هجمات بومباي: حمام دموي بأدوات داخلية وخارجية

قسوة الهجمات بيَّنَت ان لا أحد في منأى عن الإرهاب

اعداد: صباح جاسم

شبكة النبأ: يقول خبراء في مجال الامن انه أياً كانت الجماعة التي تقف وراء هجمات مومباي فان أحد الامور التي باتت واضحة وضوح الشمس في كبد السماء هي أن من الممكن ايقاع مدينة كبرى في حالة من الفوضى اذا وجدت مجموعة من الرجال المسلحين تسليحاً كافياً والمستعدين للفداء بأرواحهم. خاصة اذا كان الامر على خلفية ايدلوجيات متطرفة او عبارة عن عمليات غسل ادمغة تحرِّك خيوطها من بعيد أجهزة الاستخبارات الاقليمية او الغربية بالنسبة للهند..

وبدلاً من خطف طائرات مثل هجمات 11 سبتمبر ايلول او تهريب سيارات ملغومة الى المدينة اختار مسلحو مومباي أسلوباً ينطوي على مواجهة ويعتمد على الهجوم المسلّح مما أسفر عن مقتل 155 شخصا واصابة نحو 283 وسبب حالة من الذعر في المدينة المزدهرة البالغ عدد سكانها 13 مليون نسمة.

يقول خبراء أمنيون ان الهجوم على الارجح جرى التخطيط له على مدار عدة أشهر وتم تنفيذه بدقة شديدة فيما يبدو لكنه اعتمد في النهاية على ما يقدر بنحو 25 مسلحا يحملون أسلحة خفيفة مثل البنادق والقنابل اليدوية.

وقدرتهم على التجول ومواصلة الهجوم بينما هم على استعداد طوال تلك الفترة أن يقتلوا اثناء العملية جعل من الصعوبة الشديدة بمكان قتالهم وجعلهم اكثر انطلاقا مما كان يمكن أن يحدث في أي هجوم انتحاري فوري.

وقال ساجان جوهيل المحلل بمؤسسة اسيا باسيفيك "من المستحيل فعليا منع 20 مسلحا من شن هجوم في اي مكان بالعالم اذا كانوا على استعداد لان يقتلوا."وأضاف "هذا هو لب استراتيجية الفدائيين". ويطلق تعبير الفدائيين لوصف المسلحين الذين يضحون بأنفسهم والذين عملوا في العراق واقليم كشمير وفي أنحاء العالم الاسلامي.

وتابع قائلا لرويترز "هذا اكثر فعالية من مهمة انتحارية. ففي المهمة الانتحارية يطلقون المتفجرات وينتهي أمرهم اما في هجمات الفدائيين هم يحاولون الاستمرار لاطول فترة ممكنة وقتل اكبر عدد من الاشخاص."

وبعد نحو 20 ساعة من بدء الهجوم في وقت متأخر من ليل الاربعاء كان الجنود الهنود والمسلحون لا يزالون يتبادلون اطلاق النيران وحوصر اكثر من 100 شخص داخل فندق تاج محل وهو أحد فندقين من فنادق الخمس نجوم ويقبل عليه السياح ورجال الاعمال الغربيون الذين استهدفوا في الهجوم.

وأعلن مسؤولو أمن هنود أن العمليات الرامية الى اخراج المتشددين المتحصنين في فندق تاج محل بمدينة مومباي انتهت وان ثلاثة اسلاميين مسلحين على الاقل قتلوا.

وأغلقت السلطات الهندية أسواق الاسهم والسندات والصرف الاجنبي والمدارس وبذل الاجانب المذعورون الذين كانوا موجودين اما لقضاء اجازات او في مهام عمل قصارى جهدهم للفرار مما جعل العاصمة التجارية للهند اشبه بمنطقة حرب يسودها التوتر.

وقال هنري ولكنسون كبير المحللين بمؤسسة جانوسيان لادارة المخاطر الامنية "يستطيع رجال مسلحون بأسلحة الية أن يلحقوا الخراب وأن يحافظوا على استمرار الوضع لفترة أطول كثيرا."وأضاف "سواء كان هذا مقصودا ام لا فانه يخلق دراما ممتدة اكثر اثارة للرعب بكثير."

