الحرب في غزة: المدنيين والبنى التحتية تحت نيران همجية اسرائيل

اسرائيل تستورد قنابل ذكية وحماس تستخدم تكتيكات حزب الله

شبكة النبأ: فيما قال قائد الجيش الاسرائيلي في منطقة جنوب اسرائيل الجنرال يواف جلانت ان العملية العسكرية التي تُشن على قطاع غزة تهدف لإعادة هذه المنطقة عقودا الى الوراء. تتصاعد صيحات الاغاثة التي يطلقها المدنيون في القطاع وتتزايد موجات الغضب في عموم العالم الاسلامي من سياسة العقاب الجماعي التي تنتهجها اسرائيل وتدمير البنى التحتية في عمليات قتل جماعي تستهدف الكل دون استثناء..

ونقلت صحيفة هارتس الاسرائيلية عن جلانت تأكيده " ان قدرات الجيش الاسرائيلي العسكرية ستعمل على تحقيق اكبر قدر من الاصابات في صفوف العدو وستعمل على الابقاء على الحد الادنى من الخسائر في صفوف قوات الجيش الاسرائيلي".

وحسب الصحيفة " فان الجنرال جلانت يعد واحدا من المفاتيح الاساسية في العملية العسكرية التي بدأ الجيش بشنها ظهر امس السبت على قطاع غزة".

ونقلت عنه قوله في نقاش جرى قبل الشروع بها امس " ان هدف اسرائيل منها سيكون المس بقيادة حركة حماس بشكل محدد بما في ذلك قدراتها التكتيكية وعمليات التهريب التي تقوم بها".

ودعا الجنرال الاسرائيلي الى مواجهة القدرات العسكرية لحركة ( حماس ) من خلال عملية برية تشارك فيها وحدات مشاة مع قوات دفاعية اخرى مبينا ان قطاع غزة يعد واحدا من اكثر المناطق ازدحاما في العالم الامر الذي يخلق تعقيدات ومصاعب امام قوات الجيش. بحسب كونا.

وقال " ان هذا الوضع يفرض علينا ايجاد تعاون بين القوات البرية والتي تتعاون بشكل منسق ومتقارب مع سلاح الجو وهو الامر الذي يمكنه من تحقيقات انجازات عسكرية ويحقق شرعية لامكانية استمرار عمليات الجيش الاسرائيلي".

إسرائيل تشتري آلاف القنابل الذكية والصواريخ الأمريكية

وأظهرت وثائق لدى وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاغون" أن إسرائيل قامت منذ 2007 بطلب آلاف القنابل و الصواريخ من الولايات المتحدة بهدف إضافتها إلى ترسانتها العسكرية، وبينها كمية كبيرة من القنابل "الذكية" التي تعتمد على التوجيه الدقيق نحو الأهداف بالليزر أو بالأقمار الصناعية.

وقال مصدر في الوزارة طلب عدم كشف اسمه، إن قائمة مشتريات تل أبيب، تشمل أيضاً ألف قنبلة من نوع GBU-39، و28 ألف صاروخ من نوع M72A7، وقد طلب المسؤولون الإسرائيليون إبقاء الصفقة طي الكتمان، دون أن يتضح ما إذا كانت تلك الأسلحة قد دخلت بالفعل ميدان المعارك في غزة.

وقال خبراء من الوزارة لـCNN إن تل أبيب كانت قد استخدمت أسلحة من هذا النوع خلال معارك عام 2006 مع حزب الله في لبنان لتدمير أبنية ومواقع حصينة، غير أنهم رفضوا تأكيد ما إذا كانت تستخدمها اليوم في الغارات التي تنفذها على غزة، معتبرين أن التعليق على ذلك يعود للحكومة الإسرائيلية وحدها.

غير أن الوثائق تؤكد بأن هذه القنابل والصواريخ معدة لتعمل انطلاقا من طائرات أمريكية الصنع، على غرار تلك التي يستخدمها سلاح الجو الإسرائيلي في عملياته حاليا.

وللولايات المتحدة تاريخ طويل من بيع الأسلحة لإسرائيل، وبينها تجهيزات متقدمة، مقل صواريخ باتريوت الاعتراضية المخصصة لمواجهة الصواريخ البالستية، إلى جانب المقاتلات والمروحيات الهجومية.

