
شبكة النبأ: يُعد يوم الرابع من
نوفمبر الماضي يومًا فاصلاً في التاريخ السياسي الأمريكي، فلأول
مرة يصل أول رئيس أسود من أصول إفريقية إلى البيت الأبيض.
وتحقق انتصاره بفضل جميع الولايات التي أيدت المرشح الديمقراطي
جون كاري في انتخابات العام 2004، إضافة إلى تسع ولايات أيدت
المرشح الجمهوري في العام ذاته وهي كولورادو، نيومكسيكو، ونورث
كارولينا، وإنديانا، وأيوا، وفلوريدا، وأوهايو، ونيفادا وفيرجينيا.
كما فاز أوباما بصوت انتخابي واحد من ولاية نبراسكا التي درجت
في الأعوام السابقة على التصويت للمرشح الجمهوري وعرفت بأنها من
الولايات الحمراء. ويُشار إلى أن غالبية الولايات الأمريكية تمنح
كل أصواتها للفائز بمجموع الأصوات الشعبية، إلا أن ولايتي مين
ونبراسكا تمنحان أصوات الهيئة الانتخابية تبعًا لنتائج التصويت في
كل دائرة من دوائرهما الانتخابية. ولأول مرة في تاريخ البلاد قسمت
نبراسكا أصواتها فمنحت جون ماكين أربعة أصوات، وأوباما صوتًا
واحدًا من الدائرة الانتخابية الثانية. بحسب موقع تقرير واشنطن.
ورغم فوز أوباما بأغلبية أصوات الهيئة الانتخابية، فإنه ليس
الرئيس الأمريكي الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية، حيث لم تكتمل
الانتخابات الأمريكية بعد ولم يبت فيها من الوجهة الدستورية،
فمازالت هناك مراحل دستورية لتأكيد هذا الفوز، فعلى أعضاء الهيئة
الانتخابية الإدلاء بأصواتهم ثم يتعين على الكونجرس التصديق عليها.
وهذا ما ذهب إليه تقرير تحليلي أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية
على موقعها الإلكتروني.
الانتخابات لم تحسم دستوريًّا
في الوقت الذي يعكف فيه الرئيس المنتخب باراك أوباما على وضع
الاستعدادات لتولي حكومته القادمة قيادة الولايات المتحدة في لحظة
حرجة لم تشهدها منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، فإن غالبية المواطنين
على علم بأنه لن يتسلم سدة الحكم بصفته الرئيس الرابع والأربعين
للولايات المتحدة حتى يوم 20من يناير القادم (2009)، حينما يؤدي
اليمين الدستوري في حفل تنصيبه على درجات مبنى الكابيتول، مقر
الكونجرس. بيد أن ما يجهله كثيرون هو أن انتخابه لن يصبح رسميًّا
إلا في السادس من يناير 2009.
فالدستور الأمريكي ينص على أنه لا ينتخب الرؤساء الأمريكيون
مباشرة من قبل الشعب بل من قبل مواطنين معينين يعرفون بالمنتخبين.
وهذه المجموعة من المنتخبين تُؤلف ما يُعرف بالهيئة الانتخابية.
ويساوي عدد أعضاء وفد كل ولاية إلى الهيئة المذكورة عدد ممثليها في
مجلس النواب إضافة إلى العضوين اللذين يمثلانها في مجلس الشيوخ.
ولذا يتفاوت حجم وفد المنتخبين للولاية تبعًا لعدد سكانها بحيث إن
الولايات ذات الكثافة السكانية الأكبر يكون لها عدد أكبر من
المنتخِبين. ولمقاطعة كولومبيا (التي تضم واشنطن العاصمة)، التي لا
تتمثل في مجلس النواب أو الكونجرس ثلاثة أعضاء في الهيئة
الانتخابية.
وتختلف عملية اختيار المنتخبين، أعضاء الهيئة الانتخابية، من
ولاية إلى أخرى، لكن الحزبين السياسيين يرشحان عادة المنتخبين خلال
المؤتمرين الحزبيين القوميين أو عن طريق تصويت اللجنة المركزية
للحزب. ويدلي الناخبون في يوم الانتخاب في كل ولاية بأصواتهم
للرئيس ولنائب الرئيس، لكنهم في الواقع يصوتون للمنتخِبين الذين
سيصوتون للمرشح المفضل للناخبين.