ونظرا لجرأة الهجوم ومستوى التخطيط العالي وحقيقة أن الاجانب استهدفوا على وجه الخصوص يعتقد متخصصون أن من المرجح أن يكون المهاجمون قد استلهموا الهجوم بدرجة ما من جماعات خارجية متحالفة مع القاعدة مثل جماعة عسكر طيبة ومقرها باكستان او أن يكونوا على صلة بها.

ويشيرون الى أن التكتيكات مختلفة عن الهجمات الاكثر شيوعا التي وقعت بعد 11 سبتمبر التي شهدها العراق وافغانستان لكنها ما زالت تحمل نفس العلامات المميزة. وأضاف ولكنسون "من المثير للاهتمام أنهم لم يلجأوا الى استخدام سيارات ملغومة فقد كان هجوما مسلحا مباشرا على مدينة... يعيد هذا للاذهان الهجمات التي وقعت في السعودية عام 2003 حين تجول مسلحون محاولين العثور على غربيين وقتلهم."

وركز ولكنسون على مسألة أن مسلحي مومباي فيما يبدو استخدموا البنادق والقنابل اليدوية فحسب مما منحهم المزيد من القدرة على التحرك والتفرغ لاحتجاز الرهائن. وأضاف "أتصور أن استخدام البنادق والقنابل اليدوية كان اختيارا متعمدا... مستوى التخطيط والتدريب الذي يجب أن يكون قد تم الخضوع له لتنفيذ هجوم من هذا النوع مثير للاعجاب."

قوات الكوماندوس تقتل آخر المتشددين المتحصنين في فندق بمومباي

وقتلت قوات الكوماندوس الهندية اخر مسلحين اسلاميين متحصنين في فندق تاج محل بمدينة مومباي منهية هجمات استمرت ثلاثة أيام في العاصمة المالية للهند وأسفرت عن سقوط 155 قتيلا على الاقل.

وقال حسن غفور قائد شرطة مومباي لرويترز ان فندق "تاج محل تحت سيطرتنا" بعد وقت قصير من اطلاق كثيف للنيران في المبنى وتصاعد ألسنة اللهب من النوافذ.

وأعلن جيوتي كريشنا دوت قائد قوة الكوماندوس الهندية في مؤتمر صحفي أن ثلاثة متشددين على الاقل وأحد الجنود قتلوا.

واقتيدت كلاب مدربة الى الفندق الذي شيد قبل 105 أعوام ووصلت عربات اسعاف الى المكان. وتفقد بعض أفراد قوات الكوماندوس غرف الفندق مرة أخرى في حين استقل اخرون حافلات وبدا عليهم الارهاق.

ووصل راتان تاتا رئيس مجموعة تاتا المالكة للفندق عند المبنى صباح السبت وربما يصدم مما سيجده عندما يدخل المبنى.

وقال مانيش موندرا وهو متطوع ينقل الطعام لقوات الامن وكان داخل المبنى "صالة الاستقبال في فوضى تامة... الاثاث محطم والمياه في كل مكان. لن يتمكنوا من استخدام هذه الاشياء ثانية."

وتغطي طبقات من السخام الاسود واجهة الفندق بأحجاره رمادية اللون وشرفاته البيضاء والاسطح. وهشمت نافذتان.

وكان فندق تاج محل اخر ساحة قتال بعد ثلاثة أيام من القتال العنيف في مناطق مختلفة من المدينة التي يقطنها 18 مليون نسمة.

وذكرت العديد من الصحف أن بعض المتشددين نزلوا بفندق تاج محل قبل أيام أو أسابيع من الهجمات في حين أشارت صحيفة تايمز أوف انديا الى أنهم استأجروا شقة سكنية في المدينة قبل بضعة شهور متظاهرين بأنهم طلبة.

وصرح جنرال بالجيش يوم الجمعة بأن المسلحين يعرفون تفاصيل المبنى بشكل أفضل من رجاله مضيفا أنهم مدربون بشكل جيد للغاية.

