جماعات التطرف الوهابي تمارس القمع ضد زوار قبر الرسول (ص)

مع اقتراب موسم الحج: دعوة الملك السعودي للسِلم وحوار الاديان لاتجد واقعاً فعلياً

اعداد: صباح جاسم

  

شبكة النبأ: تمر الامة الاسلامية هذه الايام في مواجهة ضاغطة مع تيارات الفتنة والتعصب حيث بين الحين والاخر تنطلق فتاوى التطرف والتكفير للمذاهب الاسلامية من قِبل مشايخ النفوذ الوهابي في السعودية، وهذا يجعل الساحة مفتوحة على مختلف الاحتمالات ما يعني ضرورة أخذ الحيطة والحذر خصوصا في موسم الحج الذي هو الان على الابواب.

وأبدى الشيخ الصفار انزعاجه إزاء التصرفات التي يقوم المتشددون السلفيون عند استقبالهم لحجاج بيت الله الحرام وزوار رسول الله وأئمة البقيع في المدينة المنورة.

ودعاهم للتعامل الايجابي مع المسلمين المختلفين معهم مذهبيا وأن يتقبلوا الاختلاف ولا يجيروه في اتجاه المزيد من الاحتقان وتأجيج الفتنة الطائفية.

وحث الصفار في خطبة الجمعة بالقطيف القادمين لزيارة الرسول من داخل وخارج المملكة أن يكونوا حذرين من الوقوع فيما وصفه بفخ الاثارات وأن لا تكون الأعمال المستحبة على حساب القضايا الكبرى كالوحدة والانسجام.. مضيفا ان صورة الإسلام والمسلمين أمام العالم يتحمل مسؤوليتها الجميع.

وأكد قائلا بأن الأمة الإسلامية تمر بمنعطفات خطيرة وظروف عصيبة لا تحتمل فيها الدفع باتجاه التشنج والتحريض الطائفي. بحسب تقرير شبكة راصد الإخبارية.

وتابع أن على السلفيين ان يستقبلوا زوار رسول الله وأئمة البقيع والصحابة الأخيار وأمهات المؤمنين بحفاوة وترحاب لا أن يواجهونهم بسوء خلق وبتصرفات مهينة وبمنطق متعصب والتشكيك في ذممهم واتهامهم بالابتداع والكفر.

ورأى أن هذا التصرف ينافي الشرع ويعطي صورة سلبية لقادة هذا البلد الذي يحتضن الحرمين شريفين. ودعا الصفار المتطرفين السلفيين للاحتفاظ بآرائهم حول زيارة النبي وأئمة البقيع وأن يتركوا للمسلمين حريتهم الدينية.

وخاطب السلفيين بالقول "ليس هناك وصاية لأحد على أحد في الدين ومنتهى الأمر عليكم أن تُقدّموا النصيحة والدعوة لما تؤمنون به بشرط التزام التعاليم الإسلامية الحقة من احترام الناس والتعامل الحسن وحسن الظن".

وأشار الشيخ الصفار إلى أن الأمة الإسلامية اليوم في مواجهة ضاغطة مع تيارات الفتنة والتعصب وهذا يجعل الساحة مفتوحة على مختلف الاحتمالات مما يعني ضرورة أخذ الحيطة والحذر خصوصا في موسم الحج.

وشدد على ضرورة التسلح بالوعي وأن لا يكون التزام المسلمين ببعض الشعائر المستحبة على حساب القضايا الكبيرة كالوحدة والانسجام مع جميع المسلمين.

وأشار إلى أن الأصداء الايجابية لمبادرة حوار الأديان التي دعت لها المملكة في نيويورك قد تشوهها ممارسات المتشددين السلفيين غير الإيجابية في موسم الحج مما يقوّي الاتهامات والشكوك بشأن هذه المبادرة.

واختتم الشيخ الصفار الخطبة بالتأكيد على أن الوعي وإدراك خطورة المرحلة هما السبيل للخروج بموسم الحج بصورة مشرقة وإلا فإن تجاهل ذلك من شأنه أن يخلق أجواء طائفية مشحونة يتضرر بسببها المسلمون جميعا.

برلماني عراقي ينتقد ممارسات (الآمرون بالمعروف)

وانتقد رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي في رسالة وجهها الى الملك السعودي للممارسات التي يقوم بها (الآمرون بالمعروف) مشيراً الى ان دعوة الملك الاخيرة في مؤتمر مكة لحوار الاديان لا تجد واقعاً في أرض الحرمين.

