غزة تواجه كارثة انسانية

المناشدات الدولية لفك الحصار تتبدد أمام التعنت الاسرائيلي

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لم تفلح المناشدات التي تطلقها الهيئات والمنظمات الدولية لخطر حدوث ازمة انسانية في قطاع غزة بسبب اغلاق السلطات الاسرائيلية جميع المعابر النافذة اليه.

فقد شددت اسرائيل الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ حزيران/يونيو 2007 عبر اغلاق كل المعابر المؤدية اليه بسبب تصاعد اعمال العنف رغم التهدئة السارية المفعول منذ 19 حزيران/يونيو الماضي.

حيث يواجه السكان المدنيين في حال استمرار الاوضاع كما هي خطر وقوع كارثة انسانية، بعد الضرر الذي لحق بمختلف القطاعات الحيوية خصوصا في ما يتعلق بالنقص الحاصل في المواد الغذائية وتوقف العديد من المرافق الصحية عن العمل بسبب نفاذ الوقود.

لحظات فصلت حياة 30 طفلا في الحضانة من الموت

من جانبها حذرت وزارة الصحة الفلسطينية المقالة من خطر توقف اكبر مستشفيات قطاع غزة عن العمل اذا استمر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع فيما بدأت المخابز باستخدام القمح المخصص لاعلاف الطيور لتحويله الى دقيق. بحسب الـ فرانس برس.

وقال همام نسمان المتحدث باسم الوزارة لوكالة فرانس برس ان "مجمع الشفاء الطبي ومستشفى غزة الاوروبي اكبر مستشفيين في غزة دخلا في ازمة حقيقية تنذر بوقوع كارثة صحية نتيجة تعطل المولدات الكهربائية الرئيسية جراء منع الاحتلال الاسرائيلي ادخال قطع الغيار".

وحذر من الخطر على "الحالات الموجودة في قسم العناية الفائقة واجهزة غسل الكلى واقسام الحضانة".

واوضح المتحدث انه "يوجد في المستشفيين 25 حالة عناية مركزة بالاضافة الى اكثر من اربعين طفلا في الحضانات".

من جهته قال الطبيب حسن خلف مدير مستشفى الشفاء الطبي ان "الازمة تكمن في تراكمات الحصار. الكهرباء جزء اساسي لاستمرارية الخدمة الصحية".

واوضح ان "المولد الرئيسي معطل منذ شهرين ولا نستطيع ادخال قطع غيار له ونعتمد على المولد الثانوي الذي تعطل هو الاخر مما عرض حياة 30 طفلا في الحضانة الى الموت لولا ان الكهرباء عادت في اللحظة الاخيرة بعد ان ازرقت وجوههم".

وطالبت الوزارة "كل مؤسسات حقوق الانسان والمؤسسات الصحية الدولية بضرورة الاسراع لازالة هذا التهديد الخطير".

وادى اغلاق اسرائيل للمعابر الى ازمة وقود تسببت في انقطاع التيار الكهربائي بعد توقف محطة الكهرباء الوحيدة في غزة والتي تنتج حوالى 30% من حاجاته من الكهرباء فيما توفر الشبكات الاسرائيلية والمصرية الحاجة المتبقية.

من جهة ثانية اعلن عبد الناصر العجرمي رئيس جمعية اصحاب المخابز ان المخابز "بدات بطحن القمح الرديء المخصص لاعلاف الطيور والحيوانات وتحويله الى دقيق لتلبية احتاجات السوق".

واشار الى ان اكثر من " ثلاثين مخبزا توقفت عن العمل كليا من اصل 47 مخبزا كما ان ثمانية مخابز من ال17 الباقية تعمل على الكهرباء التي تنقطع باستمرار".

واوضح العجرمي "ان ما يتم انتاجه لا يغطي السوق على الاطلاق".

وياتي ذلك بعد ان توقفت شركة المطاحن الفلسطينية الاربعاء كليا عن العمل بسبب نفاد القمح لديها وهي تعد الشركة الرئيسية الاكبر في قطاع غزة. واعربت عدة مراكز حقوقية فلسطينية عن قلقها حيال الوضع الانساني في قطاع غزة.

واعلنت مؤسسة الضمير لحقوق الانسان في بيان ان الحصار الاسرائيلي "اثر على مدى تمتع المواطنين الفلسطينيين بحقوقهم الانسانية المعترف بها في منظومة حقوق الانسان ما يهدد حياة المدنيين في قطاع غزة الذين اصحبوا يعيشون كارثة انسانية".

