
شبكة النبا: اعلنت العديد من
الدول النفير العام واتخاذها خطوات احترازية لمواجهة خطر القرصنة
الذي تتعرض له سفنها التجارية في خليج عدن.
حيث بادرت اكثر من دولة الى ارسال قطعات حربية لمكافحة هذه
الظاهرة الاخذه بالاتساع خصوصا بعد تفاقم اعداد السفن التي استولى
عليها القراصنة مؤخرا.
فيما دأبت بعض الشركات الى تحويل مسارات القوافلها التجارية
بعيد عن منطقة الخطر متخذة من رأس الرجاء الصالح طريقا امينا
لسفنها.
الا ان تلك الخطوات لم تفلح في ثني القراصنة من مزاولة نشاطاتهم
في الاستيلاء على بعض البواخر واحتجازها في موانئهم المؤمنة في ظل
غياب سلطة الحكومة الصومالية.
ويرى خبراء ان مثل هذه الشبكات تعمل من الامارات العربية حيث
تدار مصالح الاعمال الكبرى للقراصنة.
عمليات القرصنة تصل الى مستويات مخيفة
قال مساعد مدير مكتب الملاحة الدولية في لندن، الذي يتابع مثل
هذه العمليات القرصنة الجارية في خليج عدن، مايكل هوليت "هذا أمر
غير مسبوق تماما. لم نر البتة وضعا مماثلا."
ارتفع عدد هذه العمليات من خمس عام 2006 إلى 12 العام الماضي،
وحتى الآن خلال ها العام بلغ عددها 39.
ويسيطر القراصنة على 17 سفينة وأطقمها الـ339، وفق هوليت، بعد
أن كانوا قد احتجزوا وأطلقوا 22 سفينة أخرى مع 439 يشكلون أطقمها.
ويتضمن الرقم أيضا الناقلة السعودية العملاقة "سيريوس ستار"
التي تحمل على متنها 25 من الملاحين وشحنة نفط بعشرات الملايين من
الدولارات.
وقال هوليت "لا يتمّ إطلاق سفينة اليوم حتى يتمّ اختطاف أخرى في
اليوم التالي."
وانتشرت عمليات القرصنة البحرية شمالا إلى خليج عدن وجنوبا إلى
سواحل كينيا، وفق نويل شونغ الذي يرأس مكتب الإبلاغ عن القرصنة
والذي يتخذ من كوالالمبور مقرا له.
وأوضح في تصريحات لـCNN أنّ "المخاطر تبدو ضئيلة والعوائد تبدو
كبيرة بالنسبة إلى القراصنة."
وأضاف "إنهم يعرفون أنّ حظوظ مقتلهم أو اعتقالهم أثناء عملية
الاختطاف تبدو قليلة جدا."
وبعمليات الاختطاف ، يصل عدد الأحداث المماثلة التي يشهدها شرق
أفريقيا إلى 95 هذا العام، بعد أن كانت 31 العام الماضي و10 فقط في
العام الذي سبقه.
شركات النقل البحري تتجنب قناة السويس
وكشف مسؤول تنفيذي كبير في قطاع النقل البحري إن المزيد من
الشركات العالمية في هذا القطاع تحول مسار أساطيلها في هدوء الى
رأس الرجاء الصالح في جنوب افريفيا بدلا من المخاطرة بمصادفة
قراصنة صوماليين في خليج عدن. بحسب (رويترز)
وذكر روب لوماس الامين العام لمجموعة انتركارجو التي تمثل ملاك
سفن نقل البضائع الجافة أن المزيد من الشركات يتجنب قناة السويس
وهو اجراء غير عادي في زمن السلم.
وقال لرويترز بعد أن استولى قراصنة صوماليون على ناقلة سعودية
عملاقة في أكبر عملية قرصنة للسفن في العالم "على مدى مئات السنين
من الخبرة في مجال الشحن قابلنا أحداثا من قبل أغلقت فيها قناة
السويس.. بعد حرب 1967 بين العرب واسرائيل على سبيل المثال. لكن
هذا الامر لم يسبق له مثيل في القرصنة."
وأضاف قائلا "فيما يخص البضائع الجافة نعلم أن ثمة شركات توازن
بين ما اذا كان ينبغي أن تمر عبر قناة السويس أم رأس الرجاء الصالح
ونعلم أن شركات قررت المرور عبر رأس الرجاء الصالح."
