حوار الأديان: خطة لإدارة الأزمات وحقن دماء الإنسان

ازدواجية احترام حقوق الانسان وقمع الحريات والأقليات

 

شبكة النبأ: كلمة سواء مادام الهدف واحد، والغاية واحدة، بهذا الشعار يجتمع الناس، ومن أديان مختلفة وطوائف متعددة لحقن دماء الإنسان، والذي هو أغلى من أن تفرّط به فتوى متطرفة او تكفيرية، او يشار إليه بالتقزيم والاحتقار.

ولكن ما تناسته اطراف الحوار هو ان المشكلة ليست في الإنسان او ما يصدر عن المشرّع بل المشكلة في تعاطي الاديان السياسة بشكل غير ممنهج، او دخول الآيدلوجية الى الساحة الدينية والصعود بالمكان ومن فيه إلى الهاوية، خاصة عند ممارسة بعض الجهات الازدواجية الداعية الى احترام حقوق الانسان والسعي نحو التقارب الانساني بينما تقبع الحريات المدنية والدينية للمجتمع والأقليات فيها تحت نير التسلط والتطرف والتحجيم كما هو الحال في السعودية مثلاً.

في سياق التقرير التالي نسلط الضوء على المؤتمر المشترك بين المسلمين والكاثوليك للعمل في سبيل مكافحة التطرف والتكفير والإرهاب:

اجتماع رجال الدين في العالم لمكافحة الارهاب

تعهد زعماء كاثوليك ومسلمون في اجتماعات غير مسبوقة في الفاتيكان بالعمل معا لمكافحة العنف الذي يرتكب باسم الدين والدفاع عن الحريات الدينية ورعاية حقوق متساوية لجماعات الاقليات الدينية.

وبعد ثلاثة ايام من الاجتماعات أصدر 58 من زعماء وعلماء الدين ..29 من كل جانب.. اعلانا مشتركا وجه نداء أيضا لاحترام الشخصيات والرموز الدينية. بحسب رويترز.

جاءت الاجتماعات بعد عامين من القاء البابا بنديكت كلمة لمح فيها الى ان الاسلام يتسم بالعنف وغير عقلاني مما أثار احتجاجات غاضبة في الشرق الاوسط. وشكل المسلمون مجموعة لدحض ما ورد في تلك الكلمة والسعي الى تفاهم مشترك أفضل.

ودعا البيان المشترك الذي يحمل شعار (كلمة سواء) الى حوار يستند الى المباديء المشتركة لحب الله وحب الجار.

وقال البيان وهو يصف المحادثات بأنها دافئة: نعلن ان الكاثوليك والمسلمين مدعوون لان يكونوا ادوات حب وانسجام بين المؤمنين وللبشرية جمعاء وان ينبذوا أي قمع وعنف عدواني وارهاب وخاصة ما يرتكب باسم الدين وتعزيز مبدأ العدل للجميع.

وقال البيان ان الاقليات الدينية يجب ان يسمح لها بأماكن عبادة خاصة بها وعدم تعريض الشخصيات المؤسسة والرموز التي تراها مقدسة لاي تهكم أو سخرية.

ويدافع الفاتيكان منذ فترة طويلة عن الاقليات المسيحية في اماكن مثل السعودية حيث لا يمكنها ممارسة العبادة علانية وحث على سلامة المسيحيين في العراق. ويقول مسلمون في الدول الغربية انهم يواجهون تمييزا وشكوكا من جانب الغالبية.

وتعكس كلمات البيان بشأن تجنب التهكم أو السخرية قلق المسلمين المستمر بعد ان نشرت صحيفة دنمركية في عام 2006 رسوما كاريكاتورية للنبي محمد أثارت احتجاجات عنيفة في العالم الاسلامي.

وفي وقت سابق قال البابا بنديكت ان المسلمين والمسيحيين يشتركون في قيم اخلاقية ويجب ان يدافعوا عنها معا.

وقال البابا بنديكت الالماني المولد: يوجد مجال رحب وكبير يمكننا ان نتحرك فيه معا للدفاع والترويج للقيم الاخلاقية التي هي جزء من تراثنا المشترك.

