بوادر المواجهة الحتمية لإسرائيل مع حماس في غزة

انتهاء التهدئة في ظل التصعيد

 

شبكة النبأ: في اتون الازمة يترقب العالم أجمع ما الذي سيحصل!! فبعد انتهاء فترة التهدءة التي كانت قد أقرت بين الفلسطينيين والاسرائيليين، والتي لم تعد ذات قيمة جوهرية اعتبارية، إذ انها أخترقت لأكثر من مرة، بواسطة الاعتداءات الاسرائيلية التي أسفرت عن وقوع ضحايامن المدنيين الأبرياء، والتهدئة ايضا لم تؤمن طريقا لإنقاذ القطاع من النقص الحاد الحاصل في جميع مرافق الحياة هنا.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على الاحتماليات المخيفة التي قد يتعرض لها الشعب الفلسطيني ما لو انتهت التهدءة وأصر الصهاينة على ممارسة لعبة القتل المحبذ لديهم بمقابل تعنت حماس وعدم اصغاءها لصوت التفاهم والدبلوماسية:  

العام القادم يشهد توترا متصاعدا

سيكون تركيز إسرائيل استراتيجيا عام 2009 على خطط ايران النووية وسوريا وبدرجة أقل على لبنان وهي الساحات التي قد يؤدي تولي ادارة اوباما المسؤولية في واشنطن الى بعض التغييرات في التكتيكات بصددها.

لكن المخاطر على المدى الاقرب في العام القادم بالنسبة للاسرائيليين والفلسطينيين توجد أقرب كثيرا الى الديار إذ ليس من الممكن أن يتزايد القتال بين الاسرائيليين والفلسطينيين فحسب بل حيث تصاعدت المخاطر بوقوع أعمال عنف داخلية في كل معسكر.

ويقول محللون إن الخلافات الايديولوجية العميقة على الجانبين تمثل خطرا اكبر كثيرا بنشوب صراع عنيف وأشاروا الى الشكوك المحيطة باجراء انتخابات اسرائيلية في فبراير شباط الى جانب الشكوك بشأن السياسات الامريكية الجديدة. بحسب رويترز.

وبالنسبة للفلسطينيين تظل معظم أعمال العنف المحتملة مركزة على الانقسام الداخلي بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) التي تهيمن على قطاع غزة وحركة فتح بزعامة الرئيس محمود عباس المدعومة من الغرب والتي تسيطر على الضفة الغربية التي تحتلها اسرائيل.

ومن المرجح أن ينتخب الاسرائيليون، الذين يشعرون بالارتباك او العداء تجاه المفاوضات القائمة على التنازل عن أراض محتلة لاقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا الى جنب مع دولة يهودية، رئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو وهو من الصقور في الانتخابات التي تجري في 10 فبراير مما يعني الغاء رؤية واشنطن الحالية للسلام.

وقال نيكولاس بيلهام من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات: احتمالات المصالحة لم تبد اكثر قتامة من قبل... في المجتمعين الاسرائيلي والفلسطيني هناك شعور بأزمة في القيادة فيما يتصل بالافتقار الى الاشخاص الذين يستطيعون مواجهة المعارضة الداخلية لتحقيق تسوية قائمة على اقامة دولتين.

اما اسرائيل التي يفترض أنها تمتلك ترسانة من الاسلحة النووية فترفض تأكيد ايران أن برنامجها النووي ليس محاولة لانتاج أسلحة لتهديد الدولة اليهودية. ويريد الزعماء الاسرائيليون من باراك اوباما أن يواصل ممارسة الضغط على طهران.

كما يسعون الى اجراء محادثات سلام مع سوريا ويأملون في مزيد من الانخراط الامريكي في استراتيجية لاضعاف علاقات دمشق مع ايران ودعمها لحزب الله اللبناني وحركة حماس.

ويشير الكثير من المحللين الى غزة التي هي قنبلة موقوتة حيث يتبادل مقاتلو حركة حماس والقوات الاسرائيلية اطلاق النيران عبر حدودها على الرغم من التهدئة التي أعلنت قبل ستة أشهر.

