سلفية الخليج وقميص عثمان

احمد جويد

بفضل التطور التكنولوجي في عالم اليوم وفي زمن نقل المعلومة بسهولة ويسر إلى من يبحث عنها، ولى زمن طمس الحقائق والضحك على الذقون الذي صور فيه معاوية لأهل الشام إن على أبن أبي طالب لا يعرف أن يصلي حتى وصل بالبعض منهم إلى حالة من ذهول حينما سمع بأن أمير المؤمنين علياً(عليه السلام) استشهد وهو بين يدي الله سبحانه وتعالى في أداءه لفريضة صلاة الفجر.

 وهكذا فعل يزيد ابن معاوية حينما أمر بقتل الحسين ابن علي(ع) وهو سيد شباب أهل الجنة وأدعى أنه أمر بقتل الخوارج وقام بسبي نسائهم وأطفالهم وحينما فضح أمره بين الناس حاول إن يصل ما أفسده بل وارتكبه من جرم فاحش بحق آل محمد(ص).

واستمر العمل في التشويه للحقائق من قبل حكام الظلم والجور باستغلالهم للسلطة ومقاليد الحكم القمعي يعاونهم في ذلك أئمة الظلال ممن يعبدون السلطان حتى ولو كان جائراً بمدهم بفتاوى التكفير والقتل والنفي والتهجير، والشواهد التاريخية كثيرة على ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر، نفي الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري من قبل معاوية بسبب قولة لكلمة الحق والفتاوى التي شرعت ليزيد قتل الحسين(ع) باعتباره خارجا على إمام زمانه،الخ.

واليوم وبعد أن بدأت الحقائق تتجلى لأبناء الخليج عبر وسائل الإعلام المختلفة في التعرف على مذهب أهل البيت (ع) ومدى اهتمام النبي(ص) وتأيده على حبهم لأنه جزء من الإيمان، بدأ أبناء الخليج بفتح قلوبهم مع آذانهم لهذه السيرة العطرة التي تطرق أسماعهم من خلال المنبر الحسيني والمحاضرات العقائدية، فصارت فطرتهم السليمة هي التي تشدهم نحو حب منقذ البشرية وأهل بيته الذين خلفهم وامتحننا بحبهم وولايتهم، في الوقت نفسه بدأ القلق يساور أعداء أهل البيت(ع) من التنظيمات الوهابية الداعمة للعنف والمحرضة على القتل والتهجير التي تحاول الرجوع إلى أساليب أسلافهم وبنفس الحجج القديمة ليرفعوا شعار سب الصحابة  إعلاناً لثورتهم ضد من يرفع شعار (حب محمد وآل محمد).

وأول الغيث المطالبة بالنفي لأحد محبي أهل البيت(ع) الخطيب المعروف السيد محمد باقر الفالي وخلال (24)ساعة، الأمر الذي يثير العديد من الأسئلة في الشارع الخليجي، ومنها أيضاً، هل يكتفي أعداء أهل البيت بنفي محبيهم من تلك الدول؟ أم أن هناك تمهيد لسيطرة متشددي القاعدة وطالبان على رقاب أبناء الخليج وتحويلهم إلى نموذج أفغاني أو إلى محاكم على غرار المحاكم الإسلامية في الصومال؟.

نحن واثقون بأن أبناء الخليج عموما والكويتيين خصوصاً لا يوافقون على مثل هكذا تحريضات ومطالبات تمهد لشق الصف الوطني وتصنف المواطنين على أسس عنصرية فاسدة بعيدة عن مفاهيم وروح الإسلام المحمدي المبنية على التسامح والتعايش المشترك في الوطن الواحد ونبذ التفرقة والعنف، وإن حكام دولة الكويت طالما أثبتوا عدالةً في مواقفهم أزاء تلك القضايا وغيرها وهم لا يقبلون بأي شكل من الأشكال أسلوب تكميم الأفواه وفرض القيود على وسائل الإعلام في التعبير عن رأيها وممارسة المواطنين لطقوسهم العبادية مهما اختلفوا معهم في الأسلوب والمنهج.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاربعاء 19/تشرين الثاني/2008 - 19/ذي القعدة/1429

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1429هـ  /  1999- 2008م