خطوات دستورية لتنصيب أوباما رئيسًا
عدد أصوات الهيئة الانتخابية التي فاز بها المرشح الديمقراطي "باراك
أوباما" والتي تؤهله لأن يكون الرئيس القادم للولايات المتحدة،
والتي تزيد عن 270 صوتًا المطلوبة للفوز بالرئاسة، والتي وصلت حتى
الآن إلى 365 من أصوات الهيئة الانتخابية قد تزيد، حيث يتطلب فرز
وإحصاء جميع أصوات الغائبين التي تُرسل بواسطة البريد أو أصوات
المتغيبين عن الاقتراع المباشر عدة أيام.
وعلاوة على ذلك، لم تفرغ ولايات كثيرة بعد من فرز البطاقات أو
الأصوات المؤقتة التي أدلى بها ناخبون الذين لم يتم البت في
أهليتهم وحقهم في التصويت في يوم الانتخابات. ويتعين التثبت من
أهلية الذين أدلوا بهذه الأصوات قبل عدها واعتمادها.
ولا تقتصر العملية الانتخابية على فوز المرشح بالأصوات ولكن يجب
أن تصادق كل ولاية على نتائج يوم الانتخاب لإضفاء صفة رسمية عليها،
وهي عملية قد تستغرق بضعة أسابيع. وتحدد كل ولاية قواعدها بخصوص
التصديق على نتائجها.
هذا، وستفرغ الولايات على مدى الأسابيع الأربعة القادمة من
فرزها وتصديقها على النتائج. ثم يقوم حاكم كل ولاية بالتوقيع على
وثيقة تعرف بـ"الشهادة على التصديق" والتي ترسل إلى دار المحفوظات،
الأرشيف القومي، بحلول 15 ديسمبر المقبل (2008).
وتجتمع الهيئة الانتخابية يوم 15 من ديسمبر للإدلاء بأصواتها.
ولا يلتقي المنتخبون، أعضاء الهيئة، الـ538 معًا في مكان واحد بل
يجتمع كل وفد ولاية في مبنى مجلسه التشريعي لولايته. وهناك يدلي
المنتخبون رسميًّا بأصواتهم للرئيس ونائب الرئيس. ويقتضي الدستور
منهم أن يقترعوا للرئيس ونائب الرئيس على البطاقة الانتخابية ذاتها.
ويتوقع أن يدلي المنتخبون في كل ولاية بأصواتهم للمرشح الذي
فضله سكان ولاياتهم. ولدى نصف الولايات تقريبًا قوانين ملزمة
تقتضي بأن يصوت المنتخب، عضو الهيئة الانتخابية، للمرشح الذي
اختاره ناخبو ولايته.
ولكن بعض المنتخبين أحيانا قد يصوتون ضد رغبات ولاياتهم إلا أن
هذه الحالات لم تحدث فارقًا يذكر في نتيجة الانتخابات.
وبعد الانتهاء من مرحلة الإدلاء بالأصوات، تُرسل الأصوات المصدق
عليها إلى مجلس الشيوخ وإلى وزير الشئون الإدارية للولاية وإلى
قاضي المقاطعة التي يجتمع فيها المنتخبون وإلى الأرشيف القومي، دار
المحفوظات.
وبحلول يوم 3 يناير (2009) تُرسل دار المحفوظات وثيقة التصديق
إلى الكونجرس. وفي يوم 6 يناير، يقوم الكونجرس الجديد بأول مهمة
له في دورة انعقاده الـ111 بمجلسيه، النواب والشيوخ بعد الأصوات
الانتخابية، وعندئذ يكون باراك قد انتخب رسميًّا رئيسًّا للبلاد
قبل أسبوعين تقريبًا من أدائه اليمين الدستورية لتولي الرئاسة.
