بوش ومحاولات تلميع صورته قبل الرحيل

الرئيس الامريكي يعتذر عن الأزمة المالية والعراق

اعداد: صباح جاسم

 

شبكة النبأ: بينما يشارف على الرحيل من البيت الابيض، يُكثّف الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش من محاولات لتلميع صورته في كتب التاريخ. وآخر هذه المحاولات إنشاء فريق من أقرب مقربيه من أجل تخليص صورته مما علق بها من شوائب، حتى لا يتكرس كأسوأ رئيس أمريكي منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. حسب ما تشير اليه استطلاعات الرأي الامريكية وغيرها..

ويقود هذا الفريق كل من كارل روف "مهندس انتصاريه الانتخابيين"، وكارن هيوز المسؤولة السابقة عن الاتصالات في البيت الأبيض.

وقال أحد كبار المخططين الجمهوريين للصنداي تلجراف إن مهمة "المشروع هي تقويم الاعوجاج الذي يعاني منه سجل" بوش، والذي كان الرئيس الحالي "بتصريحاته وبأفعاله أحد من تسبب فيه." وقد بدأ الفريق يخطط لحملة منسقة للدفاع عما يصفونه بإنجازات الرئيس بوش الإبن.

وكان أول عمل قام به فريق "مشروع إرث بوش" تصريحات أدلى بها روف أثناء مؤتمر صحافي قال فيه إن بوش " لم يكن ليقرر شن الحرب على العراق لو تأكد لديه أن صدام حسين لم يكن يملك سلاح تدمير شامل".

وتنقل الصحيفة بعض اعتراض المنتقدين الذين يرون أن إدارة بوش كانت مصمصة على الإطاحة بصدام حسين بأي ثمن، وأنها "زورت" المعلومات الاستخباراتية لتبرير حربها على العراق.

ويرد روف بالقول إن الوضع الإنساني بالعراق أقلق الإدارة الحالية، خصوصا بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001.

وترى الصحيفة أن روف ذهب أبعد مما ذهب بوش نفسه الذي أعرب عن أسفه لما "ارتكبه جهاز الاستخبارات الأمريكية من أخطاء".

ويحرص الفريق -حسب الصحيفة- على ألا "تؤول" تصريحات الرئيس الأخيرة "التأويل الخطأ بأن تعتبر نوعا من الندم".

ويقول المصدر الجمهوري سالف الذكر أن "الرئيس بوش أعرب عن لا مبالاته بما سيكون عليه سجله التاريخي، لكن ذلك لا يعني أن الساحة ستترك خالية يصول فيها أعداؤه ويجولون."

بوش يعتذر للأمريكيين عن الأزمة المالية والعراق

وعبّر بوش، عن أسفه لأن الأزمة المالية العالمية كلفتهم أعمالهم وأضرت بحسابات التقاعد، وقال إنه سيدعم أي تدخل حكومي إضافي ضروري لوقف الركود الاقتصادي، فيما عبر عن أسفه "لإخفاق الاستخبارات" فيما يخص مدى التهديد الذي مثله الرئيس السابق صدام حسين.

ففي مقابلة تلفزيونية أجرته معه محطة ABC ضمن برنامج "أخبار العالم" قال بوش: "بالطبع، أنا آسف لحدوثها (الأزمة المالية).. من الواضح أنني لا أحبذ فكرة خسارة الناس لوظائفهم، أو قلقهم بشأن رواتبهم، بل على العكس، على الأمريكيين أن يعلموا أننا سننقذ النظام، وأعني أنني أسير في هذا الاتجاه، وإذا اضطررنا إلى فعل المزيد فسوف نقوم بذلك."

وقال إنه يشعر بمسؤوليته عن التدهور الاقتصادي لأنه وقع أثناء حكمه وهو يراقبه، وأضاف قائلاً: "أعتقد أنه عند كتابة تاريخ هذه الفترة، فإن الناس سيدركون أن الكثير من القرارات التي اتخذت في وول ستريت، إنما اتخذت طوال عقد من الزمن أو نحو ذلك."

وحول الحرب على العراق، قال بوش إن أشد ما يندم عليه خلال فترته الرئاسية هو "فشل الاستخبارات" فيما يتعلق بمدى التهديد الذي مثله الرئيس السابق صدام حسين، للولايات المتحدة.

وكان بوش، وبدعم من الكونغرس الأمريكي، قد أصدر أوامره بغزو العراق في مارس/آذار عام 2003، والذي تم تبريره حينها، وتبين خطأه لاحقاً، بأن صدام حسين يبني ترسانة من أسلحة الدمار الشامل.

وقال بوش: "لقد خاطر الكثير من الناس بسمعتهم وقالوا إن أسلحة الدمار الشامل تعتبر سبباً كافية للإطاحة بنظام صدام حسين.. وهو أمر لم أكن لأكرره ثانية، ولكنني أتمنى لو أن المعلومات الاستخباراتية كانت مختلفة.. على ما أعتقد!"

