الحج يزيد من التسامح والانفتاح بين المسلمين

اعتداءات هيئة الأمر بالمعروف على الحجاج الشيعة مستمرة

 

شبكة النبأ: كشفت دراسة غربية نشرت مؤخراً أن الحج يجعل المسلمين أكثر تسامحاً، وأنه يعود على أكثر من مليوني حجاج سنوياً بالعديد من الآراء التي تتسم بكونها "أكثر انفتاحاً وإيجابية" من غيرهم من الناس الذين لم يحجوا. بحسب الـ (CNN).

وكشفت الدراسة، التي نشرت في إبريل/نيسان 2008، أن المسلمين الذين توجهوا للحج في مكة، عادوا إلى ديارهم بآراء منفتحة تجاه الشعوب الأخرى وأصبحوا ينظرون إلى أبناء الديانات والطوائف الأخرى بقبول أكبر، بل وبمساواة أيضاً.

بل وذهبت الدراسة إلى أن الحجاج أصبحوا أكثر ميلاً لإدانة زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بمرتين عن غيرهم من المسلمين.

وقال عاصم إعجاز خواجة، من جامعة هارفارد وأحد المشاركين في الدراسة: "إن الناس أصبحوا أكثر محافظة بعد الحج، وفي الوقت نفسه أصبحوا أكثر تسامحاً."

وقال الحاج الباكستاني، حبيب الله، الذي لم يغادر باكستان طوال حياته قبل توجهه إلى الحج في مكة، إنه شعر طاف حول العالم بأكمله، أثناء وجوده في مكة، وهو شعور عبر عنه الحجاج في استطلاع للرأي أجري إثر موسم الحج عام 2006.

وقال حبيب الله، البالغ من العمر 24 عاماً: "لقد شعرت بأننا أخوة جميعاً.. وقبل ذلك لم أفكر بهذه المسألة أبداً.. لقد غيّر الحج أفكاري بشأن المسلمين الآخرين.. لقد عمل الحج على توحيدنا كمسلمين وأخوة."

وأضاف أن هذه المشاعر تمتد أيضاً إلى غير المسلمين.

وأوضح قائلاً: "بعد الحج، شعرت بأن العالم صغير وأننا جميعاً نتقاسم العيش في مكان واحد.. الأرض. ينبغي علينا أن نعيش جميعاً بسلام، مسلمين وغير مسلمين."

وعبر حمود المصري (29 عاماً)، الأستاذ في إحدى مدارس القاهرة، عن المشاعر نفسها بشأن رحلة الحج هذا العام.

وقال: "لقد علمني الحج في نهاية المطاف أننا بشر نحتاج إلى بعضنا بعضا.. من الآن فصاعداً سأبدأ بقراءة المزيد عن الحضارات والثقافات الأخرى، ليس ثقافات المسلمين فحسب، بل وغير المسلمين."

وقال خواجة، المشارك في الدراسة إلى جانب ديفيد كلينغينغسميث ومايكل كريمر، إن المفاجأة في هذه الدراسة هي أن التسامح امتد ليشمل أبناء الديانات الأخرى وليس المسلمين فقط.

كذلك أظهرت الدراسة أن الحجاج المسلمين أصبحوا أكثر تأييداً لتعلم المرأة وعملها.

وعزا خواجة هذه النتيجة إلى أن الذكور والإناث يحجون معاً وبحرية، بل ويصلون معاً تقريباً.

رجم الشيطان في ظل سيطرة مشددة

هذا ورمى مئات الالاف من الحجاج الجمرات على جدران ترمز الى الشيطان في واد ضيق خارج مكة يوم الاثنين. بحسب رويترز.

وقال حاج مصري يعمل محاسبا يدعى أسامة خشبة بعدما رمى الجمرات عند جسر الجمرات في طقس يمثل رفض غواية الشيطان "مضى وقت طويل حتى نظمونا في صف واحد ولكن الامر كان سهلا."

وكان الجسر الواقع في وادي منى الضيق خارج مكة مسرحا لعدد من حوادث التدافع الجماعي المميتة وسحق 362 شخصا تحت الاقدام عام 2006 أثناء رمي الجمرات في أسوأ كارثة شهدها الحج منذ عام 1990.