ماذا يريد أوباما من خصومة السابقين؟
"خصوم الأمس قد يكونوا أصدقاء اليوم والغد" ، هذا ما عبر عنه
الرئيس المنتخب باراك أوباما من خلال تحركاته خلال هذا الأسبوع
لاختيار الطاقم المعاون له وأعضاء إدارته الجديدة ، حيث عقد أوباما
اجتماعات مع خصومه السياسيين السابقين فى محاولة منه للتعرف على
وجهات نظرهم فى كيفية مواجهة المشكلات والعقبات التى تواجهها
الولايات المتحدة. فقد جلس الرئيس المنتخب مع منافسته التى خاضت
ضده أصعب وأطول المعارك الانتخابية التمهيدية فى تاريخ الحياة
السياسية الأمريكية ، السيدة الأولى السابقة هيلارى كلينتون،
وأشارت العديد من التقارير إلى انه من المتوقع أن تشغل السيدة
كلينتون منصب وزيرة الخارجية. كما عقد أوباما اجتماعا هاما مع
منافسه الجمهورى جون ماكين للبحث فى كيفية التعاون فيما بينهم خلال
الفترة القادمة ، والدور الذى من الممكن أن يلعبه ماكين McCain فى
سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
كانت لقاءات الخصوم السابقين هذه محط اهتمام وسائل الإعلام
الأمريكية فى محاولة لاستكشاف الأسباب التى دفعت الرئيس الجديد
لمثل هذا الاتجاه الرامى إلى التعاون مع خصومه السابقين ، ومستقبل
هذا التعاون.
رحلة شاقة لاستعادة حيوية النظام السياسي
من جانبه استضاف فيليز ميتشل - مراسل شبكة CNN - النائب
الديمقراطى عن ولاية أوهايو في مجلس النواب – والمرشح السابق لمنصب
الرئاسة – دينيس كنسينيتش Dennis Kucinich ، ومن الجديد بالذكر أن
كنسينيتش من احد المؤيدين بشدة لإنشاء حقيبة وزارية خاصة بالسلام
Department of Peace. وتسأل ميتشل Mitchell عن ما قد يترتب على
سياسة أوباما فى الاقتراب من خصومه السابقين، والذين كانوا معارضين
له فى الكثير من القضايا خصوصا الحرب على العراق ، والذين يعتبروا
- من وجهة نظر كنسينيتش– بموقفهم هذا من الحرب معارضين لفكرة
السلام ، ومن ثم فهل معنى ذلك أن أوباما ينحى – أو على الأقل يقوم
بتحييد – مناصرى ومؤيدى السلام والذين كانوا سببا أساسيا فى فوزه
بمقعد الرئاسة.
وفى هذا السياق شدد كنسينيتش على أن الأمر ليس متعلق بالأشخاص
فقط ولكنه متعلق بالسياسة ككل ، ومتعلق بالثقافة والمجتمع داخل
الولايات المتحدة ، وهل المجتمع قادر على استيعاب التغيير الجذرى
فى اتجاهاته؟ خصوصا تلك المتعلقة بالعنف خصوصا داخل المجتمع سواء
العنف بين الأزواج والعنف الذى يمارس ضد الأطفال والعنف المنتشر فى
المدارس ومن ثم فان الطريقة التى ستتم بها مواجهة الأسباب التى
تؤدى فعلا إلى مثل هذا العنف سوف تحدد ما إذا كان هذا المجتمع يمكن
أن يكون مجتمعا مسالما أكثر فى المستقبل ، هذا التغيير على المستوى
الداخلى سوف يقود بطبيعة الحال إلى تغيير فى سلوك الولايات المتحدة
على المستوى الخارجى ، كما وجود قيادة تؤمن بالسلام على راس
الإدارة الأمريكية لا شك أن سلوكها يمكن أن ينسحب إلى سلوك الأفراد
فى المجتمع.
أما جون ريدلى– المعلق فى شبكة NPR – فقد أكد على أن ما يقوم به
أوباما فى الوقت الحالى يعبر عن شخصية ذو عقل منفتح على الآخر ،
حتى هؤلاء المختلفين – إلى حد كبير – معه فى الرأى ، فهؤلاء لن
يذهبوا فسوف يظلوا على الساحة السياسية فى أمريكا ، كما أنهم لن
يتركوا أوباما يعمل بمفرده بعيدا عن أى نوع من الممانعة والاختلاف
معه ، ولذلك فان الفلسفة التى يتبعها فى الوقت الحالى هدفها ليس
فقط أن يجمع اكبر عدد من أصحاب الآراء المختلفة معه فى إدارته ولكن
خلق نوع من المعارضة الداخلية ، تلك المعارضة غير ضارة ولازمة
لحيوية أى نظام سياسى. لأنه فى فترة الثمانى سنوات الماضية تحت حكم
الرئيس الحالى جورج بوش اعتقد الكثير من الأفراد أن المشكلة مع هذه
الفترة أنه لم تكن هناك معارضة قوية للسياسات التى طرحتها الإدارة
الأمريكية ، هذا النوع من المعارضة - التى تتمحور حول الاختلاف فى
الآراء ووجهات النظر - ليس دائما سيئا بل انه فى معظم الأحوال هو
الذى يقود إلى نوع من التغيير الصحى المرغوب فيه.