وعندما سئل عما إذا كان من الممكن أن يأمر بغزو العراق لو كانت لديه معلومات دقيقة بأن صدام حسين لم يمتلك أسلحة دمار شامل، قال بوش: "هذا سؤال مثير.. إنه مسألة لم أكن لأكررها.. ولكن بالنسبة لي من الصعب أن أتوقع ذلك."

بوش يأسف على "هفوات" أثناء ولايتيه الرئاسية

ومع قرب انتهاء رئاسته أبدى بوش في حديث لـCNN، أسفه عن تصريحات "غير ملائمة"" أدلى بها خلال الحرب التي استهلتها إدارته على الإرهاب.

وجاءت تصريحاته خلال مقابلة مع هايدي كولينز، على متن حاملة الطائرات، التي أحيلت للتقاعد، USS Intrepid بنيويورك، تطرقت إلى مآخذ يأسف لها الرئيس الأمريكي خلال فترة رئاسته التي امتدت لثماني سنوات.

وعدّدَ بعض من تلك التصريحات قائلاً: "أسف لبعض الأشياء التي ما كان يجب أن أتفوه بها.. مثل "حياً أو ميتاً" أو "وعليكم بهم".. زوجتي أعادت تذكيري بأني كرئيس للولايات المتحدة يجب أن أكون حذراً فيما أقوله."

ووقعت أولى تلك "الهفوات" بعد وقت قليل من هجمات 11/9 عام 2001 على الولايات المتحدة، وخلال مطالبته في كلمة رسمية القبض على زعيم تنظيم القاعدة، أسامه بن لادن، قائلاً: "أريد العدالة... في الغرب هناك ملصق قديم يقول: مطلوب حياً أو ميتاً."

وتعرض بوش لانتقادات شديدة مجدداً عام 2003 إزاء رده على سؤال بشأن العناصر المسلحة في العراق. وجاء فيه: "هناك من يعتقد بأن ظروف كهذه تسمح لهم مهاجمتنا.. جوابي هو: .. عليكم بهم."

ومن التصريحات الاخرى التي أبدى اعتذاره عنها، تصريح "المهمة اكتملت" على متن البارجة "أبراهام لينكولن" في الأول من مايو/أيار عام 2003، ليعلن به انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق.

وبرر تصريحه قائلاً: "كانت هناك لافتة عني بها البحارة على السفينة تقول "المهمة اكتملت".. إلا أن البعض نقلها بمعنى أوسع.. وظن البعض أن بوش يعتقد أن حرب العراق اكتملت مع أن ذلك يخالف اعتقادي.. في نهاية المطاف نقلت الرسالة بشكل خاطئ."

وإلى جانب ذلك عدّدَ بوش، أقل رؤوساء الولايات المتحدة شعبية وفق استطلاع حديث للرأي، بعض المهام الرئاسية التي تعد مبعث فخره.

وأوضح قائلاً في هذا السياق: "أفتخر بكوني القائد الأعلى لشعب معطاء وشجاع تبرع لخدمة وطنه في وقت الحرب.. يعتريني بالفخر عند مشاهدة الشعب يطعم الجياع.. وأشعر به في أفريقيا عند مشاهدة المتطوعين يساعدون المحتضرين من الأيدز وفيروس نقص المناعة المكتسب."

وحول خططه المستقبلية، قال بوش إنه سيتوجه إلى تكساس فور مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الأول المقبل، وأنه ربما يؤلف كتاباً، وأضاف: لا شك بأنني سأتوجه مباشرة إلى مسقط رأسي.. أفتقد وأعشق تكساس.. لدي الكثير من الأصدقاء هناك."وأردف: سأذهب إلى هناك وسأستنشق نفساً عميقاً."

وحول الكتاب الذي ربما يؤلفه: "أريد أن يعرف الشعب المشاعر التي اعترتني أثناء إصدار بعض القرارات التي اتخذتها.. وأنا واحد من الرؤساء ممن توجب عليهم اتخاذ قرارات صعبة.. أريد أن يعرف الشعب حقيقية ما وراء الجلوس في المكتب البيضاوي."

واختتم حديثه بإبداء أسفه لعدم فوز المرشح الجمهوري، جون ماكين، في الانتخابات، إلا أنه عاد ليؤكد أن انتخاب باراك أوباما، "جيد لصالح البلاد."

مضيفاً: "انتخاب أوباما لحظة  تاريخية لبلادنا.. هناك الكثير في أمريكا ممن أعتقدوا بأنهم لن يشهدوا مثل هذا اليوم.. حقيقة أتمنى له التوفيق.. أنا مواطن أمريكي مثله ومن الخير لبلادنا أن ينجح الرئيس."

بوش: سأفتقد دوري كقائد للجيش

وقال بوش في كلمته الاذاعية بمناسبة عطلة عيد الشكر ان اكثر أمر سيفتقده بعد مغادرته البيت الابيض في 20 كانون الثاني/يناير هو دوره قائدا للجيش.