وتشير الوثائق إلى أن إسرائيل قدمت طلب شراء الأسلحة في سبتمبر/أيلول الماضي، وحصل الطلب على موافقة الكونغرس في أكتوبر/تشرين الأول.

وشملت قائمة المشتريات ألف قنبلة من نوع GBU-39 ذات القطر الصغير، وهي مخصصة لإصابة الأهداف بشكل مباشر، وبأقل قدر من الأضرار في المناطق المحيطة، غير أن واشنطن لم ترسلها إليها بعد.

وتعتبر هذه القنابل من النوع "الذكي" بمعنى أنها تتمتع بنظام ملاحي يسمح لها بالحركة نحو الهدف وإصابته بدقة بعد إلقائها من الطائرة، ويتح حجمها الصغير ووزنها الخفيف نسبياً للطائرات حمل كميات كبيرة منها، وبالتالي تنفيذ عدد أكبر من الغارات.

وإلى جانب هذه القنابل، طلبت إسرائيل أيضاً 28 ألف صاروخ من نوع M72A7 الذي يطلق من على الكتف، وهو سلاح مضاد للمدرعات يمتاز بخفة الوزن وسهولة الاستخدام، غير أن المصدر الذي تحدث لـCNN قال بأنه لا يعرف ما إذا تم تسليمها، مشيراً إلى أن عملية الموافقة الإدارية داخل الكونغرس عادة ما تتطلب 120 يوماً.

اسرائيل ترفض الدعوة لهُدنة وتحشد مزيدا من القوات

وقالت اسرائيل ان الظروف غير مواتية لوقف اطلاق النار في قطاع غزة وكثفت استعدادتها لاحتمال غزو القطاع بعد ان وصلت صواريخ فلسطينية أطول مدى الى منطقة سكنية رئيسية ثانية.

ونقل مساعد لإيهود أولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي عنه قوله " اذا تهيأت الظروف ورأينا انه يمكن ان يكون هناك حل دبلوماسي يضمن واقعا أمنيا أفضل في الجنوب حينها سندرس الأمر. لكن في الوقت الراهن الظروف غير مواتية."بحسب رويترز.

وأضاف أولمرت "لم نبدأ هذه العملية لننهيها وإطلاق الصواريخ مُستمر كما كان قبل أن تبدأ... تخيل لو أننا أعلنا وقف إطلاق النار من جانب واحد وبعد بضعة أيام سقطت صواريخ على (بلدة) عسقلان. ماذا سيكون تأثير ذلك على الردع الاسرائيلي.."وتصاعدت الضغوط الاجنبية على الجانبين لانهاء القتال.

واقترحت فرنسا هدنة مدتها 48 ساعة للسماح بدخول مزيد من المساعدات الانسانية لقطاع غزة الذي يسكنه 1.5 مليون نسمة. وأدلى اولمرت بتصريحاته التي لم يستبعد فيها وقف اطلاق النار في المستقبل أمام مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الأمنية الذي رفض الاقتراح الفرنسي.

وقالت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) انها مستعدة لدراسة المقترحات الخاصة بوقف لاطلاق النار. وقال أيمن طه المسؤول في الحركة "حماس مستعدة لدراسة عروض لوقف إطلاق النار."

وأضاف "اذا ما عُرض علينا أي عرض فسوف ندرسه... نحن مع أي مبادرة توقف العدوان فورا وترفع الحصار بشكل كامل."

وقال دبلوماسيون ان الصراع في غزة يقترب فيما يبدو من نقطة الذروة بعد أربعة أيام من الغارات الجوية الاسرائيلية التي قتلت 393 فلسطينيا تقول الامم المتحدة ان ربعهم على الاقل مدنيون.

وعدل مسؤولون طبيون فلسطينيون عدد الجرحى الى 1650 بعد وصول أرقام من مراكز طبية لم تعلن احصائياتها في السابق. وقتلت الصواريخ الفلسطينية ثلاثة مدنيين وجندي اسرائيليين.

وعلى طول الحدود المحصنة بين اسرائيل وغزة واصلت أطقم الدبابات الاسرائيلية استعداداتها للمعركة بينما أخذ النشطون الاسلاميون المختبئون على بعد مئات الامتار فقط يزرعون الالغام الارضية والشراك تحسبا لاندلاع حرب برية.

