الهجرة السرية والبحث عن الكرامة في لجج البحر

السيول الاسبانية تساعد المهاجرين ومصر تفتح عليهم النار

إعداد: ميثم العتابي

شبكة النبأ: في محاولة منهم لتغيير واقعهم الذي فرض عليهم، بسبب الفقر او الحاجة الاجتماعية الماسة لتغيير المكان، يهاجر الناس متنقلين من وطن إلى آخر بحثا عن الامان وفرص العيش واللقمة الكريمة، بيد ان هذا السفر محفوف بالمخاطر الجمة، من أسواءها الكوارث الطبيعية التي تتقلب، فالسفر بحرا خطر جدا بسبب تقلب المناخ، إضافة إلى المخاطر التي يواجهها المهاجر غير الشرعي، بدخوله أراضي البلدان الاخرى، فقتل المتسلل على الحدود، جريمة لايحاسب عليها القانون في مفهوم الدول التي لاتحترم الإنسان.

(شبكة النبأ) في سياق التقرير التالي تلقي الضوء على الهجرة غير الشرعية، وكيف ان القارة السمراء تتصدر لائحة المهاجرين غير الشرعيين في العالم:

كوخ اثينا يحتجز 45 مهاجرا غير شرعي

اعلنت ادارة الشرطة اليونانية انها عثرت على 45 مهاجرا غير شرعي غالبيتهم من باكستان وبنغلادش وبورما والصومال محتجزين في ظروف مأسوية في كوخ قرب اثينا.

واوضحت الشرطة ان العثور على المهاجرين المحتجزين تم خلال عملية للشرطة في ايغالو الضاحية الغربية للعاصمة. بحسب فرانس برس.

واكدت الشرطةانها اعتقلت رجلا يعتقد انه المهرب من دون ان تكشف عن جنسيته في حين لا تزال تتعقب ثلاثة آخرين يعتقد انهم اعضاء في شبكة لتهريب المهاجرين غير الشرعيين.

وبحسب الشرطة فان المهربين احتجزوا المهاجرين لارغامهم على دفع المبالغ المتوجبة عليهم مقابل تهريبهم والتي تصل الى سبعة آلاف يورو عن كل فرد.

ومن بين الموجودات التي ضبطتها الشرطة في الكوخ اوراق نقدية بورمية وعراقية وتركية واميركية وايرانية ورخصة قيادة عراقية ودفتران دونت عليهما بالعربية البلدان الاصلية للمهاجرين.

وتعتبر اليونان ممرا تقليديا للمهاجرين غير الشرعيين القادمين من تركيا وهي تشهد نموا مضطردا في اعداد هؤلاء.

جيب مليلية الاسباني يقتحمه المهاجرين بسبب السيول

قالت الحكومة الاسبانية إن حوالي 30 افريقيا شقوا طريقهم عبر الحدود الاسبانية التي لايمكن اختراقها تقريبا المحيطة بجيب مليلية في شمال افريقيا حيث تغلبوا على الشرطة التي تحرس مصرفا لمياه العواصف اتلفته السيول.

وكانت واحدة من اسوأ العواصف التي ضربت مليلية منذ 30 عاما قد جرفت 30 مترا من السياج ثلاثي الطبقات الذي صمم لمنع المهاجرين غير الشرعيين الذي يحاولون العبور من المغرب. بحسب رويترز.

وسارعت شرطة حرس الحدود المدني بالقيام بدوريات في الجزء المحطم من الحدود لكن المهاجرين استهدفوا مصراعا في قناة لتصريف السيول تسدها الانقاض وغير قابلة للاغلاق. وقال مسؤول في مكتب الحكومة الاسبانية بالمدينة ان هذه الجماعة تغلبت على الشرطة هناك.

وقال: كان لدينا اشخاص هناك لكنهم (المهاجرين) جاءوا باعداد كبيرة ولم نستطع منع الكثير منهم.

واصبحت المدينة والجيب الاخر الذي تسيطر عليه اسبانيا في شمال افريقيا وهو سبته بؤرة تركيز الافارقة القادمين من جنوب الصحراء في محاولتهم الوصول الى داخل اسبانيا بحثا عن عمل.