اما مركز الميزان لحقوق الانسان فاشار الى انه "يشعر ببالغ القلق جراء التدهور السريع للاوضاع الانسانية".

بدوره طالب المركز الفلسطيني لحقوق الانسان "كافة المنظمات الدولية والانسانية بوضع حد لاستمرار سلطات الاحتلال الحربي الاسرائيلي في اغلاق المعابر الحدودية لقطاع غزة ما يزيد من تدهور الاوضاع الانسانية لنحو 51 مليون فلسطيني يعانون من مخاطر كبيرة".

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جدد الجمعة دعوته الى رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة معربا عن اسفه لعدم الاستجابة لدعواته السابقة كما اعلن مكتبه الاعلامي في بيان.

وقال البيان ان بان كي مون "يواصل التعبير عن قلقه في ما يتعلق بالوضع الانساني في غزة. وشدد على الاهمية التي يوليها لان تامر اسرائيل بصورة عاجلة بتقديم المساعدة الانسانية الى السكان المدنيين وياسف لان دعواته لم تلق اذانا صاغية حتى الان".

واضاف البيان "ان الامين العام يجدد ادانته للهجمات وخصوصا الصواريخ التي ينفذها ناشطون فلسطينيون ضد اهداف اسرائيلية مدنية ويطلب وضع حد لها".

من جهتها اعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان مخزونات المواد الغذائية في مستودعاتها في غزة "تكفي لبضعة ايام وليس لاسابيع".

وتقوم الاونروا بتوزيع مساعدات غذائية لنحو 750 الف فلسطيني اي نصف سكان قطاع غزة.

اعدام الدجاج بسبب نفاذ الاعلاف

أُعدمت الآف من أفراخ الدجاج عمرها يوم واحد في مدينة غزة لنقص العلف اللازم لتغذيتها والغاز الطبيعي الضروري لتدفئة المفارخ.

ووضع العاملون في المفرخة آلاف الافراخ الصغيرة داخل أكياس كبيرة ثم أغلقوا الأكياس لخنق الطيور. بحسب رويترز.

وذكر موظف كبير في المفرخة يدعى محمود أن الحصار الاسرائيلي المفروض على قطاع غزة أدى الى نفاد أعلاف الدجاج والوقود. وأضاف أن الخيار الوحيد في هذه الظروف هو إعدام الأفراخ حتى لا تنفق جوعا أو من البرد.

وقال محمود "الحصار المفروض على قطاع غزة أدى الى نفاد تماما مخزون الأعلاف وكميات الغاز الوسيلة الوحيدة لتدفئة المزارع اللي هو الغاز. نفاد الغاز تماما ونفاذ الأعلاف من غزة بالنسبة للاعلاف اللاحم والبياض وجميع انواع الاعلاف والحبوب نفاذ المخزون تماما. فطبعا لا يوجد بديل غير إعدام هذه الطيور."

كما ذكر أنه لا يتوقع حلا لمشكلة الحصار في وقت قريب. مضيفا انهم يفقدون الأمل في التوصل الى أي حل وسيعدمون الجزء الباقي من الكميات الموجودة لديهم.

وقال مستشار بوزارة الصحة في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ان اسرائيل لم تسمح بدخول أي نوع من الحبوب اللازمة لتغذية الدجاج وأنواع الطيور الأخرى الى القطاع.

ولم تسمح اسرائيل لوكالة الامم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي تقدم العون لحوالي 750 ألف لاجيء فلسطيني وغيرها من الوكالات بادخال امدادات للقطاع منذ الرابع من نوفمبر تشرين الثاني حين اغارت قوات اسرائيلية على الجيب الساحلي لتدمر ما وصفه الجيش بنفق حفره نشطاء لخطف جنود اسرائيليين. وقتل في اشتباكات عبر الحدود أكثر من 12 نشطا فلسطينيا.

وأُصيب عدد من الاسرائيليين بجروح طفيفة جراء عشرات الصواريخ التي أطلقها مسلحون فلسطينيون بعد الهجمات الاسرائيلية.

وأبلغ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اجتماع بينهما في القدس أنه لن يسمح بأن تحدث أزمة انسانية في القطاع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/تشرين الثاني/2008 - 27/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م