وشكر بوش الجيش الاميركي الذي "دافع عن حريتنا .. ويستحق احترامنا الشديد". واضاف "في الفترة الاخيرة طرح علي سؤال ما الذي سافتقده في الرئاسة. وجوابي هو انني سافتقد كوني قائدا للجيش مسؤولا عن كل هؤلاء المقاتلين الشجعان". بحسب سي ان ان.

كما شكر بوش "كافة اعضاء جيوش الرحمة في بلادنا" الذين يساعدون المحتاجين وقال انه " في دليل على الخير الذي يتمتع به الناس يقوم الملايين من الاميركيين بمساعدة المحتاجين في عيد الشكر".

وقال في اخر كلمة يلقيها في عيد الشكر في منصبه كرئيس انه "ممتن للارادة الخيرة والكلمات اللطيفة والدعوات الودية التي قدمها لي العديد منهم خلال السنوات الثماني الماضية".

لورا بوش تعلن عن خطط "ما بعد البيت الأبيض"

من جهتها قالت السيدة الأمريكية الأولى لورا بوش، إنها تنوي استكمال خططها لتحسين وضع المرأة في أفغانستان بعد انتهاء فترة ولاية زوجها جورج بوش في 20 يناير/كانون الثاني المقبل.

ففي مقابلة مع شبكة NBC الأمريكية، عبرت لورا بوش عن رأيها بنتائج الانتخابات الأمريكية، والرئيس الأمريكي الجديد باراك أوباما وزوجته ميشيل، بالإضافة إلى أكثر ما ستفتقده بعد مغادرتها البيت الأبيض.

وقالت بوش: "سأشتاق لتواجدي مع الجنود الأمريكيين الذين يقدمون خدمة كبيرة للبلاد، كما أنني سأشتاق لتواجدي في كامب ديفيد، والذهاب إلى الكنيسة أيام الأحد برفقة من نحب."

وأضافت: "سأشتاق لجميع من كانوا حولي في البيت الأبيض، من الخدم إلى الطباخين، إلى الطاقم الإداري، وإلى كل من ضحك معنا وساعدنا في رعاية الشعب."

وتنوي لورا بوش قضاء الفترة المقبلة، أي ما بعد 20 يناير/كانون الثاني المقبل، برفقة زوجها في دالاس، تكساس.

وأكدت بوش أنها ستسعى من أجل الحفاظ على دورها كناشطة في مجال حقوق المرأة في أفغانستان، حيث أنها ترأس المجلس الأمريكي- الأفغاني للمرأة، الذي تم تأسيسه في 2004.

وحول الزيارة الأخيرة لميشيل أوباما برفقة زوجها إلى البيت الأبيض، قالت بوش: "أهم ما أردت قوله لميشيل أوباما هو أن البيت الأبيض سيكون منزلها للسنوات الأربع القادمة على الأقل، وهو سيكون منزلا دافئا ومريحا لزوجها ولبناتها، كما كان كذلك بالنسبة لنا."

أسرة بوش تنتقل الى منزل في أحد احياء دالاس بعد انتهاء ولايته الرئاسية

وأعلنت سالي ماكدونو المتحدثة باسم لورا بوش ان السيدة الاميركية الاولى وزوجها الرئيس جورج بوش سيقيمان في منزل فخم في احد الاحياء الراقية في دالاس (تكساس جنوب) بعد مغادرتهما البيت الابيض الذي سينتقل اليه الرئيس المنتخب باراك اوباما في 20 كانون الثاني/يناير.

وقالت المتحدثة في بيان "لقد اشترى الرئيس وزوجته لورا المنزل الذي سيقيمان فيه في حي بريستون هولو في دالاس بعد ان يترك الرئيس منصبه في كانون الثاني/يناير 2009".

واضافت "سيمضيان كذلك بعض الوقت في مزرعة كروفورد" في تكساس التي كان ينتقل اليها بوش كلما سنحت له الفرصة خلال ولايته الرئاسية. بحسب سي ان ان.

ولم تعط المزيد من التفاصيل لكنها ذكرت بان عائلة بوش اقامت في دالاس بين كانون الاول/ديسمبر 1988 وكانون الثاني/يناير 1995 ثم انتقلت الى مقر اقامة حاكم ولاية تكساس في اوستن عندما تولى بوش هذا المنصب في 1995 قبل ان يصبح رئيسا في 2001. ولم تتمكن عائلة بوش من اخفاء تفاصيل عن مقر اقامتها الجديد بعدما بدأت معلومات حول هذا الموضوع ترشح مؤخراً.

ونشرت صحيفة "دالاس مورنينغ نيوز" صورة لمنزل بوش الجديد على موقعها الالكتروني. وقالت الصحيفة ان روبرت ماكليسكي احد المقربين من بوش الذي قام بادارة ثروة بوش لسنوات هو الذي وجد المنزل الذي تبلغ مساحته 800 متر مربع وتقدر قيمته بمليوني دولار. وفي المنزل اربع غرف نوم.

واضافت الصحيفة ان المنزل المجاور الذي تبلغ مساحته نصف مساحة منزل بوش سيخصص لاقامة الاشخاص الذين سيتولون أمن عائلة بوش.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 22/كانون الثاني/2008 - 23/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م