وقال أحد أفراد قوات الكوماندوس لصحيفة هندوستان تايمز "أحيانا كانوا يضاهوننا في القتال والحركة... هم اما جنود نظاميون بالجيش أو أمضوا فترة طويلة في التدريبات الخاصة."

هجوم جريء يخلف حمام دم

وتمكن المتشددون الاسلاميون المدججون بالاسلحة الذين نفذوا الاعتداءات الدامية في بومباي وهم يتمتعون بافضل تدريب من دخول المدينة من دون ان يتنبه احد الى وجودهم الى ان بدأوا مجزرتهم.

وبدأ الهجوم الجريء بحسب مسؤولين في اجهزة الاستخبارات الهندية مع وصول عشرة مسلحين على الاقل مساء الاربعاء الى شاطئ بومباي على متن زورقين صغيرين. واوضح هؤلاء المسؤولون ان المجموعة وصلت الى قبالة سواحل بومباي على متن مركب كبير ومن ثم استقلت الزورقين الصغيرين اللذين اوصلاها الى الشاطئ. وفور نزولها الى الشاطئ انقسمت المجموعة الى اثنتين.

الهدف الاول كان محطة شاتراباتي شيفاجي للسكك الحديد. مسلحان على الاقل دخلا قاعة الركاب في هذه المحطة وراحا يطلقان النار في كل حدب وصوب من رشاشات اوتوماتيكية كما القيا عددا من القنابل اليدوية على الموجودين. بحسب رويترز.

خرج المهاجمان من المحطة مخلفين وراءهما 50 قتيلا وتمكنت كاميرات المراقبة من التقاط صور لوجهيهما ليظهر انهما شابان وقد بدا عليهما الهدوء على الرغم مما فعلاه.

وبعدما تمكنا من الافلات من القوى الامنية هاجما مستشفى يستقبل الاطفال والنساء الفقراء حيث اطلقا النار بكثافة.

وعندما تدخلت الشرطة اصيب قائد وحدة مكافحة الارهاب في بومباي هيمانت كاركاري برصاصة في الرأس ففارق الحياة على الفور وقتل معه ايضا ضابطان آخران في وحدته. واستهدفت مجموعة اخرى من المهاجمين مقهى ليوبولد الذي يرتاده خصوصا السياح الاجانب والمهاجرون.

وروى الاستراليان ديفيس كوكر وكايتي انستي كيف اقتحم عدد من المسلحين الباب الرئيسي للمقهى واخذوا يطلقون النار في كل الاتجاهات.

وقال كوكر الذي اصيبت صديقته كايتي برصاصة في ساقها "كنا قد املينا للتو طلبيتنا على النادل حين سمعنا اطلاق نار وراح الناس يصرخون".

واستولت مجموعة اخرى من المهاجمين على سيارة للشرطة وراح من فيها يطلق النار على كل من كان مارا في الطريق قبل ان تهاجم هذه المجموعة فندقي تاج محل واوبيروي-ترايدنت الفخمين اللذين يعتبران من دون منازع رمزين للثراء في بومباي ولغنى المدينة الثقافي التعددي.

واستهدف المهاجمون كذلك مجمعا سكنيا وتجاريا يضم ايضا المركز اليهودي في المدينة ومستشفى للزوار الاسرائيليين.

وكان اول ما سمعه موظفو ونزلاء فندق تاج محل عيارات نارية ودوي متفجرات قرب حوض السباحة لكن سرعان ما اصبح المهاجمون داخل الفندق وراحوا يحتجزون الرهائن.

مقتل 195 شخصاً والشرطة تعلن انتهاء العمليات

وقتل آخر الاسلاميين المتحصنين في فندق في بومباي واعلنت الشرطة نهاية العمليات بعد مرور اكثر من يومين على هجمات منسقة في عاصمة الهند الاقتصادية اسفرت عن سقوط 195 قتيلا.

وقال حسن غفور مدير شرطة بومباي بعد ستين ساعة تقريبا على شن الهجمات "كل العمليات انتهت. وقتل كل الارهابيين". بحسب فرانس برس.