وأجرت السلطات السعودية تجديدات لتخفيف تدفق الحجاج على الجسر حيث اضافت طابقا جديدا لجسر الجمرات حتى يكون أمام الحجاج أربعة طوابق يمكنهم رمي الجمرات منها كل يوم.

كما وجهت السلطات السعودية نداءات للحجاج هذا العام كي يرموا الجمرات في أي وقت من النهار بدلا من فترة بعد الزوال فقط كما كان رجال الدين السعوديون يصرون في الماضي.

ولم تشر السعودية حتى الآن الى وقوع أي مشاكل كتلك التي شابت الحج في أعوام سابقة من اندلاع حرائق وانهيار فنادق واشتباكات بين الشرطة ومحتجين وتدافع بسبب الزحام الشديد.

وطالب برنامج بثه التلفزيون السعودي بجعل حوادث رمي الجمرات شيئا من الماضي لا يتكرر.

وقادت اجراءات محكمة للسيطرة على الحشود من بينها نشر قوات أمن وتحديد مجموعة من المسارات الحجاج الى ثلاثة مواقع يلقون منها الحصى الذي جمعوه ليل الأحد من المزدلفة.

وقالت الحاجة السورية ام محمد "هذا الزحام مخيف. باذن الله لن يتأذى أحد."

وكانت الحكومة السعودية أكثر صرامة العام الحالي فيما يتعلق بمنع السعوديين والمقيمين الاجانب من اداء الحج دون تصاريح رسمية.

وأفادت وسائل الإعلام السعودية أن 1.72 مليون حاج جاءوا من الخارج هذا العام وهو رقم قياسي فيما جاء ما يزيد على نصف مليون شخص من داخل البلاد.

وعاد غالبية الحجاج الى الحرم المكي بعد الجولة الاولى من شعائر الرجم في وقت متأخر يوم الأحد.

وازدحم الحرم المكي بالحجاج في الساعات الاولى من صباح يوم الاثنين.

وتقضي شعائر الحج بحلق الرجال شعورهم بعد ذلك. وقال رجل يوجه الحجاج الى صالون مزدحم للحلاقة قرب الحرم "حلاقة الرأس تستغرق ثلاث دقائق."

ويقتفي الحج أثر نبي الاسلام محمد قبل 14 قرنا بعد أن ازال الاوثان من مكة المكرمة مسقط رأسه وبعد سنوات من دعوته الناس الى الاسلام الذي يعتنقه أكثر من مليار شخص في جميع أنحاء العالم حاليا. بحسب رويترز.

وقضى الحجاج يوم الأحد في الصلاة على جبل عرفات الواقع على بعد 15 كيلومترا شرقي مكة المكرمة.

وعلى الرغم من ان السلطات لم تعلن عن وقوع حوادث الا انها لم تستطع منع بعض الانشطة السياسية التي دعت الحجاج لتجنبها.

وعرض التلفزيون الايراني لقطات توضح رجل دين ايرانيا يلقي خطبة على مجموعة من الحجاج الذين كانوا يرددون "الموت لامريكا" و" الموت لاسرائيل". وقال اية الله محمد محمدي ريشهري رئيس بعثة الحج الايرانية للحجاج ان بعض المسلمين شعروا باليأس "في مواجهة هجمة الحضارة الغربية" الا أن اليوم هناك "صحوة اسلامية."

من جهتها استقبلت مرافق وزارة الصحة بمكة والمشاعر المقدسة 121 حالة تسمم غذائي، حدثت بأحد مخيمات الحجاج في مشعر منى نتيجة تناول طعام غير مطابق للاشتراطات الصحية، فجرى نقلهم لمستشفيات الوزارة ومراكزها حيث تلقوا العلاج اللازم. بحسب الـ CNN.

وخرج 95 شخصاً من المستشفيات على الفور، في حين مازالت 26 حالة تتلقى العلاج، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية التي لم تحدد جنسية المصابين، غير أنها أشارت إلى أن جميع الحالات لم تكن خطرة.