لكن لوماس حرص على توضيح أن شركات تشغيل السفن لا تتدافع على
المرور عبر رأس الرجاء الصالح والى أن التجارة الدولية المحمولة
بحرا ستمضي قدما على الدوام بطريقة ما.
وأعلنت ثلاثة على الاقل من شركات الشحن الكبرى المشهورة أنها
ستتجنب المرور خلال قناة السويس وهي سفيتزر أكبر شركة في العالم
لتشغيل سفن القطر ومجموعة أودفييل النرويجية لناقلات المواد
الكيماوية وشركة كبيرة اخرى لتشغيل سفن نقل الغاز المسال.
كما توازن سفن الحاويات التي تنقل كل شيء من أجهزة الموسيقى الى
ألعاب الاطفال بين خياراتها.
وذكر لوماس الذي امتنع عن تحديد الشركات الاعضاء في مجموعته
التي قررت تفادي المرور بقناة السويس أن بعض الشركات ربما تحول
مسار سفنها لاسباب تجارية بحتة.
وقال "الشركات قد تحدد مسار سفنها بصورة طبيعية عبر رأس الرجاء
الصالح لاسباب اقتصادية. نواجه سوق شحن ضعيفة جدا في الوقت الحالي
فيما يتعلق بنقل البضائع الجافة ولذا سيقيم الناس الخطر الاجمالي
بما في ذلك التكاليف."
وذكر أن الشركات ستضع في اعتبارها رسوم المرور من قناة السويس
وكلفة الوقود والتأمين والزمن الاضافي للرحلات.
وقال لوماس ان اسعار التأمين على السفن ذاتها زادت بحوالي عشرة
في المئة منذ الصيف للرحلات التي تمر في خليج عدن الامر الذي أدى
الى ارتفاع كلفة المرور عبر قناة السويس.
ولم يتضح ما اذا كان سماسرة التأمين سيرفعون الاسعار بدرجة أكبر
بعد أحدث عملية كبيرة للقرصنة لكن بعض خبراء صناعة التأمين ذكروا
أن من المرجح ان تواصل اقساط التأمين الاضافية الارتفاع.
وقال لوماس "اذا حسبنا كل هذه العوامل ربما نجد أن رأس الرجاء
الصالح خيار جذاب على أي حال."
فيما اعلنت مجموعة الشحن النرويجية أودفيل انها ستوقف الابحار
عبر خليج عدن لتجنب هجمات قراصنة وستغير مسار سفنها الى رأس الرجاء
الصالح على الرغم من ارتفاع التكاليف.
وقال تيري ستورينج الرئيس التنفيذي للشركة "لن نعرض طواقمنا بعد
ذلك لمخاطر الخطف والاحتجاز مقابل فدية في خليج عدن."
وأضاف "تغيير المسار سيتطلب زيادة عدد ايام الابحار وتأخر تسليم
الشحنات." وتابع "سيتسبب ذلك في زيادة كبيرة في التكاليف لكننا
نتوقع من عملائنا المساندة والمساهمة."
واودفيل التي تتخصص في ناقلات الكيماويات والتي تملك أسطولا من
92 سفينة واحدة من عدد محدود من شركات النقل التي يقول الخبراء
انها قررت بالفعل تغيير مسارها الى رأس الرجاء الصالح وتفكر شركات
أخرى في اتباع خطاها.
وتعكس الخطوة تصاعد الهجمات من واحدة كل أسبوعين الى اربعة في
يوم واحد. و خطف قراصنة صوماليون ثلاث سفن منها ناقلة كيماويات
تستأجرها شركة شتولت نيلسون النرويجية.
وقالت اودفيل انها محبطة من "الاهتمام المحدود" الذي تبديه
الحكومات وسلطات أخرى بالمسألة.
خطط الشحن لكبار مصدري النفط لم تتغير بعد حادث خطف الناقلة.
الدول المصدرة للنفط تبقي على مسارات
اساطيلها
لا توجد خطط فورية لدى ثلاثة من أكبر الدول المصدرة للنفط في
الشرق الاوسط وهي السعودية وايران والكويت لتغيير مسار عمليات شحن
نفطها الخام رغم زيادة التهديد من قراصنة قبالة سواحل شرق افريقيا.