واوضح جاي كاي دات قائد الحرس الوطني الهندي ان ثلاثة ناشطين اسلاميين كانوا لا يزالون متحصنين في فندق تاج محل قتلوا صباح السبت. وقال للصحافيين امام الفندق "قلنا ان ثمة ثلاثة ارهابيين .. ولدينا الان ثلاث جثث" موضحا "اننا نمشط الغرف واحدة بعد الاخرى للتأكد من ان الوضع آمن".وتاج محل كان اخر موقع لا يزال يقاوم فيه المهاجمون.

وقتل 195 شخصا وجرح 295 اخرون في الهجمات المنسقة التي شنها متطرفون اسلاميون في بومباي على ما اعلن السبت مكتب ادارة الكوارث في المدينة. وقال ار. جداف المسؤول عن هذا المكتب "بلغ عدد القتلى الاجمالي صباح السبت 195 بينما بلغ عدد الجرحى 295".

وتأكد حتى الان مقتل 22 اجنبيا على الاقل بحسب الدول المعنية.والجمعة قالت وزارة الخارجية الاميركية ان عدد الاميركيين الذين تأكد مقتلهم ارتفع من اثنين الى خمسة موضحة ان الكثير لا يزالون في عداد المفقودين.

واعلنت وزارة الخارجية التايلاندية السبت ان مواطنة تايلاندية قتلت كذلك.

وقتل كنديان وجرح اثنان اخران على ما اعلن وزير الخارجية الكندي لورانس كانون مساء الجمعة. وقال دبلوماسي اسرائيلي ان خمس رهائن اسرائيليين قتلوا في مركز لليهود المتشددين اقتحمته القوات الهندية الجمعة. وقال مسؤول هندي ان الاسلاميين قتلوا الرهائن عند تدخل القوى الامنية.

وقتل حاخام وزوجته وهما اميركيان على ما ورد في الموقع الالكتروني للمنظمة اليهودية الاميركية المتشددة "بيت شاباد-لوبافيتش" التي ينتميان اليها.

وفضلا عن الرهائن الاسرائيليين الخمسة قتل خمسة اميركيين وفرنسيان واستراليان وكنديان وبريطاني وياباني والماني وايطالي ومواطنة من سنغافورة واخرى من تايلاند في الهجمات على ما اعلنت الدول المعنية.

وكانت الشرطة اعلنت الجمعة انتهاء العمليات في فندق اوبيروي-ترايدنت وهو فندق فخم ايضا سيطر عليه مهاجمون اسلاميون.

ووجهت الهند صراحة اصابع الاتهام الى باكستان الدولة المجاورة في هذه الهجمات المنسقة التي ضربت بومباي التي يبلغ عدد سكانها 13 مليون نسمة. ونفت اسلام اباد بشدة ومرات عدة ان تكون ضالعة في الهجمات.

وقررت باكستان السبت عدم ارسال رئيس اجهزة الاستخبارات الباكستاني كما كانت اعلنت الجمعة للمساعدة في التحقيقات حول هجمات بومباي بل ممثلا عن هذه الاجهزة على ما جاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء.

(مجاهدو دوكان): نحب بلادنا لكن يجب وقف اضطهاد المسلمين!!! 

وتبنَّت مجموعة اسلامية تطلق على نفسها اسم (مجاهدي دوكان) سلسلة الاعتداءات بالرصاص والمتفجرات التي هزت بومباي الهندية.

وارسلت المجموعة المذكورة رسائل الكترونية الى عدد من وسائل الاعلام اعلنت فيها تبنيها سلسلة الاعتداءات التي ضربت العاصمة الاقتصادية للهند.

وقال احد المسلحين المشاركين في الهجمات لاحدى القنوات التلفزيونية انه ينتمي الى جماعة هندية اسلامية تسعى الى انهاء اضطهاد المسلمين الهنود.ودعا المسلح الى اطلاق سراح كافة المسلحين الاسلاميين المعتقلين في الهند. بحسب فرانس برس.