وقال الاسقف بول هيندر الذي مقره أبوظبي انه بحث مع مندوبين مسلمين رغبة الفاتيكان في بناء كنائس في السعودية للعمال المهاجرين الكاثوليك هناك. واضاف قائلا للصحفيين: انني لا اعتقد اننا سنحصل على أي حقوق على الفور لكن الاشياء تتغير.

وشارك الفاتيكان ايضا في محادثات بين الاديان اطلقها هذا العام عاهل السعودية الملك عبد الله الذي سيجتمع في نيويورك الاسبوع القادم مع رؤساء دول للترويج لمبادرته.

وتعكس هذه الحوارات وحوارات اخرى مدى الحاجة الملحة الجديدة التي شعر بها الزعماء المسلمون بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول ونظرية صدام الحضارات وكلمة البابا التي القاها في ريجنسبرج في 2006 والتي أظهرت الفجوة المتزايدة بين أكبر ديانتين في العالم.

وقال البابا بنديكت ان المنتدى الكاثوليكي الاسلامي وهو الاسم الرسمي لهذا الحوار الذي من المقرر ان يعقد كل عامين يخطو بثقة الان خطواته الاولى.

وضم الوفد الكاثوليكي مسؤولين من الفاتيكان وباحثين كاثوليك في الاسلام واساقفة يرأسون الاقليات في العراق وسوريا وباكستان والدول الخليجية. وثلاثة منهم من النساء.

ومجموعة (كلمة سواء) هي اتحاد مستقل للمفكرين الاسلاميين وارسلت زعماء دينيين من السنة والشيعة وعلماء دينيين من الشرق الاوسط وافريقيا واسيا ودول غربية بينهم امرأتان.

وقالت انجريد ماتسون التي اعتنقت الاسلام وترأس أكبر منظمة اسلامية في امريكا الشمالية ان مجموعة (كلمة سواء) تمثل القاعدة العريضة للعالم الاسلامي... واولئك الذين يعارضوننا ستصبح اصواتهم مهمشة بدرجة متزايدة.

خطة لإدارة الازمات بين المسلمين والفاتيكان

يأمل علماء دين مسلمون التقوا مع البابا بنديكت السادس عشر ومسؤولين كاثوليك أن يوافق الفاتيكان على خطة مشتركة لادارة الازمات لنزع فتيل التوترات التي تندلع بين المسيحية والاسلام.

وقال علماء الدين المسلمون انه كان من الممكن تفادي الاحتجاجات العنيفة التي شهدها العالم الاسلامي بعدما نشرت صحف دنمركية رسوما كاريكاتورية للنبي محمد لو تحدث المسيحيون والمسلمون ورفضوا هذه الاضطرابات والاستفزازات التي أدت اليها. بحسب رويترز.

وقال ابراهيم كالين وهو عالم دين اسلامي من تركيا والمتحدث باسم الجماعة: يجب أن نطور آلية للرد على الازمات حتى يمكن أن نجتمع وندلي ببيان مشترك اذا ما نشبت مجددا أزمة رسوم.

وأضاف سهيل ناخودا رئيس تحرير مجلة (اسلاميكا) ومقرها عمان ان الجانبين المسيحي والمسلم يجب أن يعلنا رفضهما للاضطهاد الديني مثل قمع الاقلية المسيحية في العراق.

وقال كالين وهو أستاذ في الدراسات الاسلامية بجامعة جورج تاون في واشنطن ان التعاون بين الكنائس والمساجد في هولندا نزع فتيل توترات بعد أن أطلق السياسي اليميني المتطرف خيرت فيلدرز فيلم (فتنة) المعادي للاسلام في وقت سابق من الشهر الحالي.

وسيترأس الكاردينال جان لوي توران رئيس المجلس البابوي للحوار بين الاديان الوفد الكاثوليكي الذي يضم 24 من مسؤولي الفاتيكان وخبراء كاثوليك في الاسلام.

ويصل عدد المسيحيين في العالم الى ملياري شخص أكثر من نصفهم من الكاثوليك بينما يبلغ عدد مسلمي العالم 1.3 مليار شخص.

وسيعقد الوفدان محادثات مغلقة حول اللاهوت ثم قضايا الاحترام المتبادل بما في ذلك مسألة الحرية الدينية في الدول الاسلامية والتي يحرص الفاتيكان على مناقشتها على وجه الخصوص.

