مشروع خطير في الكويت لاثارة فتنة طائفية واعتقال الخطباء والعلماء واغلاق الحسينيات

بعد خطوات دولة الامارات في اعتقال وترحيل علماء الشيعة

 

شبكة النبأ: بعدما نجح التيار الوهابي المتطرف في التأثير على القرار الامني والسياسي في دولة الامارات، ودفع هذه الدولة الى تنفيذ حملة منظمة ضد اتباع مذهب اهل البيت عليهم السلام، وخاصة العلماء ورجال الدين، وبعدما قطع هذا المشروع الخطير، خطوات عملية بابطال اقامات اصولية للعديد من رجال الدين ومن بينهم خطباء المنبر الحسيني، وائمة حسينيات،وترحيلهم خارج البلاد رغم ان بعضهم امضى اكثر من عشرة سنوات في دولة الامارات.

بعد هذا المشروع الخطير، بدات ذات القوى والدوائر الوهابية التكفيرية،ومنذ فترة تنفيذ هذا المشروع الطائفي الخطير في دولة الكويت، ولكن ليس من خلال الدولة التي استطاعت حتى الان ان تبعد نفسها عن هذا التوجه الخطير، بل عن طريق تيار طائفي يمتلك في الكويت،عددا كبيرا من الجمعيات والتجمعات والاحزاب  الطائفية، حيث اصبح لهذا التيار نفوذا وان كان قليلا، ولكنه نفوذ خطير وفي مواقع مؤثرة  في مختلف اجهزة الدولة وحتى الاجهزة الامنية.

 وكان قد افتضح هذا الخرق الامني الخطير، عندما منحت  هذه المواقع المؤثرة، جواز سفر وفق الاصول الرسمية لثلاثة عناصر مرتبطة  بالتنظيمات التكفيرية وتحديدا مرتبطة بتنظيم القاعدة الارهابي، واحدهم كان معتقلا في سجون غوانتانامو، وثلاثتهم كانوا من حملة الجنسية الكويتية , وقام هؤلاء الثلاث ة بالسفر الى العراق عبر دولة ثالثة ونفذوا عمليات ارهابية انتحارية وقتلوا هناك واقيمت لهم مجالس الفاتحة بشكل علني في بيوت رموز التيار التكفيري في الجهراء والصليبخات وسلوى.

مصادر نيابية مطلعة في الكويت كشفت لشبكة نهرين نت،" ان تنظيمات تكفيرية اعدت مشروعا خطيرا للكويت من شأنه ان يهدد السلم الاهلي، وذلك عبر استهداف علماء الشيعة وخطباء المنبر الحسيني".

وقالت هذه المصادر: " ان المشروع التكفيري في الكويت،  اكبر من محاولة الاساءة الى احد اكبر خطباء المنبر الحسيني وهو العلامة الخطيب السيد محمد باقر الفالي، الذي اعتقل في مطار الكويت بصورة تعسفية وسحب منه جواز سفره الايراني، وليس  هذا المشروع التكفيري يستهدف مرجعية السيد السيستاني الذي يصفوه في بيانتهم وتصريحاتهم – بالايراني والصفوي  الذي يحكم العراق- وليس المشروع يستهدف بقية المرجعيات الدينية المعروفة والمشهورة بتاريخها الوطني والديني في الكويت، وانما المشروع التكفيري الذي ينفذه  حاليا نواب متطرفون نواصب وائمة مساجد واصحاب مال سياسي، يستهدف بشكل اساسي اثارة حرب طائفية في الكويت بين الشيعة والسنة ".