واضاف لقناة انديا التلفزيونية عبر الهاتف من داخل الفندق الذي احاطت به قوات الجيش، يجب وقف اضطهاد المسلمين في الهند. نحن نحب بلادنا ولكن عندما تقتل امهاتنا واخواتنا، اين يكون الجميع؟.

وقال احد المتشددين داخل فندق اوبروي مومباي ان سبعة مهاجمين يحتجزون الرهائن داخل الفندق الفاخر.

وقال الرجل للتلفزيون، سبعة منّا داخل فندق اوبروي. ونحن نريد اطلاق سراح كل المجاهدين المحبوسين في الهند ولن نفرج عن الناس إلا بعد ان يتحقق ذلك. واضاف قوله أفرجوا عن كل المجاهدين.. والمسلمون الذين يعيشون في الهند يجب ألا يضطهدوا.

الهند تشير بأصابع الاتهام الى باكستان

وأشارت الهند بأصابع الاتهام الى "عناصر" لها صلات بباكستان فيما يتعلق بالمسؤولية عن الهجمات المميتة في مومباي مما يزيد من احتمال انهيار جهود السلام بين الدولتين المسلحتين نوويا.

لكن اسلام اباد نفت أي تورط لها وفي خطوة غير مسبوقة وافقت على السماح لرئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستاني بالذهاب الى الهند وتبادل المعلومات معها. بحسب رويترز.

وجاءت الهجمات التي استهدفت فندقين فاخرين ومواقع أخرى بالمدينة بعدما اتخذ الرئيس الباكستاني اصف علي زرداي خطوات جريئة لتحسين علاقات بلاده مع الهند.

وألقى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ باللائمة في الهجمات على جماعات متشددة تتخذ من دول مجاورة للهند مقرا لها في اشارة عادة ما تفهم على أنها يقصد بها باكستان.

وكان وزير الخارجية الهندي براناب مخيرجي أكثر وضوحا يوم الجمعة عندما قال في مؤتمر صحفي بنيودلهي "الادلة الاولية.. تشير الى تورط عناصر لها علاقات بباكستان."وحث باكستان على تفكيك البنية التحتية التي تدعم المتشددين.

وعرضت باكستان التعاون الكامل في سبيل مكافحة الارهاب. وقال وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي يوم الجمعة للصحفيين أثناء وجوده في الهند في اطار زيارة كانت مقررة قبل الهجمات "باكستان مستعدة للتعاون على جميع المستويات مع حكومة الهند."

وأضاف "أيا كانت الجهة التي نفذت هذه الهجمات فهي ليست صديقتنا وليست صديقتكم. نحن غير مسؤولين عن هذا الامر كما أنه ليس في مصلحتنا التورط في شيء كهذا."

وقال للصحفيين في بلدة اجمر الهندية "نحن نواجه عدوا مشتركا وعلينا ان نتكاتف لنهزم العدو."واتصل زرداري هاتفيا يوم الجمعة بسينغ ليدين الهجمات مرة أخرى وقال له ان "عناصر لا علاقة لها بدول" مسؤولة عنها.

باكستان ترسل ممثلا لوكالة المخابرات وليس مديرها إلى الهند

وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني ان اسلام اباد ارسلت ممثلا لوكالة المخابرات الباكستانية وليس مديرها العام لمومباي للمساعدة في التحقيقات في الهجمات التي وقعت هناك.

وادانت باكستان هجمات مومباي نافية أي تورط فيها ووافقت في خطوة غير مسبوقة على السماح لرئيس جهاز المخابرات العسكرية الباكستاني بالذهاب الى الهند وتبادل المعلومات معها بناء على طلب رئيس الوزراء الهندي.

لكن مكتب رئيس الوزراء الباكستاني قال في بيان ان ممثلا لجهاز المخابرات سيذهب الى الهند بدلا من مديره العام. ولم يعط مزيدا من التفاصيل.

وخاضت باكستان والهند ثلاثة حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947 وكانتا على شفا حرب مرة اخرى بعد هجوم لمتشددين في ديسمبر كانون الاول عام 2001 على البرلمان الهندي ربطته نيودلهي بباكستان.