وخطف قراصنة صوماليون مطلع الاسبوع ناقلة سعودية عملاقة تحمل
مليوني برميل من النفط وقالت البحرية الامريكية انها ترسو قبالة
سواحل الصومال.
وقال متحدث باسم شركة فيلا الدولية ذراع الشحن لشركة أرامكو
السعودية ان بقية عمليات شحن صادرات النفط للشركة لم تتغير رغم
عملية الخطف.
واضاف لرويترز "لم يحدث توقف لعمليات الشحن. العمليات مستمرة
على مستوى العالم كالمعتاد. هذا حادث مؤسف وهذه المنطقة حساسة
للغاية."
وتمتلك فيلا وتدير اسطولا مؤلفا من 19 ناقلة عملاقة تنقل النفط
بشكل اساسي بين الشرق الاوسط واوروبا وساحل الخليج الامريكي. وتنقل
الشركة نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من صادرات السعودية النفطية
التي تصل الى سبعة ملايين برميل.
ويتجه ما يزيد قليلا عن نصف صادرات النفط السعودية شرقا الى
اسيا بينما يذهب معظم المتبقي نحو الغرب الى اوروبا والولايات
المتحدة.
ويمر النفط المتجه الى اوروبا عبر مضيق باب المندب وهو مدخل
خليج عدن الى البحر الاحمر.ولطالما كانت نقطة المرور هذه معرضة
لخطر الهجمات التي يشنها القراصنة.
ويمر النفط المتجه الى الولايات المتحدة بما كان يعد في السابق
ممرا أكثر امنا حول الحافة الجنوبية لافريقيا. لكن الناقلة
السعودية سيرويوس ستار كانت في ذلك الطريق واختطفت بعيدا عن خليج
عدن.
وقال مسؤول من شركة الناقلات الوطنية الايرانية المملوكة للدولة
ان ايران ثاني اكبر مصدر في منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك)
ابقت كذلك على عمليات شحنها دون تغيير.
وتصدر ايران نحو ربع نفطها الى اوروبا والبقية الى اسيا. وتمنع
العقوبات ايران من تصدير الخام الى الولايات المتحدة اكبر مستهلكيه
في العالم.
وقال المسؤول "لم نتخذ اي قرار لتجنب المنطقة التي يهاجم فيها
هؤلاء القراصنة."
واضاف "كنا نتوخى اقصى درجات الحذر عندما نسافر في هذه المنطقة
لكننا الان ربما نكون اكثر حذرا."
وقالت شركة ناقلات النفط الكويتية الشركة الحكومية لشحن النفط
انها لم تغير انشطتها.
وقال متحدث باسم الشركة "كل شيء يسير كالمعتاد..لم نجر اي
تغييرات..هذا لا يؤثر علينا."
وتصدر الكويت 2.15 مليون برميل من النفط يوميا وهي رابع اكبر
مصدر في اوبك.
وقالت مصادر ملاحية انه لا يوجد خيار امام نقل النفط الخام في
ناقلات عملاقة من الشرق الاوسط سوى الدوران حول رأس الرجاء الصالح.
وقال صامويل سيسكوك محلل الشرق الاوسط في جلوبال انسايت في
تقرير ان مرور النفط في طريق اطول سيرفع تكلفة شحنه مثلما سترتفع
اقساط التأمين على المرور في طرق الامداد في المنطقة والتي ينظر
اليها على انها تواجه خطر القرصنة.
السفن الحربية لن توقف القرصنة
قال رئيس الوزراء الصومالي نور حسن حسين ان دوريات البحرية لن
توقف القرصنة وطلب المزيد من المساعدة للتعامل مع الشبكات
الاجرامية التي لها صلات بما وراء الصومال.
وكانت جريمة الخطف الجريئة لناقلة نقط عملاقة على بعد نحو 833
كيلومترا قبالة كينيا أحدث هجوم للقراصنة الصوماليين. وأثارت هجمات
القراصنة الصوماليون قلقا دوليا وتهديدات بزيادة تكاليف السلع في
شتى أنحاء العالم.
وصرح حسين بأنه يتحتم مواجهة أعمال القرصنة برا وبحرا مشيرا الى
أنه سيتضح في الشهور المقبلة أي المنظمات خارج الصومال متورطة في
جرائم الخطف.