وداخل غزة غامر عدد كبير من السكان ولاول مرة منذ بدء القتال بالخروج من منازلهم لشراء مزيد من الامدادات مستغلين تراجعا نسبيا للغارات الاسرائيلية.

وأخذ بعض الاطفال يلهون في سعادة تحت المطر في حين قال أحد آبائهم انهم تمكنوا أخيرا من الانطلاق بحرية بعد ما وصفه بثلاثة أيام من " الإقامة الجبرية".

مظاهرات بمصر والأردن وتركيا وكشمير وأفغانستان احتجاجا على غزة

وشهدت كل من مصر والأردن وتركيا وكشمير وأفغانستان وغيرها مظاهرات واسعة بعد صلاة الجمعة احتجاجا على استمرار الهجمات الاسرائيلية على غزة.

ففي القاهرة قال شهود عيان ان قوات مكافحة الشغب استعملت العصي في ضرب محتجين اسلاميين يوم الجمعة في وسط القاهرة لتفريق مظاهرات نظمتها جماعة الاخوان المسلمين بعد صلاة الجمعة احتجاجا على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة.

ونشرت السلطات ألوفا من قوات مكافحة الشغب وغيرها من قوات الشرطة في القاهرة ومدن أخرى قبل بدء المظاهرات. بحسب رويترز.

وقال شهود العيان ان قوات مكافحة الشغب استعملت العصي في ضرب المتظاهرين وان اصابات لحقت بعدد منهم.

ووقعت أعمال عنف خلال مظاهرة في مدينة العريش بشمال سيناء حين حاول محتجون شق طريقهم عبر نطاق أمني للقيام بمسيرة.

وقال شاهد من رويترز "المحتجون اشتبكوا مع الشرطة وقذفوها بالحجارة." وأضاف أن "الشرطة راحت تطوق المتظاهرين وتوسعهم ضربا."

وقال مسؤولون أمنيون ومسؤولون في الجماعة ان الشرطة احتجزت أعدادا من أعضاء الجماعة بينهم قياديون يوم الجمعة ضمن اجراءات احباط الاحتجاجات على الهجوم الاسرائيلي الذي دخل يومه السابع على قطاع غزة.

لكن محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام لجماعة الاخوان نفى ما نشره موقع الجماعة على الانترنت عن إلقاء القبض على الأمين العام للجماعة محمود عزت خلال مظاهرة احتجاج.

مئات العائلات تهجر منازلها هرباً من القصف الاسرائيلي

وغادرت مئات العائلات الفلسطينية في قطاع غزة بيوتها شبه المدمرة الى اماكن اكثر امنا نتيجة القصف الاسرائيلي المكثف المستمر على القطاع منذ خمسة ايام.

وتبحث عائلة ابو جهل التي دمرت غارة اسرائيلية منزلها بعدما استهدفت مقر جمعية للاسرى في غزة عن خيمة لتقيم فوق ركام البيت.

وقال وهبة ابو جهل (26 عاما) "لا اجد حتى خيمة لايواء عائلتي (المكونة من زوجته واطفاله الاربعة) اينما تذهب انت معرض للموت". بحسب فرانس برس.

واصيبت عشرات المنازل بدمار كلي او جزئي نتيجة قصف محيط مقار ومؤسسات تعرضت للغارات الجوية الاسرائيلية على مدى الايام الخمسة ما دفع اصحاب هذه المنازل الى مغادرتها.

وقال حمدي شقورة المسؤول في المركز الفلسطيني لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس "الوضع في غاية الخطورة هناك تهجير قسري لمئات من المواطنين". واضاف شقورة "مئات الاسر الفلسطينية المحيطة بالمقار المهددة بالقصف اخلت منازلها ولاسيما ان اسرائيل قامت بابلاغ الناس في رسائل عبر الهواتف النقالة بضرورة اخلاء منازلهم وعدم الوجود في المناطق المهددة". وتابع "ما يجري جريمة حرب منظمة تقترفها اسرائيل".

واوضح شقورة ان الاخلاء يعود "اما الى التهديدات واما لان منازل تلك العائلات تقع ضمن مناطق مستهدفة واما لانها تضررت بالكامل جراء القصف. فمن بقي من الناس على قيد الحياة اخلى منزله".

واكد ان "السكان اضطروا الى الهرب لانهم غير قادرين على تحمل صقيع الشتاء بعد تحطيم الاف من نوافذ المنازل وواجهاتها وعدم توافر زجاج لاصلاحها".