أسباب وعناصر اندلاع العنف

وتمتد شبكة من الصدوع التي تهدد بوقوع أعمال عنف في أنحاء اسرائيل والاراضي الفلسطينية لكن العام المنصرم اتسم بهدوء نسبي. فيما يلي نظرة على الاماكن التي قد تتفجر فيها أعمال العنف عام 2009 والعناصر التي يجب مراقبتها:

فاسرائيل مقابل حماس.. وقطاع غزة، فهي الساحة الاكثر دموية هذا العام. وقتل نحو 500 شخص معظمهم من الفلسطينيين بينهم 120 قتلوا في أسبوع واحد في أوائل مارس اذار. وقلل اتفاق للتهدئة أبرم بوساطة مصرية من وتيرة العنف منذ يونيو حزيران لكن حماس تقول انه ينتهي في 19 ديسمبر كانون الاول غير أن هذا لا يعني بالضرورة استئنافا كاملا او فوريا للقتال. بحسب رويترز.

ويبدو أن الاسلاميين الذين فازوا بالانتخابات البرلمانية عام 2006 لكن تتجاهلهم اسرائيل لرفضهم نبذ العنف قد عقدوا العزم على تعزيز سيطرتهم على غزة التي اقتنصوها عام 2007 في معركة ضد فصيل فتح العلماني الذي يتزعمه الرئيس محمود عباس. وترى حماس أن دعمها يتوقف على الابقاء على الضغط على اسرائيل مثل اطلاق الصواريخ البدائية الصنع لكنها تبدو حذرة من اثارة هجوم اسرائيلي شامل او غارات عنيفة تستهدف قيادتها.

وفي اسرائيل قد يتوقف الكثير على انتخابات 10 فبراير شباط غير أن تسيبي ليفني زعيمة حزب كديما الوسطي وبنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني بحاجة الى أن يظهرا للناخبين أن بوسعهما كبح جماح حماس. ومن المستبعد أن يشن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ايهود اولمرت هجوما كبيرا قبل الانتخابات لكن اذا شن الفلسطينيون هجوما صاروخيا عشوائيا دمويا على مدرسة على سبيل المثال فمن الممكن أن يضطر هذا اسرائيل الى اتخاذ نوع من الاجراءات العقابية.

وعلى مدى أطول على مدار العام ومنذ حرب لبنان التي شنها اولمرت عام 2006 لا يسعد اي زعيم اسرائيلي احتمال وقوع خسائر بشرية كبيرة في صفوف الجيش من جراء غزو غزة. وأشار مساعدو نتنياهو أنه يفضل شن غارات ضد قيادة حماس بدلا من هجوم كبير.

اما فتح مقابل جماس .. وقطاع غزة، فتبدو فتح بلا قيادة او نفوذ في القطاع. وأنحت حماس باللائمة على فتح في سلسلة من الهجمات بقنابل ضد رجالها هذا العام لكن ايا كان السبب فان هذا لم يزعج حماس بدرجة تذكر.

وباستثناء هزيمة حماس وقياداتها في غزو اسرائيلي من المستبعد حدوثه حتى الآن فان فرص فتح في غزة تبدو معدومة.

حماس مقابل فتح.. والضفة الغربية، فأحد الاشياء المجهولة الكبيرة. تتمتع حماس بدعم قوي في الضفة الغربية. لكن القوات الاسرائيلية المحتلة لن تدعها تبسط سيطرتها هناك بالسهولة التي هزمت بها قوات عباس في غزة. غير أن حماس تستطيع شن هجمات مسلحة جديدة على القوات الاسرائيلية والمستوطنين مما سيدفع اسرائيل وقوات عباس الى اتخاذ اجراءات صارمة يمكن أن تضر بهيبة فتح في أعين الكثير من الفلسطينيين. وسيشهد شهر يناير كانون الثاني اختبارا مبكرا لعمق التوترات بين حماس وفتح حيث عقد عباس العزم على اجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في تصويت يرجح أن تمنع منه حماس والتي لن تجريها الحركة في قطاع غزة.

اسرائيل مقابل المستوطنين.. والضفة الغربية، حيث صعد بعض المستوطنين اليهود المتشددين في الاونة الاخيرة من هجماتهم ضد الفلسطينيين الى جانب قوات الامن الاسرائيلية في محاولة فيما يبدو لاحباط احتمالات التوصل الى اي اتفاق للسلام تتم بموجبه ازالة مستوطناتهم. واذا قتل مستوطنون فلسطينيين فمن الممكن أن يولد هذا ضغطا على عباس للتخلي عن المفاوضات مع اسرائيل ومزيدا من الضغط على اسرائيل لاتخاذ اجراءات ضد المستوطنين. واذا ردت اسرائيل على أعمال العنف هذه بحملة ضد المستوطنين فمن الممكن أن تعيد الزخم للعملية الدبلوماسية. وبالنسبة للكثير من الاسرائيليين سيكون شن هجوم مميت من قبل المستوطنين على الجيش حادثا غير مسبوق وحدا فاصلا يمكن أن يهز الدعم الشعبي للمتطرفين.