وقال احد المحامين المعنيين بمتابعة ملف العلامة الخطيب السيد محمد باقر الفالي " ان متابعتنا لتفصيلات تتعلق بقضية العلامة الفالي، كشفت عن اهداف خطيرة لهذه المجموعة التكفيرية وانها لاتستهدف فقط الاساءة لهذا الخطيب الذي يملك جمهورا واسعا يزيد على عشرات الملايين في المنطقة وخاصة في الكويت والعراق والبحرين والسعودية، وانما هذا المشروع معد بشكل دقيق وخطير، لاستهداف شخصيات من اسرة ال الصباح الكريمة، ونشر بذور حرب طائفية، والتحشيد لدفع الكويت الى قطع علاقاتها مع الجمهورية الاسلامية وترحيل كافة الايرانيين المقيمين بصورة قانونية ومن ثم الدعوة لترحيل كافة الشيعة من مواطني الكويت، الذين يقولون عنهم يجب ان نعيدهم ب_ اللنج – المراكب الى الشاطئ الاخر الذي جاؤوا منه ويقصدون ايران ".!!

واضاف: " ان شخص رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الاحمد وشخصيات هامة من اسرة  ال الصباح الكريمة التي لم تفرق بين سني وشيعي طوال فترة حكمها للكويت، هم هدف مباشر لهذه المجموعة الطائفية التي تمتلك ثقلا سياسيا واعلاميا وماليا، حيث تصر هذه المجموعات على فرض نظرياتها التكفيرية والطائفية على هذه الشخصيات من ال الصباح، من خلال ممارسة جملة اعلامية موسعة  تشمل الديوانيات  والصحف والقنوات الفضائية،بل وحتى داخل مجلس الامة ".

وكشفت مصادر مطلعة في الكويت عن " وجود مخطط طائفي لتفتيت وحدة المجتمع الكويتي، اعد خارج الكويت وينفذ بوسائل اعلام  وعن طريق نواب وسياسيين وكتاب اعمدة في الصحافة المحلية لاثارة فتنة طائفية في الكويت، والسعي لدفع الحكومة الى اتخاذ اجراءات مسيئة بحق الشيعة من مواطني دولة الكويت وعلمائتهم وخطبائهم ومساجدهم ".

وقال هذه المصادر " ان هذا المشروع الخطير تقف وراءه شخصيات مسؤولة في السعودية وبشكل خاص  الامير بندر بن سلطان رئيس  مجلس الامن الوطني السعودي الذي يتصدى شخصيا لهذا الملف الذي يسميه بملف " محاربة  النفوذ الشيعي الايراني"، وان هذا المشروع يعتمد عدة وسائل للتنفيذ ومن بينها الاعلام  والمال والنفوذ السياسي والتقارير المفبركة والمزورة لاثارة حكومات المنطقة في الخليج ضد مواطنيهم الشيعة وضد علماء الشيعة، وبشكل خاص ضد خطباء المنبر الحسيني، اذ ان هذا المشروع يحاول ان يصور كل شيعي من مواطني الخليج هو مواطن يبيع ولاءه لايران.. بل هو ايراني  قادم من خارج الحدود، رغم ان بعض بيوتات الشيعة يصل تاريخ وجودها في الكويت على سبيل المثال الى مئات السنين مثل ال المعرفي والقلاف والموسوي والقطان والشطي،ووجودهم في الكويت هو وجود متأصل قديم وقبل العديد من البيوتات السنية التي وفدت الى الكويت من دول الجوار واستوطنت الكويت، ولم يزل اعمامهم وابناء عمومتهم وبقية اقاربهم يعيشون في اوطانهم في دول الجوار ".

واكد هذا المصدر قائلا: " ان هذا المشروع الخطير هو مزيج من العمل السياسي والاعلامي والمخابراتي والطائفي المقيت، ومن هنا لانستغرب  ان تقوم قناة العربية التي تبث من دبي، و التي تمول باموال الحكومة السعودية،بالمشاركة  في تاجيج هذه الفتنة الطائفية والتعمد في بث  تقارير كاذبة ومفبركة عن قضية الخطيب الحسيني العلامة الفالي، وزعمت قناة " العربية"  في تقريرها من الكويت  ان الخطيب  الفالي مطلوب للقضاء الكويتي لانه مس الذات الاميرية بالسوء في احدى محاضراته، بينما الامر يتعلق بتقارير مفبركة لتجمع تكفيري خطير في الكويت يدعى تجمع ثوابت الامة الذي حث الحكومة على اغلاق الحسينيات ومنع مجالس العزاء المقامة على سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين عليه السلام وبقية ائمة اهل البيت عليهم السلام، وهذا التجمع التكفيري هو الذي يقوم بجمع المال وتجنيد التكفيريين لتنفيذ عمليات ارهابية داخل العراق لقتل الشيعة وتفجير حسينياتهم واغتيال رجال الدين الشيعة، كما ان هذا التجمع التكفيري يجمع المال لتمويل منظمات ارهابية في بلوشستان الايرانية ليقوم افرادها بتنفيذ عمليات ارهابية ضد المدنيين والمنشئات في المدن الايرانية، ويستقدمون للكويت اعضاء في تنظيم جند الله التكفيري الارهابي  للاطلاع على احتياجاتهم وادخالهم في دورات عقائدية تكفيرية ومن ثم اعادتهم الى بلوشستان عبر باكستان لينفذوا خططهم الارهابية في الجمهورية الاسلامية ".