إحتفِظ بالأصدقاء والخصوم على مقربة منك
وفى برنامج American Morning – الذى يذاع على شبكة CNN - اعد
إيد هنرى تقريرا تناول فيه احتمالات تولى المنافسة السابقة للرئيس
المنتخب باراك أوباما هيلارى كلينتون حقيبة وزارة الخارجية فى
الإدارة الأمريكية الجديدة ، مشيرا فى التقرير إلى أن شخصية الرئيس
باراك أوباما لها فلسفة خاصة فى التعامل مع الأصدقاء والخصوم
السابقين ، فانه إذا كان المنطق يقضى بان تجعل أصدقائك على مقربة
منك فان أوباما يؤمن أيضا بأنه لابد أن يكون خصومك أكثر قربا. ومن
ثم نجده قد قرر هو وهيلاري طي صفحة الماضى التى شهدت أشرس منافسة
انتخابية بينها والبحث فى كيفية العمل معا من اجل تحقيق التغيير
إلى نادى به أوباما في معركته الانتخابية وإصلاح حال الولايات
المتحدة الأمريكية.
ولفت التقرير الانتباه إلى أن أعداء الأمس – فى إشارة إلى
أوباما وهيلارى - اجتمعوا لمناقشة عدد من الأمور الهامة خصوصا تلك
المتعلقة بإعادة إحياء خطة إصلاح قوانين الهجرة فى الولايات
المتحدة ، مستقبل معتقل جوانتانامو وأفضل السبل للتعامل معه سواء
بإغلاقه أو بالإبقاء عليه ، وأكد التقرير انه بالرغم من أن هناك
العديد من الفرص لإيجاد أرضية مشتركة بينهما فى العديد من
الموضوعات ، إلا أن هناك موضوعات ساخنة أخرى من الصعوبة بمكان
إيجاد مثل هذه المساحة المشتركة بشأنها.
هيلاري وزيرة الخارجية القادمة
من جانبه اهتم برنامج Good Morning America بالمداولات الجارية
بين الرئيس المنتخب باراك أوباما ومنافسته السابقة هيلارى كلينتون
بشأن إمكانية توليها زمام الشئون الخارجية فى الإدارة الأمريكية
الجديدة ، واعد جاك تابر تقريرا شدد فيه على انه إذا صدقت التكهنات
المتعلقة بتولى هيلاري حقيبة الخارجية الأمريكية فان ذلك سوف يخلق
نوع من المشاركة المميزة بين شخصين كانوا على طرفى النقيض فى
سياساتهم المطروحة خلال الصراع المرير الذى دار بينهما من اجل
اقتناص بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطى لمنصب الرئاسة قبل أسابيع
قليلة.
واعتبر التقرير أن إسناد منصب وزير الخارجية لهيلاري سوف يكون
فرصة للإدارة الأمريكية الجديدة ، بوجود وجه مألوف ومعروف فى حقل
السياسة الخارجية ليس فقط على المستوى الرسمى بالنسبة للدول الأخرى
بل أيضا لغالبية الأفراد فى أماكن كثيرة من العالم.
إلا أن تابر أكد على أن ترشيح هيلارى لهذا المنصب الرفيع لا
يخلو تماما من العديد من المشاكل والتعقيدات خصوصا تلك المتعلقة
بأنشطة – من قبيل بعض الأعمال التجارية والخطابات والمحاضرات التى
يلقيها - زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون، فضلا عن المؤسسة
الخيرية التى يديرها مؤسسة William J. Clinton Foundation.