ويلاحظ ان عددا كبيرا من سكان غزة يبقون نوافذ منازلهم مفتوحة رغم البرد القارس وذلك خشية تحطمها جراء القصف واصابتهم بشظاياها. وتكاد شوارع غزة تخلو من المارة طوال ساعات النهار خشية الغارات الجوية المفاجئة.

واكد فواز ابو ستة الذي دمر منزله جزئيا جراء القصف الذي استهدف مجمع الوزارات الحكومي في غرب غزة ان "الاصرار على ضرب مواقع ومنشآت عامة لا تستخدمها قوات عسكرية بهذه القسوة يظهر ان الجيش الاسرائيلي يهدف الى نشر الذعر بين المدنيين وايقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوفهم".

واضاف "ثمة بعد سيكولوجي ونفسي تعمل عليه اسرائيل هو كسر ارادة الشعب الفلسطيني بغض النظر عن المبررات الامنية والسياسية التي يسوقها القادة السياسيون الاسرائيليون".

وتابع ابو ستة "بيتي من ضمن عشرات البيوت التي اصيبت بضرر كبير. اشعر باحباط شديد ومرارة لسكوت العالم المتحضر عما ترتكبه اسرائيل".

وشدد على انه لا يستطيع "في الوقت الحاضر ترميم البيت نتيجة الحصار الاسرائيلي الذي يمنع ادخال مواد البناء اللازمة".

حماس تستخدم تكتيكات حزب الله الصاروخية

يقول خبراء مكافحة الارهاب انه منذ ان استولت حماس على قطاع غزة في عام 2007، اتبعت الحركة اسلوب الحرب الصاروخية التي اتبعها حزب الله، وابتعدت عن الاعتماد على القنابل الانتحارية في هجماتها على اسرائيل.

ويعود هذا التغيير جزئيا الى مخزون حماس من الصواريخ بعيدة المدى. فعدد من المدن الاسرائيلية التي كانت في الماضي بعيدة عن مرمي نيران حماس باتت الان في متناول صواريخها.

وقال خبير امريكي في مكافحة الارهاب رفض الاعلان عن هويته، ان حماس ضربت المدن الاسرائيلية الجنوبية الكبرى في بئر سبع واشدود، التي يوجد بها اكبر موانيء اسرائيل للمرة الاولى منذ اعلنت حماس انتهاء الهدنة في التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الاول. بحسب رويترز.

وقال مسؤول الاستخبارات الامريكي السابق، ان حماس تستخدم الان نسخ ايرانية من صوايخ كاتيوشا وجراد التي يتراوح مداها من بين 30 الى 35 كيلو مترا.

وهذه الانواع الجديدة من الصواريخ، قد وسعت من المدى الذي يمكن ان تصل اليه قوات حماس التي اعتمدت تقليديا على صواريخ القسام التي يتراوح حوالي ثلاثة كيلو مترات فقط.

وليس لهذه الصواريخ انظمة توجيه، لذا فهي تسقط عشوائيا على اهدافها الا ان ذلك يجعلها مناسبة تماما لاطلاق العشرات منها على مدينة او على جنود ينتشرون على ارض القتال. وقال المسؤول ان " حماس تعلمت بشكل مؤكد من حزب الله".

وكان الناطق باسم مجلس الامن القومي الامريكي جوردون جوندور قد قال الاربعاء في تصريحات صحفية " انه ليس هناك شك" ان كل من ايران وسوريا يزودان حماس بالاسلحة.

وقال مسؤول الاستخبارات ان كثيرا من صواريخ حماس يقوم مقاتلوها بتجميعها بشكل بدائي من اجزاء تهرب الى المنطقة.

اليونيسيف تعرب عن قلقها ازاء اوضاع الاطفال في قطاع غزة 

من جانبها اعربت منظمة الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) عن قلقها البالغ ازاء وضع الاطفال في قطاع غزة وتاثرهم جراء الاوضاع الماساوية التي يعيشها القطاع حاليا بسبب الاعتداءات الاسرائيلية المستمرة منذ ثلاثة ايام داعية في الوقت ذاته الى فتح المعابر الحدودية للسماح بدخول المساعدات الانسانية للمحتاجين.