وتنبأت اجهزة الارصاد الجوية باستمرار هطول الامطار الغزيرة على مليلية التي انقطعت الصلة معها جوا وبحرا.

واوضحت لقطات تلفزيونية فيضان نهر اورو على ضفتيه واشجار محمولة على امواج من المياه الطينية عبر الشوارع الغارقة في الاراضي التي تطالب المغرب بالسيادة عليها لكنها تحت سيطرة اسبانيا منذ اواخر القرن الخامس عشر.

الشواطئ اليمنية تعلن عن غرق المهاجرين الافارقه

قال الموقع الالكتروني التابع للحزب الحاكم في اليمن ان 23 مهاجرا افريقيا بينهم نساء واطفال لقوا حتفهم غرقا قبالة الشواطئ اليمنية فيما نجا 75 اخرون.

وذكر الموقع ان العواصف الشديدة وارتفاع امواج البحر ادت الى انقلاب الزورق الذي كان يقل 98 افريقيا توفي 23 منهم غرقا بينهم نساء واطفال فيما نجا 75 آخرون. بحسب فرانس برس.

واضاف الموقع ان الصيادين في سواحل هومة في محافظة ابين (جنوب) تمكنوا من انقاذ الناجين وقدموا لهم بالتعاون مع منظمة اطباء بلا حدود الاسعافات الاولية فيما باشرت السلطات الامنية التحقق من هوياتهم تمهيدا لترحيلهم الى معسكرات اللاجئين.

وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة اعلنت في العاشر من تشرين الاول/اكتوبر الماضي ان نحو 100 شخص فقدوا في خليج عدن بعد ان اجبرهم مهربون على النزول من قارب كانوا على متنه والسباحة الى الشاطىء اثناء توجههم بطريقة غير شرعية من الصومال الى اليمن.

ووصل نحو 32 الف شخص الى اليمن هذا العام بعد ان تم تهريبهم عبر خليج عدن من الصومال التي تمزقها الحرب.

وقتل 250 شخصا على الاقل اثناء قيامهم بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر.

محاولة التسلل الى مليلية تحبطها السلطات المغربية

قالت مصادر رسمية إن أجهزة الامن المغربية اعتقلت 50 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء بعد محاولتهم التسلل عبر السياج الامني المحيط بجيب مليلية الاسباني.

وقالت وكالة المغرب العربي الرسمية للانباء إن المهاجرين حاولوا التسلل عبر فتحة في السياج الامني نتجت عن الامطار التي هطلت بغزارة على المنطقة في الاونة الاخيرة.

ونقلت الوكالة عن مصدر أمني أن المهاجرين حاولوا نحو الساعة السادسة صباحا: المرور بقوة نحو مليلية عبر فتحة في السياج المحيط بالمدينة المحتلة نجم عن الامطار الجارفة التي هطلت على المنطقة. بحسب رويترز.

وأضافت ان المهاجرين اشتبكوا مع قوات الامن المغربية فأصيب عنصران من قوات حفظ النظام بجروح حينما حاولوا صد المهاجرين الذين ينتمون الى جنسيات من الكاميرون وساحل العاج ومالي وغينيا والسودان.

واستغل المهاجرون من افريقيا جنوب الصحراء الفيضانات التي ضربت المنطقة وأسفرت عن انهيار جزء من السياج الامني المحيط بالمدينة التابعة لاسبانيا ليحاولوا التسلل أملا في الهجرة الى اوروبا وتوديع الفقر الافريقي.

وكان نحو 11 أفريقيا من المهاجرين المتسللين قتلوا في العام 2005 عندما حاولوا التسلل عبر السياجين الامنيين لمليلية وجارتها سبتة التابعتين لاسبانيا. وقال حقوقيون ان السلطات الامنية الاسبانية والمغربية أطلقت النار عليهم.

ويرابط عدد من المهاجرين خاصة من دول افريقيا جنوب الصحراء بالقرب من مليلية وسبتة لتحين الفرصة للتسلل الى المدينتين. وتعمل السلطات المغربية جاهدة للحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية بضغط من دول الاتحاد الاوروبي. ويفد عدد من هؤلاء المهاجرين الى المغرب مستغلين قربه من اوروبا. ورحل المغرب الالاف منهم الى بلدانهم.

