
شبكة النبأ: يبدو ان اندلاع حرباً
نووية للوهلة الاولى وشيكاً، خصوصا بعد تبادل الاتهامات وارتفاع
وتيرة الخطاب السياسي القائم بين الهند والباكستان على خلفية هجمات
دموية قام بها مسلحون تفيد التقارير انهم قدموا من باكستان، حيث
كشفت التحقيقات الاولية ان جميع منفذي الهجمات هم من أصول
باكستانية، أيضا المتورطين من خلف هذه العملية كما تشير بعض الصحف
كان لهم علاقة وثيقة مع رجال الاستخبارات الباكستانية. لهذا يرى
العالم بفزع إلى احتمالية انزلاق الطرفين في حرب نووية عن طريق
الخطأ، وهذا ماكاد يتسبب به إتصال هاتفي من مجهول وصل إلى وزير
باكستاني.
(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تسلط الضوء على آخر
التطورات والمستجدات بشأن قضية الاعتداءات التي طالت بومباي مؤخرا،
مع كشف الهند بالأدلة القاطعة أسماء وتواريخ ومحل سكنى منفذي
الهجمات:
تورط اجهزة الاستخبارات الباكستانية يفتح
الباب امام تصعيد التوتر
حذر رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بعد ايام على اعتداءات
بومباي ان بلاده غاضبة اكثر من اي وقت مضى، فيما تتهم الصحافة
المحلية اجهزة الاستخبارات الباكستانية بالضلوع في الهجمات.
وبعد اكثر من اسبوع على هذه الاعتداءات التي دفعت بوزير
الداخلية الى الاستقالة اقر الوزير الجديد المعين بحصول ثغرات في
عمل اجهزة الاستخبارات والامن في هذا البلد الذي تضربه اعتداءات
باستمرار منذ اكثر من ثلاث سنوات. بحسب فرانس برس.
وقال سينغ بمناسبة زيارة الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الى
نيودلهي: ابلغنا الاسرة الدولية ان الشعب الهندي لم يسبق ان شعر
بهذا الجرح وبهذا الغضب كما بعد الاعتداءات الارهابية في بومباي.
واوقعت الاعتداءات 163 قتيلا من مدنيين وشرطيين وعسكريين وبينهم
26 اجنبيا كما قتل فيها تسعة من المهاجمين.
واستهدفت الاعتداءات التي شنها مسلحون اسلاميون في 26 تشرين
الثاني/نوفمبر عشرة مواقع في عاصمة الهند الاقتصادية من ضمنها
فندقان فخمان احتجز المهاجمون فيهما العديد من الاشخاص رهائن حتى
29 تشرين الثاني/نوفمبر.
وتؤكد الهند ان المهاجمين قدموا جميعهم من باكستان وسلمت هذه
الدولة المجاورة لائحة بعشرين مشتبها به تطالب بتوقيفهم وتسليمهم.
اما الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري فاعلن الجمعة في اسطنبول
ان بلاده تنتظر ادلة ملموسة حول الاتهامات التي ساقتها الهند. وقال
للصحافيين بعد قمة ثلاثية جمعته بنظيريه التركي والافغاني ان
باكستان تجري تحقيقها الداخلي الخاص وتنتظر تزويدها ادلة ملموسة
لتعميق المسألة. واضاف موقفنا هو اننا كنا دائما ضحايا الارهاب.
وبين المطلوبين على هذه اللائحة عدد من قادة مجموعة عسكر طيبة
الاسلامية المحظورة التي تتخذ من باكستان مركزا لها وتنشط في منطقة
كشمير الهندية تحت شعار التصدي للاحتلال الهندي لهذه المنطقة
وللاضطهادات التي تستهدف على حد قولها الاقلية المسلمة في الهند.
واتهمت نيودلهي وواشنطن مجموعة عسكر طيبة بالوقوف خلف الاعتداءات.
وحظيت هذه المجموعة لفترة طويلة بتأييد باكستان وبدعم اجهزة
استخباراتها الواسعة النفوذ اذ تنقض اسلام اباد السيادة الهندية
على قسم من كشمير. وكانت مسالة كشمير في صلب اثنتين من الحروب
الثلاث التي دارت بين الشقيقين العدوين منذ 1947.
وكادت حرب رابعة تنشب بين القوتين النوويتين بعد هجوم على
البرلمان الفدرالي في نيودلهي في 13 كانون الاول/ديمسبر 2001 نسبته
الهند الى عسكر طيبة.
