الإنسان بغير القراءة يبقى في الدرك الأسفل من الجهل

الكاتب حسن آل حمادة: البعض لا يقرأ لأنه لا يستطيع القراءة بشكل صحيح

شبكة النبأ: الإنسان بغير القراءة يبقى في الدرك الأسفل من لجهل والطفل  إن لم يعتد القراءة بمعدل خمس ساعات في الأسبوع  فإن هذا الأمر سيعوق استمراره في النظام التعليمي، والطفل لابد ان يتربى في أسرة قارئة، توفر المناخ المناسب لتنمية القراءة، كما ان المدرسة والآباء يتحملان معاً مسئولية مشتركة اذا بعض الاطفال لا يقرأ او لا يستطيع القراءة بشكل صحيح.

جاء هذا في محاضرة عن القراءة لدى الطفل تحت عنوان «القراءة للجنين... خطوات من أجل تنمية القراءة عند الأطفال»، وقدمها (الاثنين) من الاسبوع الماضي الكاتب والإعلامي السعودي حسن آل حمادة على هامش محاضرات معرض الكتب المستخدمة بنادي سار الثقافي والرياضي وأدارها رئيس تحرير صحيفة «الوسط» منصور الجمري، وخصوصاً على صعيد أدوات الكتابة للأطفال والأساليب المؤثرة بالإضافة الى الوسائل المفيدة في تشجيع الأطفال على القراءة.

واستهل المحاضر آل حمادة محاضرته بما نصه: «شخصياً قلت في أكثر من مناسبة إن الإنسان بغير القراءة يبقى في الدرك الأسفل من لجهل، ومازلت مصراً على هذه المقولة، ومن يتلفت حوله ليقرأ أحوال مجتمعاتنا فلن يخالفني الرأي، كما أتصور».

خمس ساعات أسبوعياً

وأشار في معرض حديثه إلى أن بعض الدراسات ترى أن الطفل - إن لم يعتد القراءة بمعدل خمس ساعات في الأسبوع - فإن هذا الأمر سيعوق استمراره في النظام التعليمي.

واستشهد المحاضر برواية عن الإمام الحسن بن علي عليهما السلام، جمع بنيه وبني أخيه ذات يوم وقال لهم: «إنكم صغار قوم ويوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن لم يستطع أن يحفظه منكم فليكتبه وليضعه في بيته»، وانطلاقاً من هذه الكلمة، تحدث عن تنمية حب القراءة لدى الأطفال، قائلاً إن الكثير من الكتاب، عندما يتحدث عن العوامل المؤثرة في تكوين وتنمية عادة القراءة، يقوم بإدراج الأسرة كعامل أساس وأولي في ذلك، وما ذلك إلا لأن قلب الحدث كالأرض الخالية ما ألقي فيها من شيء قبلته، كما يعبر عن ذلك الإمام علي عليه السلام: «والطفل صفحة بيضاء فكلما نقش فيها لون تلونت تلك الصفحة بذلك اللون»، هذا بالإضافة الى أن تقبل الطفل أكثر وأسرع من تقبل غيره.

تقمص النموذج والقدوة

وفيما يتعلق بخطوات تنمية حب القراءة لدى الأطفال، فتطرق الى نقاط مهمة للغاية منها أن يمثل الآباء دور البطولة في حياة الطفل بصورة واقعية غير مصطنعة، فالطفل يبحث عن النموذج والقدوة ليتقمص دوره، فإن تربى في أسرة قارئة، توفر المناخ المناسب لتنمية القراءة، فبطبيعة الحال سيغدو قارئاً والعكس صحيح، بالإضافة الى التدرج مع الطفل لتحفيزه على القراءة المستمرة، فبعض المهتمين ينصحون بتوفير الكتب المصورة أولاً، لتتبعها الكتب التي تتضمن كلمة أو كلمتين بجانب الصور، ثم السطر والسطرين، لتزداد تدريجياً الكلمات وتتقلص الصور، مؤكداً عدم وجود سن محددة يتفق عليها الباحثون للبدء في القراءة للطفل.

 لذا، يشجع الكثير من المختصين على القراءة للطفل وهو جنين في بطن أمه، كأن نقرأ له القرآن الكريم والأدعية، ونحن نعلم أن الأمهات يتحدثون لأطفالهم، وهم في الرحم، وقراءة القرآن للأطفال أفضل من أي حديث آخر.

محفزات لتشجيع الأطفال

ومن بين المحفزات على تشجيع الأطفال على القراءة منحهم الفرصة لاختيار الكتب بنفسه، وتخصيص وقت معين لاصطحابه الى متاجر بيع الكتب اسبوعياً او شهرياً أو في مناسبات دينية أو اجتماعية معينة، وينصح بتشجيع الطفل على اختيار الكتب التي تناسبه، مع توجيهه لنوعية معينة إن لزم الأمر في المرات الأولى اثناء تكوينه الثقافي والمعرفي الرصين، ويقترح تشجيعه على الانفتاح المعرفي منذ وقت مبكر في حياته، ليعلم أنه «قد يجد الجوهرة في المزبلة، وأن أعقل الناس من جمع عقول الآخرين الى عقله».

واختتم المحاضرة بالإشارة الى أن نسبة القراءة في العالم العربي لا تتجاوز أربعة في المئة، مشيراً الى أن رواية هاري بوتر لكاتبتها جي كي رولنغ، وهي تتحدث عن عالم افتراضي حافل بالسحر، حققت مبيعاتها بحسب إحصائية قد تكون قديمة 55 مليار دولار، مشيراً الى أن البعض لا يقرأ ولا يمثل للقراءة لأنه لا يستطيع القراءة بشكل صحيح، وهذه مسئولية مشتركة بين المدرسة والآباء معاً، ولنتذكر أن القراءة تزيد الحصيلة اللغوية لدى الأطفال، ومن يمتلك حصيلة جيدة من الكلمات والألفاظ، فسيرغب في المزيد من القراءة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 27/كانون الثاني/2008 - 28/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م