وكان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي متواجدا في الهند في اطار زيارة مقررة تهدف الى تعزيز العلاقات بين البلدين عندما وقعت هجمات مومباي.

وقال يوم الجمعة انه يجب تعزيز التعاون في مكافحة الارهاب داعيا الهند الى عدم القاء اللوم على بلاده في الهجوم.

وقال مسؤول باللجنة العليا الباكستانية في نيودلهي ان قرشي سيقطع زيارته ويعود الى باكستان. وكان من المقرر ان يعود في وقت لاحق يوم السبت في نهاية زيارة مدتها اربعة ايام.

براون: لا أدلة على صلة بريطانيين من اصل باكستاني بهجمات مومباي

من جهة ثانية قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون انه لا توجد أدلة حتى الان تؤكد تقارير بأن بريطانيين من اصل باكستاني شاركوا في هجمات مومباي وحذر من انه من السابق لاوانه استخلاص أي نتائج.

وكانت صحيفة ايفينينج ستاندارد اللندنية قد ذكرت نقلا عن مصادر في الحكومة الهندية ان بعض المسلحين بريطانيون. وقالت برلمانية اوروبية ايضا انها سمعت ان بريطانيين من اصل باكستاني شاركوا في الهجمات.

وقال مصدر امني بريطاني لرويترز، انه من السابق لاوانه القول بأن التقارير التي ذكرت ان مواطنين بريطانيين شاركوا في الهجمات دقيقة.

وقال المصدر "بعض (هذه التقارير) قد تكون تكهنات لكن قد تكون هناك عناصر للحقيقة."واضاف المصدر "السلطات البريطانية تبحث عن قرب في أي صلة بريطانية بهذه (الهجمات). اننا نعمل مع شركائنا الدولين ... ونتلقى افادات منتظمة عما يحدث."

وقال براون للصحفيين انه تحدث الى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ بشأن الهجمات التي قتل فيها اكثر من 140 شخصا واصيب مئات اخرون.

وقال "لم يذكر رئيس الوزراء الهندي في أي وقت لي انه توجد ادلة في هذه المرحلة على ان هناك أي ارهابي من اصل بريطاني."

واضاف "لكن بالطبع تجري تحقيقات ضخمة وانا اعتقد انه سيكون من السابق لاوانه استخلاص أي نتائج على الاطلاق."

وقالت وزارة الخارجية البريطانية انها تحدثت مع السلطات الهندية على مستوى وصفته بأنه عال جدا.وقال متحدث باسم الوزارة"قالوا انه لا يوجد دليل على ان ايا من المهاجمين بريطاني سواء الذين اطلقت النار عليهم او المحتجزين."رئيس الوزراء الهندي الذي ذكرت تقارير انه قال ان بريطانيين متورطون لم يقل مثل هذا الشيء سواء علنا او في احاديث خاصة."

ونشرت صحيفة ايفينينج ستاندارد عنوانا رئيسيا في عددها الصادر يوم الجمعة يقول"مسلحو مومباي بريطانيون."

واضافت ان باكستانيين اثنين مولودين في بريطانيا اعتقلا مع ثمانية اخرين بعد اقتحام وحدات كوماندوس هندية فندقين ومركزا يهوديا في وسط مومباي لاطلاق سراح رهائن.

ويعيش نحو 750 الف شخص من اصل باكستاني في بريطانيا مما يجعلهم ثاني اكبر اقلية عرقية بعد الجالية الهندية.

الصحافة الهندية تندد بالحكومة وبأجهزة الاستخبارات الهندية 

وتصدرت اعتداءات مومباي جميع الصحف الهندية التي نددت بالحكومة وباجهزة الاستخبارات لعدم تداركها اعتداءات المتطرفين الاسلاميين التي اوقعت 130 قتيلا بحسب حصيلة جديدة.