جاء ذلك الحادث اثر تناول بعض الحجاج  لوجبة من احد المحال الامر الذي استدعى نقلهم الى المستشفى حسبما ذكرت صحيفة عكاظ التي اوضحت ان الضحايا من الجنسيات المصرية والتونسية والسودانية والعمانية. ونقلت الصحيفة عن مصادر طبية ان ثمانية من هؤلاء في حالة خطيرة.

وقامت سلطات المدينة باغلاق المحل المتخصص في اعداد الحلويات والمعجنات والمسؤول عن الوجبات الملوثة واخذ عينات منها وفقا للصحيفة.

من جهة اخرى قامت ادارة الدفاع المدني في مكة المكرمة باجلاء نحو 400 حاج يمني اثر اندلاع حريق في مبنى مكون من ستة طوابق في حي اجياد في المدينة المقدسة اثر تلقيها بلاغا باشتعال النار في هذا المبنى الذي يقطنه حجاج يمنيون.

واوضحت صحيفة "المدينة" ان فرق الاطفاء تمكنت من السيطرة على الحريق ومنع انتقاله الى كامل المبنى مؤكدة عدم وجود ضحايا.

تجمهر شعبي يجبر السلطات إطلاق السيد القزويني

من جهة اخرى واثر تجمع شعبي أطلقت هيئة الأمر بالمعروف بالمدينة المنورة سراح رجل دين عراقي بعد ساعات على احتجازه على خلفية أداءه مراسم زيارة الرسول الأكرم وأئمة البقيع.

وافاد شهود عيان لشبكة راصد الاخبارية أن السيد مصطفى  القزويني رفض مرارا تدخل رجال الهيئة لمنعه من أداء مراسم الزيارة الأمر الذي دفعهم لاستدعاء الشرطة واقتياده للحجز في مقر الهيئة.

يذكر أن القزويني الذي يحمل الجنسية الأمريكية كان برفقته حملة من الحجاج ضمت عشرات الأمريكيين الشيعة من أصول عربية.

ودفع اعتقال القزويني على هذا النحو إلى قيام تجمع سلمي ضم المئات من الحجاج عند مقر الهيئة للمطالبة بالافراج عنه الأمر الذي أجبر الهيئة على اطلاقه بعد نحو ثلاث ساعات تجنبا لأي تداعيات أخرى كما رجح متابعون.

والسيد مصطفى هو نجل رجل الدين العراقي البارز السيد مرتضى القزويني وهو مقيم في الولايات المتحدة.

يشار إلى أن عددا من أفراد الحملة سبق وأن تعرضوا العام الماضي لاعتداء عنيف من رجال الهيئة الأمر الذي انتهى إلى رفع قضية أما المحاكم الأمريكية ضد الحكومة السعودية.

يأتي ذلك وسط انتقادات وجهتها رموز شيعية بارزة مؤخرا لتصرفات الهيئة استهلها الشيخ حسن الصفار وتبعه الشيخ همام حمودي القيادي في الائتلاف الشيعي العراقي الموحد ورئيس لجنتي العلاقات الخارجية ومراجعة الدستور في مجلس النواب العراقي.

كما انتقد المرجع الديني الإيراني البارز آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي قيام الوهابية بنشر كتب مناهضة للطائفة الشيعية وتوزيعها بصوره مجانية على الحجاج الشيعة.

واعتبر شيرازي تصرفات الوهابيين تلك بالمفلسة وفقا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا".

مبديا في الوقت نفسه استعداد علماء الدين المسلمين الشيعة لإجراء حوار ومناظرة حيّة على وسائل الإعلام مع الوهابيين.

وأضاف "لو أن لهؤلاء حجة وقوة منطق لما لجئوا للسباب والتكفير ولأجرينا معهم حوارا علميا يبث من قبل كل وسائل الإعلام في العالم برمته".

وتفرض الهيئة رقابة صارمة على ممارسة الحجاج لمراسم الزيارة في المسجد النبوي ومقبرة البقيع وكثيرا ما انتهى الأمر بالعديد من الحجاج والزوار للتحقيق والاحتجاز عقابا لما تعتبرها الهيئة ممارسات "شركية".

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 11/كانون الثاني/2008 - 12/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م