فكلينتون يقوم بصورة مستمرة بالعديد من الرحلات الخارجية حول
العالم كما انه يتلقى الكثير من التبرعات لمكتبته الرئاسية ومؤسسته
الخيرية ، لذلك فلابد من نظام رقابى صارم لمنع أى أنشطة تقوم بها
عائلة كلينتون أو المؤسسة التابعة لها ، وتكون ذات تأثير سلبى على
السياسة الخارجية لأوباما أو تخلق لها تعقيدات جديدة ليست فى
الحسبان. فعلى سبيل المثال فى عام 2005 قام بيل كلينتون برحلة إلى
دولة كازاخستان بمصاحبة احد المستثمرين الكبار فى مجال التعدين
يدعى فرانك جياسترا، بالرغم من أن الولايات المتحدة فى هذا الوقت
كانت لها تحفظات كبيرة - من جانب المسئولين الرسميين ومن جانب
زوجته نفسها - على سجل دولة كازاخستان فى مجال حقوق الإنسان
والحريات العامة ، وخلال هذه الرحلة قامت الشركة التى يملكها
جياسترا باستثمار ملايين الدولارات فى مشاريع استخراج اليورانيوم
من هناك ، وبعدها بأشهر قليلة تبرع جياسترا بحوالى 31 مليون دولار
لمؤسسة كلينتون الخيرية مع وعود بتقديم المزيد من التبرعات للمؤسسة
فى المستقبل ، وقد اعتبر التقرير أن حدوث مثل هذه المواقف فى حال
تولى هيلارى منصب وزيرة الخارجية سوف يخلق حرجا كبيرا ليس فقط لها
بل لإدارة أوباما نفسها ولسياستها الخارجية.
الاستفادة من إخفاقات بوش
يمكن القول أن هناك عديدًا من الأسباب التي دفعت أوباما لهذه
التعيينات، من بينها أن أوباما جاء إلى المكتب البيضاوي بقائمة من
الوعود يتطلب تنفيذها التعاون من قبل الكونجرس، سواء فيما يتعلق
بالأزمة المالية التي تعصف بالاقتصاد الأمريكي، أو القضايا
الخارجية كالحرب في العراق والوضع في أفغانستان.
ويعتبر جيم مانلي ، أحد المساعدين الكبار لهاري ريد قائد
الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، أن ما قام به أوباما يمثل
خطوة ذكية ستعزز من تحقيقه انتصارات تشريعية هامة، حيث يسعى أوباما
إلى سن أجندة تشريعية من خلال التوصل إلى أرضية مشتركة بين
الديمقراطيين والجمهوريين.
وتشير تعيينات أوباما لفريقه في البيت الأبيض، حسبما يوضح
جوناثان ألن في تقرير نشر يوم 16من نوفمبر تحت عنوان Obama White
House Hires Reflect Respect for Hill ، إلى أنه تعلم الدرس من
جورج بوش الابن، فالتعيينات التي طرحها الرئيس بوش في بداية ولايته
الأولى عام 2000، توضح أن مساعدين من تكساس ليس لديهم أي خبرة في
التعامل مع الكونجرس الأمريكي، مثل رئيسهم تمامًا، حاكم ولاية
تكساس السابق.
فقد أساء بوش التعامل مع الكونجرس خلال السنوات الأولى من
ولايته، وبدد بوش رصيد حسن النية الذي كان يحظى به، حيث طور سياسات
بدت متناقضة لكثير من المحافظين، مثل قانون التعليم الذي صدر عام
2001، الذي يعرف بـ No Child Left Behind، كما أنه كثيرًا ما كان
يتجاهل الكونجرس حتى اللحظة الأخيرة عندما كان يحتاج إلى أصوات.
وحتى عندما أعيد انتخابه في عام 2004، أصبح ينظر إليه من قبل
كثيرين داخل حزبه بوصفه "بطة عرجاء"، وهو ما يوضحه جون فيهيري،
المستشار الجمهوري وأحد كبار مساعدي النائب الجمهوري دينيس
هاستيرت، بالقول إنه لم يعد لدى أعضاء حزبه دافعًا للتصويت لصالحه،
وخاصة في قضايا لا يرونها ضرورية، فليست هناك فترة أخرى، وبالتالي
تعرض بوش للتجاهل من قبل معظم أعضاء الكونجرس.
وتضاءل نفوذ بوش بعد ذلك خاصة مع رفض تعيين هاريت مايرز
مستشارًا للبيت الأبيض، وهو أحد المخلصين لبوش، في المحكمة العليا
في نهاية عام 2005، واتضح هذا التضاؤل بصورة أكبر في استعادة ترنت
لوت، السيناتور عن ولاية مسيسبي، لقيادة الجمهوريين في الكونجرس
بعد أن تم طرده قبل أربع سنوات.
ورغم أن بوش قد اختار أرفع الموظفين لتمثيله في الكونجرس، لكنه
لم يبد أي اهتمام بما يفكر فيه قادة الكونجرس، كما أنه لم يحاول أن
يقيم نوعًا من التواصل الشخصي مع مشرعي الكونجرس. |