وفي مقابلة مع رويترز أبدى أسفه لان مشكلة القرصنة هذه لا تقتصر
على الصومال فقط وانما تؤثر على المنطقة بأكملها والعالم.
وتابع أن عمليات السفن الحربية وحدها ليست كافية اذ أن هناك
شبكة قرصنة وهو ما يعني وجود شبكة عمليات تتضمن البحر والبر وفي
بعض الاحيان أيضا أنشطة خارج البلاد.
وقال حسين أنه يعتقد أن أعمال القرصنة مرتبطة بمنظمات أخرى
وليست مجرد قرصنة صومالية. وتابع أن من بين الافتراضات أن هناك
جماعات اجرامية ولكنه أضاف أن الصورة ستتضح أكثر خلال الشهور
المقبلة.
ويشك محللون في أن قراصنة صوماليين يحصلون على مساعدة من يمنيين
وربما نيجيريين. ويخشون أن تستخدم الغنائم في نهاية الامر في تمويل
جماعات ارهابية دولية غير أنه ليس هناك دليل على ذلك.
وقال حسين ان الحكومة الاتحادية الصومالية الانتقالية لا تملك
سبل مواجهة القراصنة وطلب مساعدة دولية لتشكيل خفر سواحل قادر على
العمل.
ويقول محللون بحريون ان السفن الحربية الاجنبية ستواجه وقتا
صعبا في القضاء على القرصنة لان القراصنة أوضحوا أن بامكانهم شن
هجمات عبر منطقة شاسعة.
ويقول دبلوماسيون ان المشكلة لن تنتهي الا بحل على الارض في
الصومال. ويسيطر الاسلاميون على معظم جنوب الصومال كما تسيطر
ميليشيات قبائلية متنازعة ومسلحة على الكثير من المناطق الاخرى
والحكومة الاتحادية الصومالية الانتقالية الضعيفة والمدعومة من
الغرب تتركز في العاصمة مقديشو.
وقال حسين ان ما يحدث جزء من ارث سنوات طويلة من الحرب الاهلية
في البلاد والافتقرار لسبل تعزيز القانون والفقر.
وتابع أنه سعيد لان مشكلة القرصنة تحولت الى مشكلة عامة وهناك
جهود مشتركة للتعامل مع القضية. وأضاف أن الصومال سيلعب دوره
بالتأكيد الا أنه أشار الى أن قدرة البلاد محدودة للغاية.
اليمن لا يقوى على مواجهة القرصنة
اعلن دبلوماسيون في صنعاء وبعض المحللين ان السفن عادة ما تسلك
ممرات بحرية بالقرب من اليمن لتجنب الاقتراب من مراكز القراصنة في
الصومال أو الاقليمين المنشقين عنها وهما أرض الصومال وبلاد بنط
لكن ليس هناك دلائل على أي مشاركة يمنية في الهجمات.
وهم لا يستبعدون وجود صلات بين القراصنة الصوماليين وبعض من
مئات الالوف من الصوماليين اللاجئن والمهاجرين في اليمن لكن لا
يمكن تأكيد نظريات عن أن القراصنة أقاموا علاقات مع شبكات اجرامية
هناك على مدى سنوات من تهريب البشر.
غير ان العديد من المحللين يرون أن مشكلات اليمن المزمنة تشكل
تهديدا كبيرا محتملا للنظام في منطقة القرن الافريقي.
وخلص الباحث جيني هيل في ورقة بحث أصدرها مركز دراسات تشاتم
هاوس في لندن الى ان "الاضطرابات المستقبلية في اليمن قد توسع نطاق
المنطقة غير المحكومة بالقانون من شمال كينيا عبر الصومال وخليج
عدن حتى السعودية."
وقال دبلوماسي أوروبي في صنعاء ان الحكومة اليمنية تشعر بقلق
بالغ بشأن الافتقار للامن البحري فيما يرجع جزئيا الى احتمال أن
يضر ذلك بجهود جذب الاستثمارات الاجنبية.
ويشمل ذلك أعمال التنقيب عن النفط في الحقول البحرية ومحطة
للغاز الطبيعي المسال من المقرر أن تبدأ العمل العام المقبل
وكلاهما حيوي لمواجهة تراجع انتاج النفط. ويمثل النفط حاليا 90
بالمئة من ايرادات الصادرات اليمنية ونحو 75 بالمئة من ايرادات
الدولة.