الوضع الامن المتردي في مومباي بحاجة إلى
إصلاح
وتعمل الفنادق والمحلات في مدينة مومباي الهندية على تركيب
شاشات تلفزيون ذات دوائر مغلقة وأجهزة فحص بينما يراقب رجال شرطة
يرتدون سترات الوقاية من الرصاص محطات القطارات بعد أيام من حصار
لمسلحين متشددين أسفر عن مقتل 171 شخصا.
وقال خبراء ان الهجمات التي استهدفت اثنين من الفنادق الفخمة في
مومباي وثمانية مواقع أخرى دفعت أماكن العمل والمنازل الى السعي
لتوفير المزيد من الحماية لكن البنية التحتية للامن في المدينة غير
كافية على نحو كبير وبحاجة ماسة للاصلاح. بحسب رويترز.
وقال برامود راو رئيس منظمة (فاير اند سيفتي أسوسييشين أوف
انديا) التي لا تهدف الى الربح في مومباي: يأخذ الناس الامن على
محمل الجد فقط بعد وقوع شيء ما حيث أننا نحن الهنود نميل للاعتقاد
بأن الرب سيحمينا.
وزاد الطلب على الانظمة الالكترونية للامن في الهند بعد الهجمات
التي شهدتها البلاد في الاونة الاخيرة ومن بينها انفجارات في
قطارات ضواح عام 2006 في مومباي وانفجارات في نيودلهي ومدن أخرى
العام الحالي.
لكن راو يقدر أن اجمالي المبلغ الذي أنفق على الانظمة
الالكترونية للامن يصل الى نحو 18 مليار روبية فقط سنويا (360
مليون دولار).
وتحتاج المدن الهندية خاصة تلك التي شهدت هجمات في الاونة
الاخيرة الى أنظمة مراقبة معقدة كما تحتاج المعالم مثل الفنادق
وأماكن العبادة ومحطات القطارات الى أمن متطور يمكنه الاتصال
بسهولة بأجهزة الطوارئ.
وقال راو: معظم المنازل والمكاتب لا يوجد بها في الوقت الحالي
سوى حارس عند البوابة لم يحصل على تدريب جيد ويحصل في الشهر على 50
دولارا وتركز معظم أنظمة الامن على السياسيين وخرق المرور.
وقال جوليو ريبيرو وهو رئيس سابق للشرطة ان مومباي المركز
المالي الذي يستقطب المهاجرين منذ زمن طويل مدينة يعيش فيها 18
مليون شخص ولها ساحل طويل مما يجعل من الصعب حمايتها.
وبعد مرور أسبوع على بدء هجمات مومباي لا يزال الامن في المدينة
غير منتظم. ففي محطة القطار الرئيسية التي تعرضت لهجوم الاسبوع
الماضي شوهد مسافرون وهم يمرون بسرعة من أمام أجهزة الفحص التي
أصدرت انذارات لايقافهم لكن أحدا لم يوقفهم بينما فتشت الشرطة
المسلحة والكلاب البوليسية الحقائب بسرعة وعشوائية.
السواحل الهندية مرفأ لعبور المتفجرات
وتهديدات المطارات
من جانبها رفعت الشرطة الهندية من مستوى الإجراءات الأمنية في
مطارات البلاد، بعد تلقيها تقارير استخباراتية تشير إلى احتمال
وجود مخطط إرهابي لشن هجمات عبر الجو، وشمل التأهب مطارات العاصمة
نيودلهي، ومدن مومباي وشينناي وبانغالور، المخصصة للرحلات الدولية.
وقال الناطق باسم دائرة الملاحة الهندية، موشمي، شاكرابورتي،
لشبكة CNN: لقد تلقينا معلومات تشير إلى وجود بعض النشاطات
الإرهابية، لذلك فقد شددنا إجراءات الأمن، بينما أكد فيه الناطق
باسم البحرية الهندية، نيراد سينها، أن التهديدات تدور بالفعل حول
عملية جوية، في وقت ما تزال فيه البلاد تحت صدمة هجمات مومباي التي
أسقطت أكثر من 180 قتيلاً.
ونقلت وكالة الأنباء الهندية الرسمية، "برس ترست" أن مجموعة ممن
وصفتهم بـ"الإرهابيين" قد يدخلون البلاد عبر المطارات لتنفيذ عملية
في ذكرى تدمير مسجد "بابري" الذي حطمه الهندوس المتشددون عام 1992
بحجة أنه مشيد على أرض كانت تضم معبداً هندوسياً قديماً.
وكان وزير الدفاع الهندي قد تباحث مع قادة أركان الجيش للقوات
البحرية والبرية والجوية حول خطر تعرض البلاد لمخاطر عبر الأجواء.