وحثت اليونيسيف في بيان صادر عنها هنا كافة الاطراف المعنية بالنزاع الى الالتزام بالقوانين الدولية لضمان حماية الاطفال وتلقيهم المساعدات الانسانية الضرورية. بحسب كونا.

وجاء في البيان ان حوالي نصف سكان قطاع غزة هم من الاطفال قائلا ان مكتب تنسيق العمليات الانسانية التابع للامم المتحدة اعلن بان الاطفال في قطاع غزة هم من بين القتلى والجرحى من جراء عمليات القصف الجوي الاسرائيلية الاخيرة.

واعرب البيان عن ضرورة فتح المعابر الحدودية لضمان وصول المساعدات الانسانية بما فيها الغذاء والدواء والمؤن والمعدات اللازمة الى قطاع غزة لضمان احتياجات الاطفال والنساء.

يذكر ان حوالي 350 مواطن فلسطيني لقوا مصرعهم جراء عمليات القصف الاسرائيلي المستمرة منذ ثلاثة ايام على قطاع غزة في حين جرح اكثر من 1000 شخص اخرين.

أولمرت: لم نبدأ العملية لننهيها رغم استمرار الصواريخ

وفي تل أبيب، نقلت مصادر حكومية إسرائيل لـCNN أجواء الاجتماع الوزاري المصغّر، الذي ضم رئيس الحكومة، أيهود أولمرت، ووزير الدفاع، أيهود باراك، ووزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، مؤكدة أن أولمرت حمّل حماس مسؤولة خرق التهدئة وأكد الاستمرار في العملية.

ونقلت المصادر عن أولمرت قوله: "لم نبدأ هذه العملية لننهيها رغم استمرار الصواريخ.. إذا تغيّرت الظروف، وكان هناك حل يضمن تحسين مستويات الأمن، فسننظر فيه، لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد."

وفي الولايات المتحدة، قال غوردون غوهاندرو، الناطق باسم البيت الأبيض، إن أولمرت أكد للرئيس الأمريكي، جورج بوش، بأن الغارات على غزة "تستهدف فقط حركة حماس،" وما وصفه بـ"التنظيمات الإرهابية العاملة معها في غزة،" مضيفاً أن العمل يتواصل لضمان تجنّب سقوط خسائر بين المدنيين. وأضاف غوهاندرو، إن بوش يرغب في رؤية اتفاق وقف لإطلاق النار، لكنه يريده "قوياً وقادراً على البقاء، ومُحترم من قبل حماس."

أما غوردون ديغوب، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، فأكد أن بلاده تواصل العمل الجدي للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، منتقداً ما يتردد حول تقصير المجتمع الدولي حيال ذلك.

ونفى ديغوب أن تكون بلاده قد اطلعت على التقارير التي تشير إلى أن حركة حماس أبلغت روسيا استعدادها لوقف هجمات الصواريخ على إسرائيل، وتعهد بالضغط على كافة أطراف النزاع لتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية.

وكان مجلس وزراء الخارجية العرب قد أنهى اجتماعه في وقت متأخر من مساء الأربعاء، حيث قرر المجتمعون التوجه نحو مجلس الأمن.

وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير سعود الفيصل، إن مجلس وزراء الخارجية العرب "رفض محاولات التطاول أو المزايدة على الدور المصري في القضية الفلسطينية."

وردا على سؤال حول المطالبات بسحب المبادرة العربية للسلام قال الفيصل: "لماذا نخدم مصلحة إسرائيل في هذا الإطار ونسحب المبادرة إذا أرادت إسرائيل السلام الحقيقي فالمبادرة موجودة أما إذا لم يكن ستكون المبادرة هي 'اللقمة' التي لن تستطيع إسرائيل أن تبلعها."

وحول كيفية تعامل مجلس الجامعة العربية مع مجلس الأمن الدولي في حال رفضه عقد جلسة لبحث موضوع غزة وإصدار قرار بوقف إطلاق النار قال الأمين العام للجامعة العربية، عمرو موسى، إن إسرائيل في كل الأحوال "لا تحترم القرارات الدولية ومسلكها حتى الآن يشير إلى تحديها لكل ذلك."

 وأضاف موسى قائلا: "عملنا الآن على أن نتقدم كمجموعة عربية بطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن للنظر في موضوع غزة وإصدار قرار بشأنه والالتزام بتنفيذه."

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 4/كانون الثاني/2009 - 7/محرم/1430

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م