أمريكا وايران: أوباما بمواجهة تحديد ماهية الحزم ضد طهران

 البحث عن إجماع للعمل العسكري ومناورات ايرانية في خليج عُمان

 

شبكة النبأ: حذّر السياسي الأميركي ومستشار الأمن القومي السابق زبيغنيو بريجنسكي اسرائيل من خطورة التهويل بالخيار العسكري ضد ايران، معتبرا أن الولايات المتحدة لن توجه ضربة كهذه، وأن الخيار العسكري محتمل فقط تحت مظلة الأمم المتحدة وبمشاركة روسيا وحلف شمال الأطلسي». ورأى أن أولوية الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما يجب أن تكون في عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وانطلاقا من الإعداد لمبادرة أميركية شاملة في هذا الملف. 

وعرض بريجنسكي على هامش مشاركته في منتدى مركز «سابان» التابع لمعهد بروكينغز، خريطة طريق للملف النووي الايراني الذي يتصدر جلسات المنتدى، وفي حضور مسؤولين أميركيين واسرائيليين وأتراك حاليين وسابقين. وأكد بريجنسكي، مستشار الأمن القومي في ادارة الرئيس السابق جيمي كارتر (1976-1980)، ومستشار الرئيسين الجمهوريين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش الأب، أن ضربة عسكرية لايران اليوم «ليست خياراً حقيقياً لنا (أميركا) أو لاسرائيل»، معتبرا أن تل أبيب «ليس لديها القدرة العسكرية على تدمير فعلي للمنشآت النووية الايرانية»، وأن أي ضربة اسرائيلية منفردة «سيقتصر أثرها على إلحاق الضرر الجزئي بالمنشآت الايرانية وتأخير عملية حصول ايران على قدرة نووية فاعلة»، لكن ستنتج عنها «عواقب سياسية كارثية بينها تمتين قبضة النظام الايراني».

وأضاف بريجنسكي الذي يعتبر من الصقور بين المفكرين الديموقراطيين في الأمن القومي، ان «اسرائيل لا يمكنها أن تقوم بضربة من هذا النوع من دون إذن الولايات المتحدة، لأسباب عملية ولكون أي رد لايران سيستهدف المصالح الأميركية الحيوية». لكنه زاد ان واشنطن تملك «القدرة العسكرية على تدمير المنشآت النووية لطهران»، انما «ستتحفظ» عن الإقدام على ذلك، بسبب التداعيات «على رئاسة أوباما وتدمير شرعيته»، كما حصل للرئيس جورج بوش بسبب غزو العراق. بحسب تقرير لـ صحيفة الحياة.

ولا يرى المسؤول السابق أي سيناريو محتمل للخيار العسكري إلا تحت المظلة الدولية وبـ «قرار من الأمم المتحدة يدعم التدخل العسكري وبمشاركة حلف شمال الأطلسي وروسيا»، ما «قد يخفف» من حدة العواقب وسيضع طهران أمام خيارات حاسمة، و «بعد مفاوضات جدية وصبورة بين المجتمع الدولي وايران». ونصح الاسرائيليين بـ «عدم الدخول في حملة تهويل لضرب ايران لأن أميركا لن تضرب ايران وان فعلت ستكون النتائج وخيمة بشكل لا يساعد على الاطلاق العلاقات الاسرائيلية - الأميركية». واعرب عن اعتقاده بأن الهدف الاستراتيجي للولايات المتحدة هو تحويل «ايران الى عامل استقرار في منطقة غير مستقرة وهذا لا يمكن تحقيقه من خلال الحرب».

وعن أولويات الادارة الاميركية المقبلة، رأى بريجنسكي أن عملية السلام يجب أن تتصدر هموم أوباما، اذ أن أي انزلاق في الوضع الاسرائيلي - الفلسطيني نحو دوامة العنف من دون انخراط أميركي في السلام «سيكبل ادارته كما كبل ادارة بوش». وأعاد الى الاذهان نص اقتراحه، مع مستشار الأمن القومي السابق برنت سكوكروفت، والذي يدعو أوباما الى اطلاق مبادرة سلام أميركية «لفك العقدة الحالية»، تستند الى أربعة بنود: القدس عاصمة مشتركة وموحدة للدولتين، انسحاب اسرائيل الى حدود 1967 مع اعادة النظر بالمستوطنات الكبيرة التي يصعب تفكيكها، اعطاء تعويضات لللاجئين مقابل التنازل عن حق العودة، وبناء دولة فلسطينية من دون جيش ويشارك في حمايتها الحلف الأطلسي. واعتبر أن هكذا مبادرة ستحظى بدعم المجتمع الدولي وستساعد أوباما في تعزيز صدقيته.

وعن احتمال الخوض في المسار السوري - الاسرائيلي، أوضح بريجنسكي الذي زار سورية العام الماضي أن «ليس هناك من رادع للدخول بمسارين على ألا يطيح أحدهما بالآخر». وقال أنه سأل الرئيس بشار الاسد، خلال اجتماعه معه «اذا كان مستعداً للتفاوض على اتفاق السلام من دون مسائل أخرى تدخل في العملية»، وان الرئيس السوري اجاب «إن اتفاق السلام يمكن تحقيقه، طبقا لتسوية تعيد بها اسرائيل الأراضي التي احتلتها في 1967».

أوباما: لابد من الحزم مع إيران لتتخلى عن برنامجها النووي

وقال الرئيس الامريكى المنتخب باراك اوباما فى مقابلة تليفزيونية انه يدعم اتخاذ موقف حازم ولكن فى اطار دبلوماسية مباشرة لاقناع ايران بالتخلى عن برنامجها النووى.