وتحت عنوان، وسط النيران وفي خضم المعارك، كتبت صحيفة هندوستان تايمز في افتتاحية طغت عليها خيبة الامل: حان الوقت لندرك ان فقدان وحدات النخبة في قواتنا في معارك مباشرة عمل شجاع لكنها وسيلة يائسة تماما لمكافحة الارهاب المعاصر .وتابعت الصحيفة، لا يمكن مكافحة الارهاب العالمي بدون اعادة تنظيم امننا القومي. بحسب فرانس برس.

وعنونت صحيفة تايمز اوف انديا رعب متواصل وخصصت مقالة لطريقة استهداف الغربيين في هجمات مومباي.كذلك حملت الصحيفة على وزارة الداخلية واتهمتها بانها عار على الحكومة. وعنونت صحيفة تايمز انها الحرب متسائلة حول قدرة الهند على اظهار قدر جدي من التنسيق لمكافحة الارهاب، واشارت الى التأخر في نشر فرق من القوات الخاصة في موقع الاعتداءات.

واخيرا، وجهت انديان اكسبرس انتقاداتها لاجهزة الاستخبارات وتساءلت، ما هي الآليات التي جعلت اجهزة الاستخبارات تخفق في كشف خطة ارهابية معدة باتقان كهذه؟.

أحداث مومباي تحوِّل مواقع إنترنت لوكالات أنباء هاوية

ومع تعاظم دور الهند كعملاق جديد في تكنولوجيا المعلومات والانترنت، كانت هجمات مومباي الدموية مناسبة أطلقت فيها المنتديات الإلكترونية نفسها كقوّة واضحة فيما يتعلق بنقل وتجميع الأخبار.

ومنذ الدقيقة الأولى التي اهتز فيها العالم على وقع صدمة الهجمات غير المسبوقة، تهاطلت مساهمات المشاركين في المنتدبات الإلكترونية ومن ضمنها "Twitter."

وبإجمالي ستة ملايين مشترك عبر مختلف أنحاء العالم، استقبل الموقع معدّل ثمانين رسالة بواسطة الإرساليات القصيرة عبر أجهزة الهاتف النقال، كلّ خمس ثوان، ولكم أن تتخيلوا حجم التحديث الذي تم به إبلاغ متصفحي الموقع.

وزيادة على ذلك، وجّه الكثير من المشاركين نداءات للتبرع بالدم في الوقت الذي كان فيه الأطباء في مستشفيات مومباي يواجهون أوقات عصيبة في الحصول على الكميات اللازمة من الدماء.

أما آخرون فكانوا يزودون متصفحي الموقع بأرقام خطوط المساعدة وأرقام الاتصال بأصدقائهم وأقاربهم المحاصرين تحت وطأة الهجمات.ولاحقا في ظرف قياسي، أصدر الموقع لائحة بأسماء القتلى والجرحى بعد أن جمعها من المشاركين.

وقالت صحفية هندية معروفة لـCNN "حتى قبل أن أطالع نبأ الهجمات على الأخبار، سمعت بها على هذا الموقع."

وأضافت "لقد كان الناس يرسلون مشاركاتهم حول ما سمعوا، وكان هناك على الأقلّ خمس أو ستّ تدوينات من أشخاص محاصرين هناك أو قريبين من موقع الأحداث."

وكتب أحد المتدخلين في الموقع، كان على ما يبدو داخل واحد من إحدى الفنادق المستهدفة "إرهابيو مومباي يطلبون الآن من قسم الاستقبال في الفندق أرقام الغرف التي يقيم فيها أمريكيون ومن ثمّ يأخذونهم رهائن على السطح."

وحوّلت مجموعة مدونين من مومباي موقعهم Metroblog إلى وكالة أنباء حقيقية في الوقت الذي تحول فيه موقع  MumbaiHelp إلى مركز نداء واتصال لمساعدة الناس على الاتصال بأقاربهم.

كما أثبت موقع "فليكر" قوته فيما يتعلق بالحصول على الصور من مواقع الأحداث دون رتوش وشوهدت عليه صور من مختلف وسائل الإعلام أولا بأول ومن ضمنها صور التقطتها عدسات CNN.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/كانون الثاني/2008 - 3/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م