كما جرى خلال اللقاء مناقشة السبل الآيلة لضمان أمن السواحل،
وتحديد الطرق الأمثل لفرض الرقابة على الحدود في منطقة كشمير
المتنازع عليها مع باكستان.
إلى ذلك، وصلت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إلى
باكستان الخميس، قادمة من الهند التي قصدتها لمحاولة نزع فتيل
الأزمة بينها وبين إسلام أباد، على خلفية هجمات مومباي الدامية
التي راح ضحيتها أكثر من 180 شخصاً، بعملية قالت نيودلهي إن
منفذيها قدموا من باكستان.
وتأتي زيارة رايس بعد لقاءات عقدها رئيس الأركان الأمريكية
المشتركة، مايكل مولان، مع قادة الجيش وأجهزة الأمن في باكستان،
ومع الرئيس آصف علي زرداري، في وقت كشف فيه رئيس أحد تجمعات
الصيادين على سواحل مومباي أنه حذّر الشرطة قبل أشهر من وجود
مسلحين يقومون بتهريب مواد متفجرة دون أن يلقى التجاوب المطلوب.
وكانت رايس قد استبقت زيارتها إلى باكستان بالقول: إن للإسلام
أباد دور كبير تلعبه ضد الجماعات المسلحة داخل حدودها.
وقالت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الهندي في نيودلهي:
نعتقد أنّ لباكستان دورا مركزيا عليها أن تلعبه على هذا الصعيد،
وأن تتأكّد من أنّ هؤلاء الإرهابيين لن يستمروا في العمل وبمثل هذه
الطريقة.. المنفذون الذين لا دولة لهم، أحيانا يعملون في إطار دولة
وعندما يكون الأمر على هذا الشكل، فإنّ هناك تحركا مباشرا جدا
وقويا ينبغي أن يتم اتخاذهم ضدهم.
ومن جهته، حذّر وزير الخارجية الهندي براناب موخرجي، في المؤتمر
الصحفي، من أنّ بلاده ستدرس خيارات لحماية وحدة أراضيها إذا رفضت
باكستان تسليم مجموعة من المشتبهين.
وبالتزامن مع هذه التطورات، تزايدت المؤشرات التي تدل على أن
السلطات الهندية تلقت تحذيرات من هجمات محتملة، دون أن تقوم
بإجراءات الردع اللازمة، فبعد كشف مسؤول أمني أمريكي عن تحذيرات من
واشنطن بهذا الصدد، قال رئيس أحد تجمعات الصيادين أنه أدلى للشرطة
بمعلومات مماثلة.
وقال دامودا تانديل، أنه حذّر الشرطة من وجود عمليات تهريب
متفجرات عبر المرفأ الذي يعمل فيه عند شواطئ مومباي قبل أشهر من
تنفيذ العملية ووصول المهاجمين عبر البحر.
وعرض تانديل لشبكة CNN نسخة عن رسالة قال إنه بعثها إلى السلطات
يظهر فيها إشارته إلى أن عناصر إرهابية تستخدم المرفأ لتهريب مادة
RDX الشديدة الانفجار، مؤكداً أن الشرطة لم تتجاوب مع تحذيراته.
وقال تانديل إنه يخشى وجود المزيد من المتفجرات المزروعة في
أهداف داخل مومباي، على غرار تلك التي فككتها الشرطة الأربعاء في
محطة القطارات، غير أن مصادر بأجهزة الأمن ردت بالتأكيد على أنها
كشفت كل المتفجرات وأبطلت مفعولها، معتبرة أن المعلومات التي قدمها
تانديل كانت مبهمة ما حال دون تحركها.
حرب نووية وشيكة بسبب مكالمة هاتفية من
مجهول
وذكرت صحيفة دون الباكستانية أن باكستان التي تتمتع بقدرة نووية
وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى بعد أن اتصل شخص تظاهر بأنه وزير
الخارجية الهندي بالرئيس الباكستاني اصف علي زرداري وتحدث مهددا
بالحرب بعد هجمات مومباي.
وقال دبلوماسي على علم بالمكالمة الهاتفية لرويترز عندما سئل ما
اذا كان تقرير الصحيفة صحيحا فقال: انه حقيقي. بحسب رويترز.
وقالت دون إن المتصل هدد باجراء عسكري اذا لم تتخذ باكستان
خطوات فورية ضد المتورطين المفترضين في هجمات مومباي التي شنت قبل
ذلك بيومين.
وأفاد تقرير الصحيفة بأنه خلال الاربع والعشرين ساعة التالية
للمكالمة وضع السلاح الجوي الباكستاني في حالة تأهب قصوى كما تأهب
الجيش تحسبا لاي اشارة الى عدوان هندي.
وتتزايد التوترات منذ ألقت الهند باللوم على متشددين اسلاميين
مقرهم باكستان في هجمات مومباي التي استمرت ثلاثة أيام في العاصمة
المالية الهندية وأسفرت عن سقوط 171 قتيلا.
ونقلت دون عن مسؤول باكستاني كبير قوله: ربما لم تكن الحرب
وشيكة الا أنه لم يكن من الممكن المجازفة.
وقالت الصحيفة إن هذه المكالمة أثارت حملة دبلوماسية دولية
مكثفة وشعر بعض زعماء العالم بالخوف من امكانية انزلاق الهند
وباكستان صوب حرب بطريق الخطأ.
وذكرت الصحيفة أن المتصل الذي تظاهر بأنه وزير الخارجية الهندي
براناب مخيرجي حاول أيضا الاتصال بوزيرة الخارجية الامريكية
كوندوليزا رايس ولكن من جراء تحريات محددة يقوم بها مسؤولون
أمريكيون لم يجر توصيل المكالمة لرايس.
وقالت دون إن رايس اتصلت بمخيرجي أثناء الليل وسألته عن السبب
الذي دفعه للحديث بلهجة تنطوي على تهديد لكنه أكد لها أنه لم يتصل
هاتفيا بزرداري.
وكان البلدان اللذان يتمتعان بقدرة نووية على شفا حرب عام 2002
في أعقاب هجوم شنه مسلحون على البرلمان الهندي في ديسمبر كانون
الاول عام 2001 .
وقال مخيرجي ان المناقشات التي أجراها مع نظيره الباكستاني شاه
محمود قريشي الذي زار نيودلهي في نفس اليوم كانت تسودها أجواء ودية.
وقالت دون ان موظفي زرداري قرروا التغاضي عن اجراءات متعارف
عليها مثل التأكد من شخصية المتصل لاجراء مكالمة مع الرئيس ولكن
الحكومة قالت ان زرداري تلقى المكالمة بعد ان تم التأكد على نحو
مناسب انها صادرة من وزير الخارجية الهندي.
قوائم بأسماء منفذي هجمات مومباي تشكفها
الشرطة الهندية
وكشفت السلطات الهندية هويات المسلحين العشرة المسؤولين عن
هجمات مومباي الدموية التي راح ضحيتها أكثر من 160 شخصاً معظمهم من
المدنيين الهنود، التي استمرت نحو ثلاثة أيام، وفقاً لما ذكرته
شبكة CNN-IBN الشقيقة.
وبحسب القناة، فقد كشف قسم الجرائم في مومباي، عاصمة المال
والترفيه الهندية، أسماء المسلحين العشرة، مشيرة إلى أنهم كانوا
يقيمون في باكستان، وكذلك المواقع التي يعتقد أنهم هاجموها. بحسب
(CNN).
كذلك أصدرت السلطات الهندية صور المسلحين، الذين تقول السلطان
إنهم جميعاً في العشرينات من أعمارهم.
وفيما يلي قائمة الاسماء والاهداف التي نفذوها: محطة قطارات
فيكتوريا: محمد أجمل أمير قصب، الملقب باسم أبو مجاهد، وهو من قرية
أوكارا في ولاية البنجاب ببكستان، ويبلغ من العمر 21 عاماً، وهو
الناجي الوحيد من المسلحين العشرة. إسماعيل خان، الملقب باسم أبو
إسماعيل، وهو من منطقة ديرة إسماعيل خان في باكستان.
تاج محل: حفيظ أرشد، الملقب باسم عبدالرحمن بادا، وهو من منطقة
مولتان في باكستان. جافيد، الملقب باسم أبو علي، وهو من أوكارا،
مثل أبو مجاهد. صهيب، الملقب باسم صئيب، وهو من ناروال سيالكوت، في
باكستان. نظير، الملقب باسم أبو عميرة، وهو من فيصل أباد في
باكستان.
نزل شاباد أو نزل ناريمان: نصير، الملقب باسم أبو عمر، وهو من
فيصل أباد، مثل أبو عميرة. بابار عمران، الملقب باسم أبو عكاشة،
وهو من مولتان كزميله حفيظ أرشد.
فندق أوبروي ترايدنت: عبدالرحمن، الملقب باسم عبدالرحمن تشوتا،
وهو من أرفاولا، على طريق مولتان في باكستان. فضل الله، الملقب
باسم أبو فهد، وهو من بيبالبور تولكا في أوكارا ببكستان. |