيق لهجوم مومباي يشير لتورط "جهات رسمية" في باكستان. وتأتي
تصريحاته قبل زيارته للولايات المتحدة حاملاً ملفاً يحتوى على أدلة
تدين باكستان.
وتتناقض تصريحات وزير الداخلية الهندية مع اصرار باكستان على عدم
وقوف اي جهات رسمية وراء الهجوم المنسق الذي شنه عشرة مسلحين مما أسفر
عن مقتل 179 شخصا في مومباي وتصاعد التوترات بين البلدين المجاورين.
بحسب فرانس برس.
وصرح الوزير لقناة (ان.دي.تي.في) الاخبارية "وجه هذه العملية شخص
على دراية بمعلومات مخابراتية وعلى دراية بعمليات القوات الخاصة."
واضاف "لا يمكن ان تكون جهة غير رسمية تماما. في الواقع أفترص انها
جهات رسمية او جهات تلقت مساعدات رسمية مالا لم يتم اثبات العكس."وتابع
"انها جريمة بشعة تطلبت تخطيطا دقيقا وشبكة اتصالات ودعما ماليا. انها
عملية بالغة التعقيد."واضاف تشيدامبارام ان الادلة "دامغة" و "لا تدحض"
وسيجري اطلاع الولايات المتحدة عليها خلال الايام المقبلة.
وقال مسؤولون هنود ان تشيدامبارام سيلتقي وكبار المسؤولين بوزارة
الامن الداخلي وربما وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وافراد من الفريق
المسؤول عن انتقال السلطة للرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما. واضاف
"أنه ملف مفصل مؤيد بادلة الكترونية." |