وقال توران في مقابلة مع صحيفة (لا كروا) الكاثوليكية اليومية الفرنسية ان الوفدين يجب أن يناقشا الحرية الدينية لكن الفاتيكان لم يضع هذا الامر شرطا مسبقا للحوار.

وأضاف أنه اذا كان المسلمون قادرين على بناء مساجد في أوروبا فان المسيحيين يجب أن يمنحوا الحق نفسه في غالبية الدول الاسلامية. وكانت المملكة العربية السعودية قد أطلقت العام الحالي حوارا بين الاديان بشكل منفرد.

المنتدى المسيحي المسلم يستقبله البابا في الفاتيكان

يستقبل البابا بنديكتوس السادس عشر المشاركين في المنتدى المسيحي المسلم الاول الذي بدأ اعماله في الفاتيكان كما افادت مصادر في الفاتيكان واخرى مسلمة.

وقاد الوفد المسلم مفتي البوسنة مصطفى شيريتش. وقال المتحدث باسمه لوكالة فرانس برس: لا يمثل (الوفد) اي دولة ولا اي تيار ايديولوجي لقد شكل استنادا الى اسس دينية.

وهذا المنتدى هو ثمرة الدعوة الى الحوار التي اطلقت في 13 تشرين الاول/اكتوبر 2006 الى ممثلي الدين المسيحي من قبل 138 رجل دين ومثقف مسلم بعد شهر على خطاب البابا الذي اعتبر مهينا للاسلام. بحسب فرانس برس.

وقال رمضان في مقال نشره موقع "الغادريان" الالكتروني: الان وبعد ان تم استيعاب صدمة خطاب (البابا) تبين ان عواقبه كانت ايجابية اكثر منها سلبية لانها حركت حس المسؤولية لدى المسيحيين والمسلمين في الغرب.

الا ان الفاتيكان يبقى حذرا حول اطلاق حوار لاهوتي بحت. وقال توران للصحيفة: سنرى الى اي مدى يمكننا الذهاب معا. واضاف: الامر صعب لان مفهوم الله يختلف لدى المسيحيين والمسلمين ولكل دين طريقته في الوصول الى الله.

واضاف توران: المشكلة هي ان المبادرات لاطلاق حوار متفاوتة زمنيا بالنسبة الى اعمال العنف اليومية التي يتعرض لها المسيحيون في دول عدة.

حرية المُعتقَد في صلب اول منتدى كاثوليكي-اسلامي

واختتم اول منتدى كاثوليكي اسلامي في الفاتيكان باعتماد اعلان مشترك يشدد على اهمية حرية المعتقد ويدعو الى الالتزام المشترك باقامة عالم اكثر عدلا.

واشاد البابا بنديكتوس السادس عشر امام 58 مندوبا اتوا من العالم باسره بهذا اللقاء غير المسبوق الذي يشكل: خطوة اضافية على طريق فهم افضل بين المسلمين والمسيحيين.

ودعا الاعلان المشترك الى احترام الفرد وخياراته على صعيد المعتقد والدين وحق الافراد والمجموعات بممارسة دينهم علنا ومنفردين. ودان الاعلان: الاضطهاد والعنف والارهاب ولاسيما ذلك الذي يرتكب باسم الدين. بحسب فرانس برس.

وشدد كذلك على الروح الودية والحارة، التي طغت على المحادثات المغلقة التي شملت المسائل الدينية والاخلاقية الاجتماعية.

وقال احد المندوبين المسلمين الايطالي يحيا بالافيتشيني لوكالة فرانس برس ان المحادثات كانت: صريحة بشكل غير مسبوق في اللقاءات بين الاديان المختلفة.

وقال الاستاذ الجامعي الكاثوليكي الفرنسي جوزف مايلا: لقد بحثنا في العبارات التي تثير الاستياء مثل كره الاسلام.

وقال المفكر الاسلامي السويسري طارق رمضان: اتقفنا على ان من غير الممكن ان نجري مناقشة من دون التطرق الى بعض المسائل الحساسة مثل الحرية الدينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 1/كانون الثاني/2008 - 2/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م