واوضح الشيخ همام حمودي قائلا، في هذه الأيام التي يجتمع فيها الحجيج في بيت الله الحرام ومرقد رسوله الكريم (ص)، توحدهم شعائر الحج العظيمة وحبهم الكبير لرسول الله (ص) “نجد مع الأسف بعض الممارسات غير اللائقة التي يقوم بها ممن يسمّون الآمرون بالمعروف والبعيدة كل البعد عن أخلاق الإسلام السمحة وآداب صاحب الرسالة الكريمة في تعامله مع الآخرين، وبشكل معاكس تماماً وبالضد من دعواتكم الكريمة والشجاعة”.

وتختلف المذاهب الاسلامية في ما بينها في النظر لبعض الشعائر وتوقيتاتها إذ يرى المسلمون الشيعة ان زيارة قبور الاولياء والائمة من الواجبات الدينية المهمة فيما ترى مذاهب اخرى عكس ذلك، ويدفن في البقيع بعض الائمة مثل الامام الحسن بن علي وجعفر الصادق وعلي ابن الحسين فضلا عن فاطمة الزهراء بنت النبي(ص) وابن عمه حمزة ابن عبد المطلب .

 وقال حمودي “إن دعوتكم المباركة الخيّرة للحوار بين الأديان وإعلانكم الشجاع للقبول بتعدد المذاهب الإسلامية واعتبار المذاهب الثمانية كلها ضمن دائرة الإسلام العظيم”.

واضاف وقد جاء هذا الإعلان عبر “ترأسكم لمؤتمر مكة المكرمة والذي عقد قبل سنتين وكان لي شرف المشاركة فيه، حيث جاءت في وقتها المناسب وأنعشت الثقة بقدرة الإسلام على الحوار وعززت الأخوة والانفتاح بين المذاهب الإسلامية ومتصدية للتطرف والتعصب”.

 واردف حمودي في رسالته “مما يزيد الأمر استغراباً أن هؤلاء يفترضون أنفسهم  دعاة ومرشدين وبهذا العنوان يحق لهم الاعتداء والتجاوز على حقوق الآخرين ممن يخالفوهم بالرأي وإذا تمت مواجهتهم بالحجة والرأي الأخر يرفعون عقيرتهم باتهام المحاور لهم بالكفر والخروج عن الملّة وسوقه إلى القضاء بحجة سبّ الصحابة الكرام”.

وتابع  “ومما يستغرب له هذا العام ( وهو عام الحوار والانفتاح وفق دعوتكم المباركة )  الممارسات التي يقومون بها بمنع زوّار مرقد الرسول الكريم ومراقد الصحابة في البقيع من القراءة في كتب الزيارة وسحبها منهم عنوة ، والأكثر غرابة وسوءً هو تدخلهم السافر في الشؤون الشخصية للحاج وحقه الخاص ، عندما يطلب منه الكشف عن تليفونه المحمول (الجوال) لعل فيه دعاءً أو ذكراً لا يرضى عنه هؤلاء الحراس والباحثون في عقائد الناس وضمائرهم الخاصة”. بحسب تقرير لـ اصوات العراق.

واستطرد نحن نتطلع إلى مقامكم الكريم وباعتباركم رافعي راية الحوار والانفتاح بين المذاهب إلى “تدخلكم لمنع هذه التجاوزات التي تسيء إلى الإسلام العظيم وشعائر الحج والزيارة وتسيء إلى مقامكم شخصياً وتخل بواقع دعواتكم الشجاعة والحكيمة ، وتشوه صورة المملكة بفرضها وجهة نظر مذهبية بالقوة على باقي المسلمين”.

وخلص حمودي في رسالته “كلنا أمل أن يجد المسلمون كل المسلمين في موسم الحج لهذا العام أثراً واضحاً ومعالم جليلة لدعواتكم الشجاعة والحكيمة بالحوار والانفتاح وانتم بذلك تحيون سنّةً حسنة أرساها القرآن العظيم وعمل بها الرسول الكريم (ص)  وتكون لكم ذكراً طيباً وعملاً صالحاً”.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاحد 30/تشرين الثاني/2008 - 1/ذي الحجة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م