ورغم التدريب والمساعدات الغربية مازال حرس الحدود والبحرية
اليمنية يفتقران للمعدات الكافية حتى للقيام بدوريات على امتداد
الساحل الذي يبلغ طوله 1906 كيلومترات لمواجهة الزوارق المحملة
بلاجئين صوماليين يتم تهريبهم الى شواطيء اليمن كل عام.
وقال دبلوماسي اخر في صنعاء "تظهر أحدث بيانات أن البحرية
اليمنية تملك 15 سفينة تسعة منها فقط عاملة واثنتان قادرات على
الابحار في المياه العميقة." وأضاف "اليمن يفتقر للقدرة الفعلية
على مراقبة المياه العميقة في منطقة خليج عدن."
ويقول مايكل وينشتاين الخبير في شؤون الصومال واستاذ العلوم
السياسية في بجامعة بوردو في الولايات المتحدة ان مثل هذه الشبكات
تعمل من الامارات العربية وليس من اليمن.
وقال وينشتاين "مصالح الاعمال الكبرى التي تحرض القراصنة وتسيطر
عليهم تتمركز بدرجة كبيرة في الامارات" ووصفهم بانهم رجال اعمال
صوماليين مهاجرين دون صلات معروفة بأي جماعات سياسية أو تيارات
اسلامية متشددة.
وقال ان عصابات القراصنة تتمركز أساسا في بلاد بنط وأرجع تزايد
أعداد الهجمات الى انهيار السلطة في الاقليم الذي اعلن استقلاله عن
الصومال في عام 1998.
وأضاف "اقليم بلاد بنط الذي كان يعتبر مستقرا نسبيا انهار
فعليا." وتابع " الادارة هناك مليئة بالمسؤولين الذين تربطهم
علاقات بالقراصنة."
وبالنسبة لليمن فان الاثر الرئيسي للمشكلات الصومالية كان حتى
الآن هو تدفق حشود من اللاجئين هربا من الفوضى والحرب والاضطرابات.
وتقول المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ان
نحو 32 ألف نجوا من مياه البحر العاتية في الاشهر العشرة الاولى من
هذا العام في حين قتل 230 على الاقل واعتبر 365 في عداد المفقودين.
وهذه المغامرة التي يقبلون عليها للوصول الى شواطيء اليمن تعد
دليلا على يأسهم في بلد يبلغ معدل التضخم فيه 27 بالمئة ومعدل
البطالة 40 بالمئة ونسبة حالات سوء التغذية بين الاطفال 46 بالمئة.
وكتب هيل من تشاتم هاوس يقول "انهيار اليمن متوقع منذ سنوات لكن
الدولة تمكنت من البقاء."
وأضاف "ومع ذلك فان فرصة اليمن في إعادة تشكيل مستقبله وخلق
اقتصاد نشط يقوم على النفط تضيق مع تراجع انتاج النفط لمستويات
تقارب مستوى الاستهلاك المحلي."
ومن شأن "انهيار الدولة" في اليمن تقليص فرص السلام في الصومال
وتهديد الامن في المنطقة.
إلى ذلك، يعقد في القاهرة اجتماع تشاوري برئاسة يمنية مصرية
لمناقشة ظاهرة القرصنة في البحر الأحمر، وفق وكالة أنباء الإمارات
"وام"
وقال وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر القربى .. إن كبار
المسؤولين في الدول المطلة على البحر الأحمر سوف يشاركون في
الاجتماع الذي .. يناقش قضية أمن البحر الأحمر وظاهرة القرصنة
وآثارها الأمنية والاقتصادية على المنطقة وسبل التعاون وتنسيق جهود
هذه الدول لمكافحة الظاهرة موضحا أن الاجتماع سيعلن في ختام جلساته
عن توصيات تتعلق بأمن الممرات الملاحية .
الخارجية الامريكية قلقة من تنامي
القرصنة
من جانبها قالت الخارجية الأمريكية إن واشنطن تعمل مع أعضاء
مجلس الأمن الدولي للنظر في كيفية اتخاذ خطوات أكثر فعالية في
مواجهة تنامي القرصنة.
وقال الناطق باسم الوزارة، شون ماكورماك، خلال مؤتمر إن وزيرة
الخارجية رايس قلقة من تنامي عمليات القرصنة في سواحل الصومال،
وطالبت بتوسيع الجهود الأمريكية المبذولة حالياً في مجلس الأمن.