مصر تقتل المهاجرين والمنظمة الحقوقية تستنكر

قالت منظمة مراقبة حقوق الانسان هيومان رايتس وتش انه يتعين على مصر أن تكف عن إطلاق النار على المهاجرين الافارقة، وبينهم لاجئون فارون من دارفور، حين يحاولون التسلل عبر الحدود الى اسرائيل. بحسب رويترز.

وقالت المنظمة ومقرها أمريكا في تقرير عن الاخطار التي يتعرض لها المهاجرون الافارقة على الحدود بين مصر واسرائيل ان قوات الامن المصرية قتلت بالرصاص أو الضرب حتى الموت 33 مهاجرا معظمهم من ألافارقة على الحدود مع اسرائيل منذ يوليو تموز عام 2007.

وأرغمت اسرائيل عشرات المهاجرين الافارقة على العودة الى مصر بعد أن عبروا الحدود الى أراضيها قبل أن تسمح لهم بالتقدم بطلب اللجوء اليها.

وقال بيل فان ايسفيلد الذي كتب تقرير المنظمة في مؤتمر صحفي: شرطة الحدود المصرية في سيناء تستعمل القوة القاتلة لوقف المهاجرين واللاجئين والساعين الى اللجوء من العبور الى اسرائيل. وأصغر ضحية نعرفها طفلة عمرها سبع سنوات.

وأضاف، تحتاج الحكومة المصرية الى أن تبعث برسالة واضحة تفيد بأن اطلاق النار على الناس العزل الذين لا يتسببون في أذى أو تهديد على الحدود يحتاج الى أن يتوقف فورا.

وتحملت مصر لسنوات وجود مئات الالوف من المهاجرين على أراضيها لكن موقفها منهم تشدد عام 2007 بعد أن تعرضت لضغط اسرائيلي لتوقف الاعداد المتزايدة من الافارقة الذين يحاولون العبور الى الدولة اليهودية.

وقالت هيومان رايتس وتش ان 13 ألف مهاجر عبروا الحدود الى اسرائيل بعد أن جاءوا الى مصر منذ عام 2006.

وشنت مصر حملة على المهاجرين. وقتلت قوات الامن المصرية سيدة حامل من دارفور في يوليو تموز عام 2007. وفي وقت لاحق شاهد جنود اسرائيليون، بحسب تقرير المنظمة الذي نقل عن وسائل اعلام اسرائيلية؛ حراسا مصريين يضربون بضعة مهاجرين جرحى حتى الموت.

وجاء في التقرير أن جنديا اسرئيليا قال لقناة التلفزيون العاشرة الاسرائيلية: سمعناهم يبكون ويصرخون من الالم الى أن ماتوا.

ومنذ ذلك الوقت قتلت الشرطة المصرية أكثر من اثنين من المهاجرين في المتوسط شهريا على الحدود برغم أن منظمة هيومان رايتس وتش تقول ان الرقم الحقيقي للقتلى من المهاجرين في سيناء قد يكون بالفعل أكثر من 33 قتيلا نشرت عنهم المنظمة.

وقال فان ايسفيلد: الناس في تجمعات المهاجرين في القاهرة قلقون حقا لان هناك أشخاصا يتوجهون الى منطقة الحدود ولا يسمعون عنهم أي شيء بعد ذلك.

ولم يتسن الاتصال بمسوؤلين في وزارة الخارجية المصرية للتعليق لكن مصر قالت في السابق انها تحاول الموازنة بين الامن واحترام تعهداتها الدولية.

وجاء في التقرير أن اسرائيل تنتهك حقوق المهاجرين وبينهم فارون من الاضطهاد الديني في اريتريا أو الصراع في دارفور الذي تصفه الولايات المتحدة بأنه ابادة جماعية.

وحث التقرير اسرائيل على الكف عن إرغام المهاجرين على العودة لمصر التي يواجهون فيها محاكمات عسكرية واجتمال الترحيل الى الدول التي جاءوا منها حيث يمكن أن يواجهوا الموت أو التعذيب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 3/كانون الثاني/2008 - 4/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م