حماس مقابل اسرائيل.. واسرائيل، فهل تستطيع حماس أن تنقل القتال الى داخل اسرائيل ربما ثأرا لهجوم كبير على غزة مثلما فعلت بين عامي 2000 و2004 حين قتل 500 شخص في موجة من التفجيرات الانتحارية في حافلات ومقاه ومواقع اسرائيلية اخرى.. تحول الحواجز المحيطة بغزة والضفة الغربية دون دخول المسلحين. وقد لا ترغب حماس في اثارة حملة الاغتيالات التي هددت اسرائيل بتنفيذها ضد قياداتها.

انتهاء التهدئة

وشنَّ الطيران الاسرائيلي عدة غارات جوية على قطاع غزة في وقت واصل مقاتلون فلسطينيون اطلاق صواريخ محلية الصنع على جنوب اسرائيل عشية انتهاء تهدئة هشة بين حماس واسرائيل دامت ستة اشهر.

واطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على منصة لاطلاق الصواريخ المحلية في جباليا في شمال قطاع غزة بعدما اطلق مسلحون صاروخا دون ان يصب احد منهم.

وذكرت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي انها اطلقت صاروخا من نوع قدس، على سديروت (جنوب اسرائيل). بحسب فرانس برس.

وفي جباليا شيع مئات الفلسطينيين صلاح عوكل (47 عاما) الذي قتل بشظايا صاروخ اطلقته طائرة اسرائيلية وسقط على منزله في منطقة تل الزعتر حيث ردد المشيعون الغاضبون هتافات تدعو الى الثأر والعمليات الانتحارية.

وشن الطيران الحربي الاسرائيلي عدة غارات ليلية وفجرا اسفرت عن تدمير ورشتي حدادة في جباليا وخان يونس في جنوب قطاع غزة والحقت اضرارا جسيمة في عدد من المنازل ايضا. وواصلت الاجنحة العسكرية لعدد من الفصائل اطلاق عدد من الصواريخ تجاه البلدات الاسرائيلية.

واعتبرت سرايا القدس في بيان حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ان هجماتها الصاروخية تأتي ردا على الجرائم الاسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة موضحة انها سجلت 195 خرقا اسرائيليا للتهدئة منذ بدء سريانها قبل ستة اشهر.

وقال ابو احمد المتحدث باسم سرايا القدس في البيان ان: الفصائل الفلسطينية ستعلن موقفها النهائي من التهدئة في اليوم الاخير من عمرها وجميع المؤشرات تدل على ان الفصائل ستجمع علي رفض تمديدها بعد التقييم السلبي لالتزام الاحتلال باستحقاقاتها وشروطها.

واعلنت حركة حماس من جانبها انه لا مجال لتمديد التهدئة مع اسرائيل. وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس لفرانس برس: لا مجال لتمديد التهدئة التي تنتهي في 19/ديسمبر وفقا للمنطق الصهيوني..الذي دمر التهدئة وانهاها هو الاحتلال الصهيوني.

وفي اشارة ضمنية الى الوسيط المصري قال برهوم: لم تجر اي جهة اتصالات مع حماس حول اي طروحات جديدة بخصوص التهدئة.

من ناحيته قال ابو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية: الاحتلال الصهيوني قد انهى التهدئة قبل موعد انتهائها الرسمي عبر عمليات القتل والغارات الصهيونية المحتل الصهيوني يتحمل النتائج المترتبة على ذلك العدوان.

وفي سياق منفصل اوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) كل مساعداتها الغذائية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بسبب نفاد مخزونها.

وقال عدنان ابو حسنة المتحدث باسم الاونروا لفرانس برس ان الاونروا: اوقفت تماما كافة مساعداتها لسبعمائة وخمسين الف لاجئ فلسطيني في قطاع غزة بسبب نفاد الطحين ومخزونها التمويني.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 24/كانون الثاني/2008 - 25/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م