هذا وقد اثار اعتقال العلامة الخطيب الحسيني محمد باقر الفالي قبل ثلاثة ايام،  رد فعل عنيف في صفوف المواطنين الشيعة في الكويت لانه دل على ان التجمعيات والاحزاب الطائفية وخاصة تجمع ثوابت الامة الوهابي التكفيري، بلغت من قوة التاثير في الكويت الى حد نجاحهم في اثارة فتنة كهذه الفتنة والنجاح في دفع القضاء الكويتي الى اعتماد تقارير هذا التجمع  ودعاواه القضائية ضد خطباء المنبر الحسيني بسبب مايقول اعضاء هذا التجمع الطائفي بان الخطيب الفالي وبقية الخطباء يلعنون قاتل الامام الحسين عليه السلام، الخليفة الاموي يزيد بن معاوية ويلعنون قاتلي الامام علي عليه السلام والذين حاربوه وتآمروا عليه، وهم بهذه الدعاوى انما يريدون منع المجالس الحسينية واغلاق الحسينيات ومحاكمة كل من يلعن قتلة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام،ويفضح دور الشخصيات التاريخية التي صنعت الحكام الظلمة ودعمت ملكهم وساندتهم في بسط نفوذهم وسيطرتهم الديكتاتورية على الامة الاسلامية.

وحسب مصادر مطلعة فان المئات من الشباب الكويتي الشيعي ابدوا استعدادهم للتصدي الى هذه المجموعات الطائفية التكفيرية، ولكن رجال الدين حرموا عليهم اتخاذ اية خطوة من هذا القبيل، وترك الامر بيد القضاء الكويتي والمجموعات من المحامين الذين تصدوا لفضح ابعاد اثارة الفتنة الطائفية في الكويت، واكدوا لهم ان مدرسة اهل البيت عليهم السلام تقوم على السلم واللاعنف. كما عرب علماء الدين الشيعة وزعماء البيوتات والعشائر الشيعية في الكويت عن املهم بان يقوم امير البلاد وولي عهده ورئيس مجلس الوزراء وبقية ابناء اسرة ال الصباح برد هذه الفتنة الى نحور من افتعلها واشعلها واتخاذ خطوات عملية لكبح جماح هذه المجموعات الطائفية التي تنفذ مشروعا اسرائيليا مع بعض المسؤولين السعوديين للترويج لفتنة طائفية خطيرة بين الشيعة والسنة على غرار ما يحاولونه في لبنان، اكمالا لمشروعهم الخطير باثارة حرب اهلية في المنطقة، وهو ماتسعى الى تنفيذه اسرائيل والولايات المتحدة، كاسلوب من اساليب تمزيق الامة للسيطرة عليها، وهو ذات المشروع الذي تصر تل ابيب وشخصيات سعودية باشراف اميركي على تنفيذه في لبنان بمختلف السبل والوسائل، ولكن حكمة وكياسة زعماء وعلماء دين من السنة والشيعة في لبنان فوتت هذه الفرصة على اسرائيل وواشنطن حتى هذه اللحظة، فهل ينجح هؤلاء في الكويت والخليج بعدما فشلوا في لبنان.؟

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19/تشرين الثاني/2008 - 19/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م