وتزامنت تصريحات ماكورماك مع الإعلان عن اختطاف القراصنة سفينتي
شحن جديدتين في سواحل شرق أفريقيا، ليصل عدد السفن التي تعرضت
للقرصنة خلال الأسبوعين الماضيين إلى ثمانية.
وتعكس هذه العمليات المنحى الدراماتيكي الذي اتخذته عمليات
القرصنة مما دق نواقيس الخطر أمام الحكومات وشركات الشحن عبر مختلف
أنحاء العالم، حيث بلغ عدد عمليات القرصنة هذا العام 39 عملية،
مقابل خمس فقط عام 2006.
ويرى خبراء الملاحة أن اختطاف سفينة بحجم الناقلة السعودية
تصعيداً خطيراً، وقال أحدهم: "قدرتهم على السيطرة على ناقلة بهذا
الحجم يتعدى الحل العسكري.. لا إصلاح لهذا من دون حل سياسي."
ويشار إلى أن القراصنة تمكنوا من تحريك الناقلة العملاقة إلى
منطقة "هاراردهير" على سواحل الصومال، فيما تجوب إلى شماله قطع
بحرية وفرقطات تابعة لكل من إيطاليا، واليونان، وتركيا، وبريطانيا،
والولايات المتحدة وروسيا، بموجب تفويض من الأمم المتحدة.
كوريا واليابان تدرسان ارسال قطع حربية
ذكر مسؤولون أن كوريا الجنوبية ستضم سفنها الى العملية البحرية
الدولية التي تهدف الى حماية السفن في المحيط الهندي قبالة افريقيا
احدى أكثر مناطق الشحن ازدحاما في العالم.
وأفاد تقرير لوسائل اعلام بأن اليابان تدرس ارسال سفن تابعة
للبحرية ولكن الخطة تواجه عقبتين يتمثلان في دستورها السلمي ووجود
برلمان منقسم.
وقال مسؤول كوري جنوبي طلب عدم نشر اسمه "وزارة الدفاع تعتزم
تقديم تشريع في ديسمبر من أجل ارسال قوة بحرية."
وذكرت وسائل الاعلام الكورية الجنوبية أن الوزارة تريد ارسال
مدمرة على الاقل الى المنطقة. واذا أقر البرلمان هذا الاجراء فمن
المرجح أن يجرى نشر السفن ببداية العام المقبل.
ولم تعلق الوزارة على توقيت ارسال السفن أو تشكيل الفرقة
البحرية التي سترسل.
وخلال الاسابيع القليلة المنصرمة خطف قراصنة صوماليون سفينة شحن
كورية جنوبية واحتجزوا بحارة كوريين جنوبيين كانوا ضمن طاقم سفينة
يابانية كرهائن.
وذكرت صحيفة نيكي فاينانشال اليومية أن الحكومة اليابانية تدرس
تقديم مشروع قانون العام المقبل يصرح بارسال سفن تابعة للبحرية الى
المنطقة. وهناك ضرورة لقانون جديد للالتفاف حول دستور اليابان
السلمي الذي يقيد أنشطة اليابان العسكرية في البحار.
وأضافت أن البحرية اليابانية سيصرح لها باستخدام القوة ردا على
هجمات القراصنة ولكن لن يسمح لها بالقبض على مشتبه بهم لمحاكمتهم
في اليابان ومن ثم ستكون بحاجة الى الاعتماد على دعم من دول أخرى.
وقال كازو كوداما المتحدث باسم وزارة الخارجية في مقابلة هاتفية
"لم يتخذ قرار بعد... الحكومة تدرس الان طبيعة الاطار القانوني
المناسب للرد على حوادث القرصنة الخطيرة هذه."
وقد يواجه الائتلاف الحاكم معركة لتمرير مثل هذا التشريع من
جراء هيمنة الاحزاب المعارضة على مجلس المستشارين وهو المجلس
الاعلى في البرلمان الياباني.
الا أن حقيقة أن الامم المتحدة مررت قرارات تصرح باستخدام القوة
ضد القراصنة الصوماليين قد تعزز دعم المعارضة لارسال سفن. وكان حزب
المعارضة الرئيسي وهو الحزب الديمقراطي قال ان ارسال سفن يابانية
يجب أن يجرى تحت اشراف الامم المتحدة. |