واضاف انه يرغب فى هذا الاطار في عرض حوافز اقتصاديه على ايران لكنه هدد بتشديد العقوبات الاقتصادية على ايران اذا لم تستجب لهذا العرض. بحسب بي بي سي.

وكرر اوباما رغبته فى اجراء محادثات مباشره مع طهران لكنه اوضح ان تطوير اسلحة نوويه وتمويل المنظمات الارهابيه والتهديدات ضد اسرائيل امور غير مقبوله، حسب وصفه.

ومن ناحية أخرى، قالت ايران انها اجرت بنجاح تجربة اطلاق صاروخ ارض ارض خلال مناورات عسكرية اجرتها البحرية الايرانية في منطقة خليج عمان.

وقالت وكالة فارس الايرانية الحكومية ان سفينة حربية ايرانية اطلقت صاروخا متوسط المدى من طراز نصر/2 تمكن من اصابة هدفه على بعد ثلاثين كيلومترا.

الا ان الوكالة الايرانية لم تذكر تفاصيل اخرى عن التجربة، لكنها اكتفت بالقول انها كانت التجربة الاولى لهذا النوع من الصواريخ.

يشار الى ان التجربة الصاروخية الايرانية جاءت بعد يومين من اعلان واشنطن عن تجربة ناجحة لصاروخ ضمن مشروع منظومة الدرع الصاروخي.

ويعتبر هذا الاختبار ثامن عملية ناجحة من أصل 13 محاولة أجرتها وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) منذ عام 1999. وقد رصدت واشنطن نحو 100 مليار دولار لتطوير مشروع الدرع الصاروخي.

وعلى الرغم من الرفض الروسي تصر الولايات المتحدة على نشر الدرع في شرق أوروبا للتصدي لهجمات تقول إنها محتملة من دول مثل كوريا الشمالية وإيران.

وسبق لايران ان اجرت تجربة في الثاني عشر من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، على صاروخ ارض-ارض من طراز "سجيل" قالت انه "من جيل جديد".

وقال وزير الدفاع مصطفى محمد نجار ان "هذا الصاروخ يعمل على مرحلتين ومحركين ويستخدم الوقود الصلب ويمتلك مميزات هائلة وقدرات واسعة جدا".

وعرض التلفزيون الرسمي مشاهد لاطلاق الصاروخ. واكتفى نجار بالقول إن مدى الصاروخ يصل إلى 1200 ميل، بما يمكنه من الوصول إلى أوروبا.

وأجرت القوات المسلحة الايرانية مناورات متكررة في الاشهر الاخيرة تزامنت مع تكهنات عن توجيه ضربات أمريكية أو اسرائيلية محتملة اليها بسبب طموحاتها النووية.

وتقول ايران انها سترد على أي هجوم على أراضيها عن طريق استهداف المصالح الامريكية واسرائيل فضلا عن اغلاق مضيق هرمز وهو ممر ملاحي حيوي لامدادات النفط العالمية.

إيران: لن نوقف النشاط النووي رغم مطالب أمريكا

من جهتها قالت وزارة الخارجية الإيرانية إن طهران لن توقف أبداً نشاطها النووي وانها تنتظر من الولايات المتحدة أن تغير من سياسة الترغيب والترهيب " الفاشلة" ان هي أرادت تسوية الخلاف معها.

وكان الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما قد قال انه مستعد لعرض حوافز اقتصادية على إيران لوقف برنامجها النووي الذي تعتقد واشنطن أنه يهدف لانتاج قنابل. لكن أوباما حذر من احتمال تشديد العقوبات في حالة رفض العرض.

وقال حسن قشقاوي المتحدث باسم الخارجية الإيرانية للصحفيين " عندما يصرون على رؤيتهم القديمة فيما يتعلق بتعليق تخصيب اليورانيوم سيكون ردنا.. إيران لن تعلق أبدا تخصيب اليورانيوم."بحسب رويترز.

وتسعى واشنطن التي قطعت العلاقات مع طهران بعد ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة لعزل إيران بسبب خططها النووية.

وتؤكد إيران وهي رابع أكبر منتج للنفط في العالم أنها تريد اتقان تكنولوجيا نووية لتوليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير قدر أكبر من النفط والغاز.

والتخصيب هو أكثر ما يثير قلق الغرب من البرنامج النووي الإيراني لان من الممكن اذا جرى تخصيب اليورانيوم بدرجة عالية انتاج المادة المستخدمة في الرأس الحربي كما يمكن استخدامه من ناحية أخرى لصنع وقود للمحطات النووية.

وقال قشقاوي "اذا كان موقفهم (واشنطن) الجديد هو تبديد المخاوف بشأن أنشطة إيران النووية فنحن مستعدون لذلك. لكن توقعنا الجديد.. هو انه يتعين عليهم الاعتراف بحقنا في التكنولوجيا النووية."وأضاف "السياسة القديمة هي سياسة العصا والجزرة. وهذه بحاجة للتغيير والتحول الى سياسة تفاعلية."

وخلال مناظرة دارت بين أوباما ومنافسه الجمهوري جون مكين في أكتوبر تشرين الاول ذكر أوباما أن ادارته ستعمل على فرض قيود على واردات البنزين الى إيران التي لا يمكنها أن تنتج كميات كافية من الوقود تلبي جميع الاحتياجات المحلية ويتعين عليها أن تستورد بعضا منه.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 13/كانون